رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى
بنفسي هو اللي أسمه
شهاب ضړب علكيم ڼار والطلقات جيت في الهوا الحمد لله أنها جيت في الهوا بصراحة الراجل ده يستاهل الشڼق
قاطعتها زهرة بضحك_ أفصلي شوية أيه تسجيل وأتفتح وأنا كويسة وقعدة قصادك تعالي هنا ومادام كريم حكلك على كل حاجة عايزني أتكلم ليه هو ۏجع دماغ وخلاص
ضحكت قائلة _ عشان هو لو نسى حاجة أنتي تحكيها ثم نظرت في أرجاء الفيلا بتركيز قوليلي يازهرة بصراحة أيه الوضع هنا في الفيلا بعد ماعرفت
شردت زهرة وسرح تفكيرها وخيالها فيما مضى
لاحظت ضحى شرودها المبالغ فيه فحدثتها قائلة_ كل السرحان ده عشان جبت سيرته بس
عادت زهرة من شرودها بعد تلك الكلمات التي أطلقتها ضحى وقالت لها_ أنا لحد النهاردة مش قادرة أنسى بالرغم كل اللي بيعمله معايا
أردفت ضحى قائلة_ أركني ذكرياتك أحبسيها عشان تقدري تعيشي
صمتت ضحى قليلا تفكر في كلماتها ونظرت لها بهدوء شديد_ قولتي يازهرة أنه ندمان ويتمنى ترضي عنه ليه مش عايزه تفوقي من الشرنقة اللي معيشة نفسك فيها ليه رافضة تفوقي ربنا بيسامح يازهرة سامحيه حاولي تسامحيه أنسي وبلاش تفكري نفسك باللي حصل النسيان نعمة وبكرا تقولي أنا كان عندي حق
_ أوعديني أنك تديه وتدي نفسك فرصة
_ أوعدك ياضحى
_ فين بقا الولاد عشان أسلم عليهم مش سامعة ليهم حس
_ فوق في أوضتهم بيلعبو
_ عايزه أبوسهم وأسلم عليهم قبل ماسافر
_ تعالي معايا نطلع ليهم ومتقوليش أني مش حذرتك
_ من أولها كده هتظلمي الولاد دول كيوت من
غير ماشوفهم
أياد بصړاخ_ سيب اللعبة بتاعتي
يقوم وليد بجذبها من يده قائلا بصړاخ _ لأ دي بتاعتي
_ لاااااابتاعتي أنا
_دي بتاعتي أنااااا
وكلا الشقيقين يجذبون اللعبة وكلاهما ېصرخ في وجه الأخر
همست زهرة بضحك _ أتفضلي سلكي بين الكيوت حبايبك
قامت زهرة بدفعها لداخل الغرفة وأغلقت الباب وقالت بابتسامة _ روحي يلا فضي الخناقة
ضحكت زهرة فبادلتها ضحى الضحك
توقف الصغيرين عن الشجاروالتفتو اليهم بفضول فتعالت أصوات ضحكاتهم أكثر وأكثر
الحلقة السابعة عشر والأخيرة
مع الوقت ننسى الألم فيصبح الماضي كأن لم يكن
في أخر النهار وبعد غروب الشمس وأختفائها في الأفق
رجع أكنان الى البيت فلم يجد أطفاله في الجوار صعد إلى غرفتهم فتح الباب بهدوء رأها من مكانه تحكي ليهم قصة ومندمجة في تقليد أصوات الطيور والصغار يضحكون في محاولة لتقليدها زينت شفتيه ابتسامة ناعمة لرؤيتهم هكذا هتف أياد وقفز من فوق الفراش _بابا جاه
تبعه إياد هو الآخر ملقيا نفسه عليه
التفتت زهرة له ونظرت إلى أطفالها فرأت الفرحة في عيونهم رفعت عينيها دون قصد تلاقت النظرات رأت بداخل عيونه مشاعر متعددة تملكها التوتر فأبعدت رأسها في الإتجاه الآخر
قالت بارتباك _يلا ياحبابيبي وقت النوم
رفض الصغيرين طلبها بالنوم فقال لهم أكنان بلهجة أمره_أسمعو الكلام لو نمتو دلوقتي هوديكم بعدين تشوفي عمتكم وجدكم لاحظ نظراتها الغاضبة عندما وعد الصغار بزيارة العائلة
هتف وليد وأياد في وقت واحد_بجد
ايوه بجد روحو نامو يلا
_حاضر
أسرع الصغيرين كل واحد باتجاه فراشه قامت زهرة بجذب الغطاء على كل منهما وأعطت كل منهما وقالت بابتسامة _تصبحو على خير واحلام سعيدة
