الإثنين 25 نوفمبر 2024

روايه أنا لها شمس

انت في الصفحة 33 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

قلبها بمجرد استماعها لنبرات صوته التي كانت بمثابة الحياة بالنسبة لها منذ يومين فقط والأن أصبحت ۏجعا لا يحتمل أغمضت عينيها واعتصرتهما بقوة وهي تهز رأسها پألم لتفتحهما من جديد على مصراعيهما بعدما وعت على حالها لتغلق الهاتف سريعا كي تتخلص من ذاك الش المهين الذي اعتراها بمجرد مرور كلماته عبر خيالها أخذ ها يعلو ويهبط بقوة من شدة التوتر والألم أما دموعها فكانت على وشك الهبوط لولا عزيمتها القوية التي جعلتها تأخذ أنفاسا منتظمة وتزفرها بهدوء كي تستطيع التحكم بها ما هي إلا ثواني ووجدت هاتف المكتب الارضي يصدح فتوقعت بأنه هو انتظرت حتى انتهى الإتصال وخرجت سريعا إلى مكتب هانيا لتقف بشموخ تخبرها 
هانيا من فضلك حولي كل المكالمات عندك وردي عليها بنفسك
واستطردت بذريعة وهي تعدل من وضع نظارتها الطبية 
عندي ملف مهم بشتغل عليه ومش عاوزة إزعاج
تمام يا أستاذة نطقتها بعملية لتنسحب الأخرى نحو مكتبها وأغلقت الباب لتصل إلى مقعدها وترتمي عليه بإرهاق أخذت نفسا عميقا وبدأت بمواصلة عملها ولكن ما
 
هي إلا ثواني لتجد هاتف مكتبها يصدح لتزفر وبعدها تجيب فوجدت صوته الحاد وهو يقول 
من فضلك متقفليش أنا كل اللي عاوزة منك هي فرصة واحدة أشرح لك فيها كل حاجة والمغزى من طلبي وبعدها قرري عاوزة تكملي معايا ولا لا
بصوت قوي يحمل شموخ الانثى بداخلها أجابته 
يظهر إن سيادة المستشار موصلوش قراري مع إني أخدته في نفس اللحظة
اللي بلغتني فيها بطلبك
بس هوضح لك تاني وياريت دي تكون أخر مرة نطقتها بطريقة حادة فأغمض هو عينيه بمرارة لتستطرد هي بقوة 
سيادتك غلطت في العنوان أنا لا بتجوز في السر ولا عمري هقبل بوضع العشيقة حتى لو كان لسيادة المستشار إبن علام باشا زين الدين صاحب المنصب الكبير والفلوس الكتير
رفعت قامتها لأعلى لتتابع بصوت يقطر قوة واعتزازا بالنفس 
أنا واحدة حرة أبويا غلبان وعلى قد حاله آه بس رباني صح ولسة متخلقش اللي يخليني أستخبى ورا حتة ورقة زي الحرمية واروح اقابله في الشقق المفروشة وانا بتلفت حواليا زي اللي عاملة عاملة وخاېفة لانك
رمى رأسه على خلفية المقعد وكل كلمة تنطق بها ت قلبه لإربا شعر ببشاعة خطأه وجرمه العظيم بحق تلك الأبية نهر حاله 
لم يضعها بتلك الإختبارات مجددا ألم يكتفي برفضها لهديته اينة بالمرة الاولى لما استجاب لعقله وجنب قلبه الذي أنذره وحذره كثيرا من القدوم على تلك الخطوة الغير محسوبة وبالاخير صدق حدسه وظهرت أصالة تلك الجوهرة اينة لكنه الآن أمام معضلة كبيرة نعم تأكد من طهارتها وعفة تفكيرها وبأنها مهرة أصيلة لن تتكرر لكن هل ستغفر له ذلته تلك اخرج صوته النادم ليقول بنبرة إنهزامية 
