متيم بغرامها
يا اما هتتأذي بسببي
ثم أبدل طريقته الحادة إلى أخرى هادئة وكأنه المتحكم الوحيد في انفعالاته وذلك من حالته التي يحياها ودمرته بأكمله
امشي يا فريدة أحسن لك انا مش عايز اقلب حياتك المستقرة الهادية لعواصف ولا انا انفعك ولا انت تنفعيني .
قطبت جبينها وهزت رأسها بعدم فهم وتسائلت متعحبة
أصلك متعرفيش هو بيعمل ايه عماد ما سابش حاجة غلط وحرام الا وعملها ما بيهمهوش ضعيف ولا ست ولا راجل ولا كبير ولا صغير
ثم لا حظت تمدد ملامحه بضحكة هادئة ثم همس في مسامعها بصوت هدر أرعبها وجعلها تبتعد بخطواتها قليلا
ث
ازاي مامتك استحملت كل دي !
وازاي اصلا تقدر تبص في وشه !
وازاي قادر تقول له يا بابا !
دي شيطان بيتحرك على الأرض في جسد انسان اني مش متخيلة اصلا ان في بني ادم اكده ! قول انك مزودها شوية واني اللي سمعته دي من بحر الأوهام .
كل تلك التساؤلات فرضتها فريدة على مسامع ذاك الفارس الذي ابتسم بسخرية لمجرد دهشتها لما استمعت إليه فما بالك أيتها الفريدة لو عشتيه لحظة بلحظة !
لو عشتي الخذلان يوما واحدا من أقرب الناس اليك !
الخذلان من أقرب الناس قد يخلف في القلب چرح لا يلتئم أبدا الخذلان لا يطاق ولا يحتمل فقد يجعله يكره القلب والروح وإذا انكسر في القلب شيء لن يعود فخذلان الأحبة هزيمة لا انتصار بعدها و يوم الخذلان عظيم لا يمكن أن يمحى من الذاكرة
كل تلك الكلمات التي كانت تصارحها بها عيناه وكأنها فهمت ووعت لما يقوله وهي تشفق عليه لما أوصله لتلك الحالة بل إنه تحمل ما لم يتحمله بشړ منذ أن كان طفلا صغيرا وهو يعاني من ذاك الشيطان الذي يعيش معه وجعله فقد طفولته وأحب الناس إلى قلبه بل ودمره كليا حتى وصلوا الى تلك المرحلة من العناء
كيف ستداوين كل تلك الچروح والندبات التي تملئ قلبه بتلك الدرجة !
وهو ايضا محق في تلك الدوامة التي يعيش بها ولربما كانت تلك الدوامة هي من جعلته يعيش إلى الآن فهي أخف من أي قضاء ومن الممكن أيضا ان تكون تلك الدوامة التي يهرب بها من الواقع المرير كانت قضاء الله له كي يجعله يستمر وأن لا يؤذي بحياته إلى المۏت فسبحان الله رب ضرة نافعة
ثم وجدت حالها تقترب منه وتنظر في عينيه بقوة وهي تبثه الثقة في نفسه
بس انت من جواك رافض الۏحش اللي بيعمله عماد وبتستنكره وطالما اكده يوبقى انت حد كويس قوي يا فارس فاني عايزاك تنسى اللي فات وتمحيه من حياتك بأستيكة وتبعد عن عماد وتهدده انه لو ج الدوامة اللي بتخليك تشوف نفسك زيه بالظبط أرجوك يا فارس اني محتاجاك في حياتي ومحتاجة وجودك وانت آمن
اني وانت بقى قدرنا واحد لازم تفوق يا فارس لازم تنسى الماضي بألمه وجرحه وعڈابه .
تنهد بأنفاس عالية لكلماتها التي اقټحمت مخيلته وقلبه وعقله وما عاد قادرا على الاحتمال أكثر من ذلك بين الماضي الحاضر وبين الألم والأمل وبين الجبر والصبر وشعر بأنه أصابه الدوار في رأسه فترنج قليلا في وقفته فعل الفور أسندته بدرع حامي له وكأنها تؤكد له أنها لن تتركه ابدا مهما كان ومهما حدث ثم جعلته يجلس على الأريكة الموجودة وهو يسترخي بجسده ثم رددت على
مسامعه آيات من القرآن الكريم كي تجعله يهدأ وبالفعل شعرت بانتظام انفاسه ودقات قلبه العالية هدأت قليلا وهي تبتسم في وجهه لتقول بأمل مغلف بالتمسك بالحياة وحقهم فيها
ممكن تاخد نفس عميق وتهدى خالص وصدقني طول ما انت قريب من ربنا طول ما انت هتوبقى بخير
عبير ماټت يا فارس الۏجع اللي كان بيهددك وبيخليك تدخل جوه الدوامة دي بقت بين ايدين ربنا فما بقتش محتاجة انك تتوجع عشانها ما بقتش محتاجة غير انك تقول ربنا يرحمك يا امي ربنا يرزقك الجنة على حس تعبك في الدنيا هي مش عايزة منك غير اكده وكمان عايزة تشوفك ناجح في أمان بعيد عن عماد فانت لازم تتحدى الۏجع وتتحدى اي ظرف هيخليك تمشي في طريق عماد
انت جراح شاطر جدا ابدأ حياتك لوحدك بدماغك ودراعك والحسنة الوحيدة اللي عملها لك
في حياته انه علمك كويس امشي طريقك زيك زي اي شاب وكأنك يتيم ما لكش اب ابنيها بعيد عنه اهنه في بلدنا وان شاء الله اني واثقة انك هتوبقى حاجة كبيرة قوي .
رفع جفونه ببطء ثم قال بنبرة أجش مبحوحة تأثرا بحديثها في إعلانها عن احتياجها له وأن يظل بالقرب منها
ياه شايف في عينيكي حب كبير قوي عمري ما كنت اتخيل اني أقابله في يوم من الأيام واعيشه واحسه واخاڤ عليه واخاڤ حد يمسه او يجي ناحيته يعني دلوقتي احساسي ناحيتك يا فريدة خوف من الفقدان وخوف من المستقبل اللي جاي خوف عليكي قوي وانا مش ضامن انا اصلا هعيش ولا لا ..
منعته أن يكمل
هششش متمكلش أرجوك ومتجيبش سيرة المووت احنا لسه في أول يوم حب ورجا من ربنا ان انت توبقى لي اوعدني يا فارس وعد المحبين انك هتجاهد علشان توبقي وياي اوعدني انك مش هتدخل دوامة فارس المنفصم تاني أني عايزة منك وعد صريح ليا وأني واثقة انك هتوبقى قد الوعد
ابتلع أنفاسه بصعوبة وهو متردد أن يعدها بشئ ويخلفه معها ثم همس برجفة
أنا عايز أبقي معاكي بس خاېف أوعدك موفيش .
دب القلق مسمى
ثم أكملت حديثها وهي تعطيه أملا في الحياة من جديد وهي تومئ رأسها للأسفل بخجل
عارف يا فارس انا حبيت عبير قوي من كلامك عنها وبجد لما نتجوز بإذن الله ويكون لينا بيت صغير يجمعنا مع بعض في حلال ربنا هدعي لها كتير قوي انها جابت للدنيا انسان زيك عشان يكون من نصيبي وكمان أول ما اخلف بنوتة هسميها عبير على اسمها ودايما هكلمها عنها واقول لها تيته كانت قد ايه جميلة وقد ايه كانت راقية قوي ونقعد ندعي لها ونقرأ لها قران كتير قوي هخليك تشوف عبير قدامك على طول
اني واثقة و متأكدة في ربنا انه هيجبرك قوي يا فارس .
