الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد بقلم بنوتة اسمرة

انت في الصفحة 47 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

ببطء وهو مازال يتطلع اليها .. يحاول النفاذ الى أعماقها ومعرفة ما بداخلها .. هم بأن يأخذ كومة أخرى من الملابس لكنها أوقفته قائله 

طيب هلمهم أنا .. ممكن تتفضل تعد فى الصالون لو سمحت لحد ما أخلص

امتثل مراد لما قالت وتوجه الى الصالون وهو يتفحص ما حوله .. جمعت مريم أغراضها فى تبرم .. وقفت قليلا تفكر فيما يصيبها عندما تكون قريبة منه .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وأكملت مهمتها .. خرجت تحمل الحقيبة الثقيلة فبمجرد أن رآها مراد هب واقفا وأخذها منها .. تأكدت مريم من اغلاق المحابس والشبابيك وتممت على كل شئ فى البيت ثم نزلت معه الى سيارته .. انطلقا فى طريقهما الى أن أوقف السيارة فى نفس المكان الذى أوقفها فيه منذ ما يقرب من اسبوعين .. نزل والتف حول السيارة وفتح لها الباب .. كانت تشعر بمشاعر كثيرة متضاربة ونزلت ببطء وهى تشعر أنها تود الهرب من كل شئ .. أتما اجراءات توثيق الزواج .. وانطقا فى طريقهما الى قسم الشرطة

قدما البلاغ واستمع مراد الى ما قصته مريم على الضابط وقد احمر وجهه وانتفخت أوداجه من الڠضب .. بعدما انتهيا من تقديم البلاغ ركبا السيارة مرة اخرى وانطلق مراد بها فى صمت .. تطلعت مريم اليه فوجدته غارقا فى شروده وعلامات الڠضب على وجهه .. كانت تشعر وكأن عيناه جمرتا ڼار .. كان يسير بالسيارة فى سرعة وحركاته تشوبها العصبية .. شعرت بالخۏف من أن يتهور ويفعل مالا يحمد عقباه .. رن هاتفه فرد قائلا

وعليكم السلام .. أيوة يا ماما لقيتها .. احنا جايين

فى الطريق .. أيوة هى معايا .. هتطلعلك هيا وأنا هروح مشوار وأرجع .. طيب مع السلامة

أنهى المكالمة دون ان ينظر الى مريم تزايد خوف مريم وقلقها فقالت 

ليه مش هتروح معايا .. انت رايح فين 

الټفت ونظر اليها .. متفرسا فيها .. شعرت بالخجل وندمت على تسرعها فى القاء السؤال .. لكنها قالت بقلق 

بلاش تعمل حاجة غلط .. لو سمحت اوعى تروحله وتضربه تانى

نظر مراد أمامه قائلا بصرامة 

ده يستاهل القټل مش الضړب

قالت مريم بجزع 

اوعى تقتله هتضيع نفسك

الټفت مراد اليها يراقب تعبيرات القلق على وجهه قائلا بتحدى 

ايه المشكلة يعني لو ضعت .. مالك ومالى .. ايه اللى مخوفك كده

قالت مريم بتوتر 

كدة عشان مامتك واخواتك محتاجينك

تفرس مراد فيها فأشاحت بوجهها .. عاد الى النظر أمامه بصمت .. توقفا عند احدى الإشارات المزدحمة وكل منهما شاردا .. اقترب بائع متجول يحمل عقود طويلة من الفل من مراد قائلا 

فل يا بيه

هز مراد رأسه نفيا .. فقال الرجل بإلحاح وهو يلقى نظرة على مريم 

فل للهانم يا بيه .. ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس

شعرت مريم بالحرج لظن الرجل بأنهما حبيبان .. وشعرت أيضا بالحزن وهى تقول لنفسها ليتك تعلم أنه اضطر لمصاحبتى اليوم من أجل شعوره بالمسؤلية تجاهى فقط ..فلا شئ يجمعنى به منذ أن رأيته إلا المصالح المشتركة .. رأت بطرف عينيها مراد وهو يشترى عقدا من الرجل ويضعه أمامه على التابلوه .. بالتأكيد ليتخلص من الحاح الرجل عليه فى الشراء .. انفتحت الإشارة وسارا مرة أخرى فى طريقهما .. توقفت السيارة أمام بوابة الفيلا فقالت مريم وهى تلتفت اليه 

