الأحد 01 ديسمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 37 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

الأقل معجبة به رحمة سيبك من جمال أخويا ومتبصيش ليه إلا لو اتعدل وبقى بني آدم بجد نظرت رحمة إلى الأرضية بهدوء بعد أن أومأت إليها بجدية وداخلها الحزن يشتد يوما بعد يوم بسبب ما يفعله جمال الذي تنتظره منذ زمن وتعتقد أن الأوان قد فات عليه!.. بعد مرور ثلاثة أيام كان يسير في الشارع ورأسه مرفوع وهو مقرر داخله أنه اليوم سيذهب بالمال المطالب به إلى رشوان أبو الدهب ليجعل الجميع يصمت وسينتظر قليلا حتى يدبر أمرا بسيطا في رأسه تعود به برنسس الحارة إليه لأنه الأولى بها ومن تحدث عنها من البداية بعيدا عن الخرافات التي تحدث بها ذلك الرجل العجوز... استمع إلى صوت زغاريد عالية تعم أرجاء المكان وأطفال تسير وبيد كل منهم علبة من علب المشروبات الغازية ف أمسك بطفل كان يسير متجه إليه وبيده واحدة فسأله قائلا ايه الزغاريد دي يلا ومين بيوزع كنز أجابه الطفل سريعا ورحل دي علشان كتب كتاب الاسطى جاد بتاع الورشة جز على أسنانه وكاد أن يهشمها بينما ضغط على يده إلى أن ابيضت مفاصلها وظهرت بوضوح سار صدره يعلو وينخفض بسرعة من فرط الڠضب الذي حل عليه الآن بعد أن استمع هذه الكلمات.. وظهرت عينيه الخضراء ببريق شيطاني مخيف أخفى جمالها ليحل محله نظرة مچرمة.. كيف سيتزوجها سريعا هكذا!.. كيف فعلها!. ماذا قدم لها لتوافق بهذه السرعة على الزواج!.. ما الشيء الذي فعله جاد الله ولم يستطيع هو فعله!.. نظر أمامه وأخذ نفسا عميقا ثم ابتسم بهدوء وقد علم ما الذي سيفعله اليوم قبل أن يتم عقد قرآنه عليها.. لقد كان تفكيره شيطاني للغاية ومدمر يرى نفسه أنه الأحق بها منه لأنه من أحبها أولا ومن تقدم إليها ولا يحق لها الرفض لأنه لا يوجد مثله أبدا وقبل أن يتزوجها جاد سيفعل هو ما أتى بخلده وسيخبر الجميع أنه مسعد الشباط الذي لا يقدره أحد.. يتبع ندوب_الهوى الفصل_التاسع ندا_حسن دقت الفرحة باب قلبه ففتح لها بابتسامة خلابة وما كان منها إلا أن تستقبل السعادة بسعة صدر الفرحة كأنها زرعت في المكان لا وجدت الجميع على وجوههم السعادة الخالصة والفرحة المفرطة التي تتحدث على ملامح وجوههم الجميع ومن ضمنهم من كانت خائڤة منه حتى.. لقد شكرت الله كثيرا في صلاتها وقيامها ليلا ونهارا حدثت نفسها بالكثير في جلسة صفاء بينها وبين نفسها تقول أنه لا يريدها وربما فعل ذلك فقط لأجل والده ليس إلا ولكن كان هناك كثير من التلميحات منه ليعلمها باهتمامه بها!.. حتى ولو لم يتحدث بشيء صريح ولكنها تشعر على الأقل ومن قبل ما حدث!.. وإن كانت هذه مجرد تخيلات منها فإن الله لن يخذلها مهما حدث.. لقد دعت الله كثيرا ليجعله لها وحدها وليجعلها من نصيبه هو ودائما كان يقف على لسانها الدعاء ببقائه إن كان خير لها الدعاء برحيله عن قلبها إن كان شړ لها.. كانت تدعي بنزعه من قلبها كما لو أنه لم يوجد من الأساس إن كان لا يريدها.. ولكن بعد كل هذا إنه هنا لخطبتها بل لعقد قرآنه عليها!.. إذا إنه خير بل كل الخير من الله عز وجل إنها متأكدة أن الله لا يقدم إلينا إلا الخير وتعيش بهذا اليقين داخلها وقد دعته كثيرا لتحقيق ما تريده وقد حدث بعد سنوات مسببا أسباب كان لابد من وجودها لكي يتزوجها.. ابتسمت في النهاية وهي تقف على قدميها لتذهب للوضوء وصلاة المغرب وداخلها مقررة أن تفرح معه وتظهر السعادة عليها مثل الجميع ومثله هو أيضا إلى أن تتأكد من أنه يريدها حقا مثلما قال والده وستحاول بكل الطرق تبعد التشتت عن طريقها.. بينما هو تفكيره لم يكن سوى بها.. لقد شعر أنها تعاني من انفصام ما أو خلل في شخصيتها لقد حاول من وجهة نظره أن يقدم إليها اعتراف بحبه غير مباشر وداخله يعتقد أنها قد فهمت ولكن تريد المتاعب لنفسها وله قبلها.. مرة تنظر إليه وتبتسم والأخرى لا تنظر من الأساس!.. مرة تجيب على الهاتف والأخرى لا تجيب ودائمة السؤال عن ماذا يريد منها وأنه قد يراها فتاة مذنبة بسبب ما فعله مسعد معها.. لقد استشعر خجلها منه ومما حدث من مسعد أمامه ولكنه يعلم أنها لا ذنب لها في ذلك وأن مسعد هو المذنب الوحيد ومازال عليه أن يحاسبه لما فعله بها.. إنه يراها أنقى النساء وأجمل الفتيات يراها كل شيء جميل وهادئ يراها كل شيء زهي ومبدع ولكنها لا تدرك ذلك.. داخله قرر عدم تركها نهائيا حتى لو أنها لم تقتنع بعد بفكرة الزواج القريبة هذه لقد فهم أن حكمة الله في ما فعله مسعد معها هو الزواج منها.. لو لم يكن مسعد حاول ثم تحدث في الحارة في اليوم
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 51 صفحات