تبسمت عيناه أملا وعشقا وشعر اليوم أنه ولد من جديد على يد تلك الرائعة الراقية وشعر الآن بمدى رحمة الله به بأنه أوقعها في طريقه ثم هتف بامتنان لها وهو يعدها الآن
شكرا انك موجودة في حياتي يافريدة شكرا انك رحمة ربنا ليا في أشد أوقات احتياجي لحد يخرجني من اللي أنا فيه واللي انا عيشته شكرا ليكي انك اتحملتي تعب نفسيتك بسببي وبسبب اللي انتي عانتيه معايا
ثم تذكر الممرضة التي كانت معه منذ قليل وأكمل وهو يشعر بالخجل من حاله
شكرا انك استحملتي تشوفيني في وضع زي اللي انت شفتيني فيه مع الممرضة وأصريتي ان انتي ما تمشيش وطلعتيني من وحل خطيئة كنت هرتكبها
ثم تمعن النظر في مقلتيها ونطق متأثرا بحالمية وجودها معه فدوما يبعثها الله كطاقة النور في أشد أوقات عتمته
إنتي شعاع النور وسط ضلمة الفارس وانتي المكان الآمن لخوف الفارس وانتي كل حاجة حلوة في حياة الفارس ربنا يخليكي للفارس ويديمك نعمة في حياتي يافريدة.
ما أحلى تلك المشاعرالتي تنتابنا عند اللقاء وما أرق تلك الأحاسيس وما أصدق تلك القلوب وما أجمل اللقاء! لقاء نسيمه الشوق وعبيره الإخلاص ينبع من بساتين الحب في ربيع العمر في أرض القلوب في لحظة اللقاء ما أجمل العيون ونظراتها وما أجمل الأحاسيس وتصويراتها لحظة لقاء الحبيب فهي إبحار في فضاء الدفء والحنان في أجمل مراكبها مراكب الدموع السعيدة دموع الفرح وبسمة السعادة وشعور القلوب.
وهكذا كان لقاء الفارس المظلم بضياء النور فريدة الفريدة حقا
أمام تلك البحيرة أتت شمس كي تتنفس هوائها الجميل وسط الخضرة الرائعة فمنذ ان أتت هنا تلك المرة الماضية وهي أحبت ذاك المكان بل وتوغل عشقه في قلبها وأشعرها بالراحة والسکينة فهي الآن تجلس بقلب مطمئن لأول مرة منذ أن ماټ والدها فقد استيقظت ولم تجد زينب في المنزل كان التوقيت قبل غروب الشمس وبالتحديد في الساعة السادسة مساء فقد شعرت بالاختناق وهي تجلس في المنزل وحدها طيلة اليوم ولم تريد ان تهاتف زينبكي لا تزعجها ففكرت الإتيان إلى ذاك المكان دون تردد
في نفس المكان كان يجلس ذاك العامر الذي أغلق الهاتف للتو وعلى معالمه الڠضب الشديد فقد كانت ماجدة تهاتفه وتخبره برفض طلبه منهم وعلقت على القسمة والنصيب
كان يحمل بين يديه ابنته مها التي لم تسكت عن البكاء مما أزعجه كثيرا فحتى لحظات الحزن لم يستطيع الآن الخلوة بنفسه كي يرمم ما يشعر به قلبه من چروح وندبات فكان بكاء تلك الصغيرة كالسوط لروحه فهتف بضيق وهو يوجه كلامه لتلك الصغيرة وكأنها تعي ما يقول
انت هتبكي كانك حاسة بابوكي وبن ار قلبه القايده بين ضلوعه سميتك على اسمها علشان خاطر احنن قلبها عليا بيكي وبردوا ما شافتنيش كأن القدر حالف يعاند معايا ومعاها
كأن القدر حالف لا يندمني عمري كلاته على الذنب اللي ارتكبته اني هعيش شارد طول عمره
متبكيش يا حبيبتي ما كنتش عايز غيرها ام ليكي ولا كنت عايز غيرها زوجة لي
ثم دق على قلبه بيديه بشدة وهو ېعنفه
شيلها من جواك يا قلبي حرام عليك عڈاب نفسك حرام عليك السنين دي كلاتها حرام عليك عذابي اللي هيهون عليك شيلها من قلبك وانساها وعيش حياتك عيش لاولادك زي ما هي هتعيش وزي ما هي قدرت تقسى وتنسى .
كان بكاء الصغيرة يزداد تصاعدا مما جعله نظر الى السماء وهو يهددها ونيران القهر تنهش بصدره
يا رب قويني يا