الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد بقلم بنوتة اسمرة

انت في الصفحة 43 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

ولا حرام .. لانك كدة كدة مش هتقدرى تغيري قدر ومكتوب

ثم قالت 

رأيي متعمليش حاجة أكتر من انك تدعى ان ربنا يرزقك الراجل اللى يسعد قلبك .. متدعيش انه يرزقك ب طارق بالذات .. لا ادعى انه يرزقك بالراجل اللى يحافظ عليكي واللى يكون مناسب ليكي .. اللى فهمته من كلامك انك متعرفيش الأستاذ طارق أصلا .. يعني محصلش أى حوار بينكوا ولا أى حاجة توضحلك شخصيته .. مجرد انه صاحب أخوكى وعارفه شكله .. وده مش كفاية عشان تحبيه .. انتى الاحساس اللى جواكى تعلق مش أكتر .. اتعلقتى بحد عارفه انه كويس .. بس مهما كان انتى متعرفيش شخصيته .. ويا ترى هيكون مناسب ليكي ولا لاء .. عشان كدة قولتلك لما تدعى ادعى ان ربنا يرزقك الراجل المناسب ليكي اللى يحافظ عليكي ومتدعيش انه يرزقك ب طارق بالتحديد لانك متعرفيهوش أصلا .. ادعى ان ربنا يختارلك وخليكي واثقة ان اختيار ربنا ليكي هيكون أحسن مليون مرة من اختيارك لنفسك

أنهت مريم كلامها ونظرت الى سارة التى بدا عليها الإرتياح بعدما استمعت لتلك الكلمات .. قالت سارة مبتسمه 

ياريتى كنت كلمتك من زمان كنتى خرجتيني من حيرتى دى

ابتسمت مريم وقالت 

ادينا اتكلمنا أهو .. بس يارب فعلا يكون كلامى فادك

عانقتها سارة وقالت 

فادنى كتير .. تسلمى يا مريم

استطاع كبار العائلتين التحدث مع المأمور الذى كان يرغب أكثر منهما

فى حل تلك القضية وديا .. لأنه يعلم المشاكل التى كانت واقعة بين العائلتين منذ الأذل والتى تنتظر شرارة صغيرة

لتبدأ ڼار الٹأر فى الإشتعال مرة أخرى .. انتهت

جلسة الصلح ب 

قبلت زواجها

والتى قالها جمال بحنق وضيق ويده موضوعه فى يد عبد الرحمن وهو يعلم جيدا فى قرارة نفسه أنه وقع فى شړ أعماله وبأن الله أعطاه ما يستحق

فى المساء اجتمع الجميع امام حمام السباحة فى الفندق والذى كان فارغا فى مثل هذا الوقت .. قامت مريم لتتمشى قليلا فقالت ناهد 

متتأخريش يا مريم .. مراد زمانه جاى وهنتطلع كلنا بالعربية نتمشى شوية

أومأت مريم برأسها وسارت وهى تتهادى فى خطواتها وتتطلع الى الطبيعة يمينا ويسارا .. كانت مستغرقة فى التفكير فى حالها وفي مستقبلها الذى تجهله .. كانت تشعر فى قرارة نفسها بمشاعر غريبة عليها .. مشاعر متضاربة احتارت فى تفسيرها وفى فهمها .. لا تدرى الى كم من الوقت سارت .. لكنها نظرت فجأة حولها لتجد نفسها فى مكان تجهله .. كانت تحمل بيدها هاتفها لكنها لا تعرف الا رقم ناهد الذى حاولت أن تتصل به كثيرا دون رد .. ظلت تدور حول نفسها وهى تحاول تبين طريقها دون جدوى .. كان المكان حولها خاليا فلم تستطع أن تجد من يدلها على الطريق .. رأت البحر أمامها فسارت بمحازاته وهى تنظر الى الأنوار المضاءه على يسارها علها تتبين مكان تعرفه .. عاد مراد ليجد ناهد تهتف بقلق 

مراد اتصل ب مريم محدش في البنات معاه رقمها وموبايلى مش لاقياه

تسمر مراد فى مكانه .. فهو الى الآن لا يعرف رقم هاتفها .. قال مراد وهو يتطلع الى الفتاتان ليتأكد من أنهما لا تستمعان اليه 

مش معايا رقمها

هتفت أمه بحنق 

ازاى يعني مش معاك رقمها

عادت الى مكانها تبحث مع الفتيات عن هاتفها .. ثم قالت بلهفه 

هطلع أشوفه فوق يمكن نسيته فى الأوضة

أخذ مراد يسير على غير هدى وعيناه تبحث عن مريم بلهفه ويسأل عنها كل من يجده أمامه .. شعر بالقلق من سيرها بمفردها فى هذا الليل وفى هذا المكان المنعزل .. خشى أن يصيبها مكروه .. فحث قدماه على السير وعيناه على البحث .. خفق قلبه پخوف وهو يتخيل أحد الأشخاص وهو يضايقها وهى تصرخ مستنجده دون أن يسمعها أحد .. اتصل بوالدته دون رد .. اتصل ب سارة وقال پحده 

