سجن العصفورة بقلم داليا الكومي
من النزول من غرفتها علي الفطور مثل كل يوم... عبير قدمت لها شراب النعناع الساخن واقراص مسكنه لتخفيف المها
تقريبا قضت اليوم كله في السرير ...قضته بين النوم والقراءة ...شهيتها للاكل معډومة من الالم.....
اخيرا المها اصبح افضل قليلا ولكنه مازال موجود ..قررت اخذ حمام سريع ...كسلها طوال اليوم اعطاها رغبة في بعض الحركة ففضلت احضارغياراتها بنفسها دون اللجوء الى عبير ...بدون ان تنتبه لقميصها الشفاف دخلت الي غرفة الملابس لاحضارغيار....بالصدفة وجدت ادهم هناك .. كان ايضا يحضرغيار لنفسه ....الصدمة جمدتهم سويا...ادهم قررالانسحاب ويتركها بحريه ....لكن ربما الالم الواضح علي وجهها المتوهج والضعف البادى عليها نتيجة قلة اكلها اوقفوه ...
هبه افتقدته لدرجة مخيفة لم تكن تدرك انه من الممكن الاحتياج لشخص ما بمثل تلك الدرجة العڼيفة المسببة للالم الجسدى وليس فقط النفسي
هبه هزت راسها...
ادهم اقترب منها وسألها بشك... وشك اصفر وشكلك تعبانه ...اطلبلك دكتور
هبه احمر وجهها من الخجل .. لا لا مافيش داعى حاجة عادية
احراج هبه وصل لاقصى درجة فكيف ستفهمه طبيعة مرضها الحالي...
هبه ركزت نظرها علي الارض وقالت بخجل .... عادى ده تعب شهري عادى عند كل الستات
اخيرا ادهم فهم سبب مرضها ...لكن علي عكس ما كانت تتوقع الم شديد احتل ملامحه...هبه توقعت ان يشعر بالارتياح لانه اطمئن عليها او حتى ان يستقبل الامر بلامبالاة اذا كان فقط يسال من باب الواجب...لكن الالم الشديد الواضح عليه اربكها....
لمسته سببت لها ڼار في كل جسدها ..قربه منها جننها ...اخيرا بعد اسابيع احست به بالقرب منها مرة اخري ...
هبه ردت بإرتباك ... ايوه طبعا
يده الممسكة بيدها هبطت بجواره علي الفور وقال في صوت امر ..
خلاص اعملي حسابك هنسافر بكره مافيش لزوم لاستمرارنا هنا اكتر من كده...
بدون اضافة اي كلمة اخري ادهم دخل غرفته ...هبه تسمرت في مكانها لوقت طويل تفكر في الصړاخ والاڼهيار لا وربما افضل فكرت في الذهاب الية تترجاه ...كانت ممزقة بين التذلل له والحفاظ علي كرامتها ... لاول مرة تمتلك بيت حقيقي واسرة ..انا لا اريد العودة للقاهرة مجددا يارب ساعدنى اعمل ايه...
عبير سألتها بدهشة ... انتى هنا واحنا بندور عليكى...
هبه انتبهت... بتدوروا عليه..
ايوه اختفيتى من فترة وقلقتينا واخر حاجة كنت اتوقعها انى الاقيكى هنا
هبه تشجعت وسألتها بامل ... ادهم بيدورعليه...
عبير اجابتها ... لا البيه خرج من بدري وقال انه هيبات في الفندق وطلب منى اجهز الشنط للسفر ...لكن انا ومامته دورنا عليكى ...الحاجة قلقانه عليكى وطلبتك في غرفتها...
ترددت كثيرا ثم دخلت الغرفة پخوف وقلق... كانت متوترة بشدة وتسألت عن ماذا عساه حدث نجيه كانت مستلقية علي السرير..هبه سمعت صوت تأوهات صادرة منها بصوت عالي ....هبه فعليا قلبها خلع من الفزع ...فهرعت اليها وهى مفزوعه وبدون ان تشعر مالت عليها وسألتها بهلع واضح ... ماما مالك خير...
تأوهات نجيه انقلبت لابتسامة خبيثة وهمست ... روحى سكري الباب وتعالي
هبه مازالت مړعوپة ولا
تفهم الوضع جيدا لكنها نفذت طلب نجيه التى اشارت لها ان تقترب اكثر منها واخذتها من يدها واجلستها بجوارها علي الفراش...
نجيه قالت بحنان ... انا حسيت بيكى كنتى تجصدي لما جلتى ليه امى بصحيح حاساها يا هبه ...
هبه امسكت يدها وقالت پألم ... انتى الام الوحيدة اللي عرفتها في حياتى
نجيه ربتت علي يدها بحنان... وانتى كمان يا بنيتى دخلتى جلبي... البنت اللي اتمنتها وربنا مأردش جاتلي بعد صبرعشان اكده انا حاسة بيكى اسمعينى كويس صحيح ادهم ولدى بس انا مش غبية ولا غافلة عن تصرفاته ناحيتك جاوبينى بصراحة وانا هساعدك ...انتى بتحبي ولدى وباجيه عليه
الامل جواها نمى وترعرع... هبه ردت بلهفه ... ايوه بحبه
نجيه ضحكت بإنتصار ... خلاص اعتمدى علي الله وعليه ... صحيح يا بنتى انا مش متعلمة زيكم بس عاجلي صاحى وواعى ...ادهم شكله ملموم علي واحدة استغفر الله العظيم من اياهم وهامل مرته عشان اكده انا جلت لازمن اتصرف...مش ادهم بس اللي ليه جواسيس انى كمان ليه ...
انى شايفه انه كان مهتم بيكى اول ما جيتوا وبعدها من يوم ما العجربة دى جت وهو انشغل بيها عشان اكده انا مثلت انى بعافية شويتين