وليد وأياد _وانتي بخير ياماما
عندما اغلقت باب غرفتهم ظل أكنان واقف أمامها بهدوء ثم قال_أنا مستني
_مستني ايه بالظبط
_شكلك بيقول عايزه تتكلمي بخصوص وعدي ليهم
نفخت بضيق وردت عليه بلهجة منفعلة_انت ازاي تاخد القرار ده من دماغك هما مش مستعدين دلوقتي يتعرفو على أهلهم
إجابها بثبات_بالعكس يازهرة ده أنسب وقت أنهم يتعرفو على أهل باباهم دي جذروهم ومستقبلهم ولزم يتعلمو حب العيلة وبيسان أختي نفسها تشوفهم قبل ماتسافر بلاش تحرمي ولادك من عيلتهم
هتفت بحدة _أنا لو عايزه أحرمهم مكنتش اتجوزتك بس الوقت مش مناسب
أخفى غضبه بصعوبة وقال بهدوء مفتعل_خلاص انا وعدتهم ومش هخلف وعدي ليهم وختم كلامه تصبحي على خير
ثم تركها مغادرا ټضرب اخماسا في اسداس
كانت رحلة طويلة لها من مصر الى أمريكا أستغرقت ساعات كثيرة ولأول مرة في حياتها تطىء قدمها أرض غريبة غير مدينتها كانت تنظر لوجوه الناس بتأمل عميق وللمباني الشاهقة التي تلمع واجهاتها الزجاجية من خلال السيارة
توقفت السيارة امام بوابة عريقة أمسك يدها برفق وقال_هناهنعيش وشعرت به يضع سريعة على خدها يلا بينا
فتح لهم الباب وأصبحت في الداخل وقفت ضحى في مكانها تتأمل فخامة المكان ولمسات الفن المعماري المهيب مشهد يسلب اللب شردت للحظات تخيلت نفسها أميرة في عصر الأميرات وهي تنزل بفخامة على السلالم وفي الاسفل أميرات يضحكن وموسيقى ناعمة تنساب في الجو بدأت تتحمس وتنفض عنها التوتر
أشار للخادم بحمل الشنط الى غرفته وتفريغها الټفت اليها فرأى شرودها سألها مبتسما_ أيه رأيك
_ حلو أوي
_ يلا نطلع أوضتنا زمانك دلوقتي عايزه ترتاحى
_ بصراحة
أه
شعرت بالراحة وهي تجلس فوق الفراش تتحس ملمس الغطاء أخذت تتأمل كريم وهو يتكلم في الهاتف ونظرت حولها بشرود لكن ذلك لم يمنع رؤيتها جمال وأناقة الغرفة وعندما أنهى الأتصال جلس بجوارها وضمھ واضعا رأسها فوق قلبه وقال برقة _ حسه بأيه وأنتي هنا معايا
ردت بهدوء_ حسه بالرهبة شوية
نظر لها بقلق_أيه اللي خلاكي تقولي كده
قالت له بلهجة رقيقة_ رهبة عشان في بلد غريبة ومكان جديد عليا لكن أنا في قمة سعادتي عشان موجودة معاك وجودك معايا هو الأمان هو سعادتي الحقيقية
ضمھا أكثر وربت على شعرها وقال_ وأنا هعمل أي حاجة عشان أخليكي ديما سعيدة ثم رفع رأسها وقبلها على وجنتيه زمانك تعبانة دلوقتي نامي شوية ثم أراح جسدها على الفراش ونهض
سألت بخفوت _ رايح فين
رد عليها بابتسامة _ هخرج أخلص كام حاجة وهجيلك علطول
هزت رأسها وهي تشعر بالأرهاق وبمجرد خروجه أستغرقت في النوم مباشرة
وفي الأسفل نزلت نيروز من سيارتها وأتجهت إلى ملحق الفيلا المفضل لزوجها رأت ناصر جالس على أحد الكراسي رافعا قدميه على طاولة صغيرة كانت تتوسط المكان وفي يديه مجلة مندمج في قرأتها
بدأت نيروز بالصړاخ_ أنت هنا وأنا برن عليك مش بترد
رد في هدوء_ خير يانيروز كنتي عايزاني في أيه
هتفت في وجهه بحدة _ كنت عايزاك في حفلة تكريمي وبلاش الأسلوب ده معايا لوي الدارع ده مش عليا
مط شفتيه بضيق_ تقصدي أيه
_أنت عارف أنا قصدي أيه كويس من وقت لما قولتلك خلاص أنا مش معاك في لعبتك وأبعد عنها
قال بلامبلاة _ وأنا سمعت كلامك وبعدت عايزه أيه تاني
قاطعته بعصبية_ ترجع زي الأول وبلاش لويت الوش دي معايا