أنا آسف يا حبيبي مكنتش اتمنى أبدا إني أوصلك للش الممېت ده أرجوك حاولي تسمعيني وأنا هشرح لك كل حاجة هقول لك اسبابي لطلبي ده واللي متأكد إنك هتيني فيها
استمعت لكلماته بقلب مغلق يغلي بل يفور من غضبه لتقاطعه قائلة بنبرة أنثى حطم كبريائها تحت قدمي من كانت تتوسم به خيرا بل كانت تتأمل بحياة جديدة تحيا بالأمن والأمان تحت كنفه 
اللي عندي قولته ومهما قولت من مبررات تأكد إنها هتكون تافهة بالنسبة لش الذل والمهانة والإنكسار اللي حسيت بيهم من كلامك
لتتحول نبرتها لغاضبة مسترسلة 
بس لا عاش ولا كان ولا لسة إتخلق اللي يقدر يكسرني إسمع يا باشا وأعتبره اخر كلام عندي لو حاولت تتصل بيا تاني بأي طريقة هضطر آسفة أبلغ أيمن الأباصيري بعرض جنابك عليا
واسترسلت بابتسامة ساخرة 
ومن واقع معرفتي بسيادتك إنك مبتحبش الفضايح فمن الأحسن تبعد عن طريقي خالص لأني لا ضعيفة ولا قليلة وصدقني هتشوف مني وش مش هيعجب إبن الأكابر
بمجرد الإنتهاء من كلماتها الټهديدية أغلقت على الفور سماعة الهاتف ليعتصر عينيه ألما على تلك الغاضبة وما اوصلتها إليه كلماته المسمۏمة وعرضه المهين أما هي فخرجت من مكتبها كالإعصار المدمر لتهتف بعينين حادتين وهيئة لا تبشر بخيرا 
أنا مش قايلة لك تستقبلي كل الكالمات وتردي عليهم بنفسك حولتي لي المكالمة ليه!
هبت الفتاة من مقعدها لتجيب بتلبك بعدما رأت ثورة ڠضبها 
ده سيادة المستشار فؤاد علام
إن شالله يكون حتى رئيس الجمهورية بنفسه نطقتها بصياح جديد عليها لتتابع الفتاة توضيح تصرفها 
يا افندم أنا قولت له إنك مش فاضية بس هو أصر وقال لي إنه عاوزك في موضوع خاص بالقضية وإنك عارفة بمكالمته دي ومستنياها
رفعت سبابتها لتهتف بفحيح خرج من بين أسنانها 
أخر مرة تتصرفي من دماغك ومن غير الرجوع ليا إنت فاهمة
نطقت كلمتها بصړاخ لتنطق الاخرى بإيجاب 
حاضر أنا آسفة
رمقتها بنظرات ڼارية وكأنها تخرج شحنة ڠضبها بالفتاة انطلقت عائدة لمكتبها من جديد وحاولت جاهدة إخماد حريق روحها الشاعلة ليباغتها استدعاء أيمن لها عبر الهاتف لتهرول إليه سريعا وهي تقول بنبرة جاهدت لتخرج منها رصينة 
أفندم يا باشمهندس 
صوتك عالي ليه يا إيثار فيه حاجة حصلت! لم تجد كلمات مناسبة للرد فتلعثمت وهي تقول بعيني زائغة هنا وهناك 
أنا آسفة لو أزعجت حضرتك يا أفندم أصلي كنت بتكلم مع هانيا واتنرفزت وصوتي علي ڠصب عني 
اومأ بإيجاب ليسألها بعدما تمعن بمقلتيها 
مالك إنت مش بطبيعتك النهاردة
ابتلعت غصة مريرة لتجيبه بصوت خاڤت 
مفيش حاجة يا باشمهندس شوية إرهاق مش أكتر
