الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية قطة في عرين الاسد بقلم بنوتة اسمرة

انت في الصفحة 51 من 63 صفحات

موقع أيام نيوز

ف ناهد ليست أمه .. ليست أم مراد .. أخذ عقلها يعمل بسرعة چنونية .. من أم مراد اذن .. هل من المعقول أن خيري والده تزوج من ثلاث نساء .. ناهد و زهرة و امرأة أخرى هى أم مراد .. أم ............! ..

توجهت مسرعة الى الدولاب وأخرجت منه حقيبتها فتحتها بأيدي مرتجفه وأخرجت منها قسيمة زواجها .. أخذت تنظر اليها بلهفة حتى توقفت عند نقطة ما .. فاتسعت عيناها دهشة ووضعت كفها على فمها تكتم صيحة الدهشة التى خرجت رغما عنها .. انفتح الباب فجأة فالتفتت لتجد مراد خلفها .. اقترب منها فأخذت تنظر اليه وعيناها متسعتان على آخرهما وهى تمسك بيدها قسيمة الزواج .. نقل مراد بصره من القسيمة اليها وقال 

فى ايه يا مريم .. مالك 

لم تستطع التحدث .. هربت الكلمات منها .. اقترب مراد أكثر وأخذ الورقة من يدها ونظر اليها ثم رفع نظره فى حيرة قائلا 

قسيمة جوازنا

قالت مريم بصوت مرتجف وهى تمعن النظر اليه 

انت .. انت توأم ماجد 

نظر اليها يرقب تعبيرات وجهها .. فأخذت القسيمة منه بعصبية وأشارت الى تاريخ ميلاده وقالت بعصبيه 

تاريخ ميلادك ..نفس تاريخ ميلاده ..

ثم أشارت الى اسم الأم وقالت بصوت مرتجف 

واسم الأم واحد .. زهرة

ثم نظرت اليه وقالت بحيرة ودهشة وصدمة 

انت توأمه .. انت توأمه مش كده 

كانت تعبيرات مراد هادئة .. قال 

أيوة توأمه

شعرت مريم بالصدمة وهى تسمع هذا الإعتراف منه .. أخذت تحاول استعاب ما يحدث وما تكتشفه .. قالت پحده 

ليه ما قولتليش .. ليه خبيت عليا 

قال مراد بحيره 

أنا

مخبتش عليكي .. انا كنت فاكرك عارفه

تمتمت مريم پحده ومازالت عيناه تتسعان من الصدمة 

هعرف منين .. هعرف منين يعني ان طنط ناهد مش مامتك .. وانك

توأم ماجد .. وان .......

صمتت ثم قالت پألم 

وان ماما زهرة تبقى مامتك

نظر اليها مراد متفرسا وقال بدهشة 

ماما زهرة 

مريم .. فى ايه قوليلى .. ليه بتقولى ماما زهرة .. ليه بتقولى ماما 

أنا مش فاهمة حاجة

.. أنا مبقتش فاهمة حاجة .. انت ازاى تسيب مامتك كده .. ازاى سايبها كده 

قال مراد پحده وعيناه تملأهما الحيرة والخۏف 

يعني ايه سايبها كدة .. ماما متوفيه من زمان

اتسعت عيناها دهشة وهى تصيح قائله 

مين اللى فهمك كده .. قالولك أخوك ماټ .. وكمان ان مامتك ماټت !! .. ليه كدبوا عليك كده

قال مراد وهو يشعر وكأن الدنيا تدور به 

تقصدى ايه يا مريم

هتفت مريم پغضب وألم ودموعها تتساقط 

مامتك عايشه فى دار مسنين يا مراد

وقع الخبر على رأس مراد كالصاعفة .. ظل ينظر الى مريم غير مصدقا .. أخذ ص دره يعلو ويهبط بسرعة وكأنه كان يبذل مجهودا شاقا .. اعاد كلماتها ليستطيع اتيعابها 

ماما عايشة فى دار مسنين

حرام عليهم ليه حرموك منها وحرموها منك

قال مراد پغضب 

ليه ما قولتليش .. من أول ما جيتي هنا وانتى عارفه انى أخوه .. ليه ما قولتليش ان ماما عايشه

هتفت بإستنكار 

أيوة عارفه انك أخوه بس معرفش انك توأمه .. افتكرت انكوا اخوات بالأب بس .. لو كنت أعرف أكيد كنت قولتلك .. بس متخيلتش أبدا انكوا تكونوا توأم

صمتت قليلا ثم قالت بإهتمام 

وطنط ناهد عارفه انك مش ابنها

قال مراد وقد بدأ يفيق من صډمته 

أيوة عارفه طبعا

جذبها من ذراعها الى الدولاب وقال بلهفه 

البسى بسرعة .. عايز أروحلها حالا

خرجا معا وذهبا الى دار المسنين .. قالت له مريم وهى تقف خارج الغرفة 

مراد خليني أدخلها الأول لوحدى .. ماما زهرة تعبانه .. صدمة مۏت ماجد كانت كبيرة أوى عليها .. وانت نسخة منه .. سيبنى أتكلم بس معاها الأول

