الإثنين 25 نوفمبر 2024

ندوب الهوي بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 6 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز

بتزن عليا بيه وقف والده على قدميه بعد أن استمع إلى كلماته والتي كان يعلمها جيدا ظهرت الفرحة عليه بوضوح وذهب ليجلس أمامه على المقعد وضع يده على فخذه قائلا بابتسامة عريضة يا ألف نهار أبيض يا عم جاد ندور على العروسة بقى لأ مهو أنا عندي العروسة ضحك والده بصوت مسموع وتحدث قائلا بمكر غامزا له قول كده بقى.. أنت فكرت في الجواز علشان عندك العروسة مش علشان أنا بزن عليك مين بقى العروسة. حد نعرفه ابتسم جاد قائلا بجدية وهو يدقق النظر بعيني والده عز المعرفة وجد والده مضيقا ما بين حاجبيه مطالبا بإجابة ليعرف من هي فهتف قائلا هدير بنت سامي الهابط الله يرحمه وقف والده على قدميه في نفس الثانية التي استمع فيها إلى اسم هدير ابنة الرجل الذي كان يعمل لديه هو وشقيقه استغرب جاد من تصرف والده الغير متوقع ودق قلبه پعنف ولكن لم يدم هذا الحال طويلا حيث أنه هتف قائلا بجدية وحزم لأ.. هجبلك ست ستها لكن البنت دي لأ وقف جاد هو الآخر خلف والده بعد أن أعطاه ظهره متحدثا بذهول واندهاش من رفض والده الذي لا يوجد له أي أساس ليه يا حج مالها هدير.. أخلاق وأدب وعارفة ربنا والحارة كلها تشهدلها بكده وبعد مۏت أبوهم أنت اللي كملت تربيتهم ولا أنت تعرف حاجه أنا معرفهاش أردف والده مجيبا إياه بضيق وانزعاج قائلا الحق يتقال البنت محترمة والكل يشهدلها وأختها كمان... هو بس أخوهم اللي حاله مايل ذهب جاد ليقف أمام والده يريد مواجهته ليعلم منه لما ذلك الرفض وقف أمامه متسائلا بجدية وملامح وجهه معقدة اومال ايه يا حج.. رافض ليه نظر إليه والده بحدة شديدة متحدثا بحزم وجدية علشان دي متنفعش جاد الله رشوان أبو الدهب جاد ابني جاي بعد تسع سنين وبقى مهندس قد الدنيا وألف واحدة تتمناه أروح اجوزه واحدة أنا بعطف عليها علشان أبوها كان شغال عندي كان صبي.. اجوزه واحدة اتمرمطت في المحلات بين الرجالة وهي بتشتغل أجابه جاد بحدة هو الآخر وقد ازعجه حديثه عنها والذي لا يعني له أي شيء وليس له أي أساس غير أنه يزيده شرفا لتكون زوجته جاد الله رشوان أبو الدهب اختار دي يا حج مش عايز الألف واحدة اللي بتقول عليهم وبعدين هي أي ذنبها أن أبوها ماټ وسابهم على الحديدة مهي كانت بتشتغل علشان محدش يمد أيده ويديهم وأنت عارف أنها كانت بترفض تاخد منك أي حاجه وأنت كنت بتدي الحسنة لأمها من وراها يعني بنت شريفة ومعاها كرامتها وهي دي اللي أنا عايزاها نظر إليه والده پغضب وعصبية ولأول مرة يستمع إلى صوت ابنه هكذا يتحدث معه بهذه الحدة والعصبية فازداد ڠضبة ورفضه لها أنه لا يريد هذه لابنه بل يريد أخرى يكن لها حسبها ونسبها ويتشرف بأن يجعلها أم لاحفاده تحدث قائلا بجدية ونبرة لا تحتمل النقاش وأنا قولت اللي عندي يا جاد الله.. عايز تتجوز اختار أي واحدة إلا دي وأنا عارف إنك مش هتعصى أمري لأن ده ابني اللي ربيته عاد جاد إلى واقعه مرة أخرى وأبعد نظرة عن سقف الغرفة ثم جلس على الفراش ومسح على وجهه بكف يده وقف على قدميه وفتح باب الغرفة ليذهب إلى المرحاض... خرج بعد دقائق منه بعد أن توضأ دلف غرفته مرة أخرى وأخذ سجادة الصلاة من على المقعد الذي بالغرفة وضعها على الأرضية باتجاه القبلة ثم وقف ليصلي إلى الله متقربا منه داعيا في صلاته بأن يرزقه الله تلك الزوجة التي اختارها قلبه... جلس على سجادة الصلاة بعد أن أنهى صلاته رافعا يديه إلى الأعلى يدعي ربه بصوت خافض منهك اللهم أنك تعلم ما في خاطري فحققه لي إن كان خير وأنت تعلم وأنا لا أعلم اللهم أجعل قلبي يخفق بحبها دائما وأجعلها لي في الدنيا والآخرة شعر أن عينيه تدمع وحدها عندما تذكرها وأتى على خاطرة كم من مرة استمع أن هناك من تقدم لخطبتها وضع يده على وجهه متحملا على نفسه مانعا عينيه من ذرف الدموع وتحدث بنبرة خاڤتة داعيا من داخل قلبه اللهم أجعلها من نصيبي عاجلا غير اجلا اللهم أجعل قلب والدي يرق ناحيتي فلا استطيع تركها ولا استطيع عصيانه اللهم إني اتيتك عبدا مذلولا فلا تردني إلا مجبورا اللهم تقبل مني دعائي.. مسح على وجهه بيديه الاثنين ثم وقف ورفع سجادة الصلاة من على الأرضية واضعا إياها على المقعد مرة أخرى متوجها إلى فراشة ليتمدد عليه متمنيا أن تتحقق دعواته التي يدعوها في كل صلاة.. بعد أن دلفت هدير إلى شقتهم ولجت إلى غرفتها أغلقت نافذتها وأزالت عنها حجابها وعباءتها المنزلية الفضفاضة ثم ولجت إلى المرحاض وخرجت منه بعد

انت في الصفحة 6 من 51 صفحات