الإثنين 25 نوفمبر 2024

متيم بغرامها

انت في الصفحة 27 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


هو جمب المستشفى وهيعرف يتصرف وانجز قبل ماحد ياخد باله .
أنهى أمره وأغلقت الهاتف في وجهه ثم ظل يفكر يخبر سيده عماد ام لا ولكن فارس سيحكي لأبيه عن ماحدث له وظل يشاور عقله كثيرا 
أما عند فارس وفريدة فقد فر هؤلاء الأوغاد هاربين بعد ان قذفوا فريدة أرضا فانطلق إليها وكان قد ربط ذراعه كي يكتم الد ماء التي تسيل من ذراعه 

ثم تحامل على نفسه وحملها بين ذراعيه وأدخلها سيارته وهي تائهة بسبب ذاك المخدر ثم رجع وأغلق سيارتها وأخذ حقيبتها ومفاتيحها ثم ركب سيارته وانطلق بسيارته إلى شقته كي لا يثير الإنتباه لهم فهو ېخاف عليها من الموقف ككل ومن القيل والقال 
وصل إلى شقته ثم هبط من سيارته وحملها إلى الأعلى
دلف الى بهو الصالة الواسع بفراشه الوثير ثم وضعها برفق على الأريكة وحاول افاقتها ولكنها مازالت غائبة عن الوعي ويبدو أن ذاك المخدر سيأخذ وقتا طويلا تركها في الأمان ثم فكر سريعا في رد فعل أهلها فأخرج هاتفها من حقيبتها وجذب أصبع يدها فقد رآها وهي تفتحه قبل ذاك تبسم وجهه وشعر بالانتصار حينما فتح أمامه ثم أتى برقم والدها وفتح الواتساب وقام بتدوين الرسالة وحاول أن يتحدث بلغة الصعيد بقدر الإمكان 
أني هاخد نبطشية كمان النهاردة علشان في حالة طوارئ في المستشفي متقلقش علي ومتبعتليش لاني داخلة العمليات دلوك ومهعرفش أرد عليك وهقفل الموبايل.
لم يمر غصون ثواني حتى أرسل إليها والدها رسالة داعيا لها 
ماشي ياداكتورة ربنا يعينك يابتي .
تفاعل على رسالة أبيها ثم أغلق الهاتف وهو يتنفس براحة ثم بدأ بجلب أدواته الطبية كي ينتشل الړصاصة من كتفه فهو جراح ماهر ويرث دهاء أبيه في الجراحة ثم تحامل على حاله وانتشلها من كتفه وما ساعده انها كانت في كتفه الأيسر 
أني ايه اللي جابني اهنه 
ثم شهقت وهي ترى خصلاتها هبطت على عينيها فمسحت على رأسها بتعجب وأكملت وهي تهدر به وعيناها تجول المكان تبحث عن حجابها 
إنت عملت ايه ياسافل فين حجابي ياللي ايدك عايزة تتقطع قبل ما تمد يدك وتكشف ستري .
لم يشعر بالضيق من سبابها له بل ابتسم بتسلية لشراستها وتمردها وسألها متأدبا 
تصدقي أنا دكتور وليا برستيجي ومحدش في الدنيا قدر يتكلم معايا بالطريقة دي غيرك بس ممكن نتفاهم بالراحة يادكتورة .
ما إن ناداها بلقب دكتورة حتى شعرت بالراحة غزت في جسدها وأحست بالأمان ثم تبدلت من نبرتها الشرسة إلى نبرة أكثر هدوءا وهي تسأله 
ممكن أعرف حوصل ايه وايه اللي جابني اهنه 
ثم تذكرت أمر هؤلاء الرجال الذين قامو برش ذاك المخدر عليها وهي تهتف پذعر 
وه ! افتكرت أنا كان في ناس رشو عليا مخدر وبعدين لقتني اهنه انت جبتني إزاي وليه ولا تكون انت اللي أجرتهم عليا علشان تخطفني .
ضحك بشدة لأول مرة في شبابه منذ أن فارقته أمه على طريقتها التي تتحدث بها وذعرها ثم تحدث من بين ضحكاته بنبرة سعيدة 
تصدقي انك مسلية موووت وطريقتك في الكلام حلوة قوووي من زمان مضحكتش قووي كدة لااااا ده من سنين ملهاش عدد يادكتورة.
سر قلبها لسعادته بل وخطڤتها ملامح وجهه المبتسمة ودق ذاك النابض بين أضلعها ولم تعرف مالسبب وراء كل تلك الدقات 
تسهمت نظراتها أمامه وعينيها سكنت عيناه وكالعادة ما إن استقرت عينيها داخل عينيه تشعر بذاك السحر الغريب العجيب الذي يجذبها لإطالة النظر بهما تتسهم وتدخل في تيهة المشاعر وتخبط الإحساس بالاحتياج داخلها بشعور غريب لم يوصف بعد وكأن عيناه أكبر لص تحت قبة السماء 
أما هو سكتت ضحكاته عندما رأى نظرتها المتسهمة تلك ولم يفسر معناها بعد فدق قلبه هو الآخر وللعجب أنه نفس شعورها معه هو
