الأحد 24 نوفمبر 2024

عزمت علي استعادة مكانتها بقلم دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 18 من 115 صفحات

موقع أيام نيوز

 

اشطر منهم كلهم ولما تكبرى هتبقى أحسن منهم كلهم أن شاء الله لما تتفوقى عليهم بعقلك مش بشكلك ولابجسمك ذاكرى وأتشطرى وابذلى مجهود كبير وخلى المدرسين يعجبوا بيكى وبشطارتك ويحبوكى هتلاقى صحابك فى المدرسه هما اللى عاوزين يصاحبوكى ويلعبوا معاكى ويذاكروا معاكى كمان علشان يتعلموا منكأنتى تقدرى تغيرى مستقبلك بعقلك ومجهودك مش بطولك ولا بشكلك

نظر فى عينيها التى كانت تنظر له بأهتمام وأنصات وتحاول استيعاب جميع كلماته وقال 

فهمتينى يا مهرة

حركت راسها موافقة ببراءه وهى تقول فهمت

شعر بأنتشاء شديد يغزو كل كيانه وكأنه رسم صورة ذهنية لعقله ووضع فيها كل ما يحب أن يضع كل فى مكانه تماما سيأخذ بالاسباب الدنيويه ويجتهد وفى نفس الوقت ستكون الاخرة هى غايته وليس الدنيا كما كان يفعل من قبل نعم هذا هو ما يريد أن يقوله لنفسهأبذل مجهود وأجعل الصبر حليفك والاخرة غايتك ولن يضيعك الله ابدا

 جلست عبير بجوار أختها عزة وهى تتفحصها قائلة يعنى مردتيش يا عزة على كلام ماما

نظرت لها عزة فى توتر وهى تقول اقول ايه بس يا عبير اصلا بابا مش هيوافق

تدخلت والدتها قائله أختك بتسألك على رأيك مش على رأى ابوكى

فركت عزة كفيها فى توتر شديد وقالت بتلعثم

أنا اصلى اتفاجأت ومحتاجه وقت افكر يا ماما

أرتسمت علامات الڠضب على وجه والدتها وهى تهتف بها

تفكرى فى ايه هو عمرو غريب عاوزه تعرفى اخلاقه ولا مش عارفين أهله 

أنكمشت عزة من ردة فعل والدتها الغاضب وأحمر وجهها ولاذت بالصمت فنهضت عبير وهى تقول لوالدتها 

معلش يا ماما سيبيها دلوقتى من حقها تفكر برضه وبعدين الجواز ده لازم يكون فيه قبول فسيبيها تفكر براحتها

نهضت والدتهما فى تبرم وهى تتمتم بنات آخر زمن

أغلقت عبير باب غرفتهم واقتربت من أختها وجلست بجوارها وهى تضع ذراعها على كتفيها وقالت بحب 

أنا حاسه بيكى يا عزةمتفتكريش أن محدش حاسس بيكى

تسللت دمعة خارج مقلتيها معلنة عن قلق وخوف واضح وهى تقول بخفوت 

لا يا عبير مش اللى فى دماغك سبب ترددى

ابتسمت عبير وهى تمسح عبرتها بأناملها وقالت بحنان

مش مهم ايه السببالمهم اننا نعرف رأيك فى عمروطيب أنتى حاسه بقبول ناحيته 

أبتعلت ريقها بصعوبه وقالت عادى يا عبير مش حاسه برفض ولا بقبول عادى يعنى أنا أصلا طول عمرى بتعامل مع عمرو على أنه أخويا مش أكتر فطبعا مش هكون بكره واحد بحسه زى أخويا وفى نفس الوقت مش بحبه

أبتسمت عبير وهى تقول طب ايه رأيك لو بابا وافق تدى لنفسك فرصه وتبدأى تعامليه بطريقه مختلفه ثم ضحكت وهى تتذكره وقالت

وبصراحه الطريقه المجنونه اللى طلبك بيها تخلينى متأكده أنه هيقدر يخليكى تحبيه وأستدركت وهى تقول 

بصراحه يا عزة ده شكله بيحبك أوى ياريت تفكرى تانى وتدى نفسك فرصه وتديله هو كمان فرصته

لوحت عزة بيدها متبرمه وهى تقول بتكلمى كأن بابا وافق خلاص

شعرت عبير بمزيج مختلط من المشاعر وهى تقول

ملكيش دعوه ببابا بابا كان دايما يشكر فى عمرو وهو لو رفض يبقى مفيش غير سبب واحد وأنا ان شاء الله كفيله أنى اقنعه

