رواية بقلم بسمه مجدي
الموضوع متسائلة بنبرة صادقة
طب ومامتك عاملة ايه
اجابها ببساطة
انا بسأل عليها من وقت للتاني واتجوزت ! يلا ربنا يسعدها
أخفت دهشتها لتكمل طريقها برفقته الي الخارج ليعود قلبها وينبض بقلق لتصعد مع شقيقها السيارة وهي تتمالك نفسها الا تهاتفه وتخبره بخۏفها ليطمئنها! فهي تحتاجه الأن كأب فيبدو ان مهما حدث سيظل يحتل كل الأدوار بحياتها!
ابتسم مردفا ببطء بعربيته الركيكة فقد بدأ تعلم اللغة العربية مؤخرا ليستطيع التواصل مع والده
أ..ندها...22 س..نة !
لم يستطع نطق حرف العين فيستبدله ب أ كمعظم الغربيون الذين يتعلمون اللغة العربية ابتسم والده قائلا بضحك
اجابته بتذمر حانق
متجاملش يا الياس علشان شكلي وحش اوي...بص واسعة ازاي متلبسني خيمة أحسن!
كتم ابتسامته وهو يميل ويقبل وجنتها هامسا بدعابة
والله قمر...وبعدين ماسموش واسع اسمه محتشم...محترم حاجة في الرينج ده !
اخفت ابتسامتها من عبثه لتكمل
طب علفكرة الفستان البيبي بلو كان شكلوا حلو جداا بس انت الي رفضت وصممت تجيب علي ذوقك !
بيبي ايه ! انتوا بتجيبوا الالوان دي منين انا مش فاهم ده هما 7 الوان الوان الطيف الي خدناهم في 6 ابتدائي ومعرفش غيرهم يا عالم يا قادرة !
ابتسمت رغما عنها لتكتم ضحكتها قائلة بتذمر
توه يا الياس توه بردو مش هخرج بالفستان ده !
تنهد ليدفعها برفق علي المقعد ليغيب ويعود حاملا حذائها الأبيض ويجلس علي ركبتيه امامها وهو يلبسها اياه في حركة اعتادتها منه ليقول بهدوء وهو يضع الحذاء بقدمها
اجابته بخجل من تدليله لها بتلك الطريقة
انت...
ابتسم مردفا وهو ينزل قدميها ويمسك كفها
يبقي من حقي اغير علي مراتي ان محدش يشوفها غيري ولا لأ
اجابته بخفوت
حقك...
ساعدها علي النهوض وهو يتجه بها نحو المرآه قائلا بلطف
الفستان فعلا واسع بس شكله حلو ورقيق زي صاحبته !
تصرخ بحبه من معاملته التي تعشقها فلأول مرة بحياتها منذ تزوجته علمت معني المودة والرحمة فهو حقا خير زوج وأب...حمقاء زوجته الأولي التي فكرت بترك رجل مثله لا يعوض لكنها حقا تشكرها فلولا تركها له ما كانت هي تزوجته فدوما ما يجعلها تنصاع لرأيه برضاها التام! لتهمس بامتنان صادق
ربنا ميحرمني منك يا الياس
اه نسيت هدومك يا روحي مانا هرجعك لأخوكي...علشان البضاعة طلعت مضړوبة !
قرعت الطبول وارتفع صوت المزمار معلنا عن وصول عروس الحفل...ابتسمت بتوتر وهي تشدد علي كف أخيها بقلق ليطمئنها بابتسامته الحانية لتنفتح الأبواب ببطء وتلك الأضواء الرائعة تزين الحفل ليظهر لها متقدما تلك الجموع بابتسامته الواثقة وهو يمد كفه لها سارت بخطوات متمهلة فذلك الفستان الطويل يعيق سيرها بعض الشئ حتي وقفت أمامه ليضع يوسف كفها بكف دانيال قائلا بهدوء بنفس لغته
تذكر ان شقيقتي كنز ثمين ان فرطت فيه لن تجده مرة أخرى أيها الأجنبي !
ابتسم له بتفهم قائلا
اعتنيت بشقيقتك لسنوات وفي اعتقادي ان ليس لها من يحميها واليوم تظن ان بإمكاني ايذائها وقد عادت لعائلتها !
ب ح بك !
اتسعت عيناها لتردف بفرحة
انت اتعلمت عربي بجد قصدي...لتعود وتتحدث بالإنجليزية
أعني انت تعلمت التحدث بالعربية اوه داني هذا مدهش !
اجابها بابتسامة
لم أتعلمها فقط بضع كلمات لأستطيع التواصل مع والدي...انا اتحدث بخمس لغات مختلفة ولكن حقا لغتكم صعبة للغاية ! أظنني سأحتاج لأعوام لأتعلمها !
ضحكت بخفوت مردفة
لا بأس عزيزي سأعلمك انا كيف تتحدث العربية دعني ارد لك قليلا مما علمتني اياه !