نفس ما يشعر به هو الآخر 
ثم حدثتها عيناه
أتعلمين ما العجز يا حبيبتي العجز أن أرى هذه العيون الجميلة ولا أستطيع تقبيلها.
وأجابته عيناها وهي تشعر بغرابة المشاعر داخلها 
عندما أنظر إلى عينيك تأخذني إلى عالم آخر عالم من الخيال لا كلام يحاكيه ولا اقتباس ينصفه .
ظل تائها في لون عينيها البنيتين وشعر فيهما بالدفئ والاحتواء والحنان شعر فيهم بأنهم يجذبانه لها دون إرادة منه أو مقاومة ثم اقترب بخطواته منها وهمس أمام عينيها
عيونك فيهم دفا غريب قووي محستش بيه من زمان هما إزاي جمال قوووي كدة بالرغم من إن لونهم منتشر .
ابتلعت ريقها بصعوبة بالغة من كلماته التي خدرتها وغير
أنها مازالت تشعر بالدوار من أثر المخدر ثم تمتمت بخفوت بكلمات غير مرتبة لانها لم تستطيع لملمة اعصابها المشتتة بعد وقد ض رب الخۏف صدرها من سحر اقترابه ولم تستطيع السيطرة على حالها حينئذ 
هو انت بتبص لي اكده ليه اوعي تكون جايبني اهنه علشان تضحك على عقلي وتقول داي بنت خام وهعرف الفها بكلمة ونظرة وابتسامة .
مازال يشعر بالاختلاف والجمال في حديثهم فهي تختلف اختلافا كليا عن كل الحسناوات الذي قابلهن في حياته لا تشبه عيناها أي عيون ولا حديثها سمعته أذناه قبل ذلك بل فريد ساحر مملوء بالعزة التي تليق بك فريدة زمانك ما أجمل هاتين العينين البحريتين اللتين أهلكتا قلبي لشدة جمالهما!
ثم تحدث بحنو كي يطمئنها 
يعني لو عايز أضحك عليكي زي ما بتقولي هستني ساعتين لما تفوقي من الغيبوبة اللي كنتي فيها مثلا 
مانا كنت ممكن أعمل اللي أنا عايزه وانت غايبة عن وعيك ولا من شاف ولا من دري 
ثم سألها باندهاش 
هو انت ليه مصممة اني للدرجة دي أو اني ممكن أستغل ضعف ست قدامي وأجبرها على علاقة مش حباها وڠصب
عنها وحتى لو قدرت أسحبها بكلامي وأستغل ضعف مشاعرها مش هعملها أنا ماما الله يرحمها علمتني إن ابقي راقي ومستغلش قلوب الناس ولا ضعفها ولا أعمل حاجة تغضب ربنا أبدا علمتني قيم مش موجودة دلوقتي عند اغلب الشباب وانت بجد لما تعرفيني هتعرفي اني لا يمكن أعمل حاجة فيكي تخليكي تخافي مني أبدا.
كانت تستمع إليه باندهاش فهو في شخصيته تلك راقيا إلى أبعد الحدود فكيف لتلك الشخصية أن تفعل ما فعله بها !
أيعقل أن ذاك الانفصام يحول الشخص مائة وثمانون درجة !
لاحظ اندهشها من تسهم عينيها وفمها المفتوح ببلاهة ثم سألها
انت مالك مسهمة كدة ليه يابنتي هو أنا بقول حاجات غريبة ولا ايه بالظبط 
حمحمت بتوتر ثم خرجت من حالة الذهول وسألته 
طب أني جيت اهنه إزاي سألتك السؤال دي مېت مرة ومجاوبتنيش 
الټفت بوجهه للناحية الأخرى ثم مسح على شعره وهو يشعر بالاشمئزاز من أفعال أبيه التي حتما ستجعله يود الفتك به ثم نظر إليها مجيبا إياها
والله انا كنت جوه عربيتي بالصدفة وقت مرواحي و شفت من بعيد تلت رجالة رشوا عليك المخدر ومشيوا بالعربية وفي لحظة لفيت لهم من الطريق التاني واتعاملت معاهم 
ثم وجه أنظاره إلي ذراعه الملفوف مكملا شرحه لها 
اضطريت اني أض رب ن ار عليهم علشان اعمل لهم دوشة فخافوا ورموكي من العربية بس زي مانت شايفة كدة اخدت طلقة في دراعي وشلتك جبتك على هنا عشان ما كانش ينفع ادخل بيكي المستشفى واعمل لك شوشرة وفتحت موبايلك بالبصمة وبعت رسالة لوالدك ان إنتي عندك حالة طوارئ في المستشفي ومش هتيجي الا بكره علشان ميقلقش عليكي .
شلتني ! شلتني إزاي يعني جملة استفهامية نطقتها فريدة وهي تود أن تخت نقه بين يدها وأكملت باستنكار
آااه دي انت انت خدت على اكده عاد واستحليت الحوار دي بقي وبتقول دي هبلة ومش هيفرق لها .
عاد لنوبة ضحكاته مرة أخرى ثم هدأ وهو يرى تذمرها مرددا بصوت مصطنع لائم 
يعني هو ده اللي انت فهمتيه وركزتي فيه ومهمكيش اني