هتفت عزة حانقه وهى تنهض واقفة أنتى مالك عاوزه تخلصى مني كده ليه يا عبير 

وقفت عبير وهى تضع يدها فى خصرها وتنظر لها نظرة ذات معنى وتقول 

أنا مش عاوزه أخلص منك ولا حاجه أنا عاوزاكى أنتى اللى تخلصى بقى

استدارت عزة بأرتباك وأعطتها ظهرها وهى تقول بتلعثم أخلص من ايه

وقفت قبالتها ونظرت لعينيها بعمق وهى تقول تخلصى من المشاعر السلبيه اللى كابسه على نفسك دىواللى مخلياكى مش عارفه راسك من رجلك ومأجله حياتك كلها بسببهاأنتى صحيح بقالك مدة طويله قريبه من ربنا وبطلتى حاجات كتير كنتى بتعمليها بس مع الاسف لسه محتفظه بالسلبيه دى جواكى ومفيش حاجه هتخرجك من الدوامه دى غير عمرو انا متأكده

رفعت عزة كتفيها وهى تنظر لعبير بدهشه قائلة

ومالك متأكده كده ليه

ضحكت عبير وقالت منا لسه قايلالك مچنون وبيحبك وزى ما ماما قالت كده عنده أستعداد يفضل يلف ورا بابا لحد ما يقنعه يعنى مصر عليكى يعنى من الاخر كده رخم وهتحبيه يعنى هتحبيه والواد قمر برضه متنكريش

نظرت لها عزة بدهشه لما تقول وقالت يا سلام يا سلام أومال حفظ ايه ومسجد ايه اللى بتروحيه 

ضحكت عبير وقالت بخبث آه هنبدأ الغيره بقى

 خرج باسم من حجرة مكتبه وقال موجها حديثه لدنيا

تعالى شويه يا أستاذه دنيا لو سمحتىثم عاد الى مكتبه مرة اخرى

نهضت دنيا وهى تحاول أن لا تصطدم بنظرات فارس الناريه وتوجهت الى حجرة مكتبه ولكنها لم تنسى تنبيهات فارس له سابقا بأن تترك الباب مفتوحا جلست أمامه بتسائل وكانت تتوقع بحكم عمله كمسؤل عن ملفات القضايا فى المكتب أن يكون الحدث حول ذلك ولكنها وجدته ينظر لها مبتسما وهو يقول

مش أنا هفتح مكتب خاص بيا

تعجبت للحظات وهى تنظر إليه بدهشه فما شأنها بذلكوقالت بلامبالاه 

مبروك يا استاذ باسمبس أنا ايه دخلى فى الموضوع

أتسعت ابتسامته أكثر وهو يتفحصها بجرأه ويقول

أنا عاوزك تيجى تشتغلى معايا فى المكتب

باغتها بطلبه فارتبكت وصمتت برهة لتفكر فى الامر فقطع شرودها قائلا 

هو أنتى مرتبك هنا كام

علت دهشتها وجهها وقالت بسرعه ما حضرتك عارف

فأومأ برأسه وقال بثقه مرتبك عندى هيبقى ضعف مرتبك هنا 3 مراتها قولتى ايه ثم استدرك قائلا بسرعه بس ده فى الاول لكن بعد لما تاخدى خبره ممكن يبقى ليكى نسبه فى القضايا وأنتى وشطارتك ومش بتكلم فى كلام فاضى أنا بتكلم فى ألافات

أدارت عبارته راسها وقالت بتسائل وحضرتك أخترتنى أنا ليه بالذات

قال بجرأة وصراحه بصراحه عجبتينى

دنيا باستنكار عجبتك يعنى ايه

رمم عبارته المتصدعه وحاول أن يجعلها أكثر تهذيبا وقال 

قصدى يعنى بيعجبنى مجهودك فى الشغل وطموحك العالى اللى ھيموت فى المكتب ده وبالمرتب اللى بتقبضيه هنا

صمتت وهى تنظر امامها بشرود تفكر فيما يقول فقال مؤكدا على فكره معايا ممكن فى يوم من الايام تحطى يافطه باسمك جنب يافطتى ويبقى ليكى مكتب خاص تستقبلى فيه زباينك ها قلتى ايه

نهضت واجمه وهى تقول ببطء أدينى فرصه افكر

فقال موافقا فكرى براحتك عموما انا لسه قدامى مش أقل من شهرين علشان انقل شغلى هناك

 أنتهى اليوم كالعادة وطويت الملفات والمستندات وقفت بجواره لتستقل سيارة أجره كما تفعل دائما لا يرحل قبل أن يطمئن عليها وضع بعض الحدود بينهما فى التعامل فى حدود علاقة الخطبة التى تربط بينهما ولكنه لم يستطع ألانتظار أكثر من هذا أنها لم تجيبه ولم تعطى قرارها حتى هذه اللحظه ألتفت إليها قائلا بجديه دنياأنتى مردتيش عليا لحد دلوقتى فى موضوع كتب الكتاب ده

زفرت بضيق قائلة أنا مش عارفه أنت مستعجل كده لېهانا وافقت على كل كلامك اللى قلتهمبقناش نتكلم ولا نتقابل حتى النظرة مبقتش تبصهالى وانا كل ده متكلمتش ووافقتك ايه المطلوب منى تانى

شعر بكلماتها تقطر حنقا وضيقا من هذا الوضع فقال مؤكدا ماهو

 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 115 صفحات