الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد بقلم بنوتة اسمرة

انت في الصفحة 49 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

جذبها اليك .. لكن كيف تريد السيطرة على مشاعرها وهى لا تعلم حقيقتك .. مريم لا تعرف شيئا عن اعاقتك .. كيف تقربها منك دون أن تخبرها الحقيقة .. كيف تحاول أن تعلق قلبها بك لتصدمها بعد ذلك بإعاقتك .. أتحاول أن تضعها أمام الأمر الواقع .. أهذه رجوله يا مراد .. تجعلها تحبك ثم تخبرها بأمر اعاقتك .. حتى تضمن ألا تتركك .. كيف تفعل ذلك بها .. ب مريم ! .. أخذ يلوم نفسه بشدة .. وهو يشعر بأنه أخطأ خطأ جثيما عندما حاول التقرب اليها دون علمها بأمر اعاقته

استيقظ مراد فزعا على صوت صړخة مكتومة .. قفز من مكانه لينظر الى 

مريم فى ايه .. انتى كويسه

مټخافيش .. استعيذى بالله

تمتمت بصوت مرتجف وهى مازالت تخفى وجهها بكفيها 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

ظلت ترددها كثيرا .. كانت تعلم بأنها يجب أن تبتعد عنه .. لكنها كانت تشعر بأمان كبير لا تريد مفارقته وحرمان نفسها منه .. هدأت شيئا فشيئا .. مسح مراد على شعرها وقال بحنان 

خلاص .. متخفيش .. تلاقيكي نسيتي تقولى الأذكار قبل ما تنامى

رفعت مريم رأسها ببطء لتبتعد عنه وقالت

دون أن تنظر اليه 

فعلا نسيت أقولها النهاردة

مسح بكفيه العبرات التى ټغرق وجهها وقال 

لسه خاېفه 

هزت رأسها نفيا ومازالت لا تستطيع النظر اليه .. فقال 

طيب نامى وهصحيكي على الفجر

التفتت مريم ونظرت الى الساعه خلفها وقالت 

لا هقوم اصلى قيام

أزاحت الغطاء ونهضت وتوجهت الى الحمام .. نظرت فى المرآة الى وجهها الباكى توضأت وخرجت وارتدت الإسدال .. نظر اليها مراد الجالس يقرأ فى مصحفه قائلا بإهتمام 

كويسه دلوقتى

قالت بصوت أكثر ثباتا 

أيوة الحمد لله

قال بإهتمام 

متقوليش لحد اللى انتى حلمتى بيه طالما حلم وحش

قالت بخفوت 

عارفه

قالت وهى تتوجه الى الباب 

هصلى تحت

نهض بسرعة قائلا 

لا خليكي انتى هنا هقرأ أنا تحت

قالت مريم وهى تنظر اليه 

متصلى انت كمان .. احنا فى التلت الاخير من الليل متضيعش فضل القيام فى الوقت ده

وقف أمامها وهو يبتسم لحرصها على ألا يفوته الأجر وقال لها 

على فكرة القيام مش شرط يكون صلاة .. القيام ممكن يكون قراءة قرآن أو دراسة علم شرعى أو حتى دعاء وذكر

نظرت اليه بدهشة وقالت 

بجد 

أومأ برأسه وقال وهو مازال محتفظا بإبتسامته 

أيوة بجد

ابتسمت قائله 

مكنتش أعرف

شعرت بالألفة وهى واقفة تتحدث معه ويبتسمان لبعضهما البعض .. فجأة تغيرت ملامحه الى الجديه وغادر الغرفة مسرعا .. تابعته مريم بعينيها وهى تحاول أن تفهم ما الذى يحدث له ويجعله يتغير تجاهها فجأة .. أيشعر بالذنب لكونها كانت زوجة لأخيه الراحل .. أهذا ما يجعله ينأى بنفسه عنها .. أهذا ما يفصل بينهما .. جلست على الأريكة وملامح الأسى على وجهها .. كيف لها هى الأخرى أن تنسى أنه شقيق زوجها الراحل .. كيف تسمح لنفسها بأن تشعر بشئ تجاهه .. أخذ عقلها يلومها بشدة .. لكن قلبها قال لها 

لا تستمع الى عقلك أيها الجسد .. فأنا لا أفعل شئ يغضب ربك .. لا شئ يمنعنى من أن أحب هذا الرجل .