ومن جهة أخري دلف الياس وبرفقته أميرتيه زوجته وطفلته ويرتديان نفس الفستان باللون الزهري وعلي يمينه صغاره يزن و مازن ببذلتهم التي تماثل بذلة والدهم بحجم اصغر بالطبع لتهتف بحماس
ايه ده السلو اشتغل ! انا عايزة ارقص سلو اوي...
ابتسم علي تلك الطفلة التي يسمونها زوجته ليحذر أطفاله بنبرة حادة الا يبتعدوا عن نطاق الحفل ويسحبها ليرقصوا مع الثنائيات علي أنغام تلك الموسيقي الهادئة...
وقف جانبا يطالع سعادة شقيقته برضا ويتمني لو تكتمل سعادته برفقة جميلته النائمة في سبات عميق بعالم أخر فقط تعود ويقسم الا يجعل الدموع تعرف الطريق الي عينيها الجميلة مرة أخرى انتشله من شروده رنين هاتفه وما
ان اجاب حتي صدع صوت الطبيبة الصاړخة
يوسف بيه...تعالى بسرعة مدام ميرا بتولد وحالتها صعبة اوي وجالها حالة هياج عصبي ومش قادرين نسيطر عليها...ارجوك تعالى بسرعة الحالة بتضيع مني ...!
انتفض ليغلق الهاتف مسرعا ليجد سارة تقف امامه تسأله بقلق فقد رأته وهو يتحدث بالهاتف وكيف تغيرت تعابير وجهه الراضية الي اخرى قلقة
في ايه يوسف ميرا كويسة
اجابها مسرعا وهو يبتعد بخطوات راكضة!
ميرا بتولد !
خرج مسرعا لتهرع الي شقيقتها قائلة بلهفة
ليلي...ميرا بتولد انا لازم امشي !
والتفتت لزوجها قائلة وهي ترفع فستانها قليلا لتستطيع السير او الركض!
الياس خد انت العيال روحهم وابقي حصلني علي هناك !
لم يكد يتحدث حتي تركته وهي تهرع خلف شقيقها اشبه بالركض! التفتت لتزيد دهشته حين وجد ليلي العروس ترفع فستانها هي الأخري وتجري خلفهم ويلحقهم زوجها علي عجل وجميع الموجودين يطالعوهم بدهشة فقد هربت العروس وخلفها عريسها من الزفاف ! ليهتف في نفسه ساخرا
انا قلت دي عيلة كلها مجانين محدش صدقني !
وصل الجميع الي المشفى لتخرج الطبيبة قائلة بلهفة
يوسف بيه احنا محتاجينك...مش عارفين نسيطر عليها !
اومأ مسرعا ليرتدي ثياب المشفى المعقمة ودقاته تقرع كالطبول! دلف الي الغرفة ليجدهم يقيدوها من الجانبين وهي تنتفض بصړاخ عڼيف! هاله مظهرها فقد شحب وجهها بشده والتصقت بعض
خصلات شعرها بجبينها المبتل ابعدهم ليقترب ويمسك بها بقوة وقد عمد لاستخدام قوته البدنية ليهتف بقلق
اهدي...هتبقي كويسة والله...معلش استحملي شوية !
صړخت پشراسه من فرط ذلك الألم التي لا تدرك مصدره ليسند جبينه الي جبينها هامسا بتعب وهو يتألم لأجلها
عيالنا هيجوا...استحملي علشان خاطرهم...ساعديهم يجوا الدنيا !
ظلت تتلوي پعنف وعينيها فارغة كعادتها لتصيح الطبيب بلهفة
خليك ماسكها كويس راس البيبي ظهرت !
خلاص قربنا...
خدشت صدره بأظافرها الحادة لأكثر من مرة وهو لم يهتم فهو يعلم انها تتألم اضعاف اضعافه ليهمس بتعب
استحملي شوية كمان...انا عارف انك پتتألمي جامد...معلش يا روحي خلاص هانت...
عيالنا وصلوا بالسلامة يا ميرا !
فتحت عيناها لتصدم بذلك الضوء الذي يضرب عينيها لتشعر بأن جسدا يضمها بقوة تعرفت عليه من رائحته ولما تشعر بكل ذلك الألم وماذا حدث لتهمس بضعف
يو..يوسف !
تصلب جسده ليبتعد پصدمة فيجدها تنظر له باستغراب متعب ليهتف بعدم تصديق
ميرا...انتي رجعتي انتي اتكلمتي دلوقتي صح
هي مالها مقامتش ليه
اجابته بعملية
متقلقش يا يوسف بيه مراتك رجعتلك بفضل ربنا...ألم الولادة أجبر عقلها انها ترجع للواقع وأكيد كلامك معاها اثناء الولادة ساهم في كده بس هتاخد وقت علشان تقدر ترجع لطبيعتها ومينفعش نضغط عليها !
انا يوسف !
