رواية عيون مڠصوبة
انت في الصفحة 1 من 7 صفحات
نوفيلا عيون معصوبة
بقلم ډفنا عمر
الحلقة الأولى
أحكمت حقائب سفرها يعتريها الحزن لإضطرارها ترك زوجها ومعها بناتها الثلاث لضيق أحوالهم منذ فترة بتلك البلدة الخليجية فلم يجدا مفرا من مغادرتهم بشكل نهائي لموطنهم الحبيب مصر أملا أن تتحسن الأحوال المادية وتقصر غربته التي تخطت العشر سنوات !
ماما يعني خلاص هنسافر بكرة ونسيب بابا لوحده
أتت ابنتها الكبرى أبراربمعالم طفولية حزينة
أنا أتعودت نكون كلنا سوا يا ماما مينفعش نفضل!
تنهدت رضوى ببؤس لو ينفع مكناش ننزل ونسيب بابا خلاص يابنات دي ظروفه ولازم نتحملها وبعدين إنتم مش عايزين تشوفوا تيتة وولاد وبنات عمكم !
أبرار عايزين بس بردو زعلانين ان هنسيب بابا !
التمست من خالقها الدعم رغم اقتناعها بضرورة سفرهم إلا أنها تخاف القادم فعلاقتها بأم زوجها ليست كثيرة الود من طرفها لقسۏة طباعها ولومها المبطن والدائم والذي يصل أحيانا للمعايرة بأنها أم البنات ولم تستطع أنجاب ولد يحمل إسم زوجها گ شقيقه الذي حظى بإنجاب ذكور وگأن بناتها الثلاث سرابا ولا يمثلون أحفادا من صلبهم ولكن يجب أن تستعين بربها وتتوسم الخير ربما تهذبت الطباع عن سابقها وعندما ترى الصغار تشتعل داخلها مشاعر الجدة لأحفادها!
مش هوصيكي يا رضوى بلاش أي مشاكل أمي كلمتها زي كلمتي تطيعيها في أي أمر وأي حاجة تعرفيهالي أول بأول !
منحته إيماءة رأس متمتمة
ماتشلش هم يا يونس أنا من أمتى بكسر لولدتك كلمة المهم انت ماتغبش كتير عننا زي ما وعدتنا أجازتك السنوية بعد كام شهر تنزل عشان بناتك مايحسوش فجأة بغيابك وربنا يقصر غربتك وترجع وسطينا بالسلامة وأنا اوعدك هحافظ على قرشك ومش هصرفه غير في مكانه !
بعد رحلة عودتها المرهقة وصلت لمنزل والدة زوجها التي استقبلتها هي وشقيقته وزوجه أخيه المقيمة بذات البناية بشيء من البرود فتغاضت عن ذلك فلا يخصها من بينهم سوى الحماه قدمت لهم الهدايا متجاهلة تلميحاتهم أن ما جلبت ما يرضي طمعهن
لما لم تفعل
زفرت بضيق وحاولت أن تهديء نفسها وقالت معلش يا بنات الشقة متبهدلة مضطرين ننضف حتي السراير عشان ننام معلش ساعدوني
أبرار وانا كمان مش قادرة عايزة انام
حفصة انا خلاص نمت
أشفقت عليهن فقالت
طيب ياحبايبي افضلو هنا وانا هنضف السراير بسرعة والصبح من بدري هشوف بنفسي بنت تنضفها لينا
ذهبت تحضر لهن ملاءات أسرة نظيفة من دولاب غرفة النوم للوهلة الأولى لاحظت نقص في الأطقم الغالية وكذلك أطقم ملونة تخص غرفة الأطفال ثم تفحصت ضلفة أخرى من الخزانة فأيقنت أختفاء بعض ملابسها البيتيه وعباءت سوداء قيمة كانت تركتها هنا أين ذهبت أشيائها
أبرار خليكي هنا انتي واخواتك هنزل عند تيتة شوية وطالعة
تثائبت وهي تجيب حاضر يا ماما بس ماتغيبيش
هبطت سريعا لوالدة زوجها تسألها عن سبب اختفاء أشيائها هكذا
معلش ياطنط كنت عايزة اسألك هي شقتي اتعرضت للسړقة ومش عرفتوني أنا يونس
سړقة ايه يابنتي واحنا في البيت ليل نهار ومحدش غريب ساكن وسطينا وفي بوابة حديد للعمارة بتتقفل كل يوم بالليل
ازاي بس يا ماما ده انا لقيت حاجات كتير اختفت من شقتي ملاياتي وهدومي وعباياتي وسجادة الصالة كبيرة وحاجات من النيش و
