الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

روايه أنا لها شمس

انت في الصفحة 42 من 43 صفحات

موقع أيام نيوز

مقطب 
إنت فكيتي له البلوك إمتى ده كمان 
اخرجت تنهيدة حارة لتنطق بإبانة 
جه زار بابا النهاردة وطلب مني افكه علشان يطمن عليه
وإنت طبعا ماصدقتي قالتها بابتسامة خبيثة لتقابلها الاخرى برمقة حاړقة وصوت حاد 
عزةالموضوع ده مفيهوش هزار
قالت بتبرير 
ومين قال لك إني بهزرالراجل عرف غلطه وندم وداير وراكي وهيتجنن علشان تصالحيه متسوقيش إنت فيها قوي كده
بملامح وجه تحمل الكثير من الهموم تحدثت 
عزةأنا فيا اللي مكفيني عاوزة أكل لقمة وادخل أنام علشان أقدر أكمل
طب مش هتردي على الجدع وتريحي قلبه قالتها بعدما صدح صوت الهاتف مرة اخرى لتتنهد الاخرى بضيق وهي تتبادل النظرات بين الهاتف وعزة التي قالت بتشجيع 
روحي البلكونة ردي عليه على ما الاكل يسخن
أخذت نفسا عميقا لتنسحب إلى الة وتجيب قبل أن ين الإتصال 
ألو
أخيرا نطقها ذاك الجالس خلف مكتب والده المتواجد بالطابق الارضي لتجيبه بصوت يحمل بعض الأسف 
آسفةكنت بجهز العشا ل أيهم أخويا
بنبرة حنون أبلغها 
يا حبيبي إنت تعملي كل اللي يحلالك في أي وقتوأنا مستعد أستناك العمر كله
أغمضت عينيها بعدما سأمت واستحقرت حالتها وانتفاضة قلبها تأثرا بحديثه المعسوللتلوم حالها وتسبهاأخذت نفسا عميقا لتتمالك من حالها قبل أن تنطق بنبرة جاهدت لإخراجها حازمة 
أرجوك يا سيادة المستشارمش معنى إني فكيت البلوك إني هسمح لنفسي قبل منك أسمع كلامك المعسول ده مرة تانية
بس ده مش كلام معسول زي ما بتقولي يا إيثار قالها معترضا ليتابع بما زلزل جدار قلبها 
ده صوت قلبي ومشا اللي بتترجم وڠصب عني بتطلع على هيأة كلمات
تنفس لينطق بصوت يكاد أن ېصرخ بكل ما فيه ليخبر العالم أجمع بعشقه لتلك العنيدة الشرسة 
ليه مش قادرة تقتنعي إني دوبت في غرامك وانتهى الأمر
أرجوك نطقتها بنبرة متوسلة لتتابع مسترسلة 
لا الوقت ولا الظروف تسمح لي بإني أتناقش معاك في مواضيع زي دي
خلاص يا حبيبيإهدي نطقها بحنو ليحثها على الهدوء لكنه وعلى العكس قد أثار حنقها لتهتف بنبرة حادة عندما جال بخاطرها أنه سيعيد ما حدث ويقوم بتكراره 
ياريت تبطل كلمة حبيبي ده لو حابب نرجع نتكلم تاني بس ك أصدقاء
موافق يا حبيبي نطقها قاصدا استفزازها لتصيح بحدة وزمجرة 
فؤاد
عيونه قالها بكثيرا من الهيام لتبتلع لعابها بصوت عالي وصل إليه عبر السماعة ليكظم ضحكاته ويسترسل بنبرة جاهد لتخرج جادة 
خلاص يا إيثارأوعدك مش هقول لك أي كلام يضايقك تاني بس ده لفترة معينة
ليستطرد بتصميم 
لحد ما الاقي فرصة نتكلم فيها من القلب ونخرج كل اللي جوانا
تنهيدة حارة شقت ها وهي تخرج لتقول بصوت يملؤه الإحباط 
الفرصة جت لك لحد عندك وبأديك ضيعتهاوللأسف يا سيادة المستشارأنا بدي للي قدامي فرصة واحدة يثبت لي فيها حسن نيتهوبعدها بقفل الملف وللأبد
نطقت كلماتها بذات مغزى لتسترسل بإيضاح بصوت صارم مقصود 
تجاربي علمتني إن مفيش حاجة إسمها فرصة تانية الفرصة التانية غباء وإهدار للوقت وصدقني كله في الأخر بيودي على طريق واحد وهو الفشل
بس المرة التانية بتكون القاضية لأن الفشل بيكون أعمق وبيدمر في طريقة أي أمل ويسيبنا بنفوس متدمرة
كان يستمع لها بقلب ېت لأجل ما تشعر به بفضلهود لو بإمكانه لاخترق الزمن وطار إليها ليقف أمامها ويسحبها لداخل أحضانه ليربط على ظهرها بمنتهى الحنان ويغمرها باهتمامه كي ينسيها تجربتها المريرة معه ومع غيرهتنهد ليقول بعدما قرر تخطي الحديث
بابا عامل إيه
هزت رأسها لتتخلص من تلك الطاقة السلبية التي تملكت منها لتقول بنبرة هادئة إلى حد ما 
الحمدللهالدكاترة كثفوا له جرعة المسكن علشان ميحسش بالألم لأن للأسف المړض انتشر بصورة بشعة في كل الجسم وبابا بنيان جسمه ضعيف مش هيقدر يتحمل
نطقت كلماتها الأخيرة پألم لتشهق بعدما انتهت لتبدأ وصلة دموعها التي انسابت رغما عنها بعدما فقدت الصبرنطق بقلب يعتصر ألما عليها 
إهدي من فضلك لازم تكوني قوية علشانهمينفعش يلمح في عيونك نظرة ضعف واحدة لازم تكوني م قوته 
بصوت يئن ألما أجابته 
ڠصب عني يا فؤاد مش قادرة اشوفه بالضعف دهعقلي رافض يستوعب نوع المړض مش قادرة أتخيل إن كلها ر ويمكن اسابيع ومشوفش بابا قدامي تاني
تنهد پألم وبرغم عشقه لنطقها لحروف اسمه التي تنطقه عندما تكون في حالة من اللاوعي إلا أنه لم يتذوق حلاوته لمرارة حديثها المؤلماجابها بكلمات عن الإيمان بالله ليحثها على التسلح بها
ده قدره يا حبيبي نطقها مغيبا ليتابع بصوت متأثر
وإنت ست مؤمنة ولازم ترضي وري على البلاء وتحتسبي الأجر عند الله
إدعي له يا إيثارإدعي له كتير قالها بصوت مريح مما جعل داخلها يستكيننطقت بصوت ممتن 
متشكرة يا سيادة المستشار متشكرة
 
