رواية أنا لها شمس
هاتفها معلنا عن وصول مكالمة
لتجيب بصوت هادي
صباح الخير يا باشمهندس
على الجهة الاخرى كان يجلس حول طاولة الطعام يتناول إفطاره بصحبة أسرته ليسألها مستفسرا
وصلتي لإيه يا إيثار
أنا في الطريق لقسم الشرطة هخلص هناك وأطلع على مبنى النيابة علشان قضية كريم لتستطرد بالتماس
وبعد إذن حضرتك هتأخر شوية
أنا كلمت المتر عبدالسلام وزمانه مستنيكي في القسم هيتابع معاكي إجراءات المحضر ويعمل اللازم
اغرورقت عينيها بدموع العرفان لقد غمرها ذاك الحنون برعايته لها وطالما كان لها العون والسند بعد اللهخرج صوتها متأثرا لتتحدث بعرفان
بطلي هبل جمايل إيه اللي بتتكلمي عنها هو فيه جمايل بين الأب وبنته
أغلق معها بعدما شكرته ليسأله أحمد مستفسرا
مالها إيثار يا بابا
قص ما حدث تحت اهتمام أحمد وزوجته ساليوشقيقته لارا بجانبني ليالتي كانت على دراية مسبقةلتتحدثنيلي بتأثر ظهر بين بصوتها
عندك حق يا طنط لا ومن بجاحته ما اكتفاش باللي عمله فيها لما كانت مراته راجع يكمل ندالته وخسته معاها بعد ما طلقها
موقف أهلها المخزي مقوي قلبه هما ظلموها أكتر منه كلمات صادقة قالها أحمد بجدية كان يستمع لهم وهو يتناول طعامه أوقف ارتشافه لكأس الشاي الساخن لينزله كي يتحدث لابنته الشاردة باستفهام
أغمضت عينيها فى ألم ثم فتحتهما من جديد وهي تقول
هو حضرتك مش شايف كل المشاكل اللي بتحصل بسببي
واستطردت بنبرة مټألمة
أنا تقريبا مش بنام يا بابي من يوم اللي حصل مش قادرة انسى مشهد مۏت بسام منظره وهو غرقان في دمه مش بيغيب عن عنيا
علشان خاطري خلينا نسيب مصر ونروح نعيش في بلد تانية قالت جملتها بعينين متوسلتين
نسيب بلدنا ونروح فين بس يا بنتي مش كفاية سيبت بيتي اللي عيشت فيه عمري كله ونقلنا هنا لما قولتي إنك مش قادرة تقعدي فيه بعد اللي حصل
أطرقت برأسها قائلة بحزن بعدما شعرت بأنها قد ضغطت على والدها وزادتها عليه
أنا أسفة يا بابيأنا عارفة إني تعبتك معايا الفترة الاخيرةبس إنت أكيد حاسس باللي أنا بمر بيه أنا حاسة بالذنب بسبب اللي حصل ل بسام واللي حصل لكريم السواق واللي لسة بيحصل لحضرتك
أرجوك سامحني
إوعي تحملي نفسك ذنب أي حاجة إنت بريئة من كل اللي حصل وبسام اللي إنت زعلانة عليه ده هو السبب في كل حاجة الله يسامحه
ماټ وساب الدنيا والعة
بعد قليل
كانت تجلس داخل مكتب الضابط المختص بالتحقيق بصحبة المحامي الذي بعثه أيمن تمم الضابط جميع الآجراءات ليتحدث المحامي مستفسرا
هي القضية هتتحول للنيابة إمتى يا باشا
النهاردة إن شاءالله هكذا أجابه لتتحدث هي بارتباك خشية من بطش نصر البنهاوي
أنا شايفة إننا نكتفى بالمحضر وعدم التعرض يا أستاذ عبدالسلام
أجابها الضابط بعملية
مينفعش يا أستاذة طالما عملنا المحضر وأثبتنا صحته بشهادة شهود الإثبات يبقى لازم يتحول للنيابة وبعدين سيادة اللوا قدري الخواجة موصي عليه وقال لنا لازم يتربى
استرسل بإبانة بعدما رأى ترددها بعينيها
تحقيقات النيابة هي اللي هتجيب لك حقك وتعلمه الأدب لما يلبس في جنحة هيفكر ألف مرة قبل ما يتصرف بغباء مرة تانية
أطرقت رأسها بموائمة لتتحدث
تمام أنا مضطرة استأذن لو حضرتك مش محتاجني في حاجة تانية لأن عندي ميعاد نيابة ولازم ألحقه
إحنا كدة خلصنا وتقدري تتفضلي جملة قالها الضابط لتنهض مستأذنه لتتحرك سريعا باتجاه مبنى النيابة التابعة له قادت بأقصى سرعة لتستطيع الوصول قبل حلول الوقت المحدد كي لا تدع للمدعو فؤاد فرصة مضايقتهاأخيرا وصلت قبل الميعاد بخمسة دقائق سألت على مكتبه فارشدها أحدهماقتربت من رجل الأمن الواقف أمام باب المكتب وطلبت منه إبلاغ وكيل النائب العام بحضورها وناولته بطاقة تعريفها طلب منها الرجل الإنتظار لحين اتخاذ الإذن لهاولج للداخل مغلقا الباب خلفه ليتحدث بتوقير وهو يقدم البطاقة لذاك المنكب على أوراقه بتمعن
الأستاذة بتقول إن عندها ميعاد مع حضرتك يا باشا
رفع رأسه وبسط كفه ليأخد البطاقة مدققا النظر بها إبتسامة ساخرة خرجت من جانب ثغره ثم ضيق عينيه وهو يحك ذقنه بأصابع يده ليقول بعد تفكير
خليها واقفة برة لحد ما أضرب لك الجرس
خرج العامل ليبتسم بخبث بعدما عقد النية لمعاقبتها على المعاملة التي لم تلقى استحسانه بالأمس بالخارجتمللت بوقفتها بعدما مر أكثر من نصف ساعة وهي بالانتظار دون حدوث جديد شعرت ببعض الألام بساقيها لتنظر لذاك الواقف قائلة بامتعاض
هو أنا هفضل مسنية كتير!
الباشا قال لي مدخلكيش غير لما يضرب الجرس قالها باقتضاب كتمثال لتهتف هي بحنق
أنا مالي ومال جرس الباشا بتاعكمأنا ميعادي الساعة 11 والساعة الوقت 12إلا ربع
واسترسلت بعينين غاضبتين
تدخل تقول للباشا بتاعك