الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جديدة بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 256 من 260 صفحات

موقع أيام نيوز


لجام غضبه وتحكم بصډمته ليظهر أمامها بثبات لم تتوقعه أبدا وهو في موقف مثل الذي يقع به اﻷن .. تحولت نظراته لها الي غموض بالنسبه اليها وهي لا تستطيع تفسير تلك النظرات مطلقا ليتحول ثباتها الذي اخذت تستجمعه منذ عده ايام الي ضعف شديد وخوف اكبر من رده فعله التي باتت لها انها لن تمرئ

علي خير ابدا ..
كانت مرام تقف امامه وهي تشاهده ينظر لها فترتعد من الخۏف واسرعت بقدم لم تحملها اليه وهي تحل وثاقه والقلق يتمكن من كل خليه بها بعدما تأكدت ان كل ما كانت تخطط له ذهب هباءا وسينقلب كل ذلك علي رأسها ... حررت يدي عبدالله وقدمه من تلك اﻷوصاد ويديها ترتجف في خوف شديد وعنيها تتطلع عليه وهي تحاول استشفاف اي رده فعل عليه ولكنها لم تجد شيئا غير نظرات بدلا من ان تطمئنها كانت تدب الړعب في أوصالها....

اخذ عبدالله يفرك يديه ويحرك قدميه بهدوء شديد ثم عاد مره اخري يسند ظهره علي كرسيه وهو يطبق يديه امام صدره ويرمقها بنفس النظرات تلك دون التفوه بحرف واحد وكأنه منتظرا ما ستلقيه عليه ...
انت .. مش هتتكلم .. مش هتسأل انت .. هنا لي .. ليه !! .. مش هتزعقلي طيب .. طب مش هتقوم حتي تضربني !! .. طب اي حاجه !!
نطقت مرام تلك الكلمات بتلعثم شديد وهي تقف امامه والخۏف متمكن منها لأقصي مدي منتظره اي استجابه منه لها ولكن لا تجد سوي تلك النظرات الحاده لها ..
انهمرت الدموع من عينيها علي الرغم منها بعدما اكتشفت انها زادت من الخلاف بينهم بدلا من ان تحله لتردد بين دموعها عبدالله انا.. اسفه .. والله ما كنت اقصد.. اني اعمل فيك كده .. ارجوك يا عبدالله اتكلم .. والله انا قلتلهم بلاش .. ادهم هو اللي صمم وخطڤك عشان يصالحنا .. والله انا كنت رافضه يعمل كده وقلتله حتي لو مش هيصالحني خالص لكن متعملش فيه كده .. بس هو مسمعش كلامي وفضل يشجعني هو ويمني اني اجي واتكلم معاك .. بس انا قلتلهم ان عبدالله مش محتاجني اخطفه ولا الكلام ده هيفرق معاه اصلا بس هما مصدقونيش وحطوني انا وانت في الموقف ده ... 
كانت تستحث الكلام وكأنها تترجاه ان يخرج من بين شفتيه المطبقه بشده وكلما تري صمته مع نظراته تلك التي كانت ټقتلها كلما شعرت

بأن الطريق سيصبح اصعب بينهم وكأن ما تفعله ذلك سيذهب سدي .. لتتذكر انه سيتركها مره اخري ولن يقترب منها مجددا لتزيدها تلك الفكره من الټحطم واﻷنهيار اكثر مع دموعها التي اصبحت كالشلال وقبضه قلبها التي شعرت بها كأنها ستقتلع روحها من جسدها ..
انا غلطت .. انا .. انا استاهل كل اللي بيحصلي منك .. انا غبيه والله عارفه .. بس بحبك ومش قادره .. مش قادره ابعد عنك يا عبدالله .. لما قلت لك اني كنت عايشه كويس في السبع سنين اللي سبتني فيهم كنت بكدب عليك ..
... انا كنت عيله صغيره معرفش اي حاجه في اي حاجه فجأه لقيتك دخلت في حياتي .. لقيتك الوحيد الي يعرفني وقريب مني ڠصب عني اتعلقت بيك ومقدرتش اشوف غيرك ولا عايزه اشوف غيرك .. كانت حياتي ظلمه كلها مفيهاش روح وانت جيت وزرعت جوايا حاجه حلوه تخليني اكمل .. عشت معاك اكتر من سنه كانت اجمل فتره عشتها في حياتي ولو هدفع عمري كله وارجع اﻷيام دي تاني مش هتردد لحظه ...
كانت تهذي بتلك الكلمات بين بكاء ونحيب وهو مازال كما هو بنظراته تلك وجلسته التي لم تتغير مستمعا لها الي ان تنتهي .. 
بعدها بعدت عني وانا مش عارفه اصلا بعدت ليه .. سبتني وقلتلي انك طلقتني واتخليت عني .. الكل حوليا كان بيقولي هو كداب واناني ورماكي .. أولفت حاولت بكل الطرق انها تكرهني فيك بس معرفتش تعملها كل مره كانت تقولي كلمه وحشه في حقك مكنتش بسكتلها وكنت بوقفها عند حدها مع ان كلامها منطقي .. بس قلبي كان بيقولي حاجه تانيه .. هما مين دول عشان يتكلموا عنك ويقولوا عنك كلام وحش ! .. يعرفوك منين هما ! .. انا اللي اعرفك .. انا اللي عشت معاك وحبيتك .. .. انا اللي سمعت كل كلمه حب منك وحسيتها

وعارفه ان مش عبدالله اللي يعمل معايا كده .... انا بس اللي اعرف اذا كنت بتكدب عليا ولا صادق معايا .. انا بس حبيبتك وبنتك ومراتك .. انا وبس ..
لترتسم ابتسامه فرح علي وجهها بين دموعها وهي تتذكر امرا ما وتهتف طب تعرف يا عبده !! .. تعرف انا كنت بذاكر ليه وكنت دايما حريصه اني انجح وأبقي متفوقه .. عشان كان جوايا أمل وعندي يقين كبير
 

255  256  257 

انت في الصفحة 256 من 260 صفحات