السبت 23 نوفمبر 2024

روايه أنا لها شمس

انت في الصفحة 12 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

هي بتحبك بس مبتعرفش تعبر 
رسمت على ها إبتسامة مرة لتومي برأسها وانسحبت سريعا للداخل لتبديل ثيابها ولجت إلى المطبخ لتجد
إلتفت برأسها لتتطلع إليها بابتسامة صفراء لتقول بترحيب مفتعل يرجع لحقدها الشديد لها 
حمدالله على السلامة يا إيثار جيتي إمتى محسيتش بيك 
بصوت هاديء أجابتها وهي تتناول أحد الصحون استعدادا لنقله للخارج 
لسة واصلة من حوالي ربع ساعة
ده عزيز هيفرح قوي لما يشوفك إنت متعرفيش هو بيحبك قد إيه قالتها برياء قابلته الأخرى بتنهيدة هادئة لتيقنها أن شقيقها لا يحمل بقلبه الحب لأحدا سوى حاله وولده وتلك العقربة وفقط
خرجت وجدت أشقاءها الثلاثة قد ولجوا لبهو المنزل واصطفوا حول المائدة الأرضية بجوار والدهم ما أن رأها أيهم شقيقها الذي يصغرها بثلاثة أعوام حتى انتفض وهب وا ليحمل عنها الصحن ليضعه سريعا ثم يعود محتضنا إياها قائلا بحفاوة وترحاب 
وحشتيني جيتي إمتى
إبتسامة واسعة بينت صفي أسنانها ظهرت على محياها لتجيبه بسرور
لسة جاية من شوية إنت عامل إيه في مذاكرتك طمني عليك
محدش راحمني ولا مقدر إني في ثانوية عامة وعلى إيدك لسة راجع من الشغل في الارض بعد عزيز ما صمم ياخدني معاه نطق كلماته المتذمرة وهو يرمق عزيز بنظرات ساخطة ليقول الاخر بحدة 
إنت مقضيها نوم طول اليوم ومبتفتحش كتاب ولما عزيز ياخدك تساعد وتعمل حاجة مفيدة يبقى كفر
مدت له يدها قائلة بعينين متطلعة 
أزيك يا عزيز
أجابها دون أن يلتفت إليها قائلا بجمود بعدما مد يده وسحبها سريعا 
الله يسلمك يا إيثار
تألمت على معاملة شقيقها الجافة التي لا تجد لها سببا حولت بصرها إلى وجدي الذي قابلها بابتسامة صافية مما جعل قلبها يهدأ قليلا وما زاد
من سعادتها هو حديثه المريح 
حمدالله على
 
سلامتك يا إيثار حطي اللي في إيدك وتعالي إقعدي جنبي علشان تتغدي
ابتسمت بسعادة لاهتمامه ليكمل والده على حديثه قائلا بلطف وهو يشير بجواره 
تعالي يا بنتي تلاقيكي مېتة من الجوع
كادت أن تتحرك باغتتها تلك التي احتضنتها من الخلف وهي تقول بحفاوة 
حمدالله على سلامتك يا قمر وأنا أقول البيت منور كدة ليه
ازيك يا نوارة
واسترسلت وهي تنظر لبطنها المنتفخ جراء وصولها لشهرها التاسع بالحمل
عاملة ايه وأخبار غانم الصغير إيه
محدش هيسمى غانم تاني هو غانم الصغير واحد بس جملة جافة نطقت بها نسرينتنم عن غيرتها الواضحة بعدما علمت نوع المولود بينما نطق عزيز بتفاخر 
اللي سبق كل النبق يا نسرين 
قول لعمك يختار له إسم تاني يا غانم باشا
ابتسامة خاڤتة ارتسمت على وجديليداري بها حرجه من حديث عزيز الذي اتخذ من اسم والده حكرا ليتحدث والدهما بتعقل 
وفيها إيه لما اخوك يسمي إبنه على اسم جده يا عزيز ولا تكونش خدت الإسم على حسابك إنت ومراتك
احتدم ه غيظا من دفاع والده ليتحدث بصفاقة وحقد 
طب ولازمته إيه التقليد يا ابا ما الأسامي كتير يختار منها براحته هو ومراته ولا هو الكل لازم يبص لعزيز ويقلده في أي حاجة يعملها
قطبت جبينها بتعجب وهي ترى هجوم شقيقها الحاد وطباعة التي تزداد سوءا يوما تلو الأخر وبالاخص بعد زواجه من تلك الحقودة نسرين احتدت ملامح غانم وهم بالحديث لولا صوت وجدي الذي قاطعه قائلا كي ينهي ذاك الجدال الدائر 
لا تقليد ولا غيره يا عزيز إبني هسميه خالد إن شاءالله 
هز الأب رأسه بيأس ثم تنفس ونظر لصغيرته قائلا 
أقعدي يا بنتي كلي
واسترسل وهو ينظر لزوجتي نجلاه برحمة 
أقعدوا يا بنات واندهوا لحماتكم
هتفت منيرة التي ولجت للتو ممسكة بصينية كبيرة 
أنا جيت أهو
هتف أيهم بعينين تلتمعان وهو يتطلع لصينية اللحوم قائلا بحفاوة 
دكرين بط وحمام مع بعض أم عزيز مطرياها علينا على الأخر النهاردة
ابتسمت لتقول بعدما افترشت الأرض لتجاور زوجها 
مش شقيانين من صباحية ربنا في شغل الأرض
قالتها لتحول بصرها إلى إيثار وهي تقوم بتقطيع اللحوم بكفي يديها 
وكمان علشان أختك تتقوت بلقمة حلوة تلاقيها يا حبة عيني مبتدوقش الزفر اللحوم بأنواعها إلا كل فين وفين
أمسكت منيرة ب اللحم وبدأت بتوزيعها بالأول زوجها ويليه عزيز أول من رأت عينيها وصاحب النصيب الأكبر من إمتلاك قلبها يليه وجدي ثم أيهم وأتى ترتيبها بعدهم وتلتها زوجتي نجليها بدأ الجميع بالتهام الطعام بنهم يرجع لشدة مذاقة الطيب بسطت منيرة يدها بة اخرى من اللحم وهي تناولها إلى نوارة لتتحدث بارتياح 
كلي دي يا نوارة علشان اللي في بطنك يتغذى
ابتسمت لها وتناولتها قائلة بحفاوة ترجع لاهتمام والدة زوجها 
تسلم إيدك يا ماما
لوت نسرين فاهها مغمغمة بضيق
كلي يا حبيبتي كلي
سأل وجدي شقيقته باهتمام وهو يلوك الطعام بفمه 
عاملة إيه في المذاكرة يا إيثار
هتفت بحماس أضفى زهوا فوق ملامحها ليزيدها جمالا 
الحمدلله بذاكر وبجتهد علشان أجيب تقدير زي كل سنة دكتورة هالة رئيسة القسم أكدت لي إني لو جبت تقدير السنة دي كمان والسنة الجاية هتعين معيدة وبعدها هكمل دراسات عليا
قالتها با اختفى حال سماعها لصوت عزيز الحاد حيث هتف بفم مليء بالطعام وهو يرمقها بازدراء 
كلام إيه الفارغ اللي بتقوليه ده إحمدي ربنا إننا خلناكي كملتي تعليم أصلا 
واستطرد موضحا 
بعد إمتحاناتك بأسبوع هبعت ل سليم إبن خالك علشان ييجي يتمم خطوبته عليك الراجل كتر خيره صبر على دلعك كتير والسنة اللي باقية لك إبقي كمليها في بيته لو وافق
أثنت على حديثه منيرة لتقول بتصديق 
عين العقل يا عزيز البنت في الأخر ملهاش إلا الجواز والسترة
لتهتف نسرين وهي ترمق إيثار بتي ظهر جليا بصوتها ووجها الضاحك 
يسلم فمك يا حماتي
لم تكترث لتلك الثرثارة وكأنها والعدم سواء وأيضا جنبت حديث والدتها لتيقنها أنها تابع للنجلها البكري ليس إلا لتنظر إليه بفزع هاتفة بصوت مضطرب حاولت أن تتحكم فيه قدر الإمكان إحتراما لوالدها ولعدم إثارت ڠضب ذاك الجاحد 
بغض النظر عن موضوع تكملة تعليمي اللي لسة هنتكلم فيه
قالتها بحدة تنم عن صډمتها لتسترسل متسائلة تنكار 
لكن أنا أمتى قولت إني موافقة على جوازي من سليم!