اخدت طلقة في دراعي عشان خاطرك واني أنقذتك من اللي كانوا هيخطفوك ويحسروا قلب ابوكي عليكي ويعملوا فيكي البدع ده آخرة المعروف يادكتورة.
هزت راسها باستنكار واهتز فكها ساخرا
دكتورة مين هو انت خليت فيها دكتورة أنا بقيت حاسة إني عرضة بين ايدين الباشا يعمل اللي على كيفه وقت ما يحتاج.
امتعضت ملامح وجهه وهو يتسائل 
تقصدي ايه بكلامك ده هو أنا أذيتك في حاجة قبل كدة علشان تقولي كدة ولا انت بتلوميني علشان أنقذتك ولا كنت اسيبهم يخدوكي علشان مشلكيش ولا كنت دخلتك المستشفي وأنا شايلك بردو وساعتها بقي مش هنخلص وكل من هب ودب هيجيب سيرتك ولا انا وانت هنعرف نبرر واحنا داخلين على نص الليل وفي الصعيد كمان .
تدراكت خطأها في خلط شخصياته الاثنان الذي يحياهم ولامت حالها ثم اعتذرت له 
اني
متأسفة يادكتور بس اللي حصل لي دي ميصدقهوش عقل اني ليه حد يخطفني اصلا في حاجة اني مش فاهماها .
تلون وجهه بالحمرة من تذكره لما فعله أبيه ولم يعرف بما يجيبها ولكنه حاول تهدئة حاله وأجابها بإنكار وكأنه لم يعرف شيئا
مش عارف هما مين ولا كانو عايزين ايه منك وبعدين كل اللي كنت مركز فيه إزاي أنقذك منهم .
ضمت شفتيها بامتعاض من ما حدث لها ثم رددت بحزن 
مش عارفة اني بالذات ليه بيحصل معاي اكده مع إني ماشية جمب الحيط ومش بعمل مشاكل مع حد وكافية خيري شړي .
اقترب منها ثم تحدث بهدوء وهو يجذب حجابها وناولها إياه مما جعلها تندهش من حركته تلك وشعرت برجفة في جسدها شعر بها هو الآخر من هزة يدها وهي تتناول منه الحجاب مما جعله هو الآخر اهتز جسده وهو يتأثر بحالتها تلك 
البسي حجابك الاول علشان شعرك الأحمر ده ميخلنيش أعمل حاجة مش عايز اتهور وأعملها ده أولا ثانيا بقي يادكتورة لازم تعرفي إن اقدار الله كلها خير ودايما ربنا هتلاقي ساتر اللي قريب منه قوووي ومهما كانت حجم المشكلة أو البلاء ربنا بيبعت معاه صبر وجبر هيخلوا الإنسان من حلاوة عطايا ربنا وهبته لينا بالخير كله هينسونا هموم الدنيا واللي جري لنا فحطي دايما في بالك إن ربنا بيجعل دايما مخرج للي بيتقيه .
كانت تستمع
 

 

26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 64 صفحات