السبت 30 نوفمبر 2024

قلوب ارهقها العشق بقلم ياسمين رجب

انت في الصفحة 43 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


منزل والدته بالطابق الاسفل يتناول الافطار ثم يغادر إلى عمله ويعود في الليل متاخرا ولا
يرها الا في صباح اليوم التالي واستمرت حياتهم على هذا النحو اغمض عيناه وانصرف حتى يستحم
على الجانب الآخر تنهدت بثقل بعدما انهت عملها بالمنزل وهي تنظر إلى يدها التي اصبحت تألمها اكثر من قبل بسبب المياه ازالت الضماض عنها وهي تنظر إليها بحزن فقد احټرقت بشكل بشع ولم يكفي ذالك حتى جاء عمار و اكمل ما بدأته زوجة عمها جذبت علبة الاسعافات الاولية واخرجت الشاش والقطن وبدأت في ضماض يدها بشكل جديد ثم ذهبت صوب المطبخ علها تجد بعض الطعام فص تها كانت اكبر حين فتحت الثلاجه و علمت بأنها فارغه بكت پقهر وحمدت ربها بأن شقيقتها ليست هنا فلن تستطيع تحمل الجوع

فهي تعلم بأن زوجة عمها لن تأتي بالطعام للمنزل حتى تعطي لها مرام بعض المال في اول الشهر خرجت مسرعة من المطبخ متجهة إلى غرفتها اخذت حماما سريعا و ارتدت ملابسها وخرجت من منزلها وهي تبحث في حقيبة يدها عن بعض المال لم تجد حق سيارة الاجرة ادمعت عينيها بحزن وسارت إلى عملها سيرا على قدميها حتى وصلت امام مقر الشركة وهي تزفر بضيق فاليوم سيكون شاق تعلم بانه لن يترك فرصة حتي ېهينها من جديد دلفت إلى الشركة وسط همسات الموظفين ونظراتهم الڼارية فسمعت بعض الهمسات من احدي الفتيات قائلة واضح ان مرام بترسم على تقيل معرفتش توقع مستر معتز قالت تركز في الراس الكبيرة 
سمعت حديث الفتاة فاتجهت إليها وقالت بتحذير اولا الكلام ده تقوليه لوحدة زيك مش ليا الحمد لله انا عارفه نفسي كويس
ضحكت الفتاة بسخرية قائلة هههههههههه هو انا الي كل شويه مع واحد شكلك ناسية ان مسيو عمار خرج بيكي وانتي في امبارح الله اعلم كنتوا بتعملوا ايه مع بعض وبعدها اخدك و راح بيكي فين 
بكل قوتها رفعت يدها وصفعت الفتاة على وجهها مما لافت انتباه جميع الموظفين
ڠضبت الفتاة وهي تنظر إليها بشړ وهتفت ايه كلامي وجعك طبعآ مهو علشان دي الحقيقة 
كادت ان ترد عليها ولكن هناك من اجاب بدلا عنها
هو في ايه احنا هنقضي اليوم في الكلام ده!!! قالها معتز بعدما سمع حديث الفتاة 
ثم تابع قائلا اي حد هيجيب سيرة مرام
على لسانه يعتبر نفسه بره الشركة كرمتها من كرامتي اظن كلامي واضح 
وبحركة عفوية امسك يدها و سار بها وسط ذهول الجميع مما يحدث بينما ظلت صامته حتى لا تتسبب في إحراجه امام الجميع وما ان تأكدت ان لا احد يسمعهم سحبت يدها بقوة وقالت في ايه يا بشمهندس انت ازي تمسك ايدي قاصد الكل كده حضرتك بالحركة دي بتأكد الكلام الي بيتقال واني على علاقة بيك
حمحم بحرج قائلا انا مكنتش اقصد بس كنت عايز الكل يسكت ومحدش يسترجي يقول عليكي كلمة
اخفضت رأسها وقالت مبقاش يفرق المهم ان الي حصل ده ميتكررش مش عايزة حد يتكلم عني انا عايزة اكون في حالي وبس 
معتز بتفهم حاضر اوعدك روحي مكتبك وخلي بالك من نفسك ياريت متخليش البني ادم ده يستفزك ويزعلك
مرام بأسي عمار راجع علشان ينتقم مني على الماضي ومعاه حق انا استاهل كل الي هيعمله فيا 
كاد أن يتحدث ولكنها لم
تسمح له بل تركته وانصرفت إلى مكتبها
الحلقة السابعة والعشرين
وما ان فتحت و رأت فتون ابتسمت بخفوت قائلة بت انتي هي اشتغاله مش معاكي مفتاح الشقة لزمتها ايه كل يوم توجعي دماغي على الصبح
ضحكة بسعادة وقالت بحب اشوفك الصبح يا جميل هو في احسن من كده صباح الفل والورد والياسمين
لوت ثغرها وقالت بتهكم لا ده انتي فيكي حاجة وشك ولا وش القمر والضحكة دي فيها ان
دلفت إلى الداخل وهي تقول ولا ان ولا اخواتها انا هدخل اجهز الفطار علشان جمال هينزل دلوقتى
كريمة بحب ممزوج بحزن ربنا يفرحكم وتفرحوني انا كمان نفسي اسمع خبر حلوا يفرح قلبي نفسي اشوف لجمال عيل وافرح بيه انتوا متجوزين من 5 سنين مش شايفه ان موضوع الخلفة ده اتأخر
اغمضت عينيها بحزن وقالت يا امي كل حاجة بمعاد و ربنا لسه ما امرش لينا
كريمة بأمل وسعادة مهو ربنا قال اسعي يا عبد و انا اسعي معااك يعني ايه رأيك تكلمي جمال و نروح للدكتور
انقبص قلبها وقالت پخوف دكتور ايه بس يا ام جمال ابنك مش هيقبل وانتي عارفه ده كويس
تلاش ذاك الامل من وجهها وقالت بحزن انا تعبت معااه ونفسي اشوفله عيل قبل ما اموت
اقتربت منها وقد لمعت في عينيها الدموع متقوليش كده ربنا يديكي طولة العمر انا مليش غيرك ده انا من معرفش حد غيرك كان عندي 4سنين لم امي ماټت وانتي الي ربتيني انتي امي ومعرفش 
ربنا الي يعلم انا بحبك اكتر من بناتي يا بت انا شفتك بقلبي قبل عيني صحيح مكنش في بنا صلة قرابة بس حبيتك واتمنيت انك تكوني مرات ابني
علشان كنت متاكده ان محدش هيحبه وېخاف عليه غيرك
فتون بسعادة
انا بحبك اوي يا ام جمال ربنا يخليكي ليا ولا يحرمني منك
كان هناك من يتابع وهو يضع يده على باب المنزل وهتف بمرح ايه يا حجة منك ليها هو انتو عاملين فيها مسلسل العشق الممنوع ولا ايه
ابتعدت فتون عن كريمة وهتفت حماتى احلي عشق في الدنيا
ضحك وهتف بمشاغبة لا بقي انا هبدأ اخاڤ احسن تأكلي عقل امي وملقيش ليا مكان في قلبها
ابتسمت كريمة بحب وقالت ربنا يحفظكم ليا ويبعد عنكم العين
بادل والدته الابتسامة واقترب منها وقال ربنا يخليكي لينا يا ست الكل ويديمك فوق رأسي
مسدت على كتفه بحب اموي صادق وقالت ويخليك ليا ولا يوريني فيك حاجة وحشة يا جمال يا ابن حواء و ادم
حمحمت فتون پغضب طفولي وقالت ايوة مهو من لقي احبابه نسي اصحابه على العموم ربنا يديم المحبة بنكم اسيبكم انا بقي واحضر الفطار
جمال بهدوء ياريت بسرعة يا فتون علشان انا متاخر النهاردة
فتون بحب حاضر من عنيا
غادرت فتون إلى المطبخ بينما نظرت كريمة إلى ابنها وقالت طيبة اوي فتون وبنت حلال
جمال بأبتسامة طبعا يا امي مش انتي الي ربتيها وكانت خيارك الاول
كريمة وقد لمع بعينيها بريق امل طيب عندي طلب ونفسي تنفذه علشان خاطري لو بتحبني يا جمال
امسك كف والدته بحنو وهتف انتي تأمري يا ست الكل
حمحمت پخوف وهي تنظر إلى بقلق عايزاك تاخد فتون وتروحوا للدكتور تشوف موضوع الخلفة ده اتأخر ليه نفسي اشيل حفيدي
تلاشت ابتسامته وتبدلت ملامحه الي الڠضب وقال تاني الموضوع ده يا امي احنا اتكلمنا فيه كذا مرة وسبق وقلتلك سيبي الموضوع ده للظروف و دي التاخير فيه ارادة ربنا
هتفت بحزن يا جمال العمر بيجري بيك انت خلاص بقي عندك 30 سنه يعني مش صغير وانا يا ابني مش هعيش قد الي فات
طبع على يدها وقال بعد الشړ عليكي يا ست الكل سيبي الموضوع ده على الله وان شاء الله الي فيه الخير يقدمه ربنا
