رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى
يكفا عن اللعب والحركة مع نجم وجيلان حتى أنهكهم التعب
لم يكف أكنان عن النظر لها
عندما رأت تثاؤب أطفالها قالت لهم _ بعد أذنكم عايزه أنيم الولاد
نهضت جيلان من مكانها وحملت أحد الصغيرين وقالت _ تعالي معايا أوريكي الأوضة اللي هينامو فيها
وبمجرد أنصرافهم قالت بيسان بابتسامة متلاعبة_ عينيك متشالتش من عليها باين
أكنان بابتسامة _ وأنتي بقا قعدة مراقبني
هزت رأسها بضحك _ هو بصراحة الكل مش أنا لوحدي
غمز لها زاهر_ براحة عليه يابوسة
أبتسمت لزوجها قائلة _ حاضر هخف ماتقولي ياكينو ياأخويا ياحبيبي حكايتكم من أولها وبلاش تلاوعني في الكلام أتعرفت على زوزو أزاي وأمتى وأزاي أنا معرفتش
أردف بابتسامة ماكرة _ أتعرفنا على بعض زمان ورجعنا لبعض دلوقتي
_ أيوه يابوسة وبطلي فضولك ده شوية
_ ماشي ياكينو هبطل فضول بس مسيري هعرف
قام أكنان من مقعده ثم قال _ تصبحو عى خير
أبتسم نجم وقال في هدوء_ أخيرا جاه اليوم اللي أشوف أبني هنا وقاعدين كلنا مع بعض
نظرت له بيسان وأردفت قائلة _ يعني معندكش فضول زيي تعرف أيه حكاية مراته وولاده
شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وضحكت مغيرة مجرى الحديث_ بس الولاد نسخة مني دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده
تصنعت الزعل _ وأنا بح خلاص بقا مليش مكان
_ لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله
_ وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع
قرص خدها بخفة وقال مبتسما_ أنتي الكل في الكل طبعا
تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها تحدث قائلا_ أنا داخل أنام قبلت والدها على وجنتيه تصبح على خير
في الغرفة عند زهرة
بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة زينت شفتيها خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش
أردف بابتسامة هادئة_ قصدك أوضتي أنا
بلعت ريقها بصعوبة_ أوضتك أوضتك
_ أيوه أوضتي أوضتي
_ ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه
رد عليها في هدوء_ عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك
قالت بسرعة _ لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير
نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها شعرت بالأرتباك من نظراته
همس بصوت أجش_ مراتي يازهرة ياريت تفهمي كلامي ده كويس أنا سيبك براحتك وبقول هي معذورة في تصرفاتها وزي مابيقولو للصبر حدود أنا مكنتش هنام هنا ثم أشار باتجاه باب مغلق أنا كنت هنام في الاوضة دي
سألت بهمس متوتر_ أومال كنت عايز أيه
رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت _ كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي
أضطرب جسدها من هذه اللمسة الخفيفة فقالت بحدة_ مش بحب المفاجأة
_ بس المفاجأة دي هتحبيها
_ مش عايزه أعرف
_ هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان
سألت وهي تشعر بالقلق_ مادام هتخرج أنا موافقة
نظر بعينيها وقال_ قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها
هزت رأسها عدة مرات غير مصدقة ماسمعت أذنيها دخولها كلية الطب وأن تصبح طبيبة كان حلم حياتها هي ووالدها
قالت وقد لمعت عينيها بالدموع _ ينفع أكمل دارستي عادي
ابتسم وقال _ أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع
شردت زهرة مع ذكريات الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال
هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة تردد قليلا قبل أن يقول _ مبسوطة يازهرة ثم ربت على رأسها بخفة
هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات أبتعدت عنه وواجهته_ أنت ليه عملت كده ليه قدمت ليا في الكليه
مرر أصابعه في شعره وقال_ مش عارفة ليه عملت كده
ردت بخفوت _ أحساسك بالذنب صح
أعترض على كلامها وهتف بيأس_ لا مش أحساس بالذنب يازهرة أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك أنا عملت
كده عشان اشوف نظرة نظرة سعادة واحدة في عينيكي أنا عملت كده عشان بحبك هتف پألم بحبك حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية أنا عملت كل ده عشان بحبك أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك
أنكمشت وهي تسمع كلامه أندفعت من عينيها الدموع وصاحت_ بس أنا مش
ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر پألم _ عارف أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه
أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش أنسالت الدموع فوق وجنتيها لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش هل يحبها حقا أم ماذا هل أسامحه أم لا أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها
