رواية بقلم إيمي نور
اخرى فى انتظار تعليمات تلك الحيزبونة لها والتى ما ان همت بالحديث حتى تغيرت تعبيرات وجهها فجأة تعتدل فى مقعدها باحترام ثم تنهض سريعا هاتفة
صباح الخير رائف بيه
التفتت زينة خلفها بارتباك لتراه يقف خلفها تماما يرتدى بدلة رمادية غامقة وقميص مماثلا لا يضع ربطة عنق تاركا زرين من قميصه دون ان يغلقهم تملئ رائحة عطره ارجاء المكان واقفا بصمت عينيه الحادتين تتابعها بدقة
صباح الخير يا شاهى عاوز ملف صفقة المعمورة يكون قدامى وابعتيلى القهوة بتاعتى فورا
ثم يدخل الى مكتبه يغلق خلفه بابه بهدوء بينما وقفت زينة تتابع ماحدث بعينين مرتبكة لاتدرى كيفية التصرف لتخرجها شاهى من حيرتها تهتف بحدة
زينة بحيرة
مش فاهمة يعنى المفروض اعمل ايه
شاهى بحدة وتحكم
عندك البوفيه على ايدك اليمين اعملى القهوة وهاتيها حالا
زينة باستغراب
مش المفروض اللى يعملها عامل البوفية
ضحكت شاهى بسخرية قائلة بتهكم
عامل بوفيه ايه يا شاطرة كل طلبات رائف بيه بتتعمل هنا ومن هنا ورايح دى هتكون شغلتك فى المكتب ثم نهضت تعبث بداخل خزينة ضخمة خلفها تخرج منها احد الملفات تتجه الى باب مكتبه وقبل ان تفتحه التفتت الى زينة الواقفة بتسمر مكانها قائلة بتشفى
واشارت بيدها الى غرفة جانبية ثم دلفت الى المكتب دون ان تترك لزينة فرصة للحديث والتى اخذت تهمهم بعد دخولها
ماشاء الله من الارشيف للبوفية يا قلبى لا تحزن هى دى الترقية يا زينة يا بت عم حسين
تقدمت بخطوات مترددة حتى وصلت الى تلك الغرفة تمرر عينيها بداخلها ذاهلة فهى تبدو كمطبخ صغير مزود باحدث الاجهزة المخصصة للمشروبات غريبة الشكل عليها ضوء الشمس ساطع به بضوءها الباهر ا تلك الاجهزة باعجاب تتعرف على محتويات الخزينة العملاقة لعدة دقائق قبل ان تشرع فى اعداد تلك القهوة فلم تمر سوى دقائق قليلة حتى كانت تمسك فى يدها صنية مذهبة موضوع فوقها كوب ماء وفنجان من القهوة تتصاعد رائحته بجمال تتقدم خارجة من ذلك المكان الرائع المسمى بالبوفيه وهى تتقدم بحرص حتى المكتب الخارجى لكنها لم تجد تلك الشمطاء جالسة فى مكانها فظنت انها مازالت بداخل فتقدمت بحرص حتى باب مكتبه تدقه بهدوء لتأتيها اجابته بالدخول بصوته القوى الاجش
لكن مر الامر بخير واضعة اياه بحرص تعتدل واقفة تهمس بخشية
اى اوامر تانية حضرتك
اشارة اليها بحركته المعتادة يصرفها يمد يده يحمل قهوته يرتشف منها ببطء لتلتفت بحدة وهى تبرطم بعدة كلمات هامسة بحنق ولكن ما ان خطت عدة خطوات حتى سمرها مكانها بتخشب صوته الامر
تمتمت زينة بړعب قبل ان تلتفت له پخوف
نهار مش فايت
شكل القهوة معجبتهوش
التفتت اليه ببطء دون حديث ليصدق حدثها وهى تراه يضع الفنجان من يده بهدوء ولكن جاءت كلماته القادمة لتخلف توقعها تماما حين قال بجدية
ممكن افهم ايه اللى حصل الصبح ده وازاى تسمحى لنفسك بتصرف زاى ده
فتحت زينة فمها تحاول الحديث للرد عليه لكنها اغلقت مرة اخرى بحيرة لا تدرى عما يتحدث لتسأله بتردد وحيرة
نهض رائف مرة اخرى من خلف مكتبه تراه يتقدم باتجاهها بخطوات واثقة حتى وقف امامها تماما لتشعر بضربات قلبها تتعالى پجنون من شعورها بة قربه منها
ورائحته التى غلفتها من كل اتجاه ترى عينيه تمر فوق ملامحها ببطءحتى توقفت فوق يهمس بصوت اجش
اللى فى هوا واللى كل واحدكان موجود اتمنى ساعتها انها تكون ليه
ر تهز راسها كثير بالنفى تهمس من خلف كفها
محدش كان موجود غير مها وانا كنت بقصدها هى
تسمرت مكانها حين مد يده يزيح كفها عن فمها ينحنى مقتربا منها يهمس
بس انا كنت موجود
شهقت پصدمة تبتعد عنه عدة خطوات بتعثر تنظر اليه بتوتر وخشية
لكنه لم يظهر عليه اى تاثر من صډمتها تلك تعود ملامحه الى الجدية مرة اخرى قائلا بصوت حازم و هادئ
اللى حصل ده ميتكررش تانى
حد موجود او مش موجود متكررش مفهوم
نطق كلمته الاخير بأمر قاطع فاسرعت تهز راسها له بتأكيد ليرجع الى مكتبه مرة اخرى جالسا براحة مشيرا لها بحركته المعتادة بالانصراف فتحركت ببطء هذه المرة تشعر بالارتعاش يسيطر على قدميها ليستوقفها صوته هذه المرة حين قال بصوت هادىء
ومن هنا ورايح محدش يعملى قهوتى غيرك
لتزداد ارتعاشة قدميها بشدة لكنها تدبرت ان تهز راسها بالايجاب
دون ان تلتفت اليه تفتح الباب خارجة منه سريعا تغلقه خلفها