رواية الفراشة للكاتبة روتيلا
من نص الليل بره
محمد وهو يقف يا مچنون ..وساكت
يضحك خالد أه طبعا ..وقفت ليه تعال بس هو أكيد هاي....
ويقاطع استرسال خالد دخول الصقر بوقاره وهيبته التي لاتنم أبدا عن ضعف المحب بداخله
السلام عليكم
يقف الرجال وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يبتسم الحاج راشد تعال يا ابني ..تعال
صقر مباشرة ينفع يا حاج تاخد روتيلا بدون إذني
الحاج راشد وهو يريح ذقنه على يديه التي تستند على عصاه والله يا ابني اللي فاكره أن روتيلا قالت ليك لما هاتظهر براءة خالد هاروح لبابا ..وأنا
على الوعد أخدتها
صقر ببسمه جانبيه واللي أنا فاكره أن أنا قلت ..لأ
صقر ناظرا له وپحده لغاية لما تكبروا أنتوا الأتنين وتعرفوا أن الكبار لما يتكلموا الصغيرين يسكتوا ويسمعوا الكلام
كاد يهم خالد بالرد عليه ولكن بإشارة من الحاج راشد يسحبه محمد لخارج المجلس ..ليقف قريبا يسمع ما يدور
صقر بهدوء روتيلا مكانها بيتها
الحاج راشد يا حاجه شوفي رورو لو صاحيه خليها تيجي
صقر بقلق نايمه ..هي تعبانه ..روتيلا مستحيل تفوت الفجر
يبتسم الحاج لأ ..لأ ..اطمن
جمال نجيب فطار صقر بيه
يبتسم صقر شكرا ..
الحاج راشد حبيبة ابوها جت ..يا صباح الأنوار يا صباح الخيرات ..تعالي حبيبتي.. تعالي
الهامس وهي تمد يدها له السلام عليكم
يبتسم صقر ويمسك يدها بكلتا يديه ويرفعها له وعليك السلام ..
تسحب روتيلا يدها بخجل وتجلس بجانب والدها من الجانب الأخر ويجلس الصقر القلق من ابتعادها عن مجال نظره
ايوه يا ابيه
صقر بيه بيقول أنك خرجتي بدون أذنه وهو جاي يرجعك معاه ...
روتيلا تنظر للارض ولا ترد على أخيها الذي ردد ندائه مره أخرى
جمال روتيلا ..
روتيلا بهمس بابا
ينظر لها الحاج راشد قولي يا حبيبتي اللي يريحك
روتيلا بدموع عالقه بعينها ومن وراء قلبها عايزه أقعد معاك
يمسح صقر بيده على وجهه وكان سيرفض پعنف إلا أنه لمح يد روتيلا وهي تعصرها من شدة التوتر ليقف ويقترب منها ويمسك يدها لتقف أمامه وبهدوء لا يعكس أبدا ما يدور بداخله من صراع ما بين الرفض وأخذها معه وبين السماح لها بعقابه ...نعم السماح لها ....وهو راضي تماما إهدي .. أنا عموما هاجي كل يوم لغاية ما توافقي ترجعي معايا ......خدي بالك من روحي لأنك واخداها معاكي
تنظر له روتيلا قليلا بتردد ثم تجري لخارج المجلس
يقف الشيخ راشد صقر يا ابني تعال معايا نروح لحماتك تصبح عليها وبعدين نتمشى مع بعض شويه
ينتبه صقرالذي كان نظره لازال مع روتيلا التي اختفت من أمامه من شروده على كلام الشيخ فيتحرك معه للمقاپر حيث ترقد ناديا ..
.......الحاج راشد ......
......الفصل الأربعون .....الجزء الثاني ....
.......الحاج راشد ......
جلس يمسح على لحد محبوبته ثم قرأ الفاتحة هو وصقر
تعال يا ابني نتمشى شويه على النيل ..بحب اشوفه أوي الصبح
صقر بتنهيده وابتسامه خفيفة بنتك زيك بتحب النيل .. يا ترى كمان تشبهك في الطبع
يضحك الحاج راشد لأروتيلا حته من أمها مش في الشكل روتيلا فرنساوي على مصري لكن الله يكون في عونك في الطبع ..ڼاري
يضحك صقر أيوه اللي يشوف هدوئها ميعرفش أد أيه لما تكون صاحبة حق بتدافع عنه إزاي
زعلان منها
ينظر له صقر وبثقه ابدا مستحيل يا حاج بالأكتر زعلان من نفسي روتيلا مش ممكن تقدر تزعل منها أنا تقريبا اللي دفعتها للتصرف ده ومحترمتش علاقتها بخالد ..كنت ممكن جدا مبقاش بالتصميم ده وأخليها براحتها وخاصه أن روتيلا كانت بتراعي رغبتي بأنها تقلل من ارتباطها بيه لكن أنا انسان ...ويصمت صقر ...
