ندوب الهوي بقلم ندا حسن
يبتسم لم يفرح ولم يظهر على وجهه أي شيء سوى تعابير الدهشة أو الاستغراب استمع إلى سؤاله الجاد علشان أنت قولت أنها خطيبتي قدام أهل الحارة ولا علشاني يا حج ابتسم والده وحرك رأسه يمينا ويسارا بخفة نظر إلى ولده وهتف بهدوء قائلا لما لقيتك عايزها بجد.. بحق وحقيقي يعني فكرت كده مع نفسي وقولت يا واد يا رشوان هي البت دي ناقصها ايه يعني مهي زي الفل وتربيتي وأنا معتبرها هي وأختها زي عيالي تمام يبقى ليه أرفض عاد بجسده إلى الخلف يستند بظهره إلى ظهر الأريكة وأكمل قائلا بجدية وهو يبتسم بوجهه وظهر حديثه صادقا للغاية لأنه كان هكذا حقا كنت ناوي أقولك النهاردة الكلام ده ونروح نتقدملها بس مسعد كان رايد إني أقول الكلام ده قدام الحارة كلها قبل ما أقول ليك ابتسم سمير باتساع مبادلا عمه بينما الآخر بقى مثلما هو لم يظهر عليه أي شيء ربما يحاول الاستيعاب وأن يتفهم ما قاله والده الآن إنه وافق دون شروط أي قبل كل ذلك! خرج من شروده على صوت سمير وهو يتحدث قائلا بمرح ومزاح إلى عمه بقولك ايه يا عمي دا شكله رجع في كلامه أنا هنا موجود في الخدمة نظر إليه جاد بحدة وڠضب مجيبا إياه وهو يقترب منه بعصبية أقسم بالله هعمل فيك زي اللي عملته في مسعد بالظبط وقف سمير سريعا وتوجه يجلس جوار عمه يضحك عاليا ويتبادل عمه معه الضحك بينما اعتدل جاد في جلسته وتحدث مرة أخرى بجدية إلى والده سائلا إياه يعني مقولتش كده علشان تحميها من كلام الناس!. وكنت مقرر من قبلها فعلا نظر إليه والده بجدية بعد أن نظر إلى ابن أخيه وكأنه يقول له هل هذا الشاب أبله! أيوه يا جاد وكان ممكن متكلمش قدام الناس واستنى لحد ما أقولك ونروحلهم بس زي ما قولتلك أنا اعتبرتها بنتي ومكنش ينفع اسيب حد يتكلم عليها... تحب احلفلك! العفو يا حج مش قصدي أنا بس كنت عايز اطمن أنك راضي عن الجوازه اطمن يا بشمهندس ابتسم جاد وقلبه يرفرف من الفرحة حامدا الله داخله وشاكره على ما حدث وكأن ما حدث هو سبب من الأسباب ليجعلها من نصيبه حقا لقد كان واثقا في قدرة الله رغم أن كل شيء لم يكن لصالحه ولكن ها هو الآن والده وافق والجميع يعلم أنها له.. له هو وحده بعد أن سبب الله الأسباب ليتم ذلك على أكمل وجه ابتسم وشعر بالراحة بعد أن علم أن يقينه وإيمانه بقدرة الله في محلها ودائما ستكون في محلها.. أردف قائلا بهدوء وسعادة حيث كده بقى يبقى ألف مبروك ليا ابتسم الجميع بينما وجد والدته تدلف إليهم بعد أن استمعت إلى آخر كلماته تهتف بالزغاريد عاليا لقد كانت تستمع إلى حديثهم! فرحة والدته لا توصف عانقته وعينيها تدمع لقد كانت تريد أن يتزوج بها منذ زمن هي الوحيدة التي اختارها قلبه وهي الوحيدة التي تستطيع إسعاده من بين الجميع كانت تريد له السعادة معها لأنها تعلم أن هدير فتاة على قدر من الجمال والأخلاق وستناسب ابنها كثيرا.. تلقى المباركات واللقاء سيكون في المساء في شقة الهابط هو إزاي يقول كده أكيد ابنه مش موافق ليه يعمل كده صړخت والدتها مجيبة إياها بحدة بعد أن ملت من الحديث معها علشان بيحاول يبعدك عن كلام الناس عمل كده الراجل مشكور وابنه لو مش موافق محدش هيجبره على حاجه أردفت رحمة بجدية وهدوء والتي أتت إليها بعد أن استمعت بما حدث براحة يا هدير مش كده.. طنط معاها حق مفيش حد بينجبر على حاجه ولو خاېفه أنه يكون مدبس خليكم شوية مخطوبين وفركشوا ياستي هتفت مريم بعقلانية متحدثة هي الأخرى بعدما عملت بما حدث منهم لأنها كانت في الخارج وليه يفركشوا أنا معتقدش أن الاسطى جاد هينجبر على الجواز منها مهو أكيد مش هيضع حياته علشان حركة شهامة زي دي.. هو آه شهم وجدع بس مش لدرجة شريكة عمره يعني بالظبط كده اهدي بقى يا هدير صاحت هي بحدة وعصبية من جديد وهي تسير ذهابا وايابا في الصالة لأ أنا مستحيل أوافق على الجوازه دي... دي جوازه شفقة منهم ليا فجأة استمع الجميع إلى صوت الزغاريد العالية انتبهوا جميعا إلى ذلك ووقفت مريم سريعا وفتحت باب الشقة لتستمع إلى الصوت وترى من أين يأتي وجدته يأتي من الأعلى شقة جاد ابتسمت وأغلقت الباب لتنظر إلى شقيقتها بهدوء قائلة مظنش أنها لو زي ما بتقولي هيعملوا كده أتت لتتحدث مرة أخرى فقاطعتها رحمة قائلة بجدية شديدة وحزم أكيد مش علشان الناس يعني يا هدير ده علشان جاد موافق أكيد.. وبعدين هو هيلاقي زيك فيك أصلا جلست هدير على الأريكة بهدوء