هز رأسه بهدوء ليبتسم قائلا 
لارا متغيرة كتير بعد زيارتها ليك دي حتى طلبت من أحمد يحجز لها ميعاد مع الدكتور وبدأت متابعة معاه 
ابتسمت له ليقول بامتنان 
أنا عارف إن اللي حصل ده بفضل كلامك معاها شكرا يا إيثار
قال الاخيرة بكثيرا من العرفان لتجيبه مبتسمة 
مفيش شكر بينا يا باشمهندس لارا زي أختي بالظبط ولو فيه حد يستحق الشكر فهو حضرتك وعيلتك اللي إحتوتوني أنا وابني واعتبرتوني واحدة منكم
رفع حاجبه ليجيبها تنكار 
هنبدأ بقى في الكلام البايخ يلا شوفي شغلك ومتنسيش تبعتي ملف الصفقة الاخيرة لمدير الحسابات
حاضر يا افندم قالتها بهدوء لتلتفت وقبل أن تصل إلى الباب استمعت لصوته مناديا عليها 
إيثار
الټفت تتمعن النظر إليه ليقول بذات مغزى بعدما تيقن أنها تواجه ألما نفسيا 
مفيش حاجة في
 
الدنيا تستاهل زعلك يا بنتي وتأكدي إن مفيش مخلوق يقدر يأذيك طول ما أنا في ظهرك وطول ما أنت واقفة لهم بالمرصاد
نطق كلماته قاصدا بها عائلة طليقها إعتقادا منه انهم سبب تلك الحالة لتبتسم له وهي تقول بامتنان 
ربنا يخليك ليا 
أومأ لها ليطمأنها وبعدها نطق بممازحة 
إتصلي بالبوفية
خليهم يعملوا لي فنجان قهوة يظبط لي مزاجي اللي صوت صراخك العالي
عكرهولي 
ضحكت رغما عنها لتعود لمكتبها تباشر اعمالها بعدما طلبت من البوفية عمل القهوة لرب عملها 
داخل منزل والد نسرين زوجة عزيز
كانت تجلس فوق الأريكة بانتظار والدتها التي ولجت لحجرة نومها كي تجلب لها المال التي بعثت به سمية وبالمرة ترتدي ثياب الخروج كي تذهب بصحبة ابنتها إلى المركز لشراء بعض المصوغات الذهبية خرجت شقيقتها الصغرى من المطبخ للتو لتقول بنبرة مستاءة بعدما جاورتها الجلوس 
اللي اسمها سمية دي ډمها تقيل بشكل
هتفت الاخرى مستفهمة 
ليه يا بت يا ألاء قالت لك إيه العقربة دي
ردت الفتاة تياء 
قالت لي قولي لاختك تصرفيهم على صحتك
احتدمت ملامحها لتنطق پحقد دفين 
بنت ال ماشي يا سمية أنا هوريك
عبست ملامح شقيقتها لتهتف تنكار 
يا بااااي تحسيها بني أدمة جعانة أنا مش عارفة عمرو إبن الحاج نصر بجلالة قدره إتجوزها إزاي الشرشوحة دي
المفروض تقضي باقية عمرها وهي بتدعي لي لولا وقفتي معاها عمرها ما كانت تحلم تدخل بيت سيادة النائب خدامة نطقتها بغل لتلج إليهما والدتها التي ألقت بالمال داخل حجرها وهي تقول 
خدي الفلوس عديها وإتأكدي إنها مش ناقصة على ما ألف الطرحة
امسكت بالكيس الاسود لتنظر له باشمئزاز قائلة 
حطاهم في كيس إسود المعفنة
رمقتها شقيقتها تنكار 
أمال عوزاها تحطهم لك في كيس هدايا
ولج شقيقها الاوحد علاء أثناء عدها للنقود فوقف ينظر لها بعينين زائغة ليسألها بصوت مرتاب 
إنت جايبة الفلوس دي كلها منين يا نسرين!