أخيرا عرفت ماذا تريد وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا
في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد شعر أكنان بوجود شيء مختلف فيها إحساس داخلي يخبره بذلك ابتسامتها ضحكاتها مختلفة حتى نظراتها وعند الإنتهاء ركبت كل مجموعة سيارتها الخاصة حتى المطار وفي الداخل
ضمت بيسان كلا الصغيرين بحب وقالت بتأثر _هتوحشوني كتير
إياد بلهجة طفولية_وانتي كمان هتوحشيني شوية مش كتير
ضحك الجميع على رد إياد
ضحكت بيسان بصوت
عالي _هوحشك شوية شوفت ابنك ياكينو طالع ليك قال هوحشه شوية ثم نظرت له مبتسمه مقبولة منك ياسي إياد وإنت بقا ياوليد هوحشك أد ايه
_هتوحشيني اد البحر
_ حبيبي ياوليد شوفتو الواد الدبلوماسي ضحكت قائلة مش طالعك ياكينو اكيد الدبلوماسية دي من مامته
غمز أكنان لزهرة وقال _طبعا طبعا المنبع كله عندها
وبعد فترة ركبت بيسان وزاهر الطائرة الخاصة بهم وركبت جيلان السيارة مع إبنها وقبل الانطلاق قال نجم _تبقا تجيب الولاد كل فترة وبلاش تقطع بزيارتهم ليا قلبي اتعلق بيهم أوي
إجابه بنبرة ثابته_ هبقا هوديهم الفيلا مع السلامة يجوجو
جيلان بابتسامة_مع السلامة ياحبيب جوجو مع السلامة ياحبابيبي
انطلق نجم السيارة وبعدها مباشرة انطلق أكنان هو الاخر
زهرة كانت جالسة بجواره لسانها انعقد عن الكلام من شدة توترها همست بخفوت _ياااا
الټفت لها وقال بفضول_نعم يازهرة عاوزة تقولي حاجة
ردت بارتباك _اه أنا فكرت في كلامك امبارح وعاوزة ادي لعلاقتنا فرصة
اڼصدم فقد النطق لثواني نظر لها يتأكد من وجودها بجواره وأنها هي نفس الشخص وسأل مكررا_قولتي ايه
_أنا قررت ادي علاقتنا فرصة
هتف بسعادة_واخيراااا اللحظة دي استنتها كتير
امسك كف يديها وضغط برقة
وهمس بابتسامة_اوعدك يازهرة انك هتعيشي سعيدة معايا وأخذ يصيح بسعادة أنا أسعد إنسان في الكون
شعرت بالراحة من قرارها لتزين شفتيها ابتسامه هادئة ودعت في سرها براحة البال وأن تملىء البهجة حياتها
إنها ليست النهاية ولكنها مجرد البداية
الخاتمة
مرت الأيام وتعاقبت الأحداث في حياتهم فهناك أيام مرت بسعادة وأخرى بحزن وشقاء فالحياة ماهي إلا أيام معدودة
أغمض يدعي النوم وكتم أنفاسه متمنيا أن تظل بجواره ولا تهرب إلى غرفتها ككل مرة فهذه المرة كانت مختلفة فهي من أتت إلى غرفته لأول مرة تذكر نظراتها المړعوپة عندما رأته أمامها وردها المتلعثم عن سبب تواجدها أنها رأت نور الغرفة مضاء وإنه تأخر في المجيء لم تسمعه عندما أتى فحسبت أحد الأولاد أستيقظ وعبث في النور شعر ببريق من الأمل يتوغل داخل قلبه من ردها فهي اهتمت لاحظت تأخره في الخارج ظلت مستيقظة من أجله وجد نفسه بالقرب منها كانت هادئة نظراتها مختلفة لم يعلم متى أشتعل الجو بينهم وفي لحظة أصبحت بين ذراعيه فاق من شروده على صوت حركة خفيفة تابعها بعيون شبه مغمضة وهي تتسلل من فراشه عندما تأكدت من نومه بمجرد أختفائها جلس وأخذ يزفر پغضب بالرغم من مرور سنة على علاقتهم إلا أنها مصممة على الهروب والإنعزال بداخل غرفتها أراد الذهاب لها وحملها بالڠصب إلى غرفته لكي يضعها مرة أخرى في فراشه حتى ينعم بدفئها وتنام في ه لكنه لم يتزحزح من مكانه لم يرد أخافتها مقررا الإنتظار فما حدث اليوم تطور ملموس في علاقتهم وأخذ يراقب الفراغ بعيون خاوية مټألمة
بمجرد أن دخلت غرفتها أنهارت جالسه على المقعد القريب من النافذة غطت وجهها بيديها وبكت مثل الطفلة
سرت رعشة باردة حادة في جسدها وبعد أن استعادت هدوئها نسبيا فسرت ماحدث لها منذ لحظات بسبب استسلامها وقبولها بالأمر الواقع همست بحدة ماحدث لا يجب أن يشعرك بالذنب فأنت زوجته لكنك يازهرة السبب فيما حدث كان أين عقلك وتفكيرك السليم عندما ذهبت إلى غرفته بملابس النوم هزت رأسها پغضب ظلت مستيقظة حتى الفجر تراقب بسكون كل شيء وڠرقت في تأمل ماحدث لها أشتعلت ثارت مشاعرها عندما توصلت الى حقيقة ماتشعر به تجاهه شعرت بالإضطراب
فتحت عينيها بتكاسل شديد استغربت للحظات وجودها على المقعد لمحت الساعة بطرف عينيها فوجدتها الساعة السابعة والنصف أنتبهت ثم نهضت من مكانها مذعورة دلفت إلى الحمام مسرعة أخذت شهيق عميق فتحت الصنبور فملأت كفيها بالماء البارد وألقته على وجهها عدة مرات حتى فاقت تماما أرتدت معطفها ثم ركضت إلى غرفة أطفالها وأخذت باستبدال ملابسهم بسرعة وهم يضحكون وعيونهم مليئة بالمرح فماضيهم التعس لم يصبح له وجود
أياد بلهجة ضاحكة_ براحة شوية
_لو ملبستوش بسرعة هتتأخرو على المدرسة
وليد وأياد في نفس الوقت _ يبقا بلاش مدرسة النهاردة
زينت شفتيها إبتسامة هادئة وهي تقول_ كفاية مماطلة في