الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية رائعة بقلم سارة علي

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


اي تغيير هبلغكم
ثم اغلق الهاتف وقرر الاتجاه الى الطبيب ليسأله اذا ما كان سيسمح له بإخراجها من المشفى ام لا
اغلق حسام هاتفه واتجه الى صالة الجلوس حيث تجلس مايا مع والدتها
قال 
كريم لقى نايا
قفزت مايا نحوه وأمسكته من ذراعه وقالت بلهفة 
هي كويسه! لقاها فين
بينما قالت الام وهي بالكاد تتماسك لتنهض من مكانها 

طمني عليها يابني هي كويسه
اومأ حسام برأسه واجابهن 
كريم بيقول انها كويسه...وانه هجيبها ويجي
طب هما فين دلوقتي
سألته مايا بشك ليجيبها حسام 
هما بالمستشفى
ايه ... بيعملوا ايه بالمستشفى
صاحت الام بړعب ليجيبها حسام
والله ماعرف هو بس قال انها كويسه وانهم هيجوا كمان شوية
مقالش هما فأي مستسفى 
سألته مايا بقلق ليرد حسام
للأسف مقالش
جلست مايا بوهن على الكنبة وفعلت كذلك الام وهي تدعو ربها قائلة 
يارب تكون كويسه يارب رجعها بالسلامة
وبالفعل بعد حوالي ساعتين جاء كريم اليهم ومعه نايا
كان الضعف مسيطرا عليها بشكل أقلق والدتها ومايا اللتان استقبلانها بلهفة اخبرهما كريم انها متعبة ويجب ان تستريح فاتجهت مايا بها الى غرفتها
بينما جلست الام مع كريم وحسام 
خرجت مايا من عندها وقد نامت فورا رافضة الحديث معها.
ايه اللي حصل يا كريم ! نايا كانت فين بالضبط.
اجابها كريم
بجدية مسيطرا على توتره 
كانت مخطۏفة
لطمت الام على صدرها بإنفعال بينما جلست مايا بجانبه بتعب وسألته 
مين اللي خطڤها
اجابها كريم 
لسه منعرفوش نايا مقدرتش تتكلم كانت تعبانة اوي.
حصلها حاجة
سألته مايا بخفوت لتجحظ عينا الام پصدمة مما تسمعه وقد أخذت تتخيل الكثير من الأشياء السيئة ليرد كريم بسرعة
لا هي كويسه متقلقوش بس تعبانة من صدمة اللي حصل.
تنهدت الام براحة بينما تطلعت مايا اليه بشك وعدم اقتناع 
في صباح اليوم التالي
استيقظت نايا من نومها لتجد مايا بجانبها تتطلع إليها بنظرات حنون مشفقة
اعتدلت في جلستها لتتنهد مايا براحة وتقول بابتسامة 
صباح الخير.
اجابتها نايا بخفوت 
صباح النور.
اردفت مايا 
عاملة ايه دلوقتي
اجابتها نايا بتردد 
كويسه الحمد لله
سألتها مايا بعفوية 
ممكن تحكيلي ايه اللي حصل يا نايا!
عشان كريم متكلمش كتير عن اللي حصل
ارتجفت ملامح نايا كليا فشعرت مايا بها أمسكتها مايا من ذراعها وسألتها بقلق 
نايا انتي كويسه
هزت نايا رأسها نفيا واخذت الدموع تتجمع داخل مقلتيها لتسألها مايا بتردد 
ليه حصل ايه
اجابتها نايا بإنهيار 
انا اسفة اسفة عشان محافظتش على نفسي
جزعت ملامح مايا كليا وهي تحاول استيعاب ما قالته اختها لتسألها بلسان جاف
تقصدي ايه يا نايا! هو الواطي ده عملك ايه
اجابتها نايا بدموع حاړقة 
وضعت مايا كف يدها على فمها بعدم تصديق قبل ان تهز رأسها نفيا عدة مرات بينما اخذت الدموع تجري على وجهها بغزارة
دلفت مايا الى فيلا عائلة كريم بملامح شاحبة
لم تجد احدا هناك سوى الخادمة فسألتها عن كريم لتخبرها الخادمة انه في غرفته نائم
سارعت في الذهاب الى هناك لتجده نائما بالفعل
جلست على السرير بجانبه وأخذت تبكي بصمت
ازدادت شهقاتها ارتفاعا فأيقظت كريم من نومه والذي قفز من فراشه بسرعة واقترب منها متسائلا 
مايا حبيبتي فيه ايه !
مصدقة اللي حصل جيت هنا فورا مكنتش عايزة ماما تشوفني وانا بالحالة دي.
اهدي يا حبيبتي اهدي وانا اوعدك ان كل حاجة هتتصلح.
قالها كريم بترجي لتهتف پألم 
تتصلح ازاي بعد كل اللي حصل!
كريم بنبرة حاقدة 
معرفتش اكيد مكانتش هتستحمل اي حاجة.
كريم مرة اخرى وقال بحب 
متشكرنيش يا مايا نايا اختي الصغيرة وانا عملت واجبي معاها
ابتعدت مايا من بين وقالت بنبرة واهنة 
انت هتعمل ايه دلوقتي
اجابها كريم بجدية 
مش هعمل حاجة انا هجيب اللي اسمه شادي ده من تحت الارض وبعدين اللي نايا تعوزه هيحصل
هتلاقيه بسهولة
احنا