أيوة يا سارة لسه ملقيتوش موبايل ماما 

لا يا أبيه بندور عليه

صاح پغضب 

هيكون فين بس دوروا كويس .. وأول ما تلاقوه كلميني

كانت مريم تنظر الى ما حولها وهى تشعر بالړعب كان المكان موحشا .. وحتى الأنوار المضاءة على اليسار لا تشير الى أى مكان تعرفه .. تعالى صوت البحر الهادر ليزيد من خۏفها .. اتصلت ب مى قائله بلهفه 

مى ازيك

هتفت مى بفرح 

مريم ازيك أخبارك ايه

قالت مريم بلهفه 

مى معاكى رقم استاذ طارق

قالت مى بدهشة 

عايزاه ليه

قالت مريم وهى تتلفت حولها خوفا 

بصى أنا و مراد وعيلته سافرنا العين السخنه .. وأنا تهت ومش معايا غير رقم مامته ومبتردش عليا .. عايزاكى تتصلى بأستاذ طارق تجبيلى منه رقم مراد

قالت مى 

طيب يا حبيبتى ثوانى وهكلمك

اتصلت مى ب طارق وشرحت له الوضع وقالت 

فلو سمحت اديني رقم أستاذ مراد عشان أبعته فى رسالة ل مريم

قال طارق 

لا مفيش داعى .. انا هكلمها

شعرت مى الضيق وقالت 

ماشى .. مع السلامة

أنهت مى المكالمة وهى تشغر بغيرة شديدة .. اتصل طارق ب مريم وطمأنها قائلا 

متخفيش يا مدام مريم اوصفيلي بس المكان اللى انتى فيه وأنا أقولك ترجعى ازاى .. انا اللى حاجز ل مراد فى المكان ده وعارفهكويس

قالت مريم وهى تلتفت حولها 

مش عارفه أنا جمب البحر بس معرفش أنا فين بالظبط

قال طارق 

طيب مفيش أى حد أدامك تسأليه

التفتت حولها وقالت پخوف 

لا مفيش خالص

قال طارق مطمئنا اياها 

طيب متقلقيش أنا هكلم مراد وأديله رقمك .. بس متخفيش ان شاء الله مراد هيلاقيكي

اتصل طارق ب مراد وأملاه الرقم فقال مراد بدهشة 

انت عرفت منين 

قال طارق 

مش وقته يا مراد .. كلمها شوف هى فين باين عليها انها مړعوپة أوى

اتصل بها مراد فأجابت بصوت قلق 

أيوة

قال مراد بلهفه 

مريم انتى كويسة

قالت بصوت مضطرب 

أيوة كويسة

قالت مراد 

انتى فين اوصفيلي المكان اللى انتى فيه

كان مراد يسير أثناء التحدث اليها وعيناه تبحث عنها .. نظرت حولها وأجابت 

أنا ورايا البحر .. بس

مش عارفه أنا فين بالظبط

قال بلهفه 

طيب لما خرجتى من حمام السباحة مشيتي ازاى 

قالت بصوت مضطرب 

معرفش مكنتش مركزة

هتفت قائلا بعصبية 

ازاى يعني مكنتيش مركزة

أجابت بصوت كمن يوشك على البكاء 

كنت سرحانه ومخدتش بالى

حاول مراد التحكم فى أعصابه وقال بصوت أهدأ

أنا آسف .. بس أنا عايز أعرف مكانك .. حاولى توصفيلي المكان حواليكى

لكن مراد هتف فجأة 

خلاص يا مريم شوفتك

هتفت غير مصدقة 

بجد .. الحمد لله

أغلقت الخط وبحثت حولها لتجد مراد قادما اتجاهها .. شعرت بالفرحه بمجرد أن رأته وابتسمت وقالت بأعين دامعه 

كويس انك

لاقيتنى .. كنت خاېفة أوى

نظر اليها بلهفه بأعين متفحصه وقال 

انتى كويسة

أومأت برأسها وهى تمسح العبرات الى تساقطت من عينيها رغما عنها .. نظر اليها بحنان قائلا 

طيب يلا نرجع الفندق ..

رن هاتفه فقال 

أيوة يا ماما .. خلاص لقيتها .. أيوة احنا فى الطريق .. ماما الموبايل هيفصل شحن حالا

وبالفعل لحظات وانقطع شحن الهاتف .. قال مراد بجدية 

بعد كدة لما تمشى وتحسى انك توهتى اقفى فى المكان اللى انتى فيه ومتمشيش أكتر عشان متتوهيش أكتر

أومأت برأسها مد يده وأمسك بهاتفها تحت نظراتها .. تلامست أيديهما فشعرت بالإضطراب وأبعدت يدها سريعا .. دون رقمه وسجله بإسمه على هاتفها وقال 

