الأحد 01 ديسمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 35 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

وليس من والده!.. لماذا يشعرها أنه أجبر على ذلك وبشدة أيضا وأنت رأيك ايه ضيق ما بين حاجبيه سائلا إياها باستغراب وعقله لم يفهم صدقا ماذا تقول رأي في ايه مش كتير عليا زي ما قال الحج ولا.... همهم بهدوء وهو ينظر إليها بين الحين والآخر وداخله أخبره أنها لا تريد الراحة الدهب اللي في الدنيا كلها مش كتير عليكي أشاحت وجهها للناحية الأخرى سريعا ولم تكن تتوقع أن يهتف بهذه الكلمات أبدا لقد تخبط عقلها وتشابكت أفكارها داخله الآن هل مچنون أما أبيض أما أسود!.. وبعدين ياستي ما كله هيبقى ملك ليكي مش هتبقي مراتي آخر الأسبوع! استدارت إليه بحدة وكأنه قال شيء مخل لا تريد سماعه كيف ستكون زوجته في نهاية الأسبوع!. ألن يكون هناك فترة خطبة صغيرة على الأقل!.. هتفت بحدة متناسية المكان المتواجدة به ايه!.. مين قال الكلام ده اتفقنا إن كتب الكتاب يوم الخميس لما عمي يرجع والفرح بعد شهر أكون جهزت الشقة صړخت بوجهه وهي تقف على قدميها قائلة بعصبية بعد الاستماع إلى هذا الحديث الغير منطقي بالمرة لأ طبعا أنا مش موافقة على الكلام ده جذبها من يدها بحدة هو الآخر وهو جالس مكانه بعد أن رفعت صوتها عليه وجعلها تجلس مرة أخرى وطي صوتك... وبعدين ايه اللي يخليكي مش موافقة مش عارفاني مثلا! لاحظت تهكمه عليها جذبت يدها منه بحدة وأردفت آه مش عرفاك يا بشمهندس ومحتاجة فترة كويسة أعرفك فيها علشان أقدر احدد إذا كنت هكمل معاك ولا لأ وبعدين أنا عندي كلية ضغط على أسنانه بشدة وهو ينظر إليها وأكمل حديثه معها بعقلانية ورزانه اعتبارا إنك متعرفنيش مع أن كل شيء واضح زي الشمس قدامك عندك شهر تعرفيني فيه ويكون براحتك بعد كتب الكتاب وإذا كان على الكلية فهي أصلا فاضل كام شهر على الامتحانات وأنت مش أول واحدة تتجوز وهي في الكلية توترت كثيرا وهي لا تدري لما الأمور تسير بسرعة هكذا دارت عينيها في أرجاء المكان وعادت إليه مرة أخرى بحدة وعصبية قائلة لأ بردو مش موافقة على الكلام ده دا جواز مش سلق بيض أنت ليه بتحبي تتعبي نفسك وتصعبي الأمور يمكن بدور على الحقيقة! زفر بهدوء وأردف مجيبا إياها الحقيقة قدامك وأنت اللي مش عايزه تشوفيها أطالت النظر داخل عينيه الرمادية الخلابة وداخلها كلمات وأفكار كثيرة تود أن تطرحها عليه وتأخذ منه إجابات عليها ولكن كيف ستفعلها!.. لا تستطيع تشعر أن لسانها معقود عن الحديث معه في كامل الأمور الجدية.. زفرت بهدوء وأغمضت عينيها ضاغطة عليهم بشدة ثم نظرت إليه قائلة بجدية وداخلها يدعوا أن يجيب دون مراوغة أنت هتتجوزني علشان متصغرش أبوك قدام الناس ولا كنت عايزني بجد قبل ما يقول أنك خطبتني ولا لقتني حد مناسب وخلاص! وزع نظرة عليها وداخله يدعوه أن يأتي بمطرقة وېهشم رأسها بها إلى تقول لن أسأل هذه الأسئلة الغبية مرة أخرى إلى الآن تتساءل وقد قال لها ما يجعلها تعلم كم يريدها.. لقد علم الآن من هن النساء.. كاد أن يتحدث ويجيبها بهدوء ولكن دخول والدته ووالدتها أفسد الأمر وجعله يصمت.. هتفت والدته قائلة ها خلصتوا ابتسم بسخرية ناظرا إليها وأردف بكذب لأ هدير قالت مش هتنقي غير لما ترجعوا ادينا هنا أهو يلا يا ولاد خلصونا خلونا نفرح ابتسم إليها وعاد ينظر إلى الأشكال الذي أمامه بهدوء بينما هي نظرت إليه بضيق وانزعاج فقد كان على وشك التحدث ولكن دخولهم لم يجعله يكمل ما بدأه.. اليوم التالي جلست مريم على المقعد فوق السطح وبيدها الهاتف في منتصف النهار لقد كانت تمرر عينيها على صور وضعتها في الهاتف واخفتها داخله لحبيب قلبها ومالك ما به.. سمير أبو الدهب لقد عشقته ولم تدري كيف حدث ومتى ولما من الأساس ولكن ليس على قلبها سلطان لقد أحبته دون مجهود يذكر دون أن يفعل أي شيء وجدت نفسها وقعت بعشقه ولا ترى بحياتها أحد سواه هو.. لا ترى غيره ولا تنظر إلى غيره أصبح حبه بقلبها كوجود الأمواج بالبحار كوجود السحاب في السماء حبه داخلها لا يتجزأ منها أبدا وكأن الله لم يخلق سواه في صلاتها وقيامها تدعي بأن يكون من نصيبها الطيب المكتوب لها تعلم أنه يكبرها بثمان سنوات وربما يذهب إلى التسع سنوات ولكن تحبه وتريده هو دون غيره وإذا حدث ما يتمناه قلبها لن يكون هذا عائق بينهم من المؤكد.. ابتسمت براحة وهي تتذكره عندما أعطى درسا مثاليا لشباب ضالة كانت تثير حنقها في الذهاب والعودة عندما تستمع منهم إلى كلمات غير محببة إليها.. أغلقت الهاتف والابتسامة على وجهها تشرقه وتجعله منير رفعت وجهها لتنظر إلى الأمام ووجدت أن من كانت تنظر إليه عبر الهاتف بصورة يقف أمامها
34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 51 صفحات