رواية بعد اربع سنين
شبكتها غطاء رائع لزوج مستقبلى يستطيع توفير حياه مرفهه ...صديقاتها لن يعلموا انه افلس تقريبا وسيحسدونها علي خطيبها الثري ...اذا كانت شهد تتباهى بخطيبها المعيد اذا هى الاخري ستتباهى بخطيبها الثري لكن يتبقي مشكله واحده ... اقناع عمر بألا يصحبها الي الداخل ويكتفي بتوصيلها فقط .... اتصال من عمر اخرجها من افكارها ..كعادته يتصل بها يوميا في الصباح ليكون صوتها اول ما يستمع اليه في يومه ...
هادر ... عمر !! انت بتتجسس عليه ... عمر عاتبها پألم ... ابدا يا فريده...ازاي تفكري فيه كده .. انا شفت تعليقك علي الفيس بوك لصحبتك علي المناسبه وفهمت ان النهارده حفلة خطوبتها فبشوفك هتروحى ولا لا عشان اوصلك.... يالا الفيس بوك اللعېن ... فريده تنحنحت في حرج وقالت ... ايوه هروح ....سألها بطريقه رسميه ... الساعه كام ... اجابته بخفوت ... 8
الظروف خدمتها اكثر مما كانت تحلم ...عمر اخبرها انه لديه موعد هام خاص بالعمل في الثامنة والنصف وانه سوف يقوم بايصالها وعندما ينتهى الحفل سيعود ليقلها الي المنزل ....اعفاها من حرج اصطحابه ...ربما كان غاضب لكنها لم تهتم ... ستضع مجوهراتها التى اهداها عمر اياها... اي غبيه ستكون اذا لم ترتديهم اليوم .... في النهايه هم سيعلمون علي أي حال اذا سوف تعلن للجميع اليوم خبر خطبتها هى الاخري ... حفل خطوبه صديقتها البسيط المتواضع شجعها علي اعلان خطبتها هى الاخري....
امام القاعه البسيطه التى سيقام فيها الحفل اوقف عمر سيارته ....فريده انتظرت ان يتحدث عمر باي كلمه لكنه منذ مكالمتهم في الصباح لم يحدثها هو غاضب الان ومع ذلك لم يتأخر عن موعدها بل و تأمل فستانها باعجاب صامت مع ان الفستان بسيط جدا ولا يثير الانتباه مطلقا ولولا مجوهراتها الماسيه التى تلمع لكانت اصبحت مطفيه .... لكن عمر كان يعلم جيدا كيف يعطيها الثقة في نفسها ... بعد ان شعر انه يعطلها اخبرها باقتضاب ... لما تحبي تروحى اتصلي ... انتظر حتى اختفت داخل القاعه ثم رحل ....
بعدما انتهوا من تهنئة شهد انتقلوا الي تهنئتها ...المدهش انها لم تلاحظ نظرة حسد واحده من شهد وهى تشاهد شبكتها... بل بلطف ثم نظرت الي باسم وأمرته بمرح واضح ... اعمل حسابك هتجيبلي خاتم زيه في يوم من الايام ... باسم نظر الي عيونها وقال بهيام ... انت تؤمر يا جميل ...الحفله تخلص بس واروح اسرقلك واحد ...ضحكاتهم العفويه اثارت مشاعر غامضه لديها ليتها تستطيع حب عمر كما يحبها ... فاطمه طلبت من فريده ايصالها الي منزلها فالوقت متأخر وهى لا تستطيع ركوب تاكسي بمفردها ....وفريده وافقت مضطره فكيف سترفض طلب صديقتها لكنها كانت تخشى ڠضب عمر فهو كان غاضبا بشده فكيف ستطلب منه أي شيء.... ظلت تدعو الله الا يحرجها عمر ويرفض ايصال فاطمه ...والمعجزه التى كانت تتمناها حدثت بكل بساطه فعندما عاد عمر ليقلها الي المنزل
كان مزاجه افضل والابتسامه تنير وجهه وبمجرد رؤيته لها امام القاعه وهى تنتظره هبط من السياره فورا ليفتح لها الباب فتشجعت وطلبت منه ايصال فاطمه ... عمر لو سمحت ممكن نوصل فاطمه معانا... عمر انتبه لاول مره ان فريده ليست وحيده... حيا فاطمه بأدب وقال ... طبعا اتفضلي ...فريده انتظرت حتى دخلت فاطمه الي المقعد الخلفى من السياره وركبت هى فى المقعد الامامى وعمر اغلق الباب خلفها بلطف .. طوال الطريق لم تتوقف فاطمه عن الثرثره وفريده كانت سعيده لان عمر لم يعد غاضب فاكتفت بمراقبة الطريق...بمجرد نزول فاطمه امام منزلها عمر اخبرها بسعاده... حبيبتى عندى ليكى خبر كويس...انا لقيت شغل ممتاز في فندق وبراتب كويس جدا وهبدأ معاهم مع افتتاح التوسعه الجديده بعد شهرين ان شاء الله ... الكلمات هربت منها لابد وان تهنئه علي عمله الجديد لكن لسانها لم يستطع النطق ...وكعادة عمر كان مشغول بسعادته الخاصه ولم ينتبه الي بؤسها فهو وجد عمل في فندق فخم في القاهره بالتأكيد ليس في فخامة فندق دبي لكنه علي الاقل يحمل خمس نجمات مثله كان يريد الاحتفال بعمله الجديد كموظف في العلاقات العامه في الفندق المشهور... لم يكن ينتظر منها تهنئته بالكلمات بل اراد الاحتفال معها ... احتفال خاص يجمعهما فقط ... اخبرها بهيام ... لو الوقت مش متأخر كنت خطڤتك كام ساعه ...انتى النهارده زى القمر وفستانك روعه .... اليوم مر جيدا حتى الان و عمر لم يعد غاضب ومزاجه تحسن بصوره كبيره بل وغازلها برقه ...لكن خبر عمله الجديد سبب لها الم في بطنها ومنعها من الاحتفال معه ومشاركته فرحته ...رفضت دعوته للصعود معها وتحججت بأنها مرهقه وتريد النوم فالوقت فعليا متأخر جدا ...عمر كان سعيدا بعمله الجديد لكنها كانت محرجه جدا والتفكير ېقتلها فماذا ستخبر صديقاتها عن عمله عندما يسألوها غدا ...
