رواية الفراشة للكاتبة روتيلا
بغيظ ما أقولك يا نورا معلش أنا مضطرة اقفل علشان مشغولة وإنت عارفة بقى جواز عمي وعمتي
أيوة طبعا با حبيبتي وألف مبروك وعقبالك
شكرا يا حبيبتي مع السلامة
تغلق جمانة الهاتف وهي تكاد تكسرة فهي لازالت غاضبة وصبت كل ڠضبها هذا على روتيلا المسكينة وكأنها مسئولة عن ما حدث ولم تضع في بالها أنها الضحېة الوحيدة ففي النهاية يوسف يتزوج من يحب وصقر لا يهمة الأمر
.................................................. .........
وصل الجميع وكان لقاء روتيلا بأبوها دائما قوي يأخذها في حضنة فترة طويلة ويجلسها بجانبة ولا يستطيع أحد أبدا الإقتراب منهم أو السلام على روتيلا إلا بعد فترة طويلة جدااا
الكل كان يشاهد المنظر بصمت رهيب لدرجة أن روتيلا شعرت بالخۏف والقلق
العمة منيرة توقفة انتظر يا حاج لما روتيلا تريح شوية وتاكل لقمة
لم يتوقف الحاج ولم يرد عليها ودخل الغرفة وأغلقها وترك روتيلا وتوجة للخزنة وأخرج صندوق هي تعرفة جيدا صندوق مجوهرات ناديا
جلس الحاج تعالي يا حبيبتي اقعدي
ذهبت روتيلا وجلست أمامه تماما
وضع الحاج الصندوق من يده وفتحة يريها ما به ويحكي لها وهي كالعادة تسمعه وهي سعيدة وفخورة بوالدها وتقول لنفسها هذه الحكايات ستكون حكايات قبل النوم لأولادي إن شاء الله
برده نقي
راحت لسلسلة رقيقة فيها أول حرف من اسمي واخدتها
كدة بس
أيوة
لأ خذي حاجة كمان
راحت أخذت خاتم على شكل وردة شوفيه هو دة
ضحكت روتيلا ولم تقاطعة
شوفي من بعديها بقيت كل حاجة أجيبها ليها بعد كده على شكل ورد
تضحك روتيلا وعينها بها دموع فذكريات أبيها تبهرها كانت دائما تفكر عندما أتزوج أريد زوجي يحبني
مثل حب والدي لأمي .....هل يعقل إني سأجد هذا الحب
كمل الحاج ذكرياتة مع كل قطعة شوفي بقى المجموعة دي
يضحك الحاج من بعد ولادتك وغيرت طريقتي بقيت كل قطعة ذهب أجيبها تبقى على شكل فراشة
تضحك روتيلا وتقوم تحضن أبوها وتعود لمكانها
ليصمت أبوها ويغلق الصندوق ويعطيه لها وينظر في عينيها فترة طويلة وكأنهم في حديث صامت لكن روتيلا أرادت التأكد
بتردد وقلق بابا حضرتك قلت الصندوق هاتديه ليا يوم جوازي
صمت الشيخ أعطى لها الجواب ولكنه ايضا أبعد عينه عن عين ابنته الحبيبة ولكن روتيلا شاهدت هذه المرة في عينة شبة دموع تتجمع في عين والدها
روتيلا في نفسها مستحيل ..مستحيل أكون السبب في دموعك
روتيلا بابتسامة مرتعشة بابا ماشي . ماشي أوكي وتدخل في حضڼ والدها حتى لا ترى دموعة أو يرى دموعها
الحاج راشد بهدوء وغصة بح لها صوتة راجل كويس أوي أعطيتك له وأنا مطمأن أنه هايصونك ...سامح...وكان يريد أن يقول سامحيني ولكنها فورا قامت من مجلسها وبسرعة أوكي موافقة
جرأة روتيلا واستعجالها ووقوفها ومحاولة خروجها من الغرفة كل ذلك تم بسرعة أمام والدها ليناديها روتيلا
ظلت مكانها ناظرة للأرض بدون صوت
تعالي يا بنتي خدي الصندوق
عادت روتيلا وأخذت الصندوق وخرجت وذهبت لغرفتها تحت أنظار الجميع وصمتهم في الخارج حاول خالد أن يقرب لها لكنها اشارت له أن يتوقف وذهبت لغرفتها لتجد عمتها في انتظارها وفستان فرحها وهو معلق . أغلقت الباب وظلت واقفة قليلا وهي بيدها الصندوق ناظرة له فقط لم تقطع عمتها صمتها معطية لها الوقت
ماما صحيح اللي حصل
العمة منيرة پبكاء أيوة يا بنتي
ذهبت لعمتها وحضنتها وظلت تبكي فترة
أهم حاجة بابا يبقى كويس صح
وإنت يا رورو إنت كمان مهمة
لكن روتيلا ظلت تبكي وتردد لأ يا ماما بابا بس مش عايزة غير بابا بس
عمتها تبعدها عن حضنها وتنظر لوجها الجميل وتمسح دموعها رورو حبيبتي إنت عرفتي العريس طبعا
حركت روتيلا رأسها بلا
طيب عرفتي معاد الفرح
أيضا حركت رأسها بلا
سمعا خبطه على الباب أدخل
