ندوب الهوي بقلم ندا حسن
ماذا يريد شقيقها من هذه الحياة خرجت من المنزل منذ نصف ساعة تسير في السوق بين بائع خضار وبائع فاكهة لتأتي بما يلزم البيت هذا الأسبوع مرتدية عباءة سوداء اللون أنيقة وعصرية بها نقوش ذهبية على مقدمة صدرها ومعصم يدها فضفاضة قليلا مرتدية حجاب ذهبي اللون ولم تضع على وجهها أي من مستحضرات التجميل فقد كانت جميلة دوما من دونها.. سارت أمام محل مسعد الشباط الخاص بالهواتف المحمولة والحاسوب وغير ذلك من الالكترونيات ومن سوء حظها أنه كان يجلس خارج المحل ليمتع نظره بمن تمر من هنا وهناك كان رجل لا يعرف طريق الله لا يغض بصره عن امرأة بل لو كانت محتشمة يعريها هو.. وقف سريعا عندما وجدها آتية من أمامه ليذهب خلفها وهي تسير قائلا بنبرة لعوب لم تتحملها يوما ونظرته نحوها مفهوم ماهي برنسس الحارة في منطقتنا... دا يا ألف أهلا وسهلا هاتي عنك اوصلك أقترب من يدها حاملة الاكياس ليأخذها منها ولكنها لم تجعله يلمسها وقفت أمامه وصاحت قائلة بجفاء واشمئزاز واضح مشكرين لافضالك شيلاك للكبيرة أتجه ليقف أمامه مباشرة لينظر إليها من الأسفل إلى الأعلى متحدثا بنبرة خبيثة مقززة فهمتها على الفور آه لو ننول الرضا وناخد الكبيرة اللي في دماغي.. هناكل الشهد سوا يا برنسس أنهى كلماته ناظرا إلى شفتيها بهيام وقد شعرت ب اشمئزاز وكأنها تريد التقيؤ وهي تراه ينظر إليها هكذا ولكنها أجابته تصيح بحدة وعصبية وتود لو تجعله يقف عند حده لأ يا مسعد أقف عوج واتكلم عدل مش أنا اللي يتبصلها كده ولا تقدر تفكر فيا بدماغك الژبالة دي ينتظر موافقتها منذ الكثير وهي لا تريد ماذا تعتقد نفسها هذه ابتسم بداخله مجيبا على نفسه بأنها أجمل فتاة في الحارة ويالا حظه لو تزوجها ضيق ما بين حاجبيه بحنق قائلا بحدة دماغي الژبالة طلباكي بالحلال وأنت اللي مستكبرة علينا وباصه لفوق أوي يا بنت الهابط واللي أنت بصاله مش معبرك ابتلعت ما وقف بحلقها أثر كلماته هل يعلم عن ماذا يتحدث.. أم أنه يلقي حديث هكذا فقط ليضايقها.. تساءلت بضيق وعينيها تتحرك عليه تقصد ايه يا مسعد ابتسم بسخرية ناظرا إليها بمكر متحدثا بنبرة خاڤتة ولا أقصد ولا ماقصدش اللي عايزك تعرفيه أنك مش هتلاقي واحد عايزك زيي في الحارة ولا شاريكي زيي يا بنت الهابط وخليكي عارفه إن الشباط بينول اللي هو عايزه مهما كان.. والدور عليكي ابتسمت إليه هي الأخرى بسخرية مجيبة عليه وهي رافعة رأسها للأعلى وبنت الهابط بتقولك لو آخر واحد في الدنيا مش هطول مني شعره يا... يا شباط بيه وزع نظره عليها وعلى ملامح وجهها الشهية والمحبوبة إليه والذي يتشوق للمسها والتقرب منها إلى الحد الذي يريده أردف بخبث ومكر مرة أخرى بكرة تشوفي شعرك كله رايح فين يا برنسس الحارة رفعت حاجبها الأيمن ولوت شفتيها بحركة شعبية اعتادت عليها في هذه المواقف وأجابته بطريقة فظة ساخرة قوية بنفس الوقت لو ليك هولع فيه قبل ما تطوله ولا تغمضلي عين ضحك بقوة في منتصف الطريق وعاد بظهره للخلف وهو ينظر إليها ثم هتف بصوت خاڤت وهو يقترب منها مرة أخرى عليا الحړام لاناكل الشهد يا برنسس اشمئزت من طريقته الوقحة والمقززة وقد شعرت بنفور شديد منه وأجابته بقوة وحدة وهي تعلم كلماتها إلى أين تذهب الكلام ده تقوله ل التلت نساوين اللي في بيتك يا شباط مش لهدير بنت الهابط يا.... يا بتاع الحته بميه نظرت إليه بتشفي بعد رميها لآخر كلماتها عليه ثم بصقت على الأرضية جوارها بتقزز وسارت عائدة إلى المنزل مبتعدة عنه ولكن تفكيرها بحديثه لا يزال يعمل هل يعلم بأمر حبها ل جاد أم ماذا. هل أعطاه شقيقها كلمة محددة في زواجها منه ليتحدث بهذه الثقة أم أنه يثق بقدراته أكثر لذلك تحدث بهذا الشكل. كانت تجلس على مائدة الطعام مستديرة الشكل التي توضع على الأرضية والجميع ملتف حولها معها.. نظرت إلى شقيقها جمال بشك وهي تضع الملعقة الحاملة الأرز بفمها وكلمات مسعد تتردد داخل أذنها وكم كان واثقا من حديثه.. تعلم أنها إذا استسلمت له سيفعل بها ما يحلو له كما يفعل بثلاث نساء متزوج منهن وكيف لها أن تفكر بالزواج من رجل متزوج غيرها.. التفكير في هذا الأمر وفي مسعد شخصيا يجعلها تشعر ب الاشمئزاز حقا بينما لو كانت تفكر ب جاد يختلف الأمر كليا وتذهر وجنتيها بالحمرة وتزين شفتيها الابتسامة.. استغفرت الله داخلها من هذه الأفكار السخيفة التي بداخل عقلها ثم وقفت على قدميها متوجهة إلى المرحاض فتحدثت والدتها قائلة بحنان ما تكملي أكلك يا هدير أنت رايحه فين ابتسمت لها بهدوء وأجابتها قائلة شبعت الحمدلله يا ماما هتوضا وأصلي العصر ثم فجأة استمعوا إلى أصوات صاخبة