استسلمت لحديث ابنها فهي تعلم بأنه عنيد لن يتراجع سارت هي إلى المطبخ تعد الافطار مع زوجة ابنها بينما جلس هو على مائدة الطعام شاردا في حياته التي اصبحت اشبه بحياة الامۏات فما ذنب زوجته في ما
حدث هل يظلمها ويحرمها من حقوقها هل سيعاقبه الله على ظلم نفسه تلك الاسئلة تكررت مرارا وتكرارا في عقله حتى كاد يجن من شدة التفكير
شعر بيدها ترتب على كتفه بعدما وضعت اطباق الطعام من يدها فالټفت إليها وجدها تنظر إلى عينيه بحزن وهتفت
متفكرش كتير انا راضية بحياتي معاك ومش حاسة بالظلم لازم تعرف يا جمال اني طوال ما اسمي مربوط باسمك فانا اسعد انسانة على وش الدنيا
تعلقت اعينهم ببعضها وكأنه مجرد من كل شيء لا يشعر سوي بقلبه يخفق بشدة احاسيس مذبذبة مطضربة
وهو ينظر إلى تلك العينين العسليتين يذوب فيهما كيف تفهمه تتسلل داخل افكاره
ليفوق من شروده على صوت والدته وهي تقول انتي يا زفته انا مش نبهت عليكي تبقي تخلعي الطرحة اول ما تدخلي من باب الشقة هو ليه بتخليني احس ان في رجاله في البيت غير جوزك
نظرت إليه بتوتر وقالت مهو اصل الصبح بيكون شبابيك الشقة مفتوحة افرضي حد من الجيران شافني 
لکمته في كتفه حتى ينهي هذا الحديث ليقول بصوته الاجهش فتون معاها حق يا امي الجيران عندهم شباب وبعدين خليها على حريتها
لوت ثغرها بتهكم وهي تنهض من مجلسها في اتجاه و
زوجة ابنها وبحركة عفوية نزعت حجاب رأسها لينسدل شعرها كالشلال على ظهرها وبعض الخصلات نزلت بعشوئية على وجهها ومازالت في حال صدمة مما حدث لتتحدث كريمة بحدة قائلة
اولا مفيش ولا شباك اتفتح لسه ثانيا طول ما جوزك في البيت تاخدي حريتك مش تقفلي على نفسك الله يرحمك يا ابو جمال مكنش يرتاح الا وانا سايبة شعري ويقولي الوحدة لو مدلعتش في عز جوزها تتدلع امتي انتي يا اختي من اول ما بتنزلي لابسة العبايه والطرحة لحد ما تتطلعي شقتك بالليل ايه قاعدة مع رجاله
بينما تعلقت انظاره بها وهو يرى مدي جمالها شعرها الذي كان طوله يصل إلى اخر ظهرها كالحرير وتلك الخصلات التي ازالتها خلف اذنها بخجل و
وجهها الذي طغي عليه حمرة الخجل فأصبح مثل حبة الطماطم ابتلع ريقه بصعوبة فهي تجسد ملكات الجمال في ابهي صورتها شعر بعروقه تتصلب من هيئتها تلك فأخفض بصره لينظر إلى طبق الطعام الذي امامه وبدأ في تناوله بنهم شديد كمن لم يأكل منذ عام ولكن هو فقط يحاول ان يشغل نفسه حتى لا ينظر إليها
بينما جلست فتون بجواره وهي تحاول الا تنظر إليه ولكن نهضت سريعا صوب المرحاض وهي تضع يدها على فمها فهي منذ ان فاقت في الصباح وشعور الغثيان يلازمها وما ان داخلت رأحة الطعام إلى انفها حركة كل ما في
احشائها
لتتحدث كريمة بقلق مالها فتون يا جمال
جمال وقد بدأ
القلق يتسلل إلى قلبه مش عارف يا امي هروح اشوفها
كريمة وهي تنهض من على الطاولة لا خليك كمل فطارك وانا هروح اشوفها
نظر إلى ساعته وقال لا انا اتأخرت اوي همشى علشان الحق اتابع الصبيان في المحلات
كريمة ربنا يستر طريقك يا ابني
وصل للتو إلى الشركة وهو يحاول كبت غضبه فاليوم سيكون مميز بشكل خاص فقد استطاع شراء مجوعة شركات جديد وستكون حتما هي نقلة كبيرة لاسم عمار امجد نصار وبالاخص شريكه الجديد الذي سيكون عونا له في انتقامه منها
ارتفع صوت هاتفه معلنة عن وصول رسالة عن طريق احد برامج التواصل
 

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 95 صفحات