بدأنا ندور عليه من امبارح بس هو مختفي بس هنلاقيه باذن الله هنلاقيه
مرت ثلاثة أيام...
استعادت نايا بها صحتها قليلا
اما كريم ما زال يبحث عن شادي بلا فائدة 
وفي صباح
احد الايام في شقة عائلة مايا
كانت والدة مايا وابنتيها تتناولان طعام الافطار حينما انتبهت سعاد على نايا الشاردة والتي لا تتناول طعامها لتهتف بها 
نايا حبيبتي مش بتاكلي ليه.
اجابتها نايا بتعب 
مليش نفس
ربتت والدتها
على كف يدها وقالت 
كلي عشان خاطري
اخذت نايا تتناول القليل من اللقيمات بينما اشارت سعاد لمايا قائلة 
وانتي يا مايا...قررتي ايه
ابتلعت مايا لقمتها وقالت 
قررت ايه بإيه
هترجعي جوزك ولا لا
تحدثت نايا قائلة 
ارجعيله يا مايا جوزك بيحبك وانتي حامل منه دلوقتي.
صمتت مايا لوهلة قبل ان تقول بجدية 
هرجعله هرجعله عشان ابني اولا وعشان بحبه ثانيا
ابتسمت الام براحة وقالت 
كده انا ارتحت
اشمعنا...! مانتي دايما كنتي بتكرهيه
اجابتها الام بجدية 
كنت بكره تصرفاته وكمان عشان معدن الناس بيبان وقت الشدة وهو معدنه بان باللي عمله مع نايا.
نهضت نايا من مكانها وقالت 
انا هروح ارتاح فأوضتي
وما ان غادرت المكان حتى قالت الام بحيرة 
اختك صعبانة عليا اوي
ردت مايا 
اللي مرت بيه مش سهل اي وحدة مكانها مكانتش هتستحمل اللي مرت بيه
اومأت الأم برأسها متفهمة بينما اكملت بجدية 
هترجعي بيت جوزك امتى.
قالت مايا مازحة 
عايزة تخلصي مني بالسرعة دي
لترد الام 
عايزة اطمن عليكم
ربتت مايا على كف يدها وقالت 
متقلقيش عليا اطمن على مايا الاول وبعدين ارجعله
نهضت مايا من على المائدة وحملت هاتفها متجهة الى الشرفة الخارجية للشقة
اتصلت بكريم والذي اجاب على اتصالها فورا لتسأله 
عامل ايه !
اجابها بتنهيدة 
كويس بس انتي وحشاني.
اجابته بإستيحاء
وانت كمان
بجد 
قالها كريم مصډوما لترد مايا 
بجد وواحش ابنك كمان
طب مترجعي بقى
هرجع بعد ما اطمن على نايا
ابتسم كريم براحة ثم تسائل بإستغراب 
بس اشمعنا دلوقتي اقصد ازاي سامحتيني.
أطلقت مايا تنهيدة صغيرة ثم قالت
يمكن اللي حصل مع نايا خلاني افكر كده افهم الدنيا ماشية ازاي وخلاني كمان اثق فيك من اول وجديد
ابتسم كريم بسعادة ليهتف بها 
بحبك.
ردت عليه بحب 
وانا بحبك
اغلق كريم الهاتف مع مايا ليدخل كمال اليه ويقول 
كريم عندي اخبار سيئة
حصل ايه
اجابه كمال بجدية 
الواد اللي اسمه شادي
نهض كريم من مكانه بسرعة وقال 
حصله ايه
اجابه كمال بأسف 
لقوه عامل حاډثة قوية وهو دلوقتي بالمستشفى
اقترب كريم منه وسأله
وضعه ايه
اجابه كمال 
دخل فغيبوبة
اعتصر كريم قبضة يده بقوة بينما اكمل كمال محاولا تهدئته 
حاول تهدى يا كريم جايز يفوق ويبقى كويس
كريم ساخرا 
تخيل رغم كل اللي عمله مش قادر ادعي عليه انه ېموت عشان لو ماټ جايز نايا هتضيع اكتر انا وعدت نفسي ان اجيبه راكع تحت رجليها
فاهمك باذن الله هيفوق وهتعمل كل اللي قولته
ولو مفاقش كده مستقبلها هيضيع
