الخميس 28 نوفمبر 2024

شبيه جوزي

انت في الصفحة 16 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


ليرى من هى ابنة معتز تلك ومشى معها متوجها نحو الخارج بينما هى كانت تصعد الدرج لاعلى التفتت له قائلة ومازالت لمحه الحزن فى عينيها معتز انت رايح فين انت مش هتيجي تشوف بنتك غيرت رايك ولا ايه
رفع يزيد احد حاجبيه فى تعجب ظن أن ابنة معتز فى المنزل مثلا لكنه تفآجىء بها تصعد لاعلى اي انها هنا فى المشفى ترى اتعمل هنا مثلا ام انها اجفلت عينى يزيد عندما جال بخاطره انها ربما تكون مريضه اجل هذا هو التفكير الصائب فتسنيم زوجته قالت لما لم تعد تزورها

صعد معها الدرج وسار فى الرواق الى أن وصلت الى غرفة بها العديد من الاجهزة والتى جميعها متصلة بفتاة صغيرة لم تبلغ بعد الخامسه عشر من العمر اقل ما يقال انها جميله فوجهها ابيض جميل كالبدر فرغم الاجهزة الموصولة بها فهى قطعه من القمر ترقد امامه رغم هزاله جسدها الصغير وشحوب وجهها ولكن يالا الاسف فيبدوا انها بحاله حرجه جدا لتتصل بها كل هذه الاجهزة لتبقيها على قيد الحياه رغم أن هذه اول مرة يراها فيها يزيد الا انه حزن كثيرا لمرضها فهى مهما كان والدها مچرما لا تستحق ذلك تمنى لها الشفاء من كل قلبه لوهله هلع قلبه عندما يتذكر أن ممكن أن تكون ابنته نادين مكانها ماذا سيكون شعوره بالطبع سيكون شعوره مريعا فحمد الله على سلامة عائلته وتمنى لو يزول المړض عن هذه الصغيرة والتى تكبر ابنته بسنة او اثنتان فقط على اقل تقدير
كان هو يقف مكانه لا يستطيع الحراك والتقدم اكثر فى حين أن تسنيم تقدمت الى ابنتها واخذت تتحدث معها وكأنها تسمعها وتشعر بيدها التى تمررها على شعرها الاشقر الجميل 
تسنيم لبنى حبيبتي اخبارك ايه دلوقتيوحشتينى اوى ياقرة عينى قوميلى بقا يا لبنى طولتى الغيبه عليا اوى انا مبقتش قادرة اتحمل وادمعت عينيها ولكنها سرعان ما تداركت انها مع ابنتها ولا ينبغى أن تكون ضعيفه امامها فمسحت دمعه فاره من عينيها بسرعه وقالت وهى تحاول أن تبتسم لبنى عارفه مين جه النهاردهبابا يالبنى بابا حبيبك جالك خلاص ومش هيتأخر عنك تانى هيجى يزورك كل يوم لحد ما تخفى وتقومى لنا بالسلامه ياقلب ماما
قالت ذلك ولم تعد تستطيع التحمل اكثر فاشارت لمعتز أن يتقدم ففعل وتقدم من الفتاة الصغيرة فى حين أن تسنيم خرجت مسرعه من الغرفه تفرغ المها وحزنها على هيئة شلالات من الدمع
اقترب يزيد من الفتاة وطبع قبلة صغيرة على جبينها فيزيد حنونا جدا على الاطفال ويحبهم كثيرا رغم المظهر الخارجي له لا يدل على ذلك فمظهره دائما يعطى انطباع بالجديه والصرامه والعبوس
امسك يدها الصغيرة والتى اصبحت زرقاء من كثرة الابر التى تتصل بها اشفق عليها كثيرا وود لو يعرف لما هى ترقد هكذا وكأن لا حياة فيها لذا قرر أن يخبر تسنيم بالحقيقه ولتخبره بكل ما تعرفه عن زوجها فيبدوا انها ليست سيئه مثل زوجها فاخلاقها وتعاملاتها مع من بالمشفى لا تدل على ذلك ابدا
كلما ود أن يخرج ويترك الصغيرة فقلبه لا يتحمل رؤيتها هكذا وجد شيئا يحثه على المكوث معها اطول فترة ممكنه فمكث الى جوارها ويظل يرتل لها بعض ايات القران الكريم بصوت عذب داعيا الله لها من كل قلبه بالشفاءفلا دخل بالعداء الذى بينه وبين ابيها بتمنى لها الشفاء والعودة الى صحتها مرة اخرى
