عزمت علي استعادة مكانتها بقلم دعاء عبد الرحمن
اخرى وهو يؤكد له ما فهمه منه وأخبره أنه سينتظره حتى يعود من أجازة زواجة ليبدء مهام عمله الجديد بداخل مكتب الدكتور حمدى شخصيا .
أندفعت دنيا معانقة ل فارس وهى تهتف بأنفعال
بجد يا فارس أنا مش مصدقة .. يعنى المكتب ده كله هيبقى بتاعنا
عانقها بحب وقال ضاحكا
ده انت مفرحتيش كده يوم كتب كتابنا ولا حتى يوم الماجيستير
طبعا التلت ده هيبقى أكتر من مرتبك دلوقتى بمراحل يعنى هنجيب شقة فى حتة حلوه.. ونفرشها بمزاج ونجيب عربية
وصفقت بيديها وهى تقول
وبعد شوية نحط أسامينا على
اليافطة جنب اسم الدكتور
كان فارس ينظر إليها بتمعن وهى تتحدث عن المستقبل بكل تلك السعادة وتسرح بخيالها الممتد للآفاق الشاسع وهى تنظر إليه ولكنها فى خضم تلك السعادة نسيته تماما ولم تتحدث إلا فى الماديات فقط ولم تحلم إلا بها وحدها أنتزعها من أحلامها وهو يقول
توقفت دنيا عن الدوران فى سماء أحلامها وطوت جناحى الأمانى لتعود إلى الأرض مرة أخرى فى هبوط اضطرارى وقطبت جبينها وهى تقول بحنق
يعنى أيه الكلام ده ..عاوز تفضل عايش فى الحارة
أختلطت ابتسامته بقسمات حزن وهو يقول متهكما
وأخذ نفسا عميقا وأخرجه ببطء وهو ينوى حسم الأمر قائلا
والأمر ده لازم يتحسم دلوقتى علشان ابدأ فى تجهيز البيت ونجيب أوضة النوم بتاعتنا
نظرت إليه فى ضجر وضيق شديدين وقالت ساخرة
كمان مش هتغير غير أوضة النوم بس
لما اروح معرض الفرش مع عمرو هشوف هقدر اجيب أيه.. المهم دلوقتى تعملى حسابك أن الفرح هيبقى بعد مناقشة الرسالة على طول
لم تكن عزة لتصدق نفسها وهى تنتقل ببصرها بين أنواع الأثاث الجيدة أمامها وقد أعجبت بتصميمها العصرى الأنيق ومالت على عمرو وقالت بخفوت
وضع أصبعه على فمه مشيرا لها بالسكوت وبدأ فى مفاوضاته هو وفارس مع صاحب معرض الأثاث حول الأسعار والقسط المناسب وجد فارس مبتغاه فى هذا المعرض وقرر أن ياتى بغرفة صالون أضافية لاستقبال الضيوف وعاد لمداولاته مع صاحب المعرض وهو يتمنى أن يرى السعادة فى عينيى دنيا كما رآها فى تصرفات عزة حينما شاهدت الأثاث لأول مرة وأبدت أعجابها الشديد به .
أنتهت جميع التريبات اللازمة فى شقة الزوجية الخاصة بعمرو وكذلك شقة فارس وأصبحت كل شقة منهما جاهزة لاستقبال عروسها الجديد .
لم تكن تفصل بينهما وبين حياتهما الجديدة إلا أيام قليلة أيام قليلة تفصلهما عن مستقبلهما الذى لم يكن أيا منهما يتصوره ولا يخطر بباله فالأنسان مهما فعل لا يستطيع أن يمنع الآخرين من الأساءة إليه .. إن أرادوا ! .
أنتشت روحه أبتهاجا وسعادة ما بعدها سعادة ودوت دقات قلبه بين جنباته فى أصرار لترسم خطوطها على قسمات وجهه البسام وعينيه المشعتان أملا وانتصارا وهو يعانق الزملاء والمحبين والمهنئين له وقد اقترن أسمه بلقب الدكتور .. وأصبح يدعى الدكتور فارس سيف الدين جائزته التى طالما أنتظرها طويلا بعد جهد وعناء ومشقة وسنوات دراسة وبذل وسهر وتعب وأرهاق مضاعف كم هى مذاقها طيب لذة الأنتصار وكم هو مرهق مشوار النجاح وتحقيق الأهداف بحث بعينيه كثيرا عنها بين المهنئين فلم يجدها كيف ذلك وقد وعدته بالحضور لتشاركه أحلامه وسعادته تلك اللحظة شعر بالقلق حيالها هل ربما قد تكون أصابها مكروه أخرج هاتفه الخلوى وهاتفها سمع صوتها فرد بلهفة
أنت كويسة
أنتفضت دنيا من فراشها هاتفة
أيه ده هى الساعة كام دلوقتى
أطاحت المرارة بابتسامة ثغره ووضعت مرارتها على شفتيه واحتلتها احتلالا وهو يقول
أنت كنت نايمة ! ..معلش صحيتك روحى كملى نوم ..سلام
أمسكت الهاتف بكلتا يديها وقالت بلوعة
والله يا حبيبى راحت عليا نومة مش عارفة ازاى ... أصلى نايمة بعد الفجر .. بس أنت غلطان مكلمتنيش ليه قبل ما تنزل الصبح
قال بضيق
خلاص خلاص محصلش حاجة يلا سلام
أغلق الهاتف وهو يشعر أن مرارة ابتسامتة قد استعمرت قلبه ورفعت رايتها معلنة أحكامها وبعثرت غصتها فى حلقه تباعا لتجبره على الأنصياع لها بلا مقاومة.. ولم يكن ليفعل .. لم يكن ليقاوم ذاك الشعور المرير بأهمالها الدائم له وعدم حرصها