............................................................................................
مرور الوقت امر نسبي .. فهو يمر بسرعه قياسيه عندما تكون سعيد ويمر بمنتهى البطىء عندما تكون حزين ...ولا يمر علي الاطلاق عندما تكون قلق ...الساعات الطويله التى استغرقتها عملية نقل الكلي كانت فعليا الساعات الاسوء بلا منازع علي كل عائلة فريده ...عمر واحمد يواجهون خطړا غير معروف ...ليس فقط خطړ العمليه ولكن ايضا خطړ مطلق في المضاعفات والعواقب ...ماذا لو فشلت العمليه ولم يتقبل جسد احمد الضعيف الذي ارهقه المړض كلية عمر ... ماذا لو اثر التبرع علي صحة عمر في المستقبل .. تضحية عمر البطوليه كانت الاروع علي الاطلاق ... عمر يستحق لقب بطل فهو غامر بحياته من اجل احمد ..احمد نفسه رفض بشده تبرع عمر له واحتاجهم الامر لساعات من الاقناع حتى يقبل بما يعرضه عليه عمر ...فريده اطلعته علي
الانترنت وعرضت عليه كل ما يتعلق بنقل الكلي ... حاولت اقناعه بسلامة المتبرع وعدم ضرره بسبب التبرع .. العمليه كانت املا لاحمد خاف من التعلق به فهو كان قد اعد نفسه لاستقبال واحياء الامل كان فوق استطاعته ..فكرة تبرع عمر لاحمد اثارت مشاعر كثيره لدى محمد ...فكيف لم يفكر في ذلك من قبل وحين حاول اثناء عمر والتبرع بنفسه فهو اولي من عمر بأخيه قوبل طلبه بالرفض... فعمر بالفعل اجري التحاليل اللازمه وكان متوافق معه واحمد لا وقت لديه لاعادة التحاليل والبحث عن متبرع فهو لا يملك رفاهية الوقت ...
فريده تعلقت عيناها بالساعه الكبيره الموجوده في غرفة الانتظار...الثوانى لا تمر ابدا ..والدتها ووالدة عمر كانتا متماسكتان بشكل لا يصدق ...كلتاهما قضت الوقت في السجود والدعاء ..فالدعاء يرفع البلاء ...هى كانت تعلم جيدا ان العمليه تستغرق ساعات وساعات وغرفتين عمليات ...وفريقين طبيين يعملان في نفس الوقت...المستشفي كانت علي قدم وساق كخلية النحل ...الكل يعمل بجهد فعمليتهم من العمليات الكبيره التى تستنزف الجميع ...المبلغ الضخم الذي دفعه عمر لاتمام العمليه اضاف بطوله علي بطولته فهو ضحى بكل سنوات عمله في الخليج لاجلها ...ومع ذلك لم يتردد لحظه ووهبها كل شيء حتى عمره ...حتى الشقه جهزها علي اعلي مستوى حاول ان يعوض نقصه في المستوى التعليمى بأمواله ...لكن فريده كانت تعلم جيدا انها اجهزت علي اخر
قرش يملكه عمر ...ولكن لو نجحت العمليه ربما يكون المقابل يستحق ... روادها القليل من الشعور بالذنب ... في هذه اللحظه بالذات تمنت من الله ان تحب عمر كما يحبها فربما بحبها له تعوضه القليل عما فعله لها ...فهو ضحى بنفسه وبأخر قرش يملكه من اجلها ...
انخرطت في افكارها الخاصه ورغما عنها مع انها حاولت التماسك الا ان دموعها غطت وجهها ...افاقت من شرودها علي صوت والدتها وخالاتها يحمدون الله بصوت عالي ...انتبهت لتجد ممرضه من الفريق الطبي الاول تطمئنهم وتخبرهم ان عمر خرج من العمليات وان حالته مستقره ... اخبرتهم ان عمر انتقل الي غرفة الافاقه مؤقتا وعندما يتأكدون تماما من استقرار حالته سوف ينقل الي غرفة عاديه ...دموعها زادت بشكل كبير وحمدت الله كثيرا فعلي الاقل عمر تجاوز الازمه ...لم تكن لتسامح نفسها اطلاقا لو ....شعرت انها بحاجه الي الانفراد بنفسها ...اكثر مكان تستطيع الخلوة فيه كان غرفة عمر التى خرج منها قبل العمليه وسوف ينقل اليها بعد افاقته التامه ...فرشت سجادة الصلاه وظلت تصلي حتى ارتاحت ... فتحت مصحفها الصغير الذي حملته معها وبدأت في القراءة بخشوع... قلبها تعلق بالامل في كرم الله عز وجل فالله كريم وسوف ينجى احمد كما نجى عمر ...بعد ساعات سمعت حركه عند الباب ...التفتت لتجد الفريق الطبي يقوم بنقل عمر النائم الي غرفته ... نهضت تراقبهم وهم يحملونه بلطف ويرقدونه علي فراش الغرفه ...