أستدار برأسه ورجع
عدة خطوات باتجاه الملحق وهو يسمع صياحهم وهمهمات كلام غير مفهومة
طرق على الباب ثم دلف نظر كلا والديه اليه پصدمة
قالت بارتباك _ أنت جيت أمتى
_ لسه جاي مبقليش نص ساعة وبدل مالقيكم في أستقبالي بتتطمنو عليا أسمعكم بتتخانقو مع بعض أيه سبب الخناقة المرة دي
ضمته نيروز وقامت ب ه على وجنتيه وقالت بابتسامة مضطربة_ حمد لله على سلامتك متزعلش مني عشان مكنتش موجودة بس للأسف كان عندي مؤتمر بتكرم فيه ولسه جاية منه دلوقتي باباك السبب في الخناقة مرضاش يجي معايا وقال مشغول وأعرف أنه بيضحك عليا وقاعد في البيت
ضحك وقال _ متزعليش نفسك ماهي مش أول مرة يزوغ عن مؤتمر بتتكرمي فيه معلش بقا مضطر أسيبكم هروح مشوار ساعة وجي علطول
زمت شفتيها قائلة _ هو أنا لحقت أقعد معاك
رد عليها بابتسامة_ بكرا تشبعي براحتك سلااااام وأعطاها في الهواء وخرج مباشرة
تنهدت نيروز براحة _ الحمد لله مسمعش حاجة
تقلبت ضحى على الفراش وهي نائمة تحلم بكابوس ثم نهضت وهي في حالة فزع شديد ثم صړخت دلف كريم بسرعة على صوت صړاخها
قال بلهفة _ مالك حبيبتي
وهي تلهث قليلا قالت_ كابوس حلمت بكابوس
أحاط احدى يديها بكفيه فشعر بأناملها باردة وترتعش فتناول يدها الأخرى وضمهم بين كفيه لتدفئتهم
_ خير أحكيلي بالراحة
_ كل اللي فاكره أني كنت في الضلمة الضلمة وبس وأنت بتبعد وفوقت لقيت نفسي پصرخ كريم وهمس في أذنها_ مټخافيش من أي حاجة طول ماأنا جمبك
_ خاېفة
_ خاېفة من أيه
_ خاېفة الشغف والحب اللي بينا يروح
أمسك يديها ووضعه مباشرة فوق قلبه وهمس برقة_ هنفضل نحب بعض وهنكمل مع بعض طول ماقلبي بيدق والشغف اللي بينا هيزيد ثم ضحك قائلا بس أكيد الحياة مش هتبقا علطول حب في حب
نسيت توترها وابتسمت له _ بالعند فيك هتبقا أيامنا حب في حب
وظلا متعانقين فترة من الوقت ثم قال لها برقة_ أنتي قرة العين لي
_ وأنت قرة العين لي ياحبيبي ياعمري ياروحي
بعد مرور عدة أيام لم يحدث فيها الكثير بالنسبة لضحى وكريم أيامهم كانت شهر عسل دون منغصات من أهل زوجها أما زاهر نجح في أكتثاب ثقة بيسان وقرر السفر الى فرع الشركة في المانيا والبدء في حياة جديدة هناك بعيدا عن ذكريات الماضي أما صفيه بعد العديد والعديد من الإعتذارت رجعت إلى منزل زوجها لكن العلاقة بينهم لم تعود كما الأول
والعلاقة بين زهرة وأكنان أصبحت هادئة حاولت زهرة الأستماع لنصيحة ضحى وتقبل وضعها ونسيان الماضي
قررت بيسان أمضاء أخر ليلتها الأخيرة في مصر مع أهلها
قبل سفرها مع زاهر دعت أكنان وأصرت على حضور زوجته وأولاده معه أرادت رؤيتهم والتعرف إليهم معرفتها بوجودهم كانت صدمة هائلة بالنسبة لها لكنها استطعت تخطيها وتمنت له السعادة فهو عانى الكثير في حياته
أجتمع الكل في حديقة الفيلا زينت الحديقة بالأضواء فبدت كشموع تتلألىء لتضيف على وجوه الجميع بهجة ورضا الرجال أهتمو بالشواء فيما أخذت جيلان وبيسان وزهرة بتحضير الم ركض وليد وأياد في الحديقة وضحكات الجميع تملىء المكان
سهرو مع بعض حتى أخر الليل أضحكتهم بيسان بالنكات التي كانت تلقيها وبعض الحكايات المضحكة عن طفولة أكنان وجدت زهرة نفسها بالتدريج تندمج مع المرح الذي ساد في الغرفة ووليد وأياد لم