الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلمي روز امين

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات

موقع أيام نيوز


واستدارت
لتتوقف حينما استمعت لصوت والدتها التي نادتها بعدما رأت عبوس ذاك الثري لتقول
تعالي إقعدي يا إيثار هو عمرو غريب
تنفس بعميق بعدما شعر بقبضة بقلبه عندما رأها تخرج لكن تلك المنيرة أعادت له الأمل بطلبها بينما تطلعت إيثار إلى والدتها تتعجب أمرها وتغييرها الشامل مع ذاك ال عمرو تذكرت معاملتها شديدة القساوة معها حينما كانت صغيرة وحتى وصولها للمرحلة الثانويةفكم من المرات التي ڼهرتها بها بل ووصل الأمر بټعنيفها وصفعها لمجرد ذكرها لاسم صديقا دراسيا وهي تشيد بتفوقه حتى خلقت لديها عقدة تجاة الچنس الأخر مما جعلها تضع بينها وبين جميع الرجال حاجزا حديديا مازال موجودا إلى الأننظرت بعينيها لتقول بجدية 

عندي مذاكرة يا ماما بعد إذنك يا أستاذ عمرو
شعر بالإحباط عندما رأها تسرع بخطاها لخارج الحجرة كي لا تعطي لوالدتها المجال للاعتراض بينما اشټعل داخل منيرة من تلك العنيدة وأفعالها الهوجاءنظرت لذاك الذي بدا على وجهه الإحباط لتقول بابتسامة مصطنعة 
اشرب العصير يا عمرو
لتسترسل بإبانة تصرف نجلتها الأهوج 
متزعلش من إيثار أصلها بتتكسف قوي وعمرها ماكلمت حد غريب
أنا مش زعلان منها يا خالتي بس استغربت إنها بتعاملني على إني غريب عنها ونسيت إني متربي هنا وسطيكم
ابتسمت لتجيبه بلوم لطيف على عكس طبيعتها 
ما هو الحق عليك بردوا يا عمروأصلك قطعت بينا مرة واحدةروحت وقولت عدوا ليده حتى فرح وجدي محضرتوش
هتف سريعا مبررا 
والله كان ڠصب عنييومها كنت مسافر الاقصر في شغل مع ابويا ومكنش ينفع اسيبه لوحده
ولج وجدي من الباب ليهتف مرحبا بصديق الطفولة قائلا وهو يقترب عليه 
ده أنت هنا بجد أنا افتكرت الواد أيهم مهيس وبيقول أي كلام
وقف ليقابل صديقه قائلا بمزاح 
جيت على بالي قولت يا واد طالما صاحبك مطلعش جدع معاك ونسيك روح أسأل إنت عليه 
أقبل عليه ليتعانقا باشتياق حقيقي وحنينا للأيام التي عاشاها شويا تركتهما وتحركت صوب غرفة ابنتها لتدفع الباب مقتحمة خصوصيتها لتفتح الأخرى فاهها مشدوهة لتقول منيرة پغضب عارم 
إنت قاعدة عندك بتعملي إيه 
رفعت كتابها لأعلى لتقول بنبرة ساخرة 
زي ما إنت شايفة يا ماما بذاكر
اقبلت عليها لتهجم على كتابها وتنتزعه من يدها وتلقي به أرضا لتهمس بفحيح من بين أسنانها وهي تدهسه تحت قدميها
أدي اللي إنت فالحة فيه
اتسعت عينيها بذهول وهي تنظر لكتابها لتسترسل الاخرى بحدة
قومي انجري على المطبخ إعملي شاي ل عمرو ودخليهوله
أمسكت رسغها بقوة تحت ارتياب تلك المذهولة لتستطرد متذكرة 
وبعدين تعالي لي هناإنت إزاي يا بت تكسري كلمتي وتطلعي لما قولت لك إقعدي معانا
هتفت بكامل صوتها لتقول باعتراض 
ومن امتى وأنا بقعد مع رجالة غريبةده ولاد أعمامي لما بييجوا مابتسمحليش أدخل لهم الشاييطلع مين عمر ولا عمرو ده كمان علشان أقعد معاه!
