رواية ابن الخادمة
ظل يس يتابعها بعينيه إلي أن إختفي ظلها من أمام عينيه ثم تنهد بحراره وإبتسم ليحدث نفسه
زي القمر بنت الأيه
نهض الحاج محمود بصعوبه بالغه عن الفراش وهو يسعل بشده بينما أسرعت الست نجيه وهي تقول بلهفه مالك ياحاج أنت تعبان يا اخويا ولا حاجه
إلتقط الحاج محمود أنفاسه وهو يقول بارهاق
مش عارف يا نجيه مبقتش قادر آخد نفسي وقلبي بقيت بحس أنه في ألم بيوجعني ديما
أومأ محمود برأسه قائلا ان شاء الله يا نجيه بس إبعتيلي حد لبيت أخويا سعيد يجبلي للدوا الي جابهولي أصله مستورد
نجيه بايجاب حاضر ياحاج ارتاح أنت بس وأنا هبعت أي حد يجيبه
محمود ماشي يانجيه
تحركت نجيه من أمامه ثم توجهت خارج الغرفه بينما كانت أميره ټتشاجر مع شقيقها سالم فصاحت بهماو
في ايه بتعملوا
ايه
سالم بدلال يا ماما كل شويه يغلسوا عليا
أميره بتذمر ده واد قليل الادب يا ماما
نجيه بجديه بس بس أنتوا الاتنين بلاش قله أدب واد يا سالم روح لحد بيت عمك قوله هات الدوا الي ابويا قالك عليه
سالم بلا مبالاه لا أنا خارج ألعب مع صحابي ثم ركض سريعا خارج البيت وظلت تصيح أمه وتهتف باسمه الا أنه لم يأبي بندائها وكأن شيئا لم يكن
نجيه بتنهيده اه شويه أنا هقول لسمره تروح تجيبه
أميره مسرعه لا اأنا هروح يا ماما وبالمره أعد مع ساره شويه أصل كنت عايزاها تجبلي كتب دينيه وكده
نجيه بنفاذ صبر ماشي بس بسرعه متتأخريش
أومأت أميره برأسها ومن ثم سارت سريعا لتبدل ملابسها
أميره بتساؤل اخبارك ايه يا سو أنتي خارجه ولا ايه
ساره بابتسامه لا ده أنا عندي درس وصحباتي جوه مستنين مستر عاصم
خفق قلب أميره بشده ثم قالت بتوتر هو جاي قصدي أنتي قولتيلوا علي الكتب الي طلبتها منه
تنهدت أميره بتوتر وعدلت من حجابها الطويل وبعد قليل دق الجرس معلنا عن وصول عاصم فهبت ساره واقفه لتقول بسرعه بقولك ايه هروح ألبس الحجاب بسرعه وافتحي أنتي
أميره بارتباك استني بس
لم تمهلها ساره فرصه حيث ركضت الي الداخل بينما ابتلعت أميره ريقها وعضت علي شفتها السفلي وتوجهت بخطوات متمهله إلي الباب وفتحت بهدوء وعينيها تنظران في الأرض في حين تسمر عاصم مكانه حين نظر إليها خفق قلبه بشده لأدبها وجمالها وحجابها الطويل ولكنه أخفض بصره سريعا وهو يستغفر بخفوت وقال بثبات السلام عليكم
دلف بهدوء فأقبلت ساره عليهما وهي تقول اتفضل يا مستر مستر لو سمحت أميره بنت عمي كانت عاوزه كتب دينيه من حضرتك
رفع بصره إليها وقلبه لا زال يزداد دقاته وقال بصوت رجولي كتب ايه يا آنسه أميره يعني في حاجه معينه عايزاها
رفعت أميره بصرها أخيرا وهي ترمش بعينيها عدة مرات حتي قالت بصوتها الناعم آآ أنا كنت عاوزه قصص الأنبياء ونساء النبي
عاصم بهدوء تمام ان شاء الله أبعتهملك مع ساره
إبتلعت أميره ريقها وهي تقول بتوتر طيب ممكن أعرف بكام
منحها عاصم إبتسامه عذبه وهو يقول سريعا
خليها هديه مني وكفايه عليا الثواب الي هاخده لما تقريهم ولم ينتظر ردها حيث قال سريعا
يلا يا ساره
دلفت ساره معه إلي حيث توجد الفتيات بينما جلست أميره علي المقعد وقلبها يكاد أن يخرج من مكانه بسبب هذه الإبتسامه الحذابه التي ارتسمت علي شفتيه
عادت أميره إلي المنزل وطوال الطريق كانت في حاله من الهيمان صورته وهيئته الرجوليه لم تبعد عن خيالها أبدا لم تعرف ما الذي بها وما هذا الشعور الغريب عليها الذي يجتاحها كلما رأت ذلك العاصم او حتي اذا ذكر أسمه مشاعر تتخبط داخلها وقلبها يخفق بشده ولكنها تشعر بشئ من السعاده
تنهدت بعمق ودلفت إلي المنزل سريعا ومن ثم أعطت لوالدتها الدواء ودلفت إلي غرفتها فوجدت أمل جالسه تذاكر كعادتها فقالت بتذمر
أنتي ايه يا بنتي مبتتعبيش دحيحه
أمل بلا مبالاه ششش أخرسي خليني أركز
جلست أميره علي الفراش وشردت في عالم تاني عالم يجمعها مع ذاك البطل الأسمر ولكنها لم تعرف عواقب ذلك الشئ الذي تفكر هي فيه لم تدري هي بالفرق الاجتماعي الذي بينهما ولم تعرف أيضا ما هي طباع عاصم كل ما هنالك أنه الأسمر الوسيم الذي لطالما قرأت عنه في الروايات وتمنته في أحلامها
استيقظت امل مبكره لصلاة الفجر وايقظت اميره لتصلي ايضا
ادت اميره صلاتها واسرعت لتستأنف نومها
أما أمل فجلست تقرأ القرآن الكريم بخشوع إلي ان ان اصبحت الساعه السادسه والنصف فصلت الضحي
وخرجت الي المطبخ اعدت لنفسها كوبا من الشاي بالحليب احتسته علي عجل ومعه ساندوتش من الجبن
ثم دخلت حجرتها لترتدي ملابسها للذهاب الي الجامعه وهي لا تعلم لماذا لا تشعر بحماس
ما زالت تشعر بالقهر والظلم مما فعله معها عمر وخصوصا انها اجتهدت لتتفوق كالعاده لكنه خذلها
ركبت السياره التي قادها ادريس الذي تعجب ان امل لا تستعجله كالعاده فقال
انتي ليه النهارده مش بتستعجليني يا باشمهندسه
ردت امل بسخريه ال بيروح بدري زي ال بيروح متاخر وال بيتعب زي ال مبيتعبش يا عم ادريس
ابتسم الرجل الطيب وظل صامتا الي ان وصل امام بوابة الجامعة فنزلت امل من السياره وتمشي بهدوء الي ان تصعد الي القاعه وتجلس بجوار وفاء
انتهت محاضره تلو الأخرى وانتظر الجميع المحاضره الاخيره لهذا اليوم لمادة الدكتور عمر
دخل عمر وحيا الجميع ثم القي نظره الي حيث تجلس امل عابسه
كعادتها الدائمه اثنا ء
محاضرته
وبعد ان انتهي عمله مع الطلاب قال
احمممم يا شباب كنت عاوز اقول لكم حاجه
انا اعلنت النتيجه المره ال فاتت بس مقلتش مين ال طلع الاول وعمل احسن مشروع
واحسن بحث
نظر اليه الجميع باهتمام الا امل التي كانت تشعر بالاستياء مما فعله معها سابقا
استئنف عمر زميلتكم امل محمود هيه ال انا بقصدها
لانها اشتغلت لوحدها وعملت مجهود كبير فتستحق التقدير
هلل الجميع والټفت الانظار الي امل التي تفاجئت بما حدث لتعلو الابتسامه وجهها
فقد شعرت بسعاده عارمه لانها نالت ما تستحقه لانها اعتادت علي التفوق
حياهم عمر لينصرف ولكن قبل ان يفعل ذلك القي نظره علي امل التي تتلقي التهاني بسعاده ليبتسم بهدوء ثم ينصرف
دخل عمر الي حجرة مكتبه وجلس علي المكتب الخاص به وجلس وهو ما زال مبتسما ووجه امل الضاحك مرسوم امام عينيه
في عيادة الدكتور مصطفي
دلفت علا إلي مكتبه ووقفت قبالته وقالت مخفضة الرأس
أدخل الي بعده يا دكتور
تنهد مصطفي بإرهاق شديد وقال لا هاخد إستراحه لأني مش قادر أركز في أي حاجه دلوقتي
أومأت علا برأسها وهي تقول بجديه ألف سلامة عليك يا دكتور تحب أعملك حاجه تشربها
نظر لها مصطفي ليقول پحده لا متشكر إتفضلي بره لو سمحتي
صدمت علا ولكنها أومأت برأسها وهرولت إلي الخارج ما ان خرجت حتي إصطدمت بإيمان التي نظرت لها بإستحقار من أسفل قدميها حتى رأسها وقالت بإذدراء الدكتور معاه حد
حركت علا رأسها نافيه قائله بخفوت لا يا د إيمان إتفضلي
ألقت إيمان عليها نظره إحتقاريه أخيره ودلفت بصحبة إبنتها سلمي الي داخل مكتب مصطفي حتي تفاجئ مصطفي ونهض وهو يقول بإستغراب إيمان ! معقول إيه الي جابك دلوقتي
حاولت ايمان أن تكتم غيرتها داخلها حين وجدت وجه مصطفي مجهد للغايه فقالت بإبتسامه حانيه حبيت أعملك مفاجأة وجبت حلويات وعصير من الي أنت بتحبهم وجيت عشان نعد مع بعض شويه وبعدين نروح سوا
رددت سلمي خلف والدتها وقالت ايوه يا بابي جبنالك حلويات
إنحني مصطفي و إبنته بحنان وهو يقول حبيبة بابي يا لوما
بينما عبست ايمان بوجهها وهي تقول بمرح طب وأم سلمي ملهاش من الحب
ضحك ومصطفي وقال بغزل الحب كله لأم سلمي
إحمرت وجنتيها خجلا وقالت بإرتباك طب بطل بقا لوما هنا
إنتبه مصطفي وقال احم اه نسيت
ضحكت ٱيمان وقالت طب يلا بقا يا حبيبي كل الحلويات
وضعت الحلوي علي سطح المكتب ثم جلسوا ثلاثتهم يتناولوا الحلوي وسط ضحكاتهم ومزاحهم المستمر لدقائق حتي خبط مصطفي علي رأسه وهو يقول اخ ياخبر الناس بره مستنيه زمانهم حمضوا
ضحكت ٱيمان وقالت طب خلاص يلا يا حبيبي شوف شغلك أما هعد شاطره بره في الاستراحه ومش هعمل حاجه
ضحك مصطفي قائلا شطوره
جلس عاصم مع ساره وزميلاتها في منزل سعيد لكي يشرح لهم الدرس
وبينما تتصايح الطالبات وتتناقش معه فيما شرحه شرد عاصم تماما اذ ارتسم وجه اميره البرئ امام عينيه
فنظر الي ساره بشرود وقال
ساره هيه اميره بنت عمك قرت الكتب ولا لسه
ساره بعدم مبالاه معرفش والله يا مستر
عاصم طب ابقي اساليها كده يمكن تكون عاوزه كتب تانيه
ساره بتعجب حاضر يا مستر بس الامتحانات قربت واكيد معندهاش وقت لانها في ثانويه عامه
عاصم باهتمام علمي ولا ادبي
ساره لا يا مستر ادبي اصلها بتحب الروايات وا لقراءه وعاوزه تدخل كلية الاداب
ابتسم عاصم وقال ربنا يوفقها امممم يلا خلينا في الدرس
كل واحده توريني حلت ايه
الفصل التاسع
إقتربت إلامتحانات وبدأت أمل بالمذاكره ليلا مع نهارا دون توقف وكانت ساعات النوم قليلة جدا وكذلك أميرة التي كانت خائڤة للغاية وتذاكر بتوتر ويظل سالم يلعب بلا مبالاه لطالما يتلقي التشجيع من والده
توالت الأيام إلي أن جاء أول يوم من إمتحانات أمل
جلست أمل علي مقعدها وبدأت في حل ورقه الأسئله بتركيز بينما كان الدكتور عمر يسير بجانبها بدوره المراقب لهذه اللجنه ظل يتابعها وهو يراها تكتب دون توقف مما أثار اندهاشه انها بالفعل كما تقول شقيقتها دحيحه
توقفت فجأه عن حل الأسئله بينما قال عمر ساخرا
ايه يا ست الدحيحه نسيتي الأجابه ولا ايه
رمقته بنظرات حاده دون ان تتحدث فشعرت بدوار خفيف فوضعت يدها علي مقدمه رأسها إستغرب عمر من هزيانها وقال بقلق مالك
لم تشعر بحالها الا حين وقعت علي خشبه المدرج فأنتفض قلبه عليها وأسرع بينما تجمع سريعا الطالبات والطلاب فهدر بهم عمر وهو يقول شفولي ميه بسرعه
أعطته زميله لها الماء فأخذ يفيقها بقلق حتي فتحت عينيها تدريجيا وهي تتنفس ببطئ حتي تنهد عمر بارتياح وهو يقول أنتي كويسه
نظرت له وقالت بخفوت اه الحمد لله بس راسي تقيله اصلي طول الليل مانمتش
عمر بقلق كنتي بتذاكري طول الليل علشان الامتحان
وكأنه ذكرها فقالت بړعب الامتحان الوقت هيخلص ما فيش وقت
واخذت تكتب بسرعه في ورقتها
لم يستطيع عمر ان يكتم ضحكاته
فوجد أن امل شخصيه عجيبه بالنسبه له ليست ككل البنات
وقف