صمتت بغتة وهي تحملق في المروحة ذو العمود المنصوبة في الزاوية هاتفه بدهشة هي مش دي مروحتي يا طنط
ثم لمحت علي الأرض سجادة تشبه سجادتها فقالت بريبة ودي السجادة الكبيرة بتاعتي
وبتلقائية انتقلت سريعا لأحدي الغرف لتتيقن من ظنها ملاءة السرير التي تكسي الفراش من ضمن المفقودة من دولابها ثم ذهبت للمطبخ لتجد أطباقها و الفناجين مصفوفين أمامها لم يحتاح الأمر ذكاء لتفهم أن الحماة استحلت كل ما في
شقتها دون استأذان فتوجهت لها بعاصفة ڠضب لما تكظمها ممكن افهم يا طنط مروحتي وسجادي وملاياتي وأطباقي وحاجة نيشي بتعمل ايه هنا
هتفت ببرود عادي احتاجتهم وقت شبكة بنتي عشان استر نفسي قدام الناس وابني يونس قالي الشقة شقتي واخد اللي احتاجه من
غير ما اسأله
امال المفتاح معايا ليه
اتسعت عيناها بذهول نعم
وحاولت ان تتمالك نفسها بمعجزة
طيب ماشي هتغاضي عن ان دي حاجتي ومحدش له حق يستخدمها غيري طب بعد ما اخدتيهم ياطنط وقت الفرح مش كنتي تطليعهم مكانهم تاني
ارجع ايه يا نضري ده خير ابني وشقة ابني وعز ابني أخده أو ارجعه براحتي
هنا فقدت رضوى اعصابها تمام وهي تهدر لا بقى حضرتك دا شقي ابويا وجهازي اللي مافرحتش به وانا في الغربة مع ابنك ومش من حق حد غيري مهما كانت صفته يستخدمه ويتهني بيه غيري
انتي بتعلي صوتك عليا يا مؤدبة
لا أنا مؤدبة ڠصب عن التخين يا حماتي وحاجتي هترجع مكانها تاني
طب ابقي مدي ايدك كده علي حاجة وانا اقطعهالك
هاخد حاجتي وهشوف هتقطعي ايدي ازاي
صاحت تصرخ غيتوني يا ناس مرات ابني راجعة من الغربة تقل أدبها عليا وتسرقني
في ايه يا ماما پتصرخي ليه
تعالي شوفي يا رندا مرات اخوكي عايزة تاخد حاجة ابني من شقتي مستخسرة فيا كوبايتين وسجادة وكمان واقفة تزعقلي وترد عليا الكلمة بكلمتها
تزعقلك أنا اللي يمس طرف امي امحيه من علي وش الأرض
صړخت رضوي عليها تمحي مين انتي كمان ده انتوا ناس بجحة اوي تاخدوا حاجتي وكمان ټشتموني وتمنعوني اخدها اسمعوا بقي مش هتطلع واقفل عليا باب شقتي غير اما اخد كل حاجتي
بس اخويا سمح لامي تاخد اللي يعجبها
أخوكي مش دافع تمن اللي اخدتوه مني ده كله بقرش ابويا وشقاه وسعي انتي وهي اما اخد حاجتي واطلع
لم تستطع تنفيذ ما أرادت بعد أن منعتها هي وابنتها بالقوة وخاڤت أن يتجاوزوا عليها بالضړب فصعدت شقتها تبكي قهرا وحادثت زوجها تشكوه فعلتهم المشينة ليصدمها بسلبيته وتهديده وهو يصيح انتي لسه راجعة من كام ساعة وعملتي مشاكل مع امي واختي جري ايه لو اخدت منك كوبايتين ولا طبقين اتهدت الدنيا كبري دماغك شوية يا رضوى
قالت بذهول انت بتقول ايه يا يونس هو قصة طبقين وكاسين بس بقولك لقيت سجادتي ومروحتي واغلب كاساتي الغالية تحت واطباق من الصيني الغالي بتاعي ده غير اطقم السراير النصيبة انهم نقوا الغالي اللي عندي واخدوه
خلاص ابقي اشتري غيرهم
ازاي ده انا نازلة بسبب ان ظروفنا ضاقت هناك وقولنا نلم نفسنا هنصرف اللي هايجي عشان اعوض اللي امك اخدته من شقتي وبعدين انا رافضة المبدأ نفسه ان حد يدخل شقتي ويستخدم حاجتي مجرد استخدام مش بس ياخدها وكأنهم بيورثوني بالحيا وبعدين هو انت مش بعت لوالدتك الشهر اللي فات مبلغ عشان تجيب واحدة تنضف الشقة وتغسل السجاد والستاير انا جيت لقيت الدنيا مليانة تراب مفيش حتة نضيفة لو اعرف كده كنت خليت ماما اتصرفت ونضفتها