بجد
تنفس عاليا لينطق 
أنا معاك دايمافي أي وقت تحتاجيني فيه هتلاقيني حتى من غير ما تندهي لي أنا معاك ودايما هكون حواليك 
ما هذا الش العجيب الذي شمل روحها بمجرد نطقه بتلك الكلمات ليغمرها بواحة من السلام النفسي لم يسبق وعاشته من ذي قبلتنفست بارتياح لم تتذوقه منذ الكثير قبل أن يباغتها صوت شقيقها الذي صدح من خلفها وهو يستعجلها
يلا علشان نتعشى يا إيثار
التفتت بجسدها لتنظر للواقف خلفها وتحدثت
حاضر يا أيهمثواني وجاية
انسحب للداخل وقبل أن تنطق قاطعها باحترام
روحي إتعشي وخدي لك شاور سخن وحاولي تهدي نفسك وتنامي
اومأت دون حديث ليسترسل بانسحاب
هكلمك بكرة علشان اطمن على بابا وعليكحي على خير
وإنت من أهله نطقتها لتغلق الهاتف وتنطلق عند اخيها ليلقي هو برأسه يستند بها على خلفية المقعد الضخم ويسرح بمخيلته بعينين منغلقتينتذكر انتفاضة قلبه عند رؤياها اليوملقد كان يشتاقها پجنون نظرا لابتعاده عنها بعدما حرمته طلتها حتى صوتها الحنون حرمته الاستماع لنبراته ابتسم طلقائيا لتذكره عينيها ليباغته دخول والدته التي تحدثت لينتبه ويخرج من شروده التي تيقنت منه بعدما رأت ابتسامته الواسعة
اخلي سعاد تعمل لك قهوة يا فؤاد
فتح عينيه وعدل من وضعية جلوسه سريعا إحتراما لشخص غاليته ليجيبها بنبرة صوت مستكين 
لا يا حبيبتي متشكر
اقبلت حتى اقتربت من المكتب ثم جلست بالمقعد المقابل لتقول بابتسامة مداعبة إياه 
مش ناوي تحكي لي وتقولي مين هي
قطب جبينه ليسألها بريبة ظنا منه انها استمعت على حديثه مع من ملكت فؤاده 
تقصدي مين بكلامك 
ابتسمت لتجيبه بمشاكسة 
اقصد اللي غيرت حياتك وخلتك تسهر الليالي بعد ما كنت بتنام من الساعة تسعة
رفع حاجبه لتتابع 
واللي بسببها محسيتش بدخولي من شوية مع إني خبطت اكتر من مرة بس الباشا كان مغمض عيونه وسرحان فيها
انطلقت منه ضحكة عالية لتتعمق عصمت بتعبيرات وجهه كي تست صدق حديثها من عدمه لكنها فشلت فهذا الداهي يستطيع بكل مكر تخبأت ما بداخله والسيطرة على مشاعره بحيث يصعب
على الأخرين قراءة ما يدور بخلده
توقف عن اطلاقه القهقهات ليقول بإنكار 
ده إيه الخيال الواسع اللي عند حضرتك ده يا دكتورةفجأة خلتيني حبيت لا والاستاذة غيرت طباعي كمان
تعمق بعينيها ليسترسل بمشاكسة
إنت تعرفي عن فؤاد علام كده بردوا!
تطلعت إليه بعينين مستفهمتين ليتابع موضحا بغرور يعلم من داخله أنه واهي
متخلقتش لسه اللي تدخل على حياة فؤاد علام وتغيرها
نطق كلماته وهو على يقين من عدم صحتها فقد خلقت واقټحمت داخله وبدلت ثوابته بل وغيرت حياته بالكامل لكنه مازال يكابر على الأقل أمام الأخرينحتما سيخبرها لكن بعد أن يضمن موافقتها على الزواج منه وحينها سيعلنها زوجة له أمام الجميع