دخل جمال الغرفة عمتي ممكن تسيبيني مع روتيلا شوية
أيوة بس الوقت ضيق يا جمال
معلش يا عمه شوية بس
تقف العمة وتقرب لجمال تريد ان توصية على روتيلا فالكل يعلم شدة جمال وعدم تفاهمة مع روتيلا بسبب فرق العمر الكبير بينهم براحة عليها
أومأ جمال برأسة وجلس وروتيلا واقفة أمامة اقعدي يا رورو واقفة ليه
جلست روتيلا ثم قال بدون مقدمات أنا جاي من عند الحاج دلوقتي وبيقول أنك وافقتي على صقر الچارحي صحيح
تفاجأت روتيلا بالاسم إذا فهي كانت كبش الفدا في مجلس الصلح سرحت مع أفكارها و لم ترد على أخوها ليعيدة على مسامعها مرة أخرى
روتيلا مسمعتش ردك
روتيلا وهي تنظر للأرض لم ترد بل لم تستطع الرد
جمال بصوت أعلى ينبها روتيلا
أخيرا خرج صوت رقيق يكاد لا يسمع أيوة موافقة
يقف جمال على خيرة الله هو تم كتب كتابك مع يوسف في نفس اليوم وبكرة إن شاء الله الفرح ..مبروك وقبلها على جبينها وخرج من الغرفة
ترك روتيلا تحاول استيعاب كمية المسلمات التي سمعتها تستوعب كونها زوجة وغدا فرحها جعل حتى الدموع مخڼوقة في عينيها ولكنها ترجف وقفت تحاول أن تذهب للسرير لتغطي نفسها تمنع ارتجاف جسمها ولكنها بدل من ذلك أغشى عليها لحظة دخول عمتها التي صړخت ليأتي من في البيت أول الواصلين خالد الذي حملها ووضعها على السرير
وهكذا قضت العروسة روتيلا ليلة حنتها
هل كنتي تتصوري ذلك يا ناديا أن فراشتك الصغيرة لن يكون لها فرح قطر الندى ولا حنتها
........يوم الفرح...........
حبيبتي يعني إية مش هاتلبسي فستان الفرح حتى علشان باباكي
روتيلا في سريرها من أمس تقوم تصلي فروضها وتعود له مرة أخرى معلش يا ماما مش عايزة مش هاكون مستريحة..أرجوكي أنت أكيد جبتي سواريهات بسيطة هاتيلي أي حاجة منهم
ليه بس كدة يا بنتي فرحيني يا رورو حتى علشان جوزك وعيلته يقولوا إيه
روتيلا غير مستوعبة للأن موضوع زواجها والله ما هاقدر أرجوكي انتوا حكيتوا ليا عن جلسة الصلح وأنا تقريبا فهمت شخصية صقر العملية صدقيني مش هاتفرق معاه ....وعادت للنوم مرة أخرى
لتخرج منيرة تاركه أياها وقلبها يتقطع عليها
تاركه إياها مع أفكارها التي تزدحم بها رأسها .. فتاة كانت أحلامها بعيد كل البعد عن صقر الچارحي والٹأر والنجع لتبدأ بالتأقلم على الوضع الجديد التي وجدت نفسها فيه وبالتأقلم أكثر مع كل ما حكاه خالد عن مسار الجلسة وما سمعة عن صقر وأخبرتها به جمانة من قبل... و مع تقبل فكرة الزواج ككل ...لكن هل تستطيع
.....في خارج الغرفة ......
أمل بردة لسة مصممة
منيرة أيوة
أم جمال الناس يقولوا علينا أية
منيرة يقولوا اللي يقولوة محدش له عندها حاجة
أمل يعني إية يا عمه إنت عارفة معناها وحش وبعدين تلبسة ورجلها فوق رقبتها أنتوا اللي دلعتوها خليني أقوم لها أعرفها شغلها كويس
منيرة بحدة والله لو حد أتدخل ولا قال ليها نص كلمة لكون قايلة للحاج وأنتوا عارفين هايكون ردة أيه
......في الليل .....
بعد عشا الرجال في كلا البيتين جلس الشيخ وأولادة في انتظار صقر يأخذ عروستة
روتيلا لم ترتدي فستانها فهي في نصف النهار أغمى عليها مرة أخرى نتيجة قلة الطعام والضغط النفسي فأعطاها الطبيب مهدئ خفيف العمة منيرة أستدعت جمال تترجاه أن يطلب من صقر أن يترك روتيلا فترة لتستطيع التأقلم على الوضع الجديد ولكن جمال رفض رفضا قطعيا مجرد ذكر هذا الطلب مرة أخرى ودخل لروتيلا وجدها سرحانة وحولها خالد ومحمد لا يتكلموا
اطلعوا برة وسيبونا لوحدنا
محمد بنبرة مهدئه لجمال جمال لو سمحت شوية صدقني وهاتقوم تجهز نفسها
سمعتوا قلت إيه
وقف محمد ليخرج بينما خالد الذي كان قليلا وېقتل له قتيل اليوم لم يتحرك
جمال بصوت غاضب ولد برة
في هذه اللحظة انتبهت روتيلا بما يدور حولها ونقلت بنظرها بين خالد وأخوها وأشارت لخالد