لما نرجع اديني رقمك .. مينفعش نبقى مش عارفين أرقام بعض

أعطاها هاتفها فأخذته .. كانت مريم تسير معه وهى تحاول أن تهدئ من خفقات قلبها التى كانت تتسارع من شدة الخۏف .. الټفت اليها مراد قائلا 

أحسن دلوقتى

قالت بصوت أكثر ثباتا 

أيوة الحمد لله

ده الأستاذ طارق .. ممكن يكون كلمك ولقى موبايلك مقفول

أخذ مراد الهاتف من يدها ورد 

أيوة يا طارق .. فصل شحن .. أيوة لقيتها خلاص .. لا كله تمام .. متشكر يا طارق .. سلام

أنهى مراد المكالمة وهى ينظر الى مريم بإمعان قائلا 

انتى اتصلتى بيه لما تهتى

قالت مريم بسرعة 

لا اتصلت ب مى صحبتى وهى زميلتى فى الشركة .. قولتلها تتصل بيه

صمت مراد ثم عاد يتفرس فيها قائلا 

رقمك معاه من زمان

قالت مريم وهى تنظر اليه 

لأ أنا مدتهوش رقمى اصلا .. ومبديهوش لأى عميل .. ممكن يكون خده من مى

أومأ مراد برأسه .. تلاقت أنظارهما فى صمت .. كل منهما ينظر الى عين الآخر بحذر وقلق وخوف .. كانت نظرات كل منهما تصرخ فى الآخر قائله .. ابتعد عنى لن اسمح لك بإختراق أسوار قلبي .. لكن نفس السؤال أخذ يتردد فى أعماق كل منهما .. ترى هل سأستطيع حقا الصمود 

الحلقة العشرون.

أنا كنت شاكك فيها من الأول

قال مراد هذه العبارة بعصبية .. فقال طارق 

وايه مصلحتها فى كدة

قال مراد پغضب 

الهانم أكيد كانت بتاخد منه فلوس .. ماهى مش هتعمل كده لله فى لله

قال طارق پحده 

حسبي الله ونعم الوكيل فيها .. انسانه معندهاش ضمير

قال مراد بحنق 

لولا التسجيل اللى حطيته فى المكتب مكنتش اكتشفت ان سكرتيرتى عميلة عند حامد وبتنقله كل تحركاتى

قال طارق بحنق 

بس يا مراد مكنش المفروض تكتفى بطردها .. كان المفروض توديها فى ستين داهية بالتسجيل اللى معاك

قال مراد 

هى بنت برده .. صحيح تتساهل قطم رقابتها عشان خاېنة للأمانة بس بردة بنت مينفعش أبلغ عنها وأدخلها اقسام

قال طارق وهو ينهض 

طيب هروح أشوف

مكتب توظيف محترم يبعتلنا سكرتيرة محترمة

زفر مراد بضيق .. فأكثر ما يكرهه فى حياته .. الخېانة .. بكل أشكالها وأنواعها

دخل جمال منزله وعلامات الضيق على وجهه فإستقبلته صباح قائله 

كنت

فين يا جمال

قال جمال بضيق 

كنت بشم هوا يا صباح

قالت بعتاب 

فى عريس يسيب مرته فى البيت ويخرج ولسه مفاتيش اسبوع على جوازهم

هتف جمال پغضب 

كانت جوازه ما يعلم بيها الا ربنا

هتفت صباح بحنق 

ليه بجه ان شاء الله .. مش انت اللى كنت بتجولى انك نفسك فى اليوم اللى تتجوزنى فيه يا جمال نسيت كلامك الحلو اللى كنت بتسمعهولى

قال جمال بتهكم 

كنت مغفل يا صباح .. ياريتنى كنت انشكيت فى لسانى جبل ما أجول كلمة واحدة منه يا صباح

قال

ذلك ثم زفر بضيق ودخل حجرة النوم يشاهد التلفاز تحت نظرات صباح الغاضبة

أمسكت سهى هاتفها الذى لم يفارق يديها الا نادرا طيلة اليومين الماضيين .. لكن كالعادة رفض سامر الإجابة على أى من اتصالاتها .. كآخر حيلة لديها اتصلت بمكتبه فأخبرتها السكرتيرة أنه منشغل ولديه اجتماع .. فقالت سهى بصوت كمن

أوشك على البكاء 

طيب لو سمحتى لما يخلص اجتماع قوليله سهى اتصلت بيك وعايزاك ضرورى

حاضر يا فندم

أنهت السكرتيرة المكالمة وتوجهت الى مكتب سامر قائله 

الآنسه سهى اتصلت يا فندم وقولتلها زى ما حضرتك قولتلى

قال سامر بلامبالاة 

طيب لو اتصلت تانى قوليلها سافر يومين ولو سألتك فين قوليلها متعرفيش

حاضر يا فندم

عاد مراد الى البيت فى

المساء ليجده ساكنا .. توجه الى غرفة المعيشة ليجدها فارغة .. صعد الى غرفته وطرق الباب ليجد مريم جالسه على الأريكة تتطلع الى حاسوبها الموضوع على

42  43  44 

انت في الصفحة 43 من 63 صفحات