مفيش فايدة فيك يا فؤاد يا علامعمرك ما هتبطل غرور نطقتها نكاية به ليقهقه قائلا بمشاكسة 
تربيتك يا دكتورة
رمقته تنكار ليسترسل مصححا وصفها 
وبعدين ليه تسميه غرور ليه منقولش ثقة بالنفس
قالت بإبانة 
شتان ما بين الثقة بالنفس والغرور يا جناب المستشارخيط رفيع بيفصل بينهم ياريت تاخد بالك منه
ابتسم بهدوء ليجيبها بنبرة جادة بعيدا عن مزاحهم 
متقلقيش يا دكتورة انا تربية جناب المستشار علام زين الدين ودكتورة عصمت الدويري
تنفست بهدوء لتقول بعيني متأملة 
ربنا يصلح حالك يا فؤاد ويرزقك ببنت الحلال اللي تسعدك وتعوضك خير عن كل اللي حصل لك ا
يارب ياماما نطقها بتمني جعل داخلها ينتفض فرحا فتلك هي المرة الاولى التي لا ينزعج من ذكر الموضوع بل والادهى هو تأمينه خلف دعائهااشتدت سعادتها وتيقنت صدق حدسها لكنها كظمت شها بداخلها كي لا تثير حنقه ويرجع ذلك لفهمها لشخصية صغيرها العنيد فأكثر ما يثير غضبه هو خوض الاشخاص بما يخصه والتجول بخصوصياته 
داخل أحد المطاعم الخاصة بتقديم الطعام 
يجلس دكتور أحمد مقابلا زوجته الجميلة سالي يتناولان الطعام وهما يتحدثانوأثناء حديثيهما سألته عن حالة والد إيثار وما إن حدث بها تطورات أم أن الحالة تنتكسليجيبها شارحا الوضع لتقول متأثرة بملامح وجه ارتسم عليها الأسى
يا حرامتلاقي إيثار زعلانة جدا على بباها
أجابها مؤكدا 
أكيد يا حبيبتيالراجل حالته صعبة جدا والمشكلة إن بباها هو الشخص الوحيد الحنين عليها من وسط عيلتها كلها
حزنت لأجلها لينطق بعجالة وهو يمضغ الطعام وكأنه تذكر للتو
نسيت أقول لكتخيلي مين جالي المستى النهاردة وسأل على بباها
قطبت جبينها للحظة لتهتف متذكرة حديث والدة زوجها
إوعى تقولي فؤاد علام
ضيق بين عينيه متعجبا ليسألها تغراب
عرفتي إزاي!
ليستطرد ما حدث متعجبا 
ده انا نفسي مش مستوعب إنه يجي لي ويسألني على حالته لا ويطلب مني ارشح له دولة متقدمة في علاج المړض ده علشان يسفره يتعالج هناك على حسابه الشخصي
بملامح وجه مذبهلة قالت بعدم استيعاب
للدرجة دي ده على كده كلام طنط نيللي طلع صح
مضغ ما في فمه سريعا وابتلعه ليسألها مستفهما
كلام إيه ده اللي قالته ماما!
اطلقت ضحكة ساخرة قبل ان تجيبه متعجبة
إسمع يا سيدي اخر نكتة
لتسترسل متهكمة وهي تهز رأسها بطريقة مسرحية
قال إيه فؤاد علام زين الدين بوظيفته ومنصب بباه واسم عيلته الكبير اللي يخض أي حد يسمعه
لتتابع بتقليل من شأن الاخرى متبعة ذاك التفكير الطبقي الذي عفى
 
