ندوب الهوي بقلم ندا حسن
والده بذهول أنه أول مرة يرفع صوته هكذا أمام والده ووالدته أول مرة له أن يزفر هكذا في وجهه كل هذا لأجل فتاة.. هل نسي ما ورد في كتاب الله ليزفر هكذا في وجهه قال تعالى وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهمآ أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا صمت لبرهة وهو يرى ملامح جاد قد تحولت تأثرا بالآية التي اسټشهد بها في هذا الموقف أردف مرة أخرى متسائلا بحزن بعتصاني يا جاد.. أقترب منه جاد بخطوات بطيئة متحدثا بنبرة مترجية قبل أن تكون جادة وهو يشير إليه بيده يا حج أنا مش عايز اعصاك بس أنت اللي بتجبرني.. لو أنت رافض فكرة جوازي من هدير فأنا رافض الجواز كله جلس والده مرة أخرى جوار زوجته وعاد بظهره إلى الخلف نظر إلى ولده بجدية وهو يود أن يراه أفضل البشر ويعتقد أن ما يفعله هو الصحيح هتف بحدة وقسۏة قائلا لو رفضت يا جاد الله لا أنت ابني ولا أعرفك أبصر جاد والده بذهول ودهشة مستغربا ما يقوله هل يصل الأمر إلى هنا.. هل يتخلى عنه والده فقط لأنه يريد الزواج من فتاة ليست مثل ما يريدها والده وعلى الرغم من أنها كبرت أمام عيناه.. نظر إلى والدته التي إلى الآن لم تتحدث بحرف واحد ربما أخذت التعليمات من والده قبل أن يصعد نظر جاد إلى الأرضية وهو منهزم أمامه خياران الأول أن يعصى أمر والده ولا يتزوج سوى من هدير ويكسب غضبه عليه وعدم رضاه عنه والثاني أن يتخلى عن هدير ويكسب رضا والده عليه إلى الأبد وهذا ما يريده الله من عبادة أن يكون الوالدين راضيين عنا.. تحدث وهو ينظر إلى الأرضية بحزن بلغ أعماق قلبه جاعله الأمواج تثور داخله اللي أنت عايزة اعمله يا حج وذهب من أمامهم إلى الخارج متقدما ناحية غرفته وهناك چروح داخله خلقت الآن بعد ذلك الرفض القاطع ستترك ندوب خلفها لن تمحى إلى الأبد وهناك صورة بذاكرته لحب طاهر شريف لم يكتب له أن يخلق ويذهب للنور ولكن.. لن يكف عن الدعاء. لا يدري كيف فعلها!.. كيف تخلى عنها بهذه السهولة واليوم كان يصيح في الجميع لأجلها!.. لماذا ترك الأمور بين يدي والده ليفعل ما يريد.. لما تحدث معه من الأساس ولكن هو لم يكن يعلم أنه سيرفض بهذه الطريقة.. كيف تخلى عنها هكذا!.. كيف تركها!.. ولكن هل كان يترك والده.. الأمران أصعب عليه من الصعب نفسه ولكن والده لا يستطيع التخلي عنه لا يستطيع أن يراه وهو غاضب عليه لقد ضغط عليه من ناحية يعلم جيدا أنها ستأتي بنتيجة مرضية له.. يحبها منذ أربع أعوام وهو غارق في العسل الصافي داخل عينيها وكلما فتن به وبجمالها الهادئ استغفر ربه وعاد مرة أخرى ينهي نفسه عن نظرتها ليرضى عليه ربه ويجعلها له بحلاله ليس غيره.. يجب رؤيتها يوميا في ملابسها الواسعة الفضفاضة يدوب برؤية وجهها الأبيض الذي يزينه النمش الخفيف.. كيف له أن يتخلى عنها وقد زرع الله حبها بقلبه! وبعد الأن وهو يعلم أنه سيتزوج غيرها!.. لا محال هل يستطيع نسيانها.. كيف لا محال وهناك رب يدبر كل شيء لنا ولو كنا نراه شړا!.. ابتسم براحة متمتما بين نفسه بهدوء وسکينة بسم الله الرحمن الرحيم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شړ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون. وكأن ذلك البركان الثائر داخل قلبه هدأ تماما بقول تلك الآية الكريمة وكأن أفكاره وتشتت عقله وقف نهائيا بعد أن تحدث بهذه الكلمات الشافية لروحه.. رفع يده أمام وجهه متحدثا بيقين وجدية تامة وكأنه متأكدا مما يحدث أنا عارف إنك مش هتسيبني لوحدي ومش هتكسر قلبي.. أنا مهما روحت وجيت ومهما كبرت أنا في حبي ليها طفل عارف إنك مش هتصعبها عليا أكتر من كده حتى بعد اللي قاله أبويا الحج.. صمت لبرهة ثم تحدث مرة أخرى قائلا بلهفة وجميع حواسه تناجي ربه بتلبية دعائه اللهم إن كانت كتبت من نصيبي فأجعل قلبي يزداد خفقا لها ولحبها وإن كانت من نصيب رجل آخر فاللهم لا اعتراض على أمرك ولكن لا تترك قلبي مفجوعا وأزل حبها منه وكأنه لم يوجد أخفض يده بعد أن استمع صوت هاتفه يعلن عن مكالمة هاتفية وقف على قدميه ورفع سجادة الصلاة ووضعها على الأريكة تقدم إلى الكومود بجوار الفراش وأخذ من عليه الهاتف ليراه رقم غير مسجل بعد أن فتح وضعه على أذنه وتحدث بخشونة ألو