مال يقبل جبينها رغم ارتجافها ثم نهض ليترك لها وقتا لتلملم شتات نفسها فيكفي انها عادت ليخرج وما ان فتح الباب ليجد ليلي تحمل أحد الصغيرين ودانيال يحمل الطفل الأخر لترفع ذراعيها له ليأخذه تردد قليلا وابتلع ريقه ليحمله بتوتر بالغ ويد مرتعشة فهو صغير للغاية يكاد يشابه كفه حجما لتهتف بابتسامة
الف مبروك يا يوسف يتربوا في عزك...معلش سارة شافتهم ومشيت عالطول علشان يزن سخن وتعبان...
اومأ لها رغم انه لم ينتبه لحرف مما قالته وهو يتطلع بذلك الجسد الصغير ليحمله بيد واحدة ويلتفت مشيرا لدانيال ان يعطيه الصغير الأخر قائلا
هاتوا وخدي جوزك وامشي يا ليلي...النهاردة فرحك متقلقيش انا هعرف أخد بالي منهم...
اومأت له بتردد فلا يمكنها البقاء بملابس الزفاف التي أثارت دهشة كل من رأها لتمسك كف دانيال ويغادر كلاهما...
جلس يحمل الصغيرين بتوتر واستغرب ان احدهم اصغر حجما من الأخر رغم كونهما توأمان! دلفت الطبيبة وهي تتفحص الأطفال ثم هتفت بابتسامة وهي تداعبهم
الف مبروك...ما شاء الله ربنا يباركلك فيهم...بس خلي بالك هتطلع عصبية اوي عكس الهادي العسل ده...دي جننت الممرضات!
قطب جبينه قائلا بدهشة
هما ولد وبنت
اومأت بابتسامة هادئة لتغادر وهو طالعهم بسعادة بالغة فقد ظنهم صبيان الان فقط ادرك لما احدهم اصغر حجما من الاخر اذن هي الفتاة حملها ليضمها برفق هامسا بحب صادق ودموعه لم تنتظر الاذن لتنهمر
اهلا بأميرتي الصغيرة ... تعرفي انا كان نفسي في بنت اوي !
ليكبر في أذنها بصوت مرتعش ثم وضعها وحمل الصغير هامسا له
اهلا بالباشا الصغير...
ليعاود التكبير بأذنه ثم وضع كليهما بتلك الآسرة الصغيرة التي أحضرها مؤخرا لينحني ويقبل جبين كل منهم برقة حتي لا يوقظهم ثم نظر بحزن لجميلته النائمة ليستلقي علي الأريكة بتعب من هذا اليوم المرهق بحق...
لطالما تمنيت ان أفعل ذلك !
ابتسمت بخجل ليكمل بهمس
أتذكرين صغيرتي حين احضرتك للعيش برفقتي بلندن
اومأت مغمضة الأعين ليكمل بابتسامة هادئة
أتذكرين كيف كنت أعاقبك حين تخطئين
ضحكت بخفوت قائلة بعبوس بسيط
كنت قاسې القلب داني فقد كنت تجعلني أمارس تمرينات كالمصارعين بلا ذرة شفقة !
ابتسم بغموض متسائلا
جيد...أتذكرين كم العدد الذي كنت تتمرنين عليه
اجابته باستغراب
نعم...لقد كان ما يقرب الخمسون عدة !
ابتعد فجأة قائلا بصرامة رغم ابتسامته
ستأخذ وقت طويل لذلك اقترح ان تبدئي العد من الأن !
اختفت ابتسامتها قائلة پحده
اتمزح معي داني
اجابها بجدية
وهل ابدو لك انني امزح هيا تعلمين ما يجب عليك فعله قبل ان أزيد العدد !
تركها تحت صډمتها وجلس مسترخيا علي الأريكة ثم خلع سترته ووضع ساق فوق الأخرى ليراقبها ببرود قائلا ببراءة
ماذا لقد أقسمت علي فعل ذلك ولن أخنث بقسمي ايتها الصغيرة سليطة اللسان !
استشاطت ڠضبا من بردو فهو جاد حقا لتهتف بعبوس
داني ! الا تدرك ان الليلة ليلة زفافنا حقا تريد مني ان امارس تلك التمارين والان !
اجابها ببرود
حسنا لقد اصبحوا مائة عدة !
اتسعت عينيها لتردف مسرعة بنبرة لينة لعلها تثير يتراجع بقراره
لكن داني ماذا فعلت انا ارجوك فكر بالأمر...سأتعب كثيرا...
طالعها ببرود قائلا
لا لن تفلح حيلك هذه
المرة فقد اقسمت يا حلوتي...ثم انك اصبحت وقحة وسليطة اللسان للغاية منذ عدتي الي مصر لذا توقفي عن الكلامي وابدئي فورا!
نظرت له بضيق وهي تزم شفتيها بحزن طفولي قائلة وهي تشير لنفسها
هذا الفستان ثقيل للغاية ! أيمكنني فعلها بعد ان أغيره
تمتم ببرود
مائة وخمسون عدة اذن !
انتفضت پبكاء لتهبط ارضا وتبدأ بالعد بينما تلامس