أومأ مراد برأسه ايجابا وقال بصوت متهدج 

ماشى ادخليلها انتى الأول .. بس متتأخريش عليا

شعرت مريم بلهفته عينينه تعبيرات وجهه لملاقاة أمه .. أمه التى حرم منها سنين طويلة .. دخلت مريم الى غرفة زهرة .. لتجدها جالسه فى فراشها والمرافقة تطعمها بيدها .ا وقالت 

حبيبتى ماما زهرة عاملة ايه دلوقتى

التفتت اليها زهرة مبتسمه وهى تتطلع اليها .. جلست مريم أمامها على الفراش واتسعت ابتسامتها قائله 

ما شاء الله حساكى بقيتي أحسن من الأول بكتير

أومأت زهرة برأسها ايجابا وهى مازالت محتفظة بإبتسامتها .. قالت لها مريم وهى تمسح على شعرها فى حنان 

ماما فى عندى ليكي مفاجأة .. مفاجأة مكنتيش تتوقعيها

نظرت اليها زهرة بإستغراب تحاول تخمين المفاجأة .. فقالت مريم بحماس وهى ترقب تعبيرات وجهها 

ماجد كان له أخ توأم مش كده .. مراد

ظهرت سحابه حزن فى عيني زهرة وتوقفت عن الأكل .. ثم نظرت الى مريم بدهشة وألم .. وعيناها تسألانها كيف عرفت بأمر توأم ماجد ... قالت مريم بتأثر وبحنان بالغ 

تحبي تشوفيه .. تشوفى مراد ابنك

اتسعت عينا زهرة ونطقت ملامحها باللهفة .. وهى تتطلع على مريم .. ابتسمت مريم والعبرات فى عينيها وهى تقول 

هو معايا بره .. أدخلهولك تشوفيه 

التفتت زهرة پحده الى باب الغرفة المغلق وكأنها تريد اختراقه لتصل الى ابنها .. مراد .. ثم عادت تنظر الى مريم وعيناها ترجوها أن تفتح هذا الباب الذى يفصلها عن فلذة كبدها .. قامت مريم وفتحت باب الغرفة وقالت ل مراد 

تعالى

شعر مراد بقلبه يخفق پجنون .. اقترب من الغرفة شيئا فشيئا وتوقف أمام الباب .. أخذ ينظر الى تلك المرأة النحيلة التى تتوسط الفراش .. وعيناها تتطلعان اليه بلهفة وشوق وحب وألم وعذاب وحنين والدموع تبلل عينيها .. أخذ يلهث وهو يتطلع اليها ..

كتفها و شعرها وقال بصوت متهدج 

أبعدت رأسها لتنظر اليه بلهفه وهى تسمعه لأول مرة ينطق بكلمة ماما .. ثم

مش مصدق انى شوفتك . مش مصدق انك عايشه

ثم صاح پألم 

يااااه اشتقتلك أوى .. كنتى بتيجي فى أحلامى كتير .. كان نفسي أشوفك وأتكلم معاكى .. كان نفسي أشوفك أوى يا أمى

ابتسمت زهرة من بين دموعها وحاولت التحدث فلم تستطع .. الټفت مراد الى مريميمسح العبرات التى تساقطت على وجهه وقال لها بلهفه 

هى مبتتكلمش 

قالت مريم من بين دموعها بصوت مرتجف 

لأ .. من يوم ما عرفت ان ماجد مريض وهى مبتتكلمش

ثم قالت بحماس 

بس أنا واثقة ان صحتها هتتحسن

التفتت لتجلس أمام زهرة على الفراش من الجهة الأخرى وقالت لها مبتسمه بحماس 

مش كده يا ماما .. مش انتى هتتحسنى بعد ما شوفتى مراد

ابتسمت لها زهرة و.. فعلت مريم المثلا قائله 

ربنا يخليكى لينا يا ماما وميحرمناش منك أبدا

نظر مراد مبتسما الى العلاقة التى تجمع مريم بأمه .. والټفت الإثنتان تنظران اليه مبتسمتان .. شعر وهو ينظر اليهما بأنهما أغلى امرأتين فى حياته .. قام مراد وقال بلهفه 

عايز أقابل مديرة الدار .. لازم أنقل ماما عندى فى الفيلا مستحيل أسيبها هنا أبدا

ابتسمت زهرة وهى تنظر اليه بتأثر وقد اغرورقت عيناها بالعبرات مرة أخرى

خرج مراد ليتحدث مع مديرة الدار التى اشترطت وجود مرافقه مع والدته لتلبية طلباتها وعلاجها .. عاد مراد الى أمه بلهفه وجلس أمامها قائلا بإبتسامه واسعة 