ظل معها بعض الوقت يرتل تارة ويدعوا تارة اخرى الى انه احس أن تسنيم تأخرت فى الخارج فذهب ليبحث عنها فوجدها ټدفن رأسها بين ساقيها وتبكى بشدة وهى جالسه على احد المقاعد الموجوده فى الرواق فى ذلك القسم والذى على ما يبدو انه ليس به مرضى غير لبنى ولا احد يقصده سوى الممرضات الاتى يتابعن حالة لبنى
اقترب منها قائلا ان شاء الله هتبقى كويسه خلى املك فى ربنا كبير
استغربت تسنيم ذلك الصوت ونظرت لمصدر الصوت فما وجدت امامها سوى معتز فاعتدلت فى جلستها ونظرت له فى استغراب وهى تقول وسط دموعها معتز صوتك متغير ليه
ليجلس يزيد الى جوارها ومحافظا على مسافه كافيه منها
ويقول هفهمك كل حاجه بس على شرط انتى كمان تحكيلى كل حاجه تعرفيها عن معتز
تسنيم احكيلك عن معتز ثم قالت پخوف وهبت واقفه امال انت تطلع مين
قام يزيد ووقف قبالتها مټخافيش انا هقولك على كل حاجه بس الاول تهدى انتى مش شايفه كثرة البكا عمل فيكى ازاى
لتقول تسنيم بنفاذ صبر ملكش دعوى باللى انا فيه وقولى انت تطلع مين وازاى انا قدامى معتز ومش صوته انت عايز تجننى يامعتز عايز تعمل ايه فيا اكتر من كده حرام عليك بقا والله العظيم انا مبقتش قادرة اتحمل اكتر وسقطت مغشيا عليها
صدم يزيد عندما رأها تسقط امامها فحال دول اصتدامها بالارض واسندها بذراعه وحاول أن ينادى على اى ممرضه فلم تسمعه اى منهن لان الرواق كان خالى فقرر حملها فى الفراش الخالى الذى بغرفه لبنى والذى على ما يبدو انه يخصها فى الأساس
وضعها برفق على الفراش
ودثرها بالملاءه لمزيد من الستر لها وذهب ليبحث عن احد ما يساعده وهو يقول يارب هو ايه اللى بيحصل دهالظاهر انك يامعتز وراك سر 
اخذ يبحث فى الغرف عن احد لم يجد فزفر بضيق وهو يهبط السلم لاسفل باحثا عن طبيب او ممرضه وهو يقول فينك يامنى كان زمانك فوفتيها بسرعه
فوجد اصوات تصدر من غرفه ما بالدور الاسفل فقرر الذهاب هناك والسؤال عن طبيب
عندما اقترب اكثر سمع اصوات انثويه ووجد الباب مفتوحا فتنحنح وهو يقف جانبا غير مظهرا نفسه فليس من الائق أن يدخل هكذا غرفه فتيات ربما يكن دون حجاب او متخففات من ملابسهن
وكذلك من الادب انه عندما تقصد منزل احدهم وتود أن تطرق الباب فلتطرقه وتقف جانبا وليس فى وجه الباب فتكشف عورة المنزل والذى ربما لا يريدون احدا أن يرى من بالداخل او ليسوا باستعداد لاستقبال احد الان
وعليك اذا طرقته أن تطرقه ثلاث مرات وان لم يفتح لك الباب فلترجع ولا تكن ثقيلا فتظل تطرق الباب مرارا وتكرارا بل وتزيد الطين بلة بالطرق بشدة فلربنا يكون اهل المنزل نائمين فتوقظهم لا والله هذا ليس من الادب وليس من سمت الاسلام ابدا فرسولنا الكريم صلوا عليه قال فى اداب الاستئذانمن اطلع على قوم فى بيتهم بغير اذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا عينه 
وقالالاستئذان ثلاث
وقال إذا استأذن أحدكم ثلاثا فلم يؤذن له فليرجع 
صلوات ربى وسلامه عليه خير خلق الله 
وهذا ما فعله يزيد حيث ظل بعيدا عن الباب الى أن انتبهت له احدى الممرضات التى بالداخل فعدلت من وضعيه حجابها ذهبت لترى من بالخارج
فى حاجه ياحضرت 
لو سمحتى المدام اغمى عليها وكنت عايز دكتور بشوفها بس 
هيه فين واحنا نحاول نفوقها
فى الدور اللى فوق
فقالت باستغراب تسنيم
يزيد اه مدام تسنيم من فضلك انا مش عارف اتصرف
فقالت
وهى تسبقه الى اعلى انا رايحه ليها حاجه تسنيم دى حبيبتنا كلنا هنا
ذهبت الى حيث غرفه
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 23 صفحات