ينظر له الحاج راشد بتمعن وبتركيز بعينية عاشق غيور...
يكسر صقر تواصل نظرته الصادقه والمؤيده لكلام الحاج راشد ويوجه نظره للنيل وبتنهيده أيوه...عاشق...
يجلس الحاج راشد على أرض منخفضه بجانب شط النيل تعال يا صقر أقعد أحكيلك اللي أنت عايزه
يظل صقر واقفا وبتعجب روتيلا قبل كده قالت أنه شئ خاص ...
يبتسم الحاج راشد تعال بس أقعد الموضوع يخصني أنا وأنا اللي هاحكيلك
يجلس صقر بجانب الحاج ينظرا لجريان ماء النيل وكأنها هي الحياه تجري بنا
الحاج راشد علشان تعرف الحكايه صح لازم تعرفها من البدايه ..عايز تعرفها يا ابن الچارحي
ينظر له صقر وبتأكيد لو الموضوع خاص أن.....
يقاطعه الحاج راشد بابتسامه يعني عايز تعرف... فاسمع
تبدأ الحكايه من زمان ..زمان أوي لما ناديا جت النجع مع أبوها الدكتور مصطفى ووالدتها الفرنسيه كانت هي وأمها حاجة غريبه على أهل النجع اتنين ستات جمال أوي بيض أوي وشعرهم أحمر ڼاري كأنه ڼار على راسهم
رجالة البلد وشبابها اتجننوا عليهم ومعتش في البلد إلا سيرة الأتنين دول
والستات غاروا ومن غيرتهم قالوا عليهم أنهم ساحرات وجنيات لدرجة أن الأطفال بقوا يخافوا منهم ويجروا لما يشوفوهم ....
يضحك الشيخ للذكرى هو وصقر ...ثم يكمل حكايته
يمشوا في أي حته بقيت تسمع كلام عجب زي الساحرات أهم الجنيات جم أجري يا ولد أنت وهو ليقلبوكم قرد
وتمر الايام ولأن مفيش حد عاقل ينتبه ويصحح تكبر الحكاوي وعليها شوية تخاريف وتنتشر بين
الناس وطبعا أمي وأهل بيتي منهم كنت وقتها شاب صغير كل اللي معايا من الشهادات ابتدائيه أزهريه و كنت بدير الشغل مع أبويا وبشوف ناديا من بعيد ..إلا في يوم رحت أجيب منيرة من المدرسة لأن أمي كانت خاېفه عليها لأنها عرفت أن منيرة مصاحبه ناديا
شفتها طالعه بشعرها الڼاري مع منيرة مشفتش غير عينيها لما ....
صقربابتسامه أكيد لون عينين روتيلا ...وفي نفسه ...اللي جننتني
يضحك الشيخ أيوة لون عينيها ...وبعدين بصيت في الأرض وأخدت منيرة ومشيت
تعدي أيام ويجي اليوم الموعود
ناديا كانت بتحب الخيل وتجري كل يوم لازم من الصبح بدري بطول البلد وترجع لبيتها طريقها كان معروف وبيطلع الشباب يشوفوها كل يوم وكانت وهي راكبه على الخيل زي جمرة الڼار اللي بتتحرك ومن ضمن الشباب دول عمك عبد الرحيم
ينظر صقر فجأة للحاج راشد وبتعجب عمي !!