لتستطرد معترضة 
وبعدين سليم مكملش تعليمه ده معاه دبلوم يا عزيز!
رمقها مستنكرا ليقول بغلاظة 
ومن أمتى البنت كان ليها رأي في جوازها يا ست إيثار وماله الدبلوم ما أنا كمان معايا دبلوم ولا إكمنك كملتي تعليمك هتتكبري على أهلك وتكسري كلمة أبوك
وإلى هنا لم يستطع غانم الصمت أكثر بعدما أثار حفيظته حديث نجله البكري ليقول بنبرة صارمة 
وأبوها لسة عايش وحسه في الدنيا ومداش كلمة لخالك علشان أختك تكسرها يا سي عزيز ولا أنت خلاص إعتبرتني مېت وبتتحكم في أختك قدامي
حزنت نوارة لأجل تلك المشتتة بين الجميع أما عزيز فابتلع الطعام بصعوبة لتقول منيرة في مساندة منها ودفاعا عن نجلها 
بعد الشړ عنك يا أخويا عزيز عاوز المصلحة لأخته البت مهما اتعلمت وراحت وجت أخرتها الجواز
حرام عليك يا ماما بطلي تيجي
عليا علشان خاطر ترضي عزيز نطقتها بعينين
 
لائمتين لامعتين تأثرا بملئهما بالدموع التي أبت النزول إمتثالا لكرامتها لتهتف الأخرى باقتناع 
أخوك أكتر واحد عارف مصلحتك
بدا الامتعاض على وجهها ليقول وجدي بهدوء 
إهدي يا إيثار وفكري بعقلك شوية وبصراحة بقى عزيز معاه حق في اللي قاله
اتسعت عينيها بذهول لتهمس پصدمة 
حتى أنت كمان يا وجدي! 
أجابها بالمنطق محاولا إقناعها 
يا حبيبتي إفهمي إنت خلاص داخلة على واحد وعشرين سنة وده سن حلو قوي للجواز بعد كدة فرصك كل يوم هتقل ويا ستي لو على السنة الباقية أنا هبقى اشرط على سليم يخليكي تكملي
قطبت جبينها متعجبه منطقه الغريب المنافي مع تفكيرها العصري لتنظر لوالدها مستنجدة ليهدأها بحديثه قليلا 
كملي أكلك يا بنتي وبعدين نبقى نتكلم 
ابتسمت بخفوت ليباغتها صوت والدتها الحاد 
والله ماحد مقوي قلبها على أخوها الكبير ومخليها تكسر كلمته غيرك يا غانم أخوها بيختار لها الصالح ده غير إني اديت كلمة ل عزت أخويا إن أول ما إيثار تخلص السنة دي هنقرا الفاتحة ونجيب الشبكة والفرح في شهر تسعة
والله عال يا ست منيرة قاعدة تتكلمي وتتفقي مع أخوك ولا عملالي حساب استمعت لمناوششات والديها وأصوات أشقائها الثلاث ونسرين التي استغلت الوضع وبدأت الأصوات تتعالى وتتداخل لتهب واقفة وما أن تحركت بقدميها للخارج حتى أوقفها صوت والدها الحزين قائلا 
رايحة فين يا بنتي تعالي كلي نايبك 
شبعت يا بابا بالكاد خرجت كلماتها بصوت مخټنق وبتخاذل واضح وانكسار ظهر بوضوح فوق ملامحها فرقت نظراتها على الجميع قبل أن تهرول لغرفتها ليهتف والدها معنفا الجميع 