صاح عليها بضحر
بقولك ايه يا رضوي انا مش فاضي لشغل الحريم ده وامي اياكي تزعليها بيتي بيتها وحاجتي حاجتها ولا عايزاها تلجأ للغريب لما تحتاج حاجة
لأ تلجأ لاخوك اللي في نفس البيت وتاخد منه ولا تاخد من حاجة اختك انما هما طمعوا في حاجتي وقالوا دي مش هنا نعمل اللي يعجبنا وحوزها سامح لينا بكل حاجة بس انا مش هسمح بكده يا يونس
رضوى قصري ولمي الدور شوفي اتاخد منك ايه وانا هخليكي تشتريه
غمرتها الحسړة لموقفه الغير منصف ثم قالت لتنقذ ما يمكن انقاذه مش هشتري حاجة دلوقت خلي امك تطلع المروحة والسجادة الكبيرة اللي اخدتها وعوضي علي الله في الباقي هبقي اشتريه بالتدريج
سيبيها لما تطلعهم هي من نفسها أنا مقدرش اقول لامي كده افرضي زعلت وڠضبت عليا وانا في غربة هفرح بيكي ساعتها وسلام بقي عشان عايز انام ورايا شغل الصبح
انهمرت دموع خيبتها وقهرها لمعالجة زوجها السلبية للأمر ثم هاتفت والدتها علها تهدأ
ما أن سمعت صوتها حتي هللت بفرحة حبيبة امك حمد الله علي السلامة يا رضوى نورتي مصر والدنيا بحالها من النجمة هاجيلك أنا وابوكي عشان نشوفك انتي والبنات
تنوري يا ماما اصلا لو الوقت مش متأخر والبنات نامو تعبانين من السفر كنت جيتلك انا
لاحظت لتوها كآبة نبرتها فقالت مالك ياضنايا صوتك مش عاجبني
أبدا يا أمي ارهاق سفر بس وعايزة انام
لم تقتنع لكنها تغاضت حتي تراها صباحا
خلاص ارتاحي يا حبيبتي ومتطبخيش انا محضرالك اكل متفرز ولحوم ودجاج متبل هيكفي كام يوم يدوب علي التسوية
ربنا ما يحرمني منك
يا ماما تعبتك بس
بس ايه يا حبيبتي
بصراحة الشقة مليانة تراب وقلت الصبح هنضفها ومكسوفة تيجي انتي وبابا وهي كده
طب ليه يابنتي ما قولتيش كنت جبتلك واحدة خليتهالك تشف وترف من النضافة
منا اعتمدت علي حماتي انها هتجيب حد ينضفها بس شكلها نسيت يلا الصبح بدري هقوم اعملها وهستأذنك بس تيجي علي العصر مع بابا اكون خلصتها
عصر ده ايه من النجمة هكون عندك ومعايا واحدة تنضفها واحنا
معاها وعلى الضهر شقتك هتكون فلة
وابوكي هخليه يجي متأخر شوية ماتقلقيش
ربنا مايحرمني منك يا أمي
ولا منك يابنتي
طيب ممكن خدمة كمان من بابا وهو جاي
خير يا حبيبتي
عايزاه يجبلي كالون جديد لباب الشقة ونجار يركبه
ليه هو بابك في مشكلة
لا بس حابة اغيره وبعدين هقولك السبب المهم بكره يكون كالون شقتي متغير ومفاتيحه معايا
حاضر يابنتي سهلة بس اما اجيلك لينا كلام تاني مع بعض صوتك وحالك مش عاجبني
خلاص لما اشوفك هحكيلك يا ماما
تنهدت بقلق ربنا يسترها معاكي يابنتي ويبعد عنك المشاكل خلاص اقفلي وروحي نامي مع بناتك وبأمر الله الصبح بدري هكون عندك
تنوري ياغالية في رعاية الله
أشرقت الشمس وأتت والدة رضوي ومعها سيدة قامت بتنظيف شقتها بالكامل وحان دور إنقادها أجرتها كما تستحق
تسلم ايدك يا ام سعيد الشقة بقيت زي الفل
تسلمي ياست رضوي واي حاجة تحتاجيها كلميني هاجيلك اي وقت
ان شاء الله طيب عايزة كام
أبوكي حاسبها يا رضوى
التفتت لوالدتها باستنكار نعم ازاي الكلام ده يا ماما ذنبه ايه بابا يدفع تمن تنضيف شقتي
تجاهلتها وهي توجه حديثها للسيدة خلاص روحي انتي يا ام سعيد وزي ما اتفقنا عشرين يوم وتعدي عليا عشان تنضفي
الشقة قبل