يضحك الشيخ راشد ليه هو عمك مكنش من شباب النجع كان كبير كده طول عمره
يبتسم صقر ويعود للنظر للنيل ليكون عمي هو سبب جوازك منها ..زي أنا وروتيلا
يضحك راشد عاليا أه .. عبد الرحيم ..مش ممكن أنسى أن ربنا وضعه سبب ارتباطنا ببعض علشان كده دايما بسامحه
يبتسم صقر مؤيدا وبتنهيده أيوه دايما نسامحه ..عمل ايه عمي
اسمع ...كان عامل خطه أن الولاد يطلعوا يضايقوا الحصان وهو يخرج عليهم بالبندقيه ويضرب طلقتين في السما فالعيال تجري وهو يبقى منقذها وتوافق إنها تتكلم معاه ..فحبيبتي كانت بالرغم من عدم حجابها لكن كان هناك بداخلها بذره طيبه لحجاب رباني كان بس ينقصها من يرشدها للصح
ونفذ الخطه
يضحك راشد أه نفذها ومعملش حساب أن الولاد علشان يضايقوها بصحيح ضربوا الحصان بالطوب فخاف الحصان وطلع هو الهمام بالبندقيه واطلق الطلقتين فاټرعب الحصان وجرى بأقصى سرعه وكنت أنا شاهد على جزء من اللي حصل وكنت خارج من بيتنا ومعايا كالعاده وأنا رايح المزرعه الخيل بتاعتي وشفت جمرة الڼار بتجري ومش عارفه تسيطر على خيلها
فاجريت وراها وعرفت ألقطها من على الحصان قبل ما تقع
يضحك صقر وبدل ما هي تقع وقعت أنت في هواها
وأه منه من هوى ..وقفت حصاني ونزلت جمرة الڼار واتلاقت عينينا للمرة التانية وكانت لسه هاتتكلم جريت بالحصان بسرعه ومعدناش شوفنا بعض أبدا بعد كده
منيرة كانت بتوصلني أخبارها دون قصد ومن ضمن أخبارها
منيرة مش ناديا انهارده أخيرا سمعت كلامي ولبست الحجاب
أم راشد پغضب مين ناديا الجنيه بنت الجنيه إنت لسه بتمشي معاها
منيرة يا أمي والله طيبه أوي كل الحكايه أبوها كان مشغول وسايب تربيتها لأمها لكن لما عرفت بالحجاب هي اللي صممت عليه بالرغم أن أمها كانت رافضه
أم راشد طبعا ترفض علشان ساحرة
طيب ناديا لبسته ليه
لأنها ساحرة زي أمها وبتضحك عليكي علشان تسحرك
كل ده كنت سامعه وابتسامه من القلب ظهرت على وشي ومن لهفتي وفرحي منتبهتش على حاجتين واحدة نظرة منيرة ليا واكتشافها حبي لناديا فمنيرة قلبها أبيض وشفافه علشان كده كشفتني على طول
والتانيه ودي اللي تهمني فعلا ...ويصمت الحاج راشد ياخذ نفس عميق ....
صقر بقلق يا حاج لو تعبان أو الذكرى تضايقك
يبتسم الحاج راشد يداري حزنه لأيا ابني الحاجه التانيه تخص المرحومه أمي ...ربنا يغفر لها ويرحمها ...كنت أنا الراجل العاقل كنت لازم انتبه لكلام أمي وأصححه ليها ولكني نسيت
وهنا تبدأ المشكله
منيرة راشد ناديا انهارده بعتت ليك شكرها وسلامها
يبتسم راشد معملتش حاجه أي حد في مكاني كان عمل كده
ويمشي راشد يداري فرحته بسلام محبوبته
تمر الأيام وحبها في قلبي يكبر وقررت إني أرتبط بيها
مستحيل لا تبقى ابني ولا أعرفك تاخد الساحرة بنت الساحرة تدخل جنيه البيت
راشد بإصرار يا أمي حرام الكلام اللي بتقوليه
تبكي ام راشد بشدة وهي تولول عايز تغضبني وتعصاني أنت حر ولو عايز تتجوز خد بنت عمك
راشد يا سبحان الله مش بنت عمي دي اللي كانت مش عجباكي وبتقولي عليها لسانها طويل
تظل تبكي أم راشد بحرقه هاغضب عليك ليوم الدين يا راشد لو عصيتني
صقر وبعدين عملت أيه
أمي دخلت أبويا الله يرحمه في المشكله وصممت انها تخطب بنت عمي ليا واتحركت بسرعه وخطبوها ليا وفي نفس الوقت والدي الله يرحمه راح للدكتور مصطفى وتقريبا طرده من البلد
وكان قبليها جدك خاېف برده على عبدالرحيم ابنه وراح له برده وعطاه تحذير
الراجل خاف على زوجته وبنته وقمنا الصبح في يوم ولقيناه أختفى من البلد ..
مرت السنين طويلة جبت فيهم ولادي وفضلت ناديا في قلبي زي بذرة صغيرة محتاجه شئ يكبرها وكان الشيئ ده صدفه إني أشوفها وانا شيخ كبير والدي كان اتوفى وأولادي كبروا حتى جوزت أمل وجمال وبقيت جد ويوسف ومحمد كانوا في الدراسة وهي كمان كبرت واتجوزت واترملت بس مجبتش أولاد
وأول ما عيني جت في عينيها
تتجوزيني
تبتسم ناديا أيوة موافقة
يضحك صقر عاليا بس كده أول كلمه تقولها في حياتك لها كانت تتجوزيني
يضحك راشد حتى ادمعت عينيه تخيل وأنا
الشيخ الكبير اللي معاه ابتدائيه وهي مهندسة ديكور وعندها مكتب وحياه مختلفه عن حياتي
صقر ينظر له طويلا مهندسة ديكور
يبتسم الحاج مكنتش تعرف