عليه الزمن 
بيحب إيثار مديرة مكتب بباك
اتسعت عينيه للحظة حتى استوعب الفكرة لا للتقليل من شأن إيثار لكن لغرابة الفكرة ذاتها لينطق بنبرة متعجبة 
معقولةطب وإيثار هي كمان بتحبه ولا القصة من طرف واحد 
جحظت عينيها لتقول بعنصرية 
إنت هتجنني يا أحمدهي المشكلة في إن إيثار تبادله الحب ولا في الفرق الطبقي الرهيب اللي بينهم
واسترسلت بتعالي 
تفتكر واحد زي علام زين الدين ومراته هيوافقوا إن إبنهم يتجوز مديرة مكتب!
وليه يرفضوا البنت محترمة جدا ومثقفة ومفيش حاجة تعيبها قالها بلامبالاة لتسأله
بعقلانية وحسب تفكير تلك الطبقة بل والكثير من شعوبنا العربية
النسب مش شخصين ارتاحوا لبعض يا دكتورالنسب عبارة عن عيلتين لازم يكونوا متطابقين فكريا وماديا وثقافياتفتكر عيلة إيثار البسيطة ممكن تندمج فكريا وثقافيا مع عيلة الزين لو دار بينهم حديث
أجابها بتبسيطا للأمور وهو يتابع تناول طعامه
محدش بيفكر بالطريقة المعقدة دي الوقت يا قلبيالعالم اتطور والناس تفكيرها اتغير ومبقوش بيعقدوا الدنيا زي زمانالناس بتاخد الأمور ببساطة
بيتهئ لك يا حبيبيوبكرة هفكرك لو فؤاد علام اټجنن وفكر يرتبط فعلا بإيثار قالتها بتحدي لتسترسل وهي تهز رأسها بابتسامة ساخرة
ده إذا مكانش بيتسلى بيها
لم ينل حديثها استحسانه لينطق بنبرة صارمة 
إيثار مش من النوع
41  42  43 

انت في الصفحة 42 من 43 صفحات