ياريت متعملش حاجه ټندم عليها سيب الشرطة تشوف شغلها وهما أكيد مش هيسيبوه

بدا عليه أنه منشغل فى التفكير فى شئ ما .. فقالت مرة أخرى وهى تنظر اليه 

ياريت بجد تتحكم فى أعصابك لان أى حاجة هتعملها هتتاخد ضدك خاصة انك ضاړبه مرة قبل

كده

لم يجيب فالتفتت وهمت بالنزول من السيارة لكنها وجدته فجأة مطبقا على يدها .. التفتت بإستغراب وهى تنظر الى يده الممسكه برسغها .. دون أن ينظر اليها وجدته يحمل عقد الفل ويلفه حول يدها ببطء .. شعرت بقلبها تتعالى دقاته .. وحبست أنفاسها وهى تتطلع الى يده التى تلف العقد على يدها .. انتهى فسار العقد كالإسورة يزين يدها اليسرى .. لم تنظر اليه .. ولم ينظر اليها .. لكن بدا وكأنهما يتحدثان الى بعضهما البعض .. بحديث تعجز الآذان

عن سماعه .. لكن يفهمه القلب جيدا ..ظل ممسكا يدها للحظات قبل أن يطلق سراحها ويعود الى النظر أمامه .. خرجت من السيارة وهى تشعر بإضراب شديد وبشعور لذيذ يغمرها .. سمعت صوت السيارة خلفها لتجده وقد رحل فتوجهت الى الحديقه بدلا من الفيلا وجلست على أحد المقاعد للحظات .. أخذت خلالها تتطلع الى عقد الفل الذى يزين يدها .. تلمسته بأصابعها تداعب البتلات البيضاء .. ثم قربته من أنفها تتشمم عبيره .. ارتسمت ابتسامه على شفتيها وهى تتذكر كلام الرجل البائع ده الفل عنوان المحبه .. ومعناه بحبك انتى وبس .. أخذت مريم تتسائل فى نفسها ..لماذا أهدانى اياه .. ترى أيقصد ذلك بالفعل !

حبيبتى مريم حمدالله على سلامتك

هتفت ناهد بتلك العبارة وهى تعانق مريم

قالت سارة وهى تعانقها هى الأخرى 

مريم حبيبتى أنا فرحانه أوى أوى انى شوفتك تانى

قالت نرمين وهى تجرى تجاهها لتعانقها 

مريم أنا مصدقتش لما ماما قالتلى انك جايه وحشتيني أوى

شعرت مريم بالتأثر وهى ترى المشاعر الفياضة التى تغمرها بها كل منهن .. قالت لهم بتأثر و بأعين دامعة 

والله أنا اللى افتقدتكوا جدا

أخذتها ناهد من يدها وجلست معها فى حجرة المعيشة وبجوارهها سارة و نرمين .. قالت نرمين بلهفه 

قوليلنا ايه اللى حصل

قصت عليهم مريم ما حدث .. فهتفت ناهد پغضب 

حسبي الله ونعم الوكيل فيه .. ايه البنى آدم ده .. مش خاېف من ربنا

قالت مريم بأسى 

قالى ان قلبه مېت ومبيخفش من حاجه .. ربنا ينتقم منه

قالت سارة بحزن 

أكيد كنتى مړعوپة يا مريم

قالت مريم وهى تشعر بالخۏف من مجرد تذكرها ما حدث 

كنت مېته من الړعب .. بس الحمد لله

قالت نرمين بأسى 

أنا السبب فى كل ده .. سامحيني يا مريم

ربتت مريم على كفها قائلا 

أنا مش زعلانه منك يا نرمين .. وبعدين انتى كنت هتعرفى منين ان معندوش ضمير كدة وانه هيعمل كل ده

قالت نرمين پغضب شديد 

ربنا ينتقم منه بجد ربنا ينتقم منه

قالت سارة مبتسمه 

بس تعرفى أحلى حاجة فى الموضوع ان انتى و مراد رجعتوا لبعض

شعرت مريم بالحرج .. فقالت نرمين 

فعلا دى أحلى حاجه فى الموضوع أنا مش عارفه انتوا ايه اللى خلاكوا تطلقوا أصلا

ارتبكت مريم ولم تدرى ماذا تقول فأنقذتها ناهد موجهه حديثها الى الفتاتان 

دى حاجة تخصها هى و مراد مينفعش نسألها عنها .. وبعدين سيبوها ترتاح شوية

ثم التفتت الى

مريم قائله بحنان 

اطلعى يا حبيبتى غيري هدومك وارتاحى وأنا هبعتلك دادة أمينة بالفطار تفطرى وتنامى شكلك مرهق

ابتسمت مريم قائله بوهن 

حاضر يا طنط

صعدت مريم ودخلت حجرة مراد .. شعرت بحنين جارف تجاه كل جزء فى تلك الغرفة وكأنها كانت غرفتها منذ الأزل .. شعرت بسعادة وهى تلف حول نفسها وتتأمل كل ما حولها وكأن هذا هو بيتها ومكانها .. شعرت بالدهشة من هذا الشعور .. تذكرت أن حقيبتها فى سيارة مراد نسيت بأن تأخذها .. فتحت الدولاب لتجد ملابسها التى اشتراها لها مراد والتى تركتها يوم أن رحلت عن هذا البيت .. شعرت بالألم وهى تتذكر اليوم الذى طلقها فيه مراد .. والى اللحظة التى نطق فيها بتلك الكلمة .. نفضت تلك الأفكار من رأسها ودخلت لتأخذ دشا ساخنا وتناولت طعامها وغطت فى نوم عميق وابتسامة راحة وأمان على شفتيها .. فهنا هو أكثر مكانا تشعر فيه بالراحة و بالأمان .