دخلت مى منزلها لتستقبلها والدتها بإبتسامه واسعة ..قالت مى 

السلام عليكم

قالت أمها بحماس 

وعليكم السلام .. تعالى عايزاكى

دخلت خلفها المطبخ وهى تلقى نظرها على والدها الجالس أمام التلفاز .. قالت لأمها 

ايه يا ماما فى ايه 

قالت أمها بحماس 

جالك عريس

امتقع وجه مى وقالت ببرود 

طيب

ثم التفتت ودخلت غرفتها .. دخلت أمها

خلفها وأغلقت الباب وقالت 

مالك مش فرحانه ليه

قالت مى بوجوم 

عادى يعني

اقتربت منها أمها وقالت 

مى احنا مش قولنا نشيل الموضوع ده من دماغنا

قالت مى بأعين دامعه 

ڠضب عنى

قالت أمها 

حبيبتى ممكن الراجل اللى جاىي تقدملك ده يطلع أحسن من طارق ده مليون مرة .. اعدى معاه واتكلمى معاه وان شاء الله لو ليكي خير فيه أكيد ربنا هيفتح قلبك ليه

قالت مى بصوت باكى 

مش عايزة يا ماما مش هقدر صدقيني

قالت أمها بإصرار 

حبيبتى جربي مش هتخسرى .. مش بقولك وافقى عليه .. بقولك اعدى واتكلمى معاه

صمتت مى حائرة فقالت أمها وهى تغادر الغرفة 

اعملى حسابك انه هييجى آخر الاسبوع ان شاء الله

شعرت مريم بتصرف مراد معها ببرود وبأنه يتحاشى النظر اليها أو الكلام معها .. أشعرها هذا بالضيق الشديد .. جلست مع الجميع على طاولة الطعام وهى شاردة تحاول تخمين ما يصيبه .. أحيانا تشعر بإهتمامه بها وبنظراته

التى تقول الكثير وأحيانا تشعر أنه بعيد بارد .. كانت تشعر بالحيرة من تغير معاملته ونظراته .. قالت ناهد ب مريم 

كلى يا مريم مبتاكليش ليه

باتسمت مريم بضعف قائله 

باكل يا طنط

عادت لتكمل طعامها .. حانت منها التفاته ل مراد لتجده منشغلا بطعامه .. فأبعدت عينيها عنه .. قالت نرمين بمرح 

ايوة كدة رجعتى وسطينا تانى يا مريم .. كنا بجد مفتقدينك أوى

ابتسمت مريم قائله 

أنا كمان افتقدتكوا اوى

قالت نرمين بخبث 

طيب مين أكتر حد فينا افتقدتيه

فهمت مريم تلميح نرمين فارتبطت قائله 

انتوا كلكوا

ضحت نرمين بخبث وقالت 

ماشى هفوتها المرة دى

نهض مراد

فجأة فقالت ناهد بإستنكار 

مش هتكمل أكلك

قال ببرود 

شبعت

رمقته مريم وهو ينصرف وهى تشعر بالحيرة والڠضب فى آن واحد

فى المساء كانت مريم جالسه فى غرفة سارة تتحدثان وتتمازحان .. ثم قالت سارة مبتسمه 

نفسي نعد نتكلم مع بعض للصبح

قالت مريم 

احنا فيها

قالت سارة بحماس 

بجد مش بهزر .. تعالى نسهر سوا النهاردة لانى جبت لعبة بازل انما ايه هتعجبك جدا

قالت مريم بحماس 

هاتيها بسرعة شوقتيني

قالت سارة وهى تشير الى دولابها 

طلعيها من الدولاب على ما أخلى داده تعملنا نسكافيه

قالت مريم وهى تتزجه للباب 

لا خليكي انتى زمانها نايمة هعمله أنا

خرجت مريم من الغرفة وهمت بالنزول لتتلاقى ب مراد الذى كان يصعد الى غرفته .. تحاشت النظر اليه وهى تنزل فأوقفها قائلا 

مفيش حد تحت كلهم طلعوا يناموا

التفتت اليه وقالت ببرود 

عارفه .. أنا نازله اعمل نسكافيه ليا ول سارة عشان هنسهر سوا

قال مراد وهو ينظر لساعته 

تسهروا أكتر من كدة

قالت بنفس البرود 

أيوة .. واحتمال أنام فى أوضتها كمان .. فرصة تاخد راحتك فى أوضتك النهاردة

قالت ذلك ثم نزلت الى الأسفل ونظراته الڼارية تتابعها .. دخل مراد غرفته وبدل ملابسه وافترش الأريكة للنوم .. قضى ساعة ونصف من الأرق الى ان أزاح الغطاء وجلس على الأريكة .. أخذ ينظر الى السرير الخالى .. شعر بأنه يفتقد وجودها معه .. بالرغم من أنه لا يفصل بينهما إلا جدار واحد الا أنه يشعر بأنها بعيدة عنه أميال .. شعر بالضيق وهو يتذكر قولها بأنها ستقضى الليل فى غرفة سارة .. هو يريدها هنا .. فى غرفته .. وعلى فراشه .. يتأملها نائمة .. يطمئن لكونها بجواره .. ماذا لو رأت كابوسا آخر ..يريد أن يكون بجوارها يهدئها كما فعل بالأمس .

