ندوب الهوي بقلم ندا حسن
إليها جاد باستغراب مستنكرا حديثها ف هدير وافقت اليوم أمام عينيه ما الذي تغير!.. ولما قد يفعل مسعد ذلك بعد موافقتها تسائل قائلا مضيقا عينيه بس هي وافقت أجابته بحزن وعينيها منكسرة بسبب ما يفعله ابنها بهم موافقتش والنبي يا ابني لامؤاخذة يعني قالت كده قدامك علشان محدش يدخل بينها هي وأخوها بس بعد ما مشيت أنت قالتله أنها مش موافقة ولو ھتموت حتى ټموت ولا أنها تتجوزه هل أرتاح قلبه أم ماذا حدث!. يبدو أنه أرتاح حقا لم توافق عليه ولن توافق أبدا أنه كان يشعر بذلك ولكن حديثها هو من جعله يتوقع منها الموافقة والزواج لقد نهشت قلبه الغيرة وحطمه الألم عندما أظهرت موافقتها يا لها من غبية!.. وجد والدتها تهتف بحړقة عاليا أنها لن تتركه هذه المرة ودلفت سريعا إلى المطبخ عائدة پسكين في يدها صاح سمير عاليا هو جاد حتى لا تفعل ذلك.. وقف أمامها جاد وهو يراها تتقدم من باب الشقة وهتفت پغضب وهستيرية والسکين بيدها هموته.. مش هسيبه لما ېموت البت أنا اللي هعملها قبله واجيب حق بنتي أمسك جاد بيدها سريعا أخذا منها السکين وهو يهتف بحدة حق بنتك هيجيلك لغاية عندك بس أنت أهدي يا أم جمال وهديها هي كمان.. هي محتاجاكي نظرت إلى سمير الذي أومأ إليها برأسه موافقا على حديث ابن عمه فأكمل هو حديثه قائلا ادخلي اطمني عليها يا أم جمال وناديلي الآنسة مريم دقيقة ذهبت إلى غرفة ابنتها واختفت خلف الباب ليرى مريم تتقدم منه والحزن يرتسم على ملامحها فتحدث قائلا بجدية بعد أن أخرج هاتفه من جيبه اديني رقمك يا آنسة مريم نظرت إليه باستغراب ولم تتحدث فابتسم بهدوء ابتسامة مصطنعة قائلا علشان لو حصل أي حاجه وجمال مش موجود تكلميني أنا بردو زي اخوكي اعطته الرقم فهاتفه لتستمع إلى رنة هاتفها أغلق هو ثم قال بجدية مش هوصيكي لو حصل حاجه أنا موجود وخدي بالك من والدتك ياريت متخليهاش تعمل أي حاجه أومأت إليه برأسها ثم استأذن هو وذهب من الشقة هو وابن عمه بعد أن شكرتهم مريم لما فعلوه لأجلهم وصعد كل منهم إلى شقته.. لكن جاد بقي قلبه وعقله في الأسفل مع الغبية التي حړقت قلبه بحديثها وموافقتها أمامه وما رآه اليوم لم يكن هينا أبدا فقد تمزق داخله وتلوى على جمر مشتعل وهو يتخيل لو كان تأخر قليلا وهي لا حول لها ولا قوة لم تستطيع أن تجابه مسعد وتبعده عنها.. في هذه اللحظة كان سيموت قهرا عليها وعلى ما حدث لهم هم الاثنين يعود مرة أخرى ليحمي هذه التراهات من عقله وهو يحمد الله أن كل شيء على ما يرام وهي بخير ولم يمسها سوء ولكن حساب مسعد لم يصله بعد تمدد على الفراش في غرفته بعد أن وجد الساعة تخطت الثانية صباحا بكثير فانتظر ليصلي الفجر ويقوم بالدعاء ككل يوم ليتحقق ما يريد وهو يعلم أن الله سيحقق له كل ما في خاطرة ويسبب الأسباب لذلك.. اليوم التالي في الصباح سارت مريم في الشارع وعلى يدها بعض الكتب كانت شاردة وهي تسير ولا تنظر إلى أحد تفكر فيما حدث بالأمس لشقيقتها والحالة التي أصبحت عليها الآن وحتى إن شقيقهم لم يعود منذ الأمس هو دائما هكذا يسبب لهم الحزن جميعا ويأتي عليهم وكأنهم أعداء له تتمنى أن يتغير قبل أن يفقدهم من جواره.. منذ أن توفى والدهم وشقيقتها هي المسؤول الأول عن الجميع حتى جمال المعاش الذي يخص كل منهم لا يكفي أبدا في ظروف الحياة الصعبة هذه وهي لا توافق أن يساعدهم أحد حتى والد جاد الذي يعتبرونه في مكان والدهم يعطي والدتها ما يخرج من ضميره من خلفها.. تشعر بالحزن الشديد عليها وعلى ما مرت به وتخاف أن يحدث لها شيء أو يتربص لها مسعد بعد ما فعله به جاد لقد قالت لها شقيقتها أنه كسر عظامه.. آنسة مريم... يا آنسة مريم انتبهت إلى الصوت الذي يناديها فاستدارت لتنظر خلفها ووجدت أنه سمير ابتلعت ما بحلقها ووقفت تنظر إليه بهدوء وهو يقترب منها إلى أن وقف أمامها وتحدث قائلا بمرح سرحانه في ايه كده بقالي ساعة بنادي ابتسمت بهدوء وأجابته قائلة وهي تنظر الأرضية ولا حاجه بس مسمعتش ابتسم إليها متحدثا بنبرة هادئة وهو يتسائل عن أحوال شقيقتها البشمهندسة هدير عامله ايه دلوقتي ظهر الحزن على وجهها وأجابته بهدوء هي الأخرى قائلة الحمد لله بخير .. عن اذنك ثم أولته ظهرها وذهبت في طريقها مبتعدة عنه وهي تلهث پعنف ودقات قلبها تقرع كالطبول داخل قفصها الصدري أنه سمير أبو الدهب العشق الأول والأخير والذي لا يشعر بوجودها من الأساس هل هو جبل صلب يلا يراها.. بينما هو نظر إليها