احتدت نظراتها لترمقها باشمئزاز هاتفة باحتقار 
هتفضلي غبية والفقر بيجري وراكي زي أهلك بالظبط
من المفترض أن تكون لها منبع الحنان من تدفعها للأمام وتزرع بداخلها عزة النفس واحترامهاإغرورقت عينيها بدموع الألم والحسړة لتزفر تلك القاسېة وهي تصيح هادرة پغضب
عيطي ياختي عيطيأدي اللي إنت فالحة فيه ټحرقي دمي بعمايلك وبعدين تنزلي لك دمعتين علشان تصعبي على اللي قدامك ربنا ياخدك وارتاح منك 
رمقتها بازدراء لتخرج صافقة باب الغرفة خلفها بعدما أصيبت بالإحباط وعلمت أن لا أمل بخروج تلك البائسة من غرفتها اليومأما تلك المسكينة التي وما أن خرجت والدتها حتى تركت لدموعها الأبية العنان لتنهمر بغزارة فوق وجنتيها كشلال
صباح يوم السبت
تركت منزل أبيها لتتجه لأول الطريق كي تستقل سيارة أجرة تقلها للقاهرةتنهدت حين تذكرت
بأن تقتربوقفت لبرهة تناظره بارتياب لما يفعله من تصرفات تدعوا للريبة لكنها سرعان ما نفضت تلك الأفكار حين تذكرت ذاك الأستاذ الجامعي الذي تجاوز أعوامه الخمسون وتذكرت ملامح وجهه ونظرات عينيه التي تتحول لچحيمية عند دخول أحدهم قاعة المحاضرات بعدهاقتربت رغما عنها لتنظر بالسيارة لتجد محلا لفردين فقطاستقلت مقعدا بجانب النافذة ليجاورها هو تحت خجلها لتنطلق السيارة بعدهاامسكت بحقيبة يدها لتضعها حاجزا بينهما تجنبا للتلامس مما أصاب حنقه لكنه تجاوز فعلتها وتطلع إليها ليقول مرحبا بابتسامة ساحرة عله يختطف بها قلبها وينال منها كما فعل مع غيرها
صباح الخير
صباح النور...نطقتها باقتضاب دون تكليف حالها عناء الالتفات إليه مما أثار حفيظته لكنه استدعى هدوئه ليسألها بابتسامة هادئة
رايحة كليتك 
اكتفت بإيمائة من رأسها دون رد ليسترسل بإبانة لفتح مواضيع بينهما كي يحثها على التمادي معه والوقوع في براثنه 
تعرفي إن حظي حلو قويأصل سيبت عربيتي في البيت وقررت أروح مشواري مواصلات وده من حسن حظي إني شفتك
باغتته بعدم مبالاتها وكأنه يحدث غيرها برسالة موجهة منها إليه بأن يلتزم الحدود بالتعامل معها مما جعله يتنهد باستسلام بعدما تيقن ان الوصول لقلبها شاق ويحتاج للمزيد من بذل الجهد لكنه لم ولن يستسلم فقد شغفته بجمالها واختلافها عن الاخريات وما أثار إعجابه به أكثر هو عدم إهتمامها والهرولة إليه للاستفادة من أموال والده كغيرها من الفتيات التي تعرف عليهن طيلة حياتهاخرجت كتابا وبدأت تستذكر دروسها كي تغلق عليه جميع محاولاته للتقرب منها أو فتح مواضيع للحديث أخرجت ورقة مالية لدفع حصتها لكنه رفض وحاول مرارا أن يدفع بدلا عنها وبالاخير رضخ تحت إصرارها العجيب على ألا يدفع عنها مما جعله ينظر لها باختلاف كلي وصلا لموقف السيارات وترجل ينتظر نزولها بابتسامة سرعان ما اختفت بعدما رأها تتحرك أمامها دون النظر إليه
استشاط داخله وهو يراها تستقل سيارة أجرة أخرى لتقلها لجامعة القاهرة لتمر من جانبهزفر بضيق على فشل خطته للتقرب منها وتأكد أن الوصول إليها يكاد مستحيللكنه لن يبرح حتى يبلغ ويحصل على مبتغاه توالت الأيام وهو ينتظرها كل عطلة ليستقل بجوارها السيارة في محاولاته المتكررة لإيقاعها التي لن يمل منها حتى انقلب السحر على الساحر وبدلا من أن يوقعها وقع هو بشباك غرامها بل أصبح متيما بعشقها المميز ذو النكهة الجديدة عليه بات يسهر الليالي يستمع للأغاني التي تتحدث عن العشق وهو يراها بكل الزوايالقد وصل به الأمر حد الهووس وبات لا يرى الدنيا سوى بالساحرة عيناها حتى أنه ابتعد عن كل الفتيات اللواتي كانت تربطه بهن علاق ات في إطار غير شرعي
في تمام الساعة السادسة والنصف صباحا
كان يغفو فوق فراشه بجسد منهك يرجع سببه لعدم اتخاذه القسط الكافي من النومفمنذ أن عشقها صار النوم ضيفا عزيزاانتفض من نومته ليهب جالسا بعدما استمع لصوت المنبه المنبعث من الهاتف وبلحظة كان يقف أمام خزانة ملابسة ليتخذ ملابس داخلية وتحرك صوب الحمام الخارجي ليغتسل بماء بارد عله يستفيقوبعد مرور حوالي ثلاثون دقيقة كان يتحرك في عجلة من أمره بعدما ارتدى أفضل ثيابه ليلتحق بموعده الاسبوعي مع تلك الجميلة الذي أصبح مقدسا بالنسبة لهقطع طريقه والدته التي خرجت من غرفتها لتقطب جبينها وهي تتطلع في
حيرة من أمره الذي
تغير مؤخرا واصبح غريبا عليهتنهدت لتسأله بفضول 
رايح فين على الصبح كدة 
عندي مشوار مهم يا ماما... قالها في عجالة لتصيح مستفسرة 
أنا نفسي اعرف إنت بتقوم من النجمة بتروح فين كل يوم سبت واشمعنا السبت بالذات
لتستطرد متعجبة 
وكله كوم وعربيتك اللي بتسيبها قدام البوابة دي كوم تاني مع إنك مبتخطيش خطوة برة البيت من غيرها!
امتعضت ملامحه ليهتف باستياء
سبيني يا ماما أنا متأخر على ميعادي لما أرجع إبقي استجوبي فيا براحتك
لم يدع لها فرصة للاعتراض فقد تفوه بكلماته وهرول للخارج يسابق الريح
ليستشيط داخلها من تصرفات ذاك الأرعن كان يهرول بمشيته كي يسبق خروجها ككل مرة زفر باستياء حين تذكر ليلة أول أمس وكم من المرات التي حاول بها الإتصال ليجيب عليه شقيقها الكبير وينثره بوابل من الشتائمليقرر الذهاب عصر اليوم الذي تلاه ليرى عينيها ويتمتع بالغوص داخل بحرهما ولسوء حظه وجد أيهم بالمنزل ليخبره بأن وجدي بصحبة والده بالارض وحينما سأله عن والدته أخبره أنها ذهبت لمنزل والدها لتقوم بزيارة جدته المسنة مما جعل الإحباط يتملك منه ليناوله علبة الحلوى التي جلبها وينسحب يجر أذيال خيبته بصمتوصل أخيرا لمطلع الكوبري وكاد أن يكمل بطريقه إلى أن رأها تخرج من الشارع العمومي المؤدي لمنزلها تسمر بأرضه وبات قلبه يدق بقوةمشاعر جديدة من نوعها تخترق جدران كيانه لتخبره بأنه لم يتذوق للعشق طعما وكل علاقاته كانت هراءا التمعت عينيه بوميض اللهفة والع شق وهو يتطلع لهيأتها بوله ولكن ليست كالماضيفالان قد اختلفت نظرته كليا بالماضي كان منبهرا بمظهرها وج. سدها الان ثوي أما الأن فيكفيه نظره من عينيها لتجلب السعادة لقلبه المتيموقف ينتظرها لتزفر هي حين لمحت وقوفه ببداية الطريق لتتحرك بوجهتها تتخطى وقوفه دون أن تنظر له مما جعله يبتسم ليقول بعدما تحرك بجانبها 
إزيك يا إيثار
الله يسلمك...قالتها باقتضاب وهي تسرع بخطاها لتبتعد عنه حتى وصلا لوجهتهما لتتوقف سيارة عابرة ولم يكن بها مقاعد خالية سوى المقعدان المجاوران للسائقأمسك باب السيارة كي لا يدع الفرصة لتقرب أحدا وأشار لها لتتنهد وتتحرك صوبه مجبرة كي لا تتأخر على موعد محاضرتهااستقل مقعده المجاور للسائق وأفسح لها لتجاوره الجلوس وتحرك السائق منطلقا بطريقهتحمحم ليقول بصوته المبحوح 
أنا جيت لكم البيت إمبارح بس أيهم قال لي إن خالتي منيرة بتزور والدتها
تطلعت إليه ليسألها بفضول أثار حفيظتها 
هو أنت كنتي معاها في بيت جدك 
قطبت جبينها متعجبة حديث ذاك المتطفل الذي زاد من حشر أنفه بحياتهم على حين غرة لتسأله بعينين حادتين كالصقر
معلش يعني وإنت بتسأل ليهويهمك في إيه تعرف إذا كنت موجودة ولا لاء!
أغمض عينيه فى ألم ثم فتحهما من جديد ليبتلع غصته المرة من معاملتها القاسېة له أخذ نفسا عميقا ليستعيد به توازنه ثم أجابها بابتسامة أراد بها تلطيف الأجواء
كنت عاوز أشوفك يا إيثار
نطقها هائما لتتسع بؤبؤ عينيها متعجبة جرأته بينما طالعها بنظرات تنطق عشقا قابلتها باستفهام لتقول بكثيرا من التعجب 
هو أنت بتعمل كل ده ليه! 
ليزداد إنعقاد حاجبيها وهي تقول بتشكيك 
فجأة كدة افتكرت إن ليك صاحب إسمه وجدي ماشفتهوش من تلات سنين وقررت تزورهلا وكل اسبوع تزورنا ومعاك هدايا أشكال وألوانعاوز توصل لإيه بالظبط!
للقمر... نطقها هائما لتقطب جبينها تناظره بتيهة ليكمل بنبرة خرجت منه هائمة رغما عنه 
عاوز أوصل لك يا إيثار
ناظرته بإستفهام لتقول 
تقصد إيه بكلامك ده
ليجيبها بوضوح 
أنا عاوز أتجوزك
اتسعت عينيها بذهول لتنطق بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان 
تتجوزني! بس أحنا منعرفش بعض كفاية علشان تطلب مني نتجوز!
أخذ ينظر لوجهها بتمعن وابتسامة أمل ط 
أنا بقيت مچنون بحبك يا إيثار
واستطرد متعهدا بعينين متأملتين 
وافقي وأنا أوعدك إني هخليك أسعد إنسانة في الدنيا كلها مش هخلي نفسك في أي حاجةقبل ما تحلمي بالحاجة هتكون تحت رجليكيأنا نفسي هكون بين اديكي
نظرت إليه بتيهةتستشعر الصدق بكلماته ليسألها متلهفا
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 21 صفحات