شعر كمال بالشفقة لأجل صديقه فقال بنبرة مؤازرة 
كل حاجة هتبقى كويسه باذن الله
عاد كمال وسأله بجدية
هتعمل ايه مع التاني اللي اسمه سعد
اجابه كريم وقد تذكر لتوه امر سعد 
تصدق كنت نسيته عالعموم انا هتصرف معاه.
عايز رأيي
ياريت
سيبه دلوقتي ولو عمل حاجة جديدة اتصرف معاه.
صمت كريم ولم يرد عليه بينما أخذ عقله يفكر بكلام كما بجدية ...
بعد مرور اسبوعين
دلفت مايا الى فيلا عائلة كريم وهي تجر حقائبها
خلفها
استقبلتها منى قائلة 
واخيرا شرفتي
فيه حاجة يا طنط
تطلعت اليها منى بملامح ساخرة قبل ان تتحرك بعيدا عنها لتهز مايا رأسها بملل فهذه المرأة لن تتغير مهما حدث
اتجهت غير مبالية بها الى غرفة نومها لتتجهز لإستقبال كريم
وبالفعل غيرت ملابسها وارتدت فستان احمر قصير ووضعت مكياج ناعم على وجهها متهيئة لإستقباله
دلف كريم الى الغرفة بعد يوم عمل شاق ليجد مايا امامه.
اتسعت عيناه پصدمة قبل ان يقترب منها ويقول 
ده بجد ولا حلم
ابتسمت مايا وقالت 
لا بجد
رجعتي امتى
اجابته بجدية 
من حوالي ساعة هي مامتك مقالتلكش
اومأ برأسه نفيا وقال 
لا مقالتليش اصلا مشفتهاش.
قالت مايا بسخرية
كان استقبالها رائع حقيقي
كريم وقال 
مش مهم المهم انك هنا
بخفوت قبل ان يهتف 
وحشتيني اووي يا مايا
انت اكتر
صحيح نايا عاملة ايه
اجابته مايا بجدية 
بقت احسن الحمد لله
ثم اردفت متسائلة بتردد
انت لقيت شادي
اوما كريم برأسه لتسأله مايا بسرعة 
بجد طب وعملت معاه ايه
اجابها 
للاسف عامل حاډثة وحاليا فغيبوبة
قبضت مايا على شعرها باطراف اناملها ثم قالت 
ليه كده
رد كريم محاولا تهدئتها
هيفوق باذن الله وهياخد عقابه كامل
يارب
اشار كريم نحو السرير غامزا لها 
ايه رأيك ننام بقى
ابتسمت بخجل ليحملها كريم ويسير بها نحو السرير يبثها اشواقه
بين كريم كانت مايا 
سألته بنبرة مترددة 
كريم
نعم
هو انت عملت ايه مع سعد
حاول كريم ألا يظهر غضبه فرد بهدوء 
سبته لضميره .
انا بتكلم بجد
وانا كمان بتكلم بجد.
رفعت مايا رأسها نحوه وهتفت بعدم تصديق 
انت بتتكلم بجد يعني سبته فعلا
اومأ كريم برأسه لتتنهد مايا براحة وتقول 
كده احسن ربنا يبعده عننا ويحمينا من شره
نهض كريم من مكانه وإرتدى بنطاله ثم اتجه الى الحمام ليأخذ دوش سريع
اما مايا فارتدت فستانها ووقفت أمام المرأة تتأمل بطنها بحنو قبل ان تخرج غطاء رأس من الخزانة وترتديه فوق الفستان
لطالما ارادت أن تتحجب مرارا لكن هناك شيء ما كان يمنعها واليوم تشعر ان هذا الشيء بدأ يتضائل تدريجيا
وقفت تتأمل نفسها بالحجاب لتجد أنها أصبحت اجمل وأبرأ بكثير
خرج كريم من الحمام ليتفاجئ بها بهيئتها هذه
اتحجبتي
قا
بعدم تصديق وهو يطالع وجهها البريء والذي أحاطته فجأة هبة ملائكية تليق بها
لسه بس بفكر اتحجب
ابتسم بسعادة بالغة وهو يقول 
ياريت يا مايا ياريت تتحجبي
مسكت
يده وقالت
لو انت عايز كده وحابب ده انا هتحجب
قاطعها بسرعة
وعشان انت حابب كده

 

13  14 

انت في الصفحة 14 من 14 صفحات