الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

بها ومن المفترض أن يكون هو السند والعون لهم.. خرجت من المنزل لتمر على ورشة مالك قلبها ومدمر أحلامها مالك الحب الكامن داخلها ومسبب الحزن الدائم لها رأته يجلس أمام الورشة بيده كوب شاي وجواره ابن عمه وشقيقه سمير يضع نظره في هاتفه نظرت إليه وهي تمر أمامه والحزن يرتسم على ملامح وجهها بالكامل وعينيها تناجيه بضعف وقلة حيلة ليفعل شيء ينتشلها من كل هذا ويقول أنها ستكون له.. وهو عندما رآها خانته عيناه ونظر إليها وعليها وأشبع نظره منها قائلا لنفسه أن بعد ذلك لن يستطيع أن يرفع عينيه بها لن يكن له الحق في النظر إلى عسلية عينيها ولن يكن له الحق في السؤال عنها ستكون زوجة رجل آخر!.. لقد احرقه الشوق كل هذه السنوات وازداد الحريق داخله ليصل معها إلى هذه النقطة!.. إنها السخرية بحق.. أكملت طريقها بهدوء شديد متوجهة إلى منزل صديقتها رحمة الذي يبتعد عنهم بسير عشر دقائق لتفرغ ما لديها من حديث لا يجوز أن يخرج من الأساس ولتبتعد عن المنزل وعن الجميع وعلى رأسهم جاد.. في منزل من منازل الأثرياء والذي يظهر عليهم ذلك وبشدة منزل المذيعة الشهيرة كاميليا عبد السلام تقام الحړب بينها وبين زوجها عادل شرف في غرفتهم وبينما جميع الخدم في الأسفل يقفون في ردهة المنزل ليستمعون إليها وإلى صړاخها على زوجها يبتسمون بسعادة وتشفي لأجل ما يحدث معها وكأنهم يأخذون حقهم بتلك الابتسامة المخفية عنها.. وقفت أمامه في وسط الغرفة تشير بيدها إليه من الأعلى إلى الأسفل باشمئزاز بص لنفسك يا جربوع وأعرف إن كامليا عبد السلام هي اللي عملتك وعملت الراجل الناجح اللي كل الناس شيفاه أنت كنت حتة عيل لا راح ولا جه ابتسم بغل وحقد داخله ولكنه مقرر أن يجعلها تفقد أعصابها وتفقد صوابها ولن تأخذ منه ما تريد أردف ببرود قائلا قولي مهما تقولي أنا سامعك تقدمت منه بحدة وهي لا تستطيع تمالك أعصابها بعد الآن وهو بكل هذا البرود تريد التحرر منه يكفي الوقت الذي قضته معه إلى الآن ما أنت لو كنت راجل زي بقيت الرجالة مكنش ده هيبقى ردك ابتسم ببرود مرة أخرى وهو يتكئ على يده ويضعها أسفل ذقنه وبعدين!.. صړخت بعلو صوتها مرة أخرى عليه بعد أن فاض كيلها منه أنت جبلة حيوان طلقني وخلي عندك ډم يا بني آدم وقف على قدميه متقدما منها ثم وقف أمامها يبتسم ببرود واستفزاز أمسك خصلة من خصلات شعرها ليعود بها إلى الخلف قائلا عندي سهرة جامدة صباحي أنا آسف مضطر أمشي وبعدين نكمل يا حياتي غمزها بعينيه بوقاحة وبرود وهو يحاول أن يجعلها تفقد آخر ذرة عقل بها حتى يجعلها تتعلم كيف يكون الحديث معه وكيف تقلل منه كلما سمحت لها الفرصة خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه ليستمع إلى شيء ېحطم وأصدر صوت مزعج حاد ربما ألقت المزهرية خلفه.. هبط الدرج ليرى الخدم كل واحدة تفر هاربة إلى عملها بعد أن استمعوا لصړاخها وما يحدث معها ابتسم داخلة لأنه سبب فرحة هؤلاء البسطاء مثله في يوم من الأيام!.. في الساعة الواحدة صباحا امك وأبوك مش ناويين يرجعوا يابني ولا عجبتهم القعدة هناك كانت هذه كلمات جاد لابن عمه وأخيهسمير سائلا عن أهله الذين ذهبوا إلى بلدة والدته ولم يعودوا بعد.. أجابه سمير وهو يركل حجرة صغيرة وقعت أمام قدمه وهم يسيروا عائدين إلى المنزل كلمتهم النهاردة وقالوا راجعين بكرة يجوا بالسلامة ابتسم سمير وهو يتذكر ماتش الكرة العائدون منه الآن بعد فوز فريقهم على الفريق الآخر وتحدث بسخرية وتهكم شوفت سلامة عمل إزاي بعد ما خسر مش عارف أنا ليه الثقة الزايدة اللي في الواحد دي ابتسم جاد هو الآخر بسخرية متذكرا تحدي المدعو سلامة لهم متوعدا بالفوز لم يكن يريد الذهاب وأراد المكوث في المنزل فقد غلبه الحزن والإرهاق ولكن سمير الح عليه ليذهب معه ولم يتركه وحده حتى يجعله ينسى ما يمر به قليلا وسيأتي الحل من عند الله دون مجهود.. رفع جاد يده ووضعها على كتف سمير من الخلف وهم يسيرون عائدون إلى المنزل ودلفوا إلى بداية شارعهم الذي كان خالي من المارة وتحدث قائلا باتمان متشكر يا عم سمير ابتسم الآخر وغمزه يعبث معه مردفا عد الجمايل يسطا جاد عاد بنظره إلى الأمام وهو يبتسم ثم وقعت عينيه على منزلهم ليرى والدة هدير وشقيقتها متجهين ناحيتهم عقد ما بين حاجبيه باستغراب لخروجهم في مثل هذا الوقت على غير العادة واستمع إلى سؤال سمير المستغرب مش دي أم جمال ومريم. رايحين فين في الوقت ده لم يكن الشارع به الكثير من الناس بل كانوا جميعهم في بيتهم وهناك فقط ثلاثة أو أربعة من الشباب وقلت الحركة به كثيرا!
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات