سجن العصفورة
عمرها فعلي الاقل ابسط حقوقها ان تختارزنزانتها بنفسها
صحيح القصر افضل بكثيرمن شقتها لاسباب لا تحصى ولا تعد.. لكن وجودها بقربه يجعلها تشعر بالټهديد...يجعلها تشعر بالتمرد ...خاڤت من ان تتمرد علي حياتها القديمه فكل يوم تقضيه هنا يترك اثاره في روحها الخائڼه .... كلما عادت اسرع كلما استاطعت تقبل وضعها...تقبلها السابق لحياتها كان كلمة السر التى جعلتها تبتلع مرارة وضعها
في الحقيقة هى لم تكن تتعجل ابدا عودتها لشقتها لكنها ارادت ان تعلم متى ستغادر تلك الجنه التى ادخلها ادهم اياها ....
اعتادت الجلوس في الحديقه بعد العصر لشرب الشاي وتناول الحلويات الفاخره التى تفننت فرحه الطباخة في تحضيرها...كانت تنتظر الغروب يوميا وهى جالسة بالقرب من النافوره ...هنا علي الاقل عادت لرؤية العصافير وسماعها...منذ يوم انتقالهم الي الشقة وهى مفتقده اصوات العصافير عند نافذة غرفتها...
اتفضلي يا انسه هبه
هبه رفعت عينيها فشاهدت عبيرتحمل قفص ذهبي بداخله عصفورة جميله....ريشها بلون اصفر فاقع جدا مطعم بريش صغير يحمل الوان مختلفه عند الذيل ....اجمل عصفوره شاهدتها في حياتها
عبير اكملت ... الهديه دى وصلت ليكى من شويه مع وليد حارس ادهم بيه الخصوصي
ادهم ارسل لها هديه ...عصفوره ضعيفه تشبهها بدرجة كبيرة ..محپوسه في قفص ذهبي مثلها
ياتري اية رساله ادهم يريد ايصالها اليها بهديته...
عبير وضعت القفص علي طاولة جانبية في التراس المفتوح علي الحديقة الرئيسية ...لدقائق ظلت هبه تراقب العصفورة .. الحبوب كانت امامها بوفره لكنها لم تأكل ...هبه شعرت انها حزينة ووحيدة...
العصفورة كأنها كانت تبكى ...سمعت صوت نحيبها الهامس ...حاولت لمس ريشها كى تواسيها ففزعت العصفورة منها وقفزت بعيدا عن لمستها
هبه تملكتها رغبه شديده بفتح القفص للعصفورة...للحريه التي تعانى هى من الحرمان منها ...ربما العصفورة سوف تسعد بحريتها.... وتستعيد غنائها بدلا من بكائها ..
فى نفس اللحظه هبه استدارت للعوده لداخل القصر...شاهدت ادهم يقف عند مدخل التراس وهو يراقبها باهتمام
هبه فتحت القفص بدون تفكير ...العصفورة نفسها ترددت قبل الطيران ... فورمغادرة العصفورة للقفص هى نفسها شعرت بالخۏف عليها.. احيانا يكون القفص حماية وليس مجرد سجن... هذه العصفورة الجميلة الضعيفة ربما تتعرض للمخاطر بسببها...هذه العصفورة ربما كانت محپوسة ومحمية طوال عمرها...مثلها ...فهل ستستطيع ان تدافع عن نفسها وتعيش في العالم الحقيقي...
ادهم كان يقف متخشب علي مدخل التراس...موقفها من العصفورة واضح و فهمه بشكل صريح ...هى اختارت ان تمنح العصفورة الشبية بها حريتها والذي اكد شكوكها ...ان ادهم لم يتكلم أي كلمه حتى انه لم يحيها وغادر التراس علي الفور...
بعد ساعتين ادهم استدعاها في مكتبه ..عبير اوصلتها لباب المكتب وغادرت فورا بدون ان تحاول مرافقتها للداخل
...من الواضح ان ادهم كان سيء المزاج لان عبيركانت متوترة وهى تطلب منها الاسراع
ادهم كان يطالع بعض الاوراق خلف مكتبه لكنه نهض فور دخولها واشار لها بالجلوس علي مقعد جلدى مريح امام المكتب
هبه جلست في المكان الذى اختاره لها وهى متوترة جدا
ادهم بادرها بالقول ... عبير بلغتنى انك طلبتى تقابلينى
هبه ردت بصوت منخفض خجول ... ايوه
ادهم سألها باهتمام .... خير
هبة تسألت بخجل ... انا كنت بس بسأل امتى هرجع شقة الزمالك..
وكأن ادهم كان متوقع لسؤالها...هبه استنتجت ذلك من رده الفوري علي سؤالها
ادهم اجابها مباشرة .... انا طلبت بالفعل من عبيرانها تجهزك للانتقال من هنا
ارتياح ممزوج بالحزن احتلها بقوه عند سماعها لرده علي سؤالها... فكرت بحزن ... خلاص هترجعى لزنزانتك يا هبه ... فعلي الاقل هنا كان يوجد بشړ للتواصل معهم بعكس الماس الرسميه الروتينيه ...هبه قضت معها 4 سنوات ..التواصل بينهما فيهم كان معډوم الماس جاسوس ادهم كما اسمتها هبه كانت مثل الرجل الالي فقط تنفذ التعليمات بمنتهي الدقة والاتقان....
اما هنا فهى تعرفت علي عبير مساعدتها الشخصية وعلي فرحه الطباخة وعلي سميرة رئيسة الخدم وغيرهم وكانت تستمتع بالجلوس معهم في المطبخ علي الرغم من اعتراضهم...هى احبتهم وهم احبوا بساطتها وتواضعها....
كانت تري في اعينهم التساؤلات عن حقيقة وضعها ....لم يسألها احد منهم عن