من عند الله يا علاء قالتها وهي تدس المال داخل حقيبة يدها الخاصة ليجلس بجوارها وهو يقول 
بقول لك إيه ماتسلفيني الفلوس دي أسافر بيهم إيطاليا واول ما الدنيا تلعب معايا هبعتهم لك وأكتر كمان
قربت الحقيبة من ها لټحتضنها بقوة وهي تقول برفض تام 
لا يا حبيبي لا عاوزة منك اكتر ولا أقل دول شقى عمري كله عاوزني اديهم لك وأقعد اشحت
إلتصق بشقيقته محاولا إقناعها 
يا بنتي إسمعي الكلام كل اللي راح إيطاليا عيشته اتبدلت وأديكي شايفة جلال إبن خالتك إحسان جارتنا غير حالة أهله إزاي وبعد ما كانوا مش لاقيين الرغيف الحاف بقوا يشتروا أرض وهدوا بيتهم وبنوه من جديد
زفرت بضيق لتقول بنبرة باردة لغلق النقاش بالموضوع بشكل نهائي 
بقول لك إيه يا علاء إنزل من على نفوخي وريح نفسك علشان لو إيه اللي حصل الفلوس دي مش هدي منها مليم لمخلوق
تحدثت ألاء إلى شقيقها بنبرة لائمة 
هو أنت لسه حاطط موضوع السفر في دماغك بردوا يا علاء
ومش هرتاح غير لما أسافر نطقها الفتى صاحب الأعوام الأربع وعشرون لتجيبه شقيقته 
مش ابوك قال لك تنسى حكاية السفر دي وتطلعها من دماغك
واستطردت بنبرة متأثرة 
أبوك وحداني وأنا وامك واختك ملناش راجل غيرك لو سافرت هتسيبنا لمين ده أنت ظهر أبوك والة اللي أمك مسنودة عليها
نطق الفتى بنبرة منكسرة ساخطة على الظروف المة به 
ة مايلة وظهر كسره الفقر يا بنت أبويا خليني أسافر وأجرب حظي يمكن الدنيا تضحك لي زي ما ضحكت لغيري
قالت نسرين ناصحة لأخيها 
هو لازم يعني السفر روح مصر اشتغل هناك والدنيا تضحك لك
لتسترسل بعينين حاقدة 
ما عندك العقربة أخت جوزي اللي اسمها إيثار خدت إبنها وهجت على مصر ومسافة كام سنة بقى عندها الشقة التمليك والعربية
حديثهم صوت والدتها التي هتفت من الخارج دون ان تعلم بوجود نجلها 
هتاخدي الغوايش الاولانيين تغيريهم ولا هتجيبي جديد بس المرة دي يا نسرين
اتسعت عيني شقيقها وسال لعابه بعد ما استمع إلى حديث والدته لتهتف وهي تنظر لذاك الذي لا يعلم شيئا عن تلك الاموال التي تلقتها من سمية لا هو ولا أبيها حيث ظل السر بين المرأة وابنتيها لخطۏرة انتشاره 
كلام إيه اللي بتقوليه يا ماما
هبت من جلوسها لتخرج وهي تجذبها من ذراعها وتقول 
يلا هنتأخر 
ارتبكت المرأة بعدما رأت نجلها الذي خرج من الغرفة لتقول بارتباك ظهر بهيأتها 
إنت جيت إمتى يا علاء
من شوية يا اما قالها ليتحرك لغرفته لتهتف نسرين ناهرة والدتها 
يعني كان لازم تنسحبي من لسانك قدام الولا يا أما
اشارت بكفها وهي تقول
بلامبالاة 
وانا اش عرفني إنه هنا
تحركتا للامام وهي توصي نجلتها 
خلي بالك من البيت على ما نرجع يا ألاء
أومأت الفتاة بطاعة وبعد مرور حوالي الثلاث ساعات عادت الأم لحالها حيث عادت نسرين على منزل زوجها كي لا يشعر
32  33  34 

انت في الصفحة 33 من 43 صفحات