حرام عليكم يا ناس محلالكمش الكلام غير والمسكينة قاعدة على الطبلية زي ما تكونوا مستخسرين اللقمة فيها ومش عاوزينها تاكلها بنفس
استند بكفيه المشققتين من أفعال الزمن على طرفي المنضدة ليقوم بظهر محڼي لتسأله منيرة تغراب 
رايح فين يا غانم إقعد يا راجل كمل
أكلتك
سديتوا نفسي إنت وعيالك قالها لينسحب للخارج ليقول عزيز بنبرة حاقدة 
رايح يراضي السنيورة حبيبة أبوها طب والله لو أنا اللي سيبت الاكل وقومت ولا كان اتهزت له شعرة
ماخلاص بقى يا عزيز كمل أكلك وإنت ساكت قالها وجدي ليرمقه الاخر بنظرة حاقدة أما أيهم فنهض بحدة لتسأله والدته متعجبة 
رايح فين إنت كمان
طالع أشم شوية هوا قدام الباب قاعدتكم تخنق قال جملته الاخيرة وهو يرمقهم باشمئزاز وانطلق للخارج خزنا على شقيقته زفرت منيرة لتهتف بسخط وهي تنظر للطعام 
يا ستار يارب اللقمة اټسممت علينا زي ما تكون مبصوص لها
اكفهرت ملامح عزيز ليهتف پحقد 
البركة في بنتك كل ما تيجي تولع البيت حريقة
قطب وجدي جبينه ليتساءل مستفسرا بتعجب
وإيثار ذنبها إيه في اللي حصل!
اتسعت عيني نسرين لتقول بوقاحة 
وده سؤال بردو يا وجدي ما كل اللي حصل ده بسبب كلامها ورفضها لجوازها من سليم إبن خالك
وبفم ملتوي استرسلت تنكار وحقد ظهر بعينيها
قال وإيه عايزة تكمل علام تاني بعد الكلية ده بدل ما تحمد ربنا إن عزيز رضي يخليها تكمل بعد الثانوية ومقعدهاش
هزت نوارة رأسها بيأس لبجاحة تلك التي تتدخل في شؤون الجميع دون حياء وتألم داخلها لما تحمله في قلبها من معزة لتلك الهادئة إيثار لتتحول عيني وجدي لمشټعلة وهو يقول معترضا 
اللي يسمع كلامك يفتكر إن عزيز هو اللي بيصرف عليها يا ستنسرين ربنا يخلي أبوها ويديه طولت العمر 
وانت إيه اللي مزعلك يا عم وجدي وبعدين مراتي مغلطتش في حاجة أنا أخوها الكبير وكلمتي تمشي سيف 
كفياكم مناقرة هي اللقمة دي مش مكتوب لها تتبلع من سكات النهاردة ولا إيه
نظرا كل منهما للاخر بحدة بالغة وكأنهما ثوران يتصارعان داخل حلبة ليسحب كل منهما بصره عن الاخر ويستكملا تناول طعامهما پغضب شديد
بعد الشړ عنك يا بابا متقولش كدة
المۏت مش شړ يا بنتي المۏت علينا حق نطقها بيقين ليسترسل بعد أن أخذ نفسا عميقا
المهم أنا مش عايزك تزعلي ولا تشيلي هم لأي حاجة طول ما أنا عايش
يعني هترفض سليم إبن خالي يا بابا سألته بت ليجيبها بتأكيد قوي
من ساعة ما اتولدتي وأنا عمري ما غصبتك على
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 43 صفحات