أمى حبيبتى .. خلاص اتكلمت مع مديرة الدار وهاخدك من هنا النهاردة .. بس هروح الأول أرتب مكان اقامتك وأجيب عربية اسعاف تنقلك من هنا .. مش هتأخر عليكي .. ماشى

مريم تعالى معايا

قالت مريم ل زهرة قبل أن تنهض 

ماما متقلقيش هنرجعلك تانى

ابتسمت لها زهرة .. فغادر الإثنان الغرفة .. خرجا من الدار .. توقفت مريم تراقب السيارات ليعبرا الطريق الى سيارة مراد التى أوقفها على الجانب الآخر .... التفتت تنظر اليه بسرعة .. رأت فى عينيه نظرة حانية .. و .. نظرة حب .. خفق لها قلبها بقوة .. يفرقهما أحد .. ورغما عنها .. بادلته نظرة بنظرة .. ووعد بوعد .. ابتسم مراد لها وابتسمت له .. عبرا الطريق بأيدى متشابكة الى أن أوصلها للسيارة وفتح لها الباب جلست وقف أمامها وكأنه لا يريد ترك يدها .. نظر حوله يتفقد ان كان يراهما أحد ا .. ورمقها بنظرة حانيه قبل

أن يترك يدها ويغلق الباب .. شعرت مريم بقلبها يقفز فرحا .. جلس بجوارها فى السيارة كانت تبتسم لا اراديا وهى لا تستطيع النظر اليه خجلا .. امتدت يده لتمسك يدها الاخرى .. وانطلق بسيارته وهو يشعر بسعادة كبيرة تغمر قلبه.

استقبل الجميع خير وجود زهرة على قيد الحياة پصدمة شديدة .. واضطر مراد الى اخبار أختاه بأن مريم كانت خطيبة أخوه التوأم الذى لم يكن يعلم أنه مازال على قيد الحياة .. انفرد مراد ب ناهد وسألها قائلا وهو يمعن النظر اليها 

ماما .. انا عارف ان ممكن الموضوع يكون صعب عليكي .. بس أنا مستحيل أسيب أمى مرميه فى دار مسنين .. إما انى أجيبها تعيش معانا هنا .. وإما انى أسكنها فى مكان تانى

صمت قليلا ثم

قال 

بس مش هقدر اسيبها عايشة لوحده .. وهعيش معاها هناك

كانت ناهد تستمع اليه صامته .. اقتربمراد منها وأمسك ذراعيها قائلا 

انتى أمى .. اللى ربتنى وكبرتى وعلمتى لحد ما بقيت راجل .. وأفضالك عليا ملهاش حصر .. عمرك ما حسستيني انك مش أمى اللى ولدتنى .. عمرك ما فرقتى فى المعاملة بيني وبين اخواتى البنات .. عمرى ما حسيت للحظة انك مراة أب .. كنتى فعلا أمى ومازلتى أمى وهتفضلى أمى على طول

.. ثم نظر اليها قائلا 

اللى هتقولى عليه هعمله .. شوفى ايه اللى يريحك وأنا هعمله يا ماما .. بس مقدرش أسيب أمى فى دار مسنين .. مستحيل مبقاش راجل لو عملت كده

كفكفت ناهد دموعها وقالت وهى تنظر اليه 

لو مكنتش قولت كده مكنتش هتبقى مراد اللى ربيته وكبرته وعلمته لحد ما بقى راجل .. دى أمك يا ابنى .. ليها حق فيك زى ما أنا ليا حق فيك .. هى اللى ولدت وأنا اللى ربيت .. ومش ممكن أبدا أحطك فى اختيار بيني وبينها

أخذت نفسا عميقا ثم قالت 

هاتها

تعيش معانا هنا .. كفاية اللى شافته فى حياتها .. وانها اتحرمت منك طول السنين دى .. من حقها تعيش مع ابنها اللى اتحرمت منه

عانقها

مراد وابتسم بسعادة قائلا 

ربنا يخليكي ليا يا ماما كنت واثق ان قلبك كبير

ابتسمت ناهد وهى تشعر بالسعادة لسعادة ابنها .. فمضى الكثير من الوقت الذى لم ترى فيه مراد سعيدا بهذا الشكل.

بعد منتصف الليل وبعدما نام الجميع وقفت تناجى ربها وتتساقط دموعها على سجادة الصلاة وهى ساجدة .. تبكى بحړقة وينتفض جسدها ألما وندما .. أخذت تلهج بالدعاء وبالاستغفار .. ترجوه ولا ترجو سواه .. وقفت بين يداه الى أن شعرت بالآلام تشتد فى قدميها .. لكنها كانت آلام لذيذة لأنها فى سبيل طاعة

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 63 صفحات