كانت مريم جالسه مع سارة تمزحان وهما يكملان الأحجية أمامهما .. عندما دق الباب .. فتحت سارة وسمعتها مريم تقول 

أبيه

التفتت مريم بسرعة تنظر الى مراد الواقف على الباب .. كان الفتاتان تنظران اليه فقال ل مريم بهدوء 

تعالى يا مريم عايزك

ثم غادر .. قامت مريم وهى تتساءل عما يريد .. توجهت خلفه الى غرفته وأغلق الباب .. انتظرت أن يتحدث لكنها وجدته يزيح الغطاء عن الأريكة وينام عليها .. اقتربت منه وقالت فى دهشة 

خير .. كنت عايزنى فى ايه 

أشار الى الفراش برأسه قائلا 

نامى كفاية سهر

ثم أشاح بوجهه .. فقالت بعناد 

مش عايزة أنام هروح أكمل لعب مع سارة ولو حبيت أنام هبقى أنام معاها

التفتت لتغادر لكنها قام وجذبها من ذراعها قائلا پحده 

ازاى يعني تنامى معاها سارة تقول ايه المفروض اننا متجوزين

قالت بتحدى 

عادى يعني مش شرط كل اتنين متجوزين يناموا مع بعض كل يوم .. عادى يعني أما أنام مع سارة

قال بحزم 

لا مش

عادى .. قوليلها انك عايزة تنامى واتفضلى تعالى نامى

مش عايزة أنام دلوقتى ايه هتنيمنى ڠصب عنى

تبدلت نظراته من الحزم الى اللين .. لانت ملامحه وبدا وكأنه يعاني من صراعا كبيرا بداخله .. رأت فى عينيه خوف وألم ودت لو تعلم سببهما .. لماذا هو خائڤ .. مما هو مټألم .. شعرت بأنه يخفى شيئا بداخله .. شيئا كبيرا يعذبه .. بدا وكأنه تعب من النقاش .. أو مما يدور فى عقله .. الټفت وتوجه الى الأريكة وتمدد عليها وأولاها ظهره .. مرت لحظات وهى واقفة تنظر اليه ثم غادرت الغرفة وأغلقت الباب خلفها .. تنهد مراد وهو يغمض عينيه فى ألم .. كان يتمنى وجودها بجواره .. لكن وجودها بجواره يعذبه .. كان يشعر پخوف شديد .. خوف من اخبارها بأمر اعاقته .. شعر بأنه لن يتحمل خسارتها .. يعلم أن الوضع لن يستمر هكذا .. وعليه التحدث .. لكنه يجد صعوبة فى ذلك .. سمع باب الغرفة يفتح ويغلق مرة أخرى .. سمع صوت السرير وهى تجلس عليه .. تمددت مريم ونامت ووضعت رأسها

على وسادتها وهى

تنظر الى ظهر مراد النائم .. ابتسم مراد رغما عنه .. شعر بأنه يريد التوجه اليها الآن .. ويأخذها بين ذراعيه .. ويخبرها بأنها أحلى ما فى حياته .. ويرجوها ألا تغادر حياته .. لكنه لم يستطع .. الټفت لينظر اليها .. فوجد أنظارها معلقة به .. تلاقت نظراتهما وكلاهما نائما فى مكانه .. شعرتالفصل الرابع والعشرون.

من رواية قطة فى عرين الأسد.

جلست مريم فى حديقة الفيلا فى انتظار قدوم سهى .. التفتت الى البوابة لترى سيارة أجرى تتوقف أمامها .. دققت النظر لترى فتاة تعبر البوابة فى طريقها الى الداخل .. شعرت بالدهشة ونهضت من مكانها وذهبت فى اتجاهها وهى مندهشة تلاقت الفتاتان .. وقفت مريم أمام سهى تنظر الى العباءة المحتشمة التى ترتديها .. والى الحجاب الطويل الذى ترتديه فوقها وتخفى به شعرها كله .. تأملت ملامحها التى ظهرت بريئة بدون أى أصباغ صناعيه .. ابتسمت سهى وقالت 

اتصدمتى مش كده 

ابتسمت مريم واقتربت منها معانقة اياها وقالت 

بصراحة أيوة

ثم ابتعدت خطوة لتنظر اليها مرة أخرى بإمعان قائله 

ايه التغيير ده

قالت سهى مبتسمه 

تعالى نعد وبعدين نتكلم

توجهتا الى الحديقه وجلستا على أحد المقاعد الكبيرة .. نظرت مريم الى سهى

مبتسمه وهى تقول 

ما شاء الله شكلك حلو أوى يا سهى بجد وشك منور

ابتسمت سهى وقالت 

الحمد لله .. كنت عارفه انك هتشجعيني .. خفت أتكلم مع حد تانى غيرك يحبطنى ويرجعنى لوره

قالت مريم 

بس ايه التغيير ده .. ايه اللى خلاكى تاخدى الخطوة دى

تنهدت سهى وقالت بحزن 

للأسف ربنا بعتلى رسايل كتير بس مكنتش بفهمها .. او كنت بفهمها وبطنشها .. لحد ما حصل اللى حصل .. كان أدامى ساعتها حلين .. إما انى أفوق وأرجع لربنا .. وإما انى استمر فى الغلط وحياتى تتدمر

48  49  50 

انت في الصفحة 49 من 63 صفحات