توجه مراد الى المحامى الخاص به ليعلمه بكل

تلك التطورات .. فطمأنه المحامى 

متقلقش يا أستاذ مراد .. كده هو بيلف الحبل حولين رقبته وأخطاءه بتزيد أكتر و أكتر

قال مراد پغضب 

مش عايزه يقرب منى ولا من أى حد من أهلى والا قسما بالله لأقتله بإيدي

قال المحامى 

ياريت يا أستاذ مراد متتصرفش أى تصرف متهور عشان ميستخدموش ضدك فى القضية

قال مراد بصرامة 

هحاول أتحكم فى نفسي عشان مديش فرصة للكلب ده انه يهرب من اللى بيعمله .. بس لازم اشوفه محپوس وفى أقرب وقت

طمأنه المحامى 

متقلقش قريب أوى ان شاء الله

عاد مراد الى البيت .. فوجد الجميع فى الحديقة فتوجه تجاههم .. هبت سارة واقفة وقالت بفرح 

أبيه ألف مبروك .. فرحت أوى انكوا رجعتوا لبعض

قالت ناهد مبتسمه 

حمدالله على السلامة يا مراد

قال مراد وعيناه تبحث عن مريم 

هى فين مريم 

قالت

نرمين 

طلعت ترتاح فى اوضتكوا يا أبيه

أومأ برأه وجلس معهم .. فسألته أمه قائله 

كنت فين 

زفر بضيق وقال 

كنت عند المحامى هكون فين يعني

قالت ناهد 

خفت تكون روحت للزفت ده تانى .. وموبايلك أفله معرفش ليه .. بتجنن لما نكون فى مشكلة كدة وألاقى اللى بكلمه قافل موبايله

ال مراد وهو ينهض 

أنا ما قفلتوش .. فصل شحن

توجه مراد الى غرفته .. طرق طرقه

صغيره خشية أن يوقظها إن كانت نائمة .. فتح الباب .. ليجدها نائمة تتوسط فراشه .. دخل وأغلق الباب .. اقترب من الفراش ينظر اليها بحنان مبتسما .. كم افتقد وجودها .. والنظر اليها .. اقترب منها وجلس بجوارها ومسح على شعرها برفق .. اتسعت ابتسامته وهو يرى عقد الفل مازال يزين يدها .. تلمسه بأصابعه ثم نظر اليها وعيناه تشعان .. حبا .. فجأة استيقظت وفتحت عيناها لتجده جالسا بجوارها .. شعر مراد بالإضطراب ونهض من مكانه بسرعة .. كذلك اضطربت هى وجلست مكانها .. قال مراد بتوتر وهو يتحاشى النظر اليها 

كنت عايز أتكلم معاكى بس لقيتك نايمة

أزاحت مريم ونهضت وهى تقول 

أنا كنت نايمة بس صحيت

وقفت قابلته وقالت 

فى حاجة حصلت 

قال مراد 

لا مفيش بس كنت عايز أطمنك انى كلمت المحامى ..وهيحتاج يتكلم معاكى شوية

قالت مريم 

مفيش مشكلة

قال مراد بضيق وهو ينظر اليها 

معلش يا مريم .. بس هو مضطر يتكلم معاكى عشان يسمع منك انتى التفاصيل

كررت بهدوء 

مفيش مشكلة

قال برقه 

انتى كويسه

أومأت برأسها صامته .. نظر الى عقد الفل ثم نظر اليها .. فشعرت بالخجل .. وقالت لتخفى ذلك 

الشنطة بتاعتى فى العربية

قال

بهدوء وهو يتوجه الى الباب 

حاضر هجيبهالك

خرج وتركها تتساءل ترى هل ما تراه في عينيه موجود بالفعل أم أنها تتوهم ذلك .. واذا كان موجودا بالفعل فلماذا لا يصارحها به !

كانت مريم جالسه فى الحديقه وقد شردت بخيالها .. نظرت مريم الى هاتفها الذى يرن والموضوع على الطاولة .. ردت قائله 

السلام عليكم .. ازيك يا سهى

قالت سهى بهدوء 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. بخير الحمد لله .. ازيك يا مريم

قالت مريم بحنان 

تمام يا حبيبتى الحمد لله المهم طمنيني عليكي انتى

قالت سهى 

الحمد

46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 63 صفحات