ندوب الهوي بقلم ندا حسن
الآن بالواقع!.. يقف وهو يرتدي قميص بنصف كم لونه أبيض وبنطال جينز لونه سماوي يصل إلى ركبته وبقدميه حذاء منزلي بلاستيك وبيده كوب الشاي والسېجارة في اليد الأخرى.. ابتسم وهو يتقدم منها قائلا بعبث ومرح لأول مرة دا الحمد لله إن الواحد شافك بتضحكي يا آنسة مريم وقفت على قدميها سريعا والخجل جعل وجهها الأبيض يتحول إلى اللون الأحمر لهذه الدرجة هي لا تبتسم!.. أهو لا يرى ابتسامتها المشرقة تقدمت منه وعينيها مسلطة على باب السطح لتخرج منه فقد ارتبكت بشدة من وجوده وحديثه عن أنها لا تبتسم.. تحدث بضيق وانزعاج وهو يراها تذهب هو إن حضرت الشياطين تذهب الملائكة ولا ايه توترت كثيرا وأردفت بتخبط قائلة وهي تشير بيدها لأ لأ شياطين ايه بس.. دا أنا لازم أنزل علشان قاعدة هنا بقالي كتير تقدم إلى سور السطح ووضع كوب الشاي عليه مردفا بمزاح لأ كده بقى أنا اللي غلطان علشان مطلعتش من بدري وزعت نظرها على الأسطح المجاورة لهم ولم تجعل عينيها تتقابل معه بسبب احمرار وجهها الذي لاحظه وتوترها دون داعي.. هذه الكلمات بالنسبة إليها ككلمات الغزل التي تتعرض إليها الفتيات ممن يحبون ألا تعتبر هكذا.. أردف بجدية قائلا وهو ينظر إلى وجهها الجميل المخفي عنه دائما ولذلك الحجاب أبيض الذي يخفي خصلاتها مش شايفك بتذاكري المرة دي يعني ابصرته بعينيها بعمق أهو يراها وهي تدرس ليقول هذه المرة. يا الله ما هذا التخبط ابتلعت ما وقف بجوفها وقالت برقة وصوت ناعم لأ أنا يعني كنت بشم هوا ومريحة شوية ابتسم إليها ورفع كوب الشاي إلى فمه يرتشف منه بتلذذ وهدوء أخذت توزع نظرها على الأسطح مرة أخرى لتهرب من عينيه رأته يضع السېجارة في فمه ويستنشقها بشراهة فقالت له بلهفة غريبة عليه السجاير مضره جدا على فكرة وأثرها بيبان بعدين... عن اذنك لم تعطيه الفرصة للرد عليها ففي لحظات كانت قد اختفت من أمامه لوى شفتيه ونظر إلى السېجارة بيده ثم ابتسم بغرابة وألقاها على الأرضية ودعسها بقدمة... عاد نظره إلى مكان اختفائها ودقات قلبه تتسارع وعينيه تشتاق لرؤيتها ثانية!.. ما به.. ده كل اللي حصل مش عارفه بقى هما فعلا عندهم حق ولا الجوازة بتم بسرعة ولا هو أصلا مش موافق ولا فيه ايه جلست رحمة مع هدير على الأريكة أسفل النافذة بغرفتها وبعد أن أنهت حديثها أردفت هي بجدية أنا اللي أعرفه إن مفيش راجل بيتجوز واحدة ڠصب عنه دي اللي هيكمل معاها بقيت عمره.. إذا كان البنات محدش يعرف يغصب عليهم دلوقتي الراجل اللي هيتغصب عليه!.. رأت على وجهها علامات الحيرة والتخبط في الأمور فأكملت حديثها بجدية أنت كنتي بتحاولي تعفي نفسك مع إنك بتحبيه ودعيتي ربنا كتير وربنا استجاب دعائك أهو يا هدير واللي حصل من مسعد ده كان سبب بس علشان الجوازة تتم.. ارتاحي يا حبيبتي وأفرحي نظرت إليه عبر النافذة ورأته وهو بالورشة يعمل مع الذين معه بالداخل تذكرته بالأمس عندما اختار لها كل شيء بنفسه وذوقه الرفيع من تعامل مع الأمور وحقا أعجبها اختياره بشدة ومن بعد أن أتى بالذهب أخذهم لأحد محلات الملابس الراقية بالنسبة للمكان المتواجدين به واختار لها أكثر من فستان كهدية منه وكانوا غاية في الروعة والجمال.. عادت نظرها إلى صديقتها وأردفت بهدوء أنا صليت استخاره وحسيت فعلا إني مرتاحة بس حاسه أن هو اللي مش مرتاح.. مش عايزني إنها حقا تبحث عن التشتت والتعب هتفت مجيبة إياها بجدية وحزم لأ عايزك يا هدير بس أنت تفهمي ده كويس.. الراجل لحد دلوقتي مصدرش منه حاجه بتقول عكس كده أومأت إليها بهدوء وهي تنظر إليه مرة أخرى لتراه ينظر إليها وكأنه كان ينتظر نظرتها له رفع يديه إلى جانب أذنه ليفعل حركة بيده تدل على أنه يريد مهاتفتها.. وقفت على قدميها وأتت بالهاتف من على الفراش لتراه أرسل إليها رسالة بالفعل قبل عشر دقائق عبر الواتساب كتب بها.. قعدتك دي متنفعش ادخلي من وش الصنايعيه واللي رايح وجاي في الشارع أردفت إلى رحمة بسخرية وتهكم مضحك آه لبسني الدبلة وبدأنا بقى تحكمات ابتسمت رحمة متسائلة بهدوء عن ما الذي يريده لتجيبها قائلة قال القعدة دي ماتنفعش علشان الصنايعية واللي رايح واللي جاي وقفت رحمة واتكئت بقدمها اليمنى على الأريكة ثم جذبت النافذة وأغلقتها قائلة طب ما الراجل عنده حق خلعت هدير الحجاب عن رأسها بعد أن أغلقت رحمة النافذة ثم جعلت خصلاتها الحريرية ذات اللون البني الداكن التي تنتهي بالبني الفاتح تنساب على ظهرها لتغطيه إلى آخره.. استمعت إلى سؤال رحمة الخجل هو جمال فين! نظرت إليها بشفقة وحزن كبير عليها وعلى حال شقيقها الذي سيؤدي بحياته إلى الچحيم وهذه المسكينة لا تقول أنها تحبه ولكن على