الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس

انت في الصفحة 52 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز


جسده وكأنهما يثوران عليه فبرغم انه كابر وعاند شعوره بعدما اتخذ قرار البعد إلا أن عينيها لم
تفارقه وكأن لها سحرا تلبسهوعلى العكس بدلا من ان ينساها استفحلت مشاعره تجاهها لدرجة جعلت من طيفها ملازما له كظله أينما ذهب ذهبتأما هي فقد حضرت بدعوة من نيلليالتي قررت الإحتفال بيوم ميلاد إيثار بطريقة مختلفة ليظل راسخا بعقلها حيث قامت بدعوتها بصحبة عائلة أيمن لتناول العشاء بمطعما فاخر وبعدها انضموا للإستمتاع بإحدى حفلات دار الاوبرا المعروفة بالرقيتطلعت إلى تلك المرأة النبيلة التي تشملها بعطفها الدائم هي وصغيرها في محاولة نبيلة منها بتعويضها للاسرة التي افتقدتها لتقول بنبرة ممتنة 

مش عارفة أشكر حضرتك إزاي يا مدام نيللي على اليوم الحلو دهبصراحة فاجأتيني بحفلة الأوبرا
ابتسمت لتجيبها بحنو ظهر بصوتها 
إيه متشكرة دي كمانإنت زيك زي لارا ومفيش فرق بينكم
ابتسمت لارا لتقول بنبرة حنون 
كل سنة وإنت طيبة يا إيثو
شكرتها لتقول سالي بنبرة حماسية
بعت لك هديتك على البيت يا إيثار علشان صندوق كبير ومكنش ينفع اجيبه معايا هنا
لتهتف لارا بمشاكسة
أفتن عليك وأقولها على الهدية
لتصيح الاخرى محذرة
بطلي سخافة يا لاراأحلى ما في الهدية مفاجأتها
واسترسلت بابتسامة وهي تتطلع على إيثار
يارب تعجبك 
اثنت عليها قائلة بعرفان للجميع 
ليه تعبتي نفسكبجد كتير عليا اللي بتعملوه معايا ده كله
زفر أيمن ليقول پتعنيفا مفتعل كي يعفي عنها الحرج 
يادي كتير عليا اللي كل شوية تقوليها دي وبعدين معاك يا بنت فيه واحدة كل شوية تقول ل اهلها اللي بتعملوه معايا ده كتير عليا! 
ابتسمت بإحراج ليقول أحمد بنبرة هادئة 
إسكتوا بقى علشان العرض هيبدأ
ثم التف يتطلع إلى إيثار وهو يقول بابتسامة هادئة 
كل سنة وإنت طيبة يا إيثار
وحضرتك طيب يا دكتور قالتها بسعادة لتنظر أمامها بعدما خففت الإضائة إستعدادا للبدأ خرجت الفرقة التمثيلية ليبدأ العرض الشهير عرض باليه بحيرة البجع
اندمجت مع العرض لأبعد حد فقد كانت الموسيقى رائعة أما الراقصون فكانوا يتحركون بطريقة إستعراضية بمنتهى الحرفية جعلتها تسرح بخيالها وكأنها تحولت لفراشة راقصة أثناء إندماجها تطلعت تتفقد المكان لتجحظ عينيها وتعود لنقطة معينة من جديدنعم هو هي أكيدة من نظراته المسلطة عليهاالاضواء خاڤتة لكنها تستطيع تحديد هوية الاشخاص وما جعلها تتأكد هي تحيته حيث مال برأسه ك تحية منه قابلتها بتجاهل تام فهي مازالت غاضبة منه برغم مرور الوقت هز رأسه بيأس مع
خروج إبتسامة خفيفة على تلك العنيدةبرغم ڠضبها الذي مازال قائما إلا أن قلبها قد خاڼها وثار عليها منتفضا لتعلو دقاته وكأنها طبول حربباتت تتطلع على العرض بتمعن لتظهر له عدم إهتمامها بحضوره لكنها لم تستطع الصمود فاڼهارت قواها الواهية لتتسحب ببصرها كي تسترق النظر لهيأته بعدما توقعت صرف نظره عنها لكنه باغتها بنظراته المسلطة فوقها وكأنه لم يرى من العرض سواهاخجلت وسحبت عينيها سريعا وبدأت ټلعن حالها وغبائها الذي صور لها بأنها أذكى من ذاك الداهيأتى وقت الإستراحة لتضوي الانوار داخل الساحة من جديدهمس ل عائلته معتذرا 
هروح أسلم على أيمن الأباصيري 
نظر والده نحو الإتجاه الذي اشار ناحيته نجله ليهز رأسه بموافقة ويتحرك الاخر بالممر إلا أن وصل لمقصده كانت تلتزم الصمت التام وجسدها متخشبا تنظر تحت قدميها من جراء ما حدث لتنتفض من جديد حين استمعت لصوته يأتي من خلفها فقد وقف خلفها مباشرة ليقول بصوت رزين واثق 
مساء الخير
مساء النور رددها الجميع ليتحدث إلى أيمن 
منور الاوبرا يا أيمن بيه
ده إيه المفاجأة الحلوة دي يا سيادة المستشار نطقها أيمن ليجيبه فؤاد بلباقة 
هي مفاجأة حلوة وغير متوقعة
واسترسل وهو يشير إلى البلكون المتواجد به عائلته 
أنا كنت قاعد انا والباشا والعيلة ولقيت حضرتك مع عيلتك قولت لازم اجي أسلم
نظر أيمن إلى علام ومال برأسه بتحية ردها الأخر ليلقي السلام على نيللى وأحمد وأشار بتحية صامتة ل سالي ولارا وجاء دور سلام تلك التي اشرفت على لفظ أنفاسها الاخيرة من شدة توترها ليقول بصوت بات هادئا 
إزيك يا أستاذة إيثار
الحمدلله نطقتها بجمود عكس ما يدور بداخلها من توتر وارتباك لا تدري سببهما ليلتف إلى أن وقف امامها وبكل بسالة تحدث دون خجل 
أنا أسف عارف إن الموضوع عدى عليه وقت طويل بس أنا مدين ليك باعتذار قدام الكل
واستطرد تحت ذهولها وذهول الجميع من موقفه 
ياريت تقبلي أسفي
إبتلعت لعابها من هيأته التي تنطق بالرجولة والبسالة ومازادها تلبكا هي عينيه التي تشملها وكأنها ټحتضنها بالكاد استطاعت إخراج صوتها لتقول بنبرة تبدو متوترة 
حصل خير يا سيادة المستشار نطقتها بهدوء ليقاطعها معترضا 
اللي حصل مكانش خير خالصأنا فقدت أعصابي في اليوم ده وكان لازم أكون اهدى من كده بس صدقيني أنا كنت متضايق علشانك مش منك
كانت تستمع إلى كلماته الاسفة بصوته الواثق أما عن عيناه فلا تسألنيفقد كانت تفيض حنانا ممزوجا بالإعتذار مما أدخلها بحالة لا تحسد عليهاتوترت لتبتعد بعينيها وهي تقول 
متشكرة لذوقك 
لم تستطع نطق اكثر من كلتا الكلمتان لتضع نيللي كفها على خاصتها وهي تبتسم لها بحنان وسعادة لأجل كرامتها التي
 

51  52  53 

انت في الصفحة 52 من 93 صفحات