سجن العصفورة بقلم داليا الكومي
عشان تزاكري لامتحانك الجاي....لو عاوزانى اخف زاكري كويس عشان تعرفي تحلي يوم الاحد في الامتحان...
مرة اخري وجدت سيارة الشركة في انتظارها واوصلتها للمنزل ولم تتحرك السيارة من امام البناية الا بعدما تأكدت من صعودها لشقتها
بعد خمسة ايام سلطان خرج من المستشفي اخيرا... خلال الخمسة ايام التى قضاها في المستشفي كانت تذهب اليه يوميا بنفس الوسيلة ...نفس سيارة الشركة وايضا نفس السائق...الذى كان احيانا ېختلس النظرات وتجده ينظر اليها بتمعن في مرآة السيارة الامامية حين تلتقي اعيونهم فيها ... وخلال تلك الخمسة ايام ايضا لم تبدل فيهم فستان حسنيه عنها في كل زيارة كانت تذهب فيها اليه ...
هبه استقبلت سلطان علي باب المنزل ..اوصله للداخل اثنان من موظفي الشركة وهبه اوصلته لسريره...
علي الرغم من انه خرج من المستشفي لكن سلطان حاله لم يكن علي مايرام وكأن سنوات عده اضيفت لسنوات عمره السبعة واربعون...
اخيرا انتهت الامتحانات ...هبه انتظرت النتيجة بقلق ...حلمها كان دخول كلية الهندسة لتحقيق حلم سلطان في ان يراها مهندسه ...ما كان يقلقها فعليا هو التفكير ...في انتظار المجهول...
اخيرا وصل يوم الحسم... هبه تفوقت بامتياز.. مجموع درجاتها يتخطى ال 97 ...
الحمد لله سلطان بدأ في البكاء ...بكاء عن سبعة عشر عام قضاها في الحلم واخيرا تحقق حلمه...الحمد لله استطاع اكمال رسالته معها ..الحمد لله هبه نجحت بتفوق وستلتحق بالجامعه ..بكلية الهندسة كما تمنى دائما....
بابا هيتصرف ازاي صاحب الشقة هياخدها امتى والسؤال الاهم ...هلبس ايه في الكليه انا معنديش لبس..
بابا بعد اذنك حضرتك طلبتنى ... انا كمان كنت عاوزه اتكلم معاك في موضوع....
سلطان اشار لها بالدخول ....جلست بجانبه واخذت يده بين يديها في حنان...
بابا معلشي بس انا زى ما انت عارف هدخل الكليه قريب...والكلية يعنى ما فيهاش زى موحد زى المدرسه انا هعمل ايه.. كمان انا عمري ما خرجت لوحدى هروح ازاي
لازم اقول لها... هبه لازم تعرف النهارده هى تمت 18 سنه والسر اللى انا شيلته سنتين لازم يتعرف انا قررت اعترف خلاص... ذنب سلطان اصبح حمل لايطاق ....احس ان الهواء نفذ من الغرفة...
سلطان جذبها اقرب اليه وقال بضعف ... هبه سامحينى انا عملت اللي عملته عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبه انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملته كان زمان عبده اخدك منى ...وجهه اصبح ازرق بلون مخيف...
هبه صړخت وسط دموعها... بابا ارجوك متتكلمش انا هطلب الاسعاف
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان اصر علي الكلام ... هبه اسكتى ما فيش وقت ... لازم تعرفي منى الحقيقه .. لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما ام وت... بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسه من اجل ان ينطق بالحقيقه صوته كان مهزوز متقطع...
هبه ...هبه سامحينى ...الحقيقة الوحيدة اللي لازم تعرفيها انك...انك...زوجة ادهم البسطاويسى من سنتين...سلطان اخيرا ارتاح من الکابوس المخيف ...اخيرا تحرر...مع اخر حرف نطقه ... اللون الازرق في وجهه اختفي وتبدل بلون ابيض باهت وتحجرت عيناه....
هبه صړخت بأعلي صوت لديها... بابا....
صدمة مت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافه الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسه... اما ان يكون زوجها اليه فذلك شيء لم تتوقعه علي الاطلاق
في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونه بريقهم
الماس سمعت صړاخها ...وطلبت الاسعاف .... ولكن عند وصول المسعفين ابلغهوها بما كانت تعرفه بالفعل ... البقاء لله
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...رددت لنفسها باڼهيار .. بابا م١ت ...بابا م١ت
اه يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسه يوما كان دائما يفكر بها....
هبه حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي