الأحد 24 نوفمبر 2024

بنت السلطان بقلم سعاد محمد

انت في الصفحة 25 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز

عقلها هل سيتحمل ولدها ذنب ما أقترفه غيره من أخطاء
لم تنتبه على
خلع يونس ملابسه وأنضمامه الى جوارها بالفراش
الأ حين تحدث قائلا مين الى كانت لابسه شال أبيض على وشها في المقاپر ووجفت جارك لدقيقتين 
ردت رشيده معرفهاش حتى مشوفتش وشها
تعجب يونس من تكون تلك المرأه رأها تميل على رشيده
تهمس لها بشىء لاحظ رشيده بعدها تغير ملحوظ على وجه رشيده
لديه هو الأخر شعور سىء يزداد كلما أقترب موعد ولادة رشيده
مد يده لتنام عليها رشيده ككل ليله ولكن تعجب حين أستدارت رشيده وأعطت له ظهرها
أقترب منها ووضع يده على كتفها يقول رشيده بلاش تبعدى عنى
أدارها لتصبح وجهها بوجهه رأى الدموع بعيناه تحاول منعها 
ضمھا
لصدره قائلا عارف أنه كان غالى عليكى جوى بس هو لو شافك أكده كان هيحزن حبييتى راعى أنك حامل وكمان راعى أنى لما بشوفك حزينه بحزن أكتر منك وراعى أنى دايما باخد منك الأمل والتفاؤل
من بسمتك وقلبك الشجاع
أنا بعشق عنيكى الى زى الليل بلاش تخلى فيها غيوم ويضيع سوادها الأمع
تنهدت رشيده ببسمه موجوعه 
بعد مرور أكثر من عشرون يوم
صباحا
دخلت أنهار على رشيده الغرفه تضع أمامها طبقا من الفاكهه 
لتقول مبتسمه أنا شوفتك مأكلتيش في الفطور جولت أكيد مكنش ليكى نفس بسبب نظرات الست نفيسه أكيد حسدتك هي من يوم دخول بتها للمصحه وهي كأنها في عالم تانى هي كمان
يلا ربنا عالجوى
شعرت رشيده بۏجع بسيط وتألمت بخفوت تقول لها
الجوى في الاجوى منه وربنا أجوى من كل شىء
تبسمت أنهار تومىء رأسها بموافقه تقول عايزه منى حاجه يونس بيه مأكد عليا أهتم بيكى 
تبسمت رشيده لاه كتر خيرك لو عوزت حاجه هنادى عليكى بس أبعتيلى يونس أهنه يجعد معاى شويه
بعد قليل بدأ الألم يزداد عليها وټقاومه
الى أن بدأت قواها تنتهى مساء على دخول يونس
الذى شعر بها رغم أخفائها عليه ببسمتها المتألمه
ولكن أنتهى تحملها حين أقترب منها
وقبل أن يسألها تألمت بقوه واضحه
أرتبك في البدايه ولكن تمالك نفسه وحضنها يقول خلينا نروح للدكتوره ولما حاسه بۏجع مقولتيش لأمى ليه 
ردت پتألم الۏجع لسه زايد عليا مره واحده لتصرخ نهايه الجمله بأه
فى ظرف وقت قصير كانت بعيادة تلك الطبيبه
خرجت الطبيبه من الغرفه تبتسم قائله لسه شويه على ما تولد متقلقوش الوضع طبيعى ومفيش أى خطوره بس أنا مستنيه أخر الوقت علشان تولد طبيعى
بعد وقت أخر
خرجت الطبيبه متبسمه تقول الحمد لله الأم والولد بخير بس هي من شدة الولاده أغمى عليها وفوقنها وهي دلوقتي بقت كويسه 
الممرضه جوه معاها تقدروا تدخلوا لها بس بلاش تزاحم علشان المكان ضيق
هى هتبات هنا الليله وعلى بكره الضهر هتطلع
دخل يونس وخلفه كل من نرجس ونواره اللتان أتو أثناء ولادتها
أعطت الممرضه الطفل ليونس ليحمله
كان شعوره لا يوصف
قبل جبهة صغيره
ونطق له الشهاده والأذان
وذهب به الى جوار رشيده الواهنه 
قائلا حمدلله على سلامتك يا أم حسين الهلالى 
نظرت له متعجبه ثم أبتسمت قائله ربنا يبارك لك فيه ويرزقك بره
رد مبتسم ربنا يبارك لنا أحنا الأتنين ويرزقنا بره
أدمعت عين نواره قائله أيه ده وأحنا مش هنشوف الولد ولا أيه دا أول حفيد ليا
ردت نرجس هي الاخرى وكمان أول حفيد ليا
تبسما يونس ورشيده على حديثهم
أعطى يونس الصغير لنرجس التي حملته بين يديها
سعيده ووقفت جوارها نواره تقول كله شبه يونس
ردت نرجس له كلاته جده راجحى بالظبط بس أسم حسين حلو ويليق عليه 
تبسمت نواره تقول بس في رشيده أتولدت امبارح سلوى مرات حسين ولدت بت وحسين سماها رشيده وانا شوفتها الخالق الناطق أنتى كأنك كنتى جدامى لما أمى أديتك ليا بعد ما ولدتك حتى شعرها وده الى حسين سماها رشيده
تبسمت رشيده قائله حسين واد عمى طيب ويستاهل الخير الحمد لله ان سلوى ربنا كملها حملها المره دى بخير ومنزلش زى الى جبله 
شعر يونس بالغيره ولكن أخفاها متبسما يقول لنفسه حتى أن كان هناك أخر يحبها فهو من فاز بعشق بنت السلطان
ظهر اليوم التالى 
دخل يونس بالسياره وأوقفها أمام الدوار
نزلت نواره وخلفها نرجس
التى كانت تحمل صغير ولدها كأنه كنزها الثمين
نزلت خلفهن
رشيده أقتربت منها نواره تسندها
أبتسمت رشيده قائله أنا زينه يا
أماى متجلجيش عليا جوى أكده
تبسم يونس
لكن الشړ المتربص جاء وهذا ما يريده 
صوت بغيض يقول تار ولدى وتار حړقة جلبى سنين طوال هيتاخد النهارده
رشيده جتلت ولدى راجحى
ونرجس جتلت جلبى لما أتجوزت غالب
رفعت سلاحا ناريا صوبته على ذالك الصغير التي تحمله نرجس التي ضمته بحمايه
ولكن قبل أن يتحدث أحدا كانت طلقه ناريه تخترق ظهر رشيده التي دفعت نفسها أمام نرجس 
أستدارت رشيده تعطى وجهها لهمت ولكن قبل أن تتحدث كان هناك طلقه أخرى أخترقت قلبها وسقطت راكعه أمام نواره التي سرعان ما مالت عليها هي ويونس الذي يرفض عقله
أما همت فا فارقت الحياه في الحال بسبب طلقه من غالب أصابت رأسها مباشرة
صړخ يونس قائلا هاتوا عربيه بسرعه مال يحملها
دمائها ټنزف
قالت بتقطع عطشانه عايزه أشرب من النيل ودينى هناك مفيش جدامى وجت كتير حقق لى أخر أمنيه 
بعد دقائق كان يونس يجلس في مياه النيل الضحله
رشيده بين يديه ټنزف دمائها
ملىء يده بالماء يسقيها الى أن أرتوت
نظرت رشيده الى السماء تقول القمر مع
أنه بدر الليله بس مختفى وراء الغيوم شكلها هتمطر
رفع يونس رأسه نظر الى السماء ثم لها قائلا خلينا نروح الوحده
ردت رشيده مش هتلحق توصل بيا خلينى هنا أنا خلاص ساعتى هتخلص كنت حاسه بأكده
رشيده بنت السلطان حمت أبن الهلاليه من المۏت كلمه عنى وجول له أنه كان المستحيل الى أتحقق
أن بنت السلطان تسلم و تعشق يونس الهلالى
كان أخر ما نطقت به هو أسمه كأنه نغمه فقدت
من الألحان
بكت السماء مع عيناه وأمطرت بغزاره ظل محتضنها بين يديه
أمتزجت دموع السماء مع دموع يونس مع دماء رشيده مع مياه النيل 
هى كانت كقربان قدم للنيل كعروس النيل القديمه 
ليتغير بعدها كل شىء ويمحى الجهل من العقول ويتحقق العدل المفقود 
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى ايا ياحييب عمرى وصحبتى وجمرى
عيون مره تباعد خطاوى مره تعاند
حنين يحكى وشوق جوانا يبكى والدمع زايد كبت
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى
ليه يا سنين العمر ترضى لنا بالمر دا لولا فينا صبر لهان علينا العمر
فى دايرة الرحله
فى ايام مع المولى
ليللينا يا ليللينا مره هتحلالنا
تميل على ميلنا في دايرة الرحله 
رحله يا رحله صعبه يا سهله رحاله خطوتنا في دايرة الرحله
عيون مره تباعد خطاوى مره تعاند
حنين جوانا يحكى
وشوق جوانا يبكى والدمع زايد كبت
فى دايرة الرحله دروب بنا تخلى
مرت سنين العمر
بعد عشرون عاما
بسوهاج
مساء بمحطة القطار
هبط ذالك الشاب اليافع من القطار القادم من القاهره
رأى من أشار أليه
ذهب اليه مسرعا سلما على بعضهم برحابه
نطق الشاب قائلا كبرت يا حسين يا واد عمى كيفك أخر مره شوفتك كنت في ثانوى 
سمعت أنك دخلت كلية الزراعه ومشاء الله سمعت عن الأراضى الى بتستصلحها
أبتسم حسين
نورت بلدك يا يونس يا هلالى كيف أخبارك أخدت الدكتوراه في الجفرافيا شرفت الهلاليه
تبسم يونس قائلا فين عمى يونس
رد حسين مبتسما هنا في العربيه الراجل كبر بقى وقال هفضل في العربيه وأدخل أنت هات واد عمك
ضحك يونس طب يلا شيل الشنطه وخلينا نروح له أتوحشته كتير من زمان مشفتوش
ضحك حسين واه وأنا مالى هي كانت شنطتى شيل حاجتك بنفسك 
نظر يونس له قائلا شيل يا حسين وأنت ساكت مين الكبير فينا مين الى كان بيشيلك وانت صغير ويلاعبك
رد حسين يا دى أم الذل هي عيلة الهلالى مكنش فيها غيرك وأنا صغير أعمل أيه هشيل الشنطه من سكات بدل ما تسرد طفولتى المشرده هنا قدام الى نازلين من القطر عارفك بتحب الحكاوى والحواديت من وأنت صغير وفي الأخر روحت درست الخغرافيا
مش عارف ليه
بعدين أفهم يلا بينا زمان العمده مستنينا في العربيه
خرجا الاثنان من محطة القطار 
رأى يونس ذالك الكهل يقف أمام السياره
جرى عليه وأحتضنه وقبل كتفيه قائلا وحشتنى يا
منقذى ومعلمى الثانى
تبسم وهو يضمه بود وحنان
تبسم حسين يقول ومين بقى معلمك الأول
نظر يونس الصغير الى يونس قائلا قول معلمتى
كانت رشيده بنت السلطان تعالى هحكيلك عنها بس دى غلطة غلطة حياتها لما سابت
للبشريه بلوه أسمها حسين الهلالى
ضحك يونس على مزحهم قائلا يلا بلاش تضيع الوقت خلونا نرجع النجع
ركب ثلاثتهم السياره 
سأل يونس حسين قائلا أمال جدى غالب عامل أيه دلوقتي وكمان جدى عواد
رد حسين هو بقى كويس كان جاله ذبحه صدريه بس بقى زين
دى جدتى نرجس بتهتم بيه
وكمان جدتى نفيسه بقت عقلها على قده واوقات بتخترف بعد عمتى ساره ما قټلت نفسها في المستشفى وأنهار هي الى بتهتم بيها
رد حسين جدى عواد من يوم الثوره وحلو مجلس الشعب بطل ينزل أنتخابات وقال أنه مل من الموضوع وأتفرغ للأرض وبقى بيساعدنى فيها 
وكمان خالى صفوان أتنقل نيابة جرجا وجدتى نواره كل ما يتنقل مكان تروح مكان بسبب أصراره أنها تفضل معاه دايما وعنده بت صغيره أسمها نواره رخمه قوى
بس قولى أنت أخبار خالتى يسر وعمى يوسف وكمان عمتى ياسمين وعمى هاشم فوت عليهم في مصر قبل ما تيجى 
رد يونس أه مرات عمى يسر ممشيه عمى يوسف عالعجين ولو اتكلم تقوله أنت السبب لو مكنتش أتجوزتك كان زمانى لسه مضيفة طيران أتفسح وألف العالم بدل الكبت الى
انا فيه منك ومن مؤسسة حرف الياء الى خلفتهم
وعمى هاشم وعمتى ياسمين هيستقروا في مصر خلاص عمى هاشم أنهى مدة عقدك مع الشركه الخليجيه وكمان عمتى ياسمين بنتها الكبيرة ثانويه عامه وأعلنت حالة الطوارئ
ضحك يونس قائلا ربنا يوفج الجميع 
ضحك حسين ويونس الأخر قائلا الصعايده نسيوا اللهجه الصعيدي خلاص يا عمى
تبسم يرد وماله المدنيه مش وحشه بس متنسوش أصلكم
ضحك الاثنان
ولكن يبدوا أن التاريخ كما يقولون يعيد نفسه
علي مشارف النجع لعق يونس الصغير شفتيه قائلا أنا عطشان أوى مفيش هنا في العربيه ميه
رد حسين لاه مفيش معملتش حسابى بس أحنا قريبين من مجرى النيل تعالى أنزل أشرب منه
نزل الأثنان لكن هاتف حسين المحمول رن
وقف ليرد عليه 
نزل يونس الى ذالك المجرى وقف ينظر الى من تقف بالماء
شعرها الأسود اللأخاذ
سار ونزل الى المياه رأى فتاه بالمياه
حين أستدارت لم يرى سوى عيناها
كانت ملثمه
علي ضوء القمر أنسحر بعيناها
تائه ينظر لها عقله فقد الأدراك
مرت من جواره رائحة أزهار الربيع
أنحنى يغسل وجهه وحين رفع وجهه من
الماء لم يراه
أخذ يتلفت حول نفسه أين ذهبت من تكون تلك هي بالتأكيد ككتب الخيال حورية الماء 
رأى كل ما حدث أمامه عاد التاريخ بنفسه مثلما حدث بالماضى
تبسم يونس الواقف على البر على حيرة ذالك الشاب
رفع رأسه ونظر الى القمر
رأى وجه رشيده يتبسم
تنهد هو الأخر
يشعر بالشوق الى تلك الحوريه الخاصه به التي لم تغيب عنه نظره
24  25  26 

انت في الصفحة 25 من 42 صفحات