رواية أنا لها شمس
الممتدة بطول الغرفة بأكملها كي تكفي هذا العدد المهول من الابناء والاحفاد هتفت إبنة طلعت الصغيرة وهي تسأل جدها ببراءة
هو يوسف هييجي يوم الخميس يا جدي
استشاط داخله حينما ذكرته الصغيرة بما فعلته إبنة غانم التي أصبح ما
يبغض أحدا بقدر ما يحمل لها من ضغينة داخل قلبه المليء بالشړ ليهتف من بين أسنانه متوعدا بشړ ظهر بعينيه
واستطرد وهو ينظر لعين الصغيرة
وأمه هتبقى خدامة للكل مرمطون البيت للصغير فيه قبل الكبير
تبسمت پشماتة وهي تستمع لما يطرب أذنيها ويبرد ڼار قلبها الشاعلة تجاه تلك الإيثار فبرغم انها حصلت على مرادها وتزوجت من عمرو بل وتخلصت من إيثار إلى الأبد إلا انها مازالت عالقة بذهن ذاك المعتوه بعشقها وتقف حائلا بينها وبين سعادتها من جميع الجهاتفبرغم ثروة عمرو التي كونها إلا أنه لا يعطيها المال إلا للضرورة القصوى كنوعا من العقاپ لها كي لا تتنعم وهي التي منعت حبيبته بالتنعم بماله وعزهوأكثر ما جعلها تحقد عليها هو وقوفها حائلا بينها وبين الطفل التي تتمناه كي تتملك به وتقف على أرض صلبة في هذا المنزل الذي يحبذ جميع من به الذكور ويفضلوهم على الإناث والثالث وهذا الاضعف لديها وهو عزوف عمرو عن الوقوع بعشقها كما فعل مع الاخرى
برغم كلمات والده التي أوقدت
بقلبه ڼارا مستعرة غيرة على المرأة التي لم يعشق غيرها بحياته إلا أن كلمات مروة نزلت على قلبه ك قطرات من ندى الصباح على الزهور بينما أشعلت النيران بقلب الأخرى حين
هترجع في نفس اليوم اللي هتظهر فيه النتيجة واخد الكرسي نصر البنهاوي مبيقولش كلمة إلا لما يكون متأكد منها
رمقته إجلال بابتسامة ساخرة منه ليتحدث حسين لتهدأت الأوضاع قائلا بصوت يتغلب عليه العقل
خلينا نتفاهم معاها بالعقل يا حاج في النهاية هي أم إبننا ومش عاوزين نخسره خليني اروح لحد عندها اكلمها وأشوف إيه اللي مزعلها
إحمرت عيني سمية المستعيرة لتهتف بنبرة ساخطة
وإنت إيه اللي بيوديك عند
العقربة دي تاني
لتخرسها لهجة إجلال الغاضبة حيث صاحت وهي ترمقها بنظرات ساخطة
إنت إتجننتي يا بت شكلك نسيتي نفسك وأصلك الواطي وقاعدة تتكلمي وعملالي فيها ست وفين على سفرة ستهم قالت كلماتها الأخيرة وهي تدق الطاولة بكفها لتهز ما عليها من صحون مما أحدث ضجيجا أرعب الجميع لتبتلع الاخرى ريقها بړعب لينقذها صياح نصر الذي هتف ناهرا نجله
هي اللي إتجننت بردوا ولا البقف إبنك اللي ناوي على مۏتي بجلطة
إنت إيه اللي وداك عندها تاني يا بني أدم مكفكش اللي حصل المرة اللي فاتت!
ولا ناسي إن بنت غانم عاملة لك محضر بعدم التعرض يا بيه
ليستطرد صارخا بندب
أنا عارف إن خروجي من المجلس ونهايتي هتكون على أديك
ليكمل على حديثه طلعت الذي استغل الوضع ليثور ويوبخ مدلل أمه
هو أنت يا ابني ما بتتعلمش ده انت اتحبست وكلت علقة مۏت على إيد شوية بلطجية مايساووش وبرده محرمتش
هتف نصر متسائلا باستفهام
وروحت لها ليه يا خلفة الشوم!
روحت علشان أحاول اتفاهم مع إيثار علشان تخليني أشوف إبني بالنظام اللي ماشيين بيه يا
أدارت وجهها لنصر لترمقه بڼار مستعرة ستحرق الأخضر واليابس
ولو سيادة النايب مش عارف يتصرف أنا اللي هتصرف وهجيب لك إبنك في حضنك وهرجع لك بنت منيرة زاحفة وأرميها لك تحت رجليك
ابتسم ساخرا ليقول بتهكم
روحي هاتيها للمحروس علشان تبردي ڼار قلبه وتولعي فينا كلنا
أمال عاوزني أشوف بنت منيرة قاعدة تبيع وتشتري فينا وأعمل زيك واقف أتفرج
لو على بنت منيرة كنت فعصتها تحت جذمتي هي وعيلتها كلها بس الخۏف من الشوشرة اللي هيعملوها الكبرات اللي البت بتتحامي فيهم قال كلماته بإبانة ليسترسل بحدة
والكلام ده قولته قبل كده ييجي خمسين مرة كبري دماغك بقي وإهدي لحد ما اظبط دنيتي
إنتهت من ساعات الدوام الرسمية لتلج إلى الحمام الخاص بها داخل العمل واعادت ظبط حجابها والتأكد من كامل هيأتها وبعد مدة كانت تستقل سيارتها متجهة للعنوان الذي اتفق معها على أن يلتقيا أمامهنظرت على الحقيبة الموضوعة بالمقعد
المجاور وابتسمت لتعود بنظرها لمتابعة الطريقإنتابها بعض الإرتياب والتلبك حين شارفت على الوصول للمكان لكنها تنفست بعمق لطرد ذاك الشعور السلبي كي تقوي حالها بتلك الكلمات
ما بك إيثار لما كل هذا الإرتيابالامر بسيط ولا يحتاج لكل هذا التعقيدستلتقين به وتسلمينه هديته وأنتهى الامر إهدأي يا فتاة
بالكاد انتهت من حديثها مع النفسلتجد نفسها أمام المكانصفت سيارتها وحملت حقيبة الهدية وما أن ترجلت حتى تفاجأت به يترجل من سيارته الفخمة ويغلق بابهاوما أن اعتدل لينظر عليها حتى تسمر كلاهما
هي تسمرت بوقوفها وباتت تتطلع على هيأته الرجولية بأنفاس متقطعة فقد كان وسيما للغاية ببذلته ونظارته الشمسية التي ضاعفت وسامته
سابقا بأنه عشقه عليهاإذا فقد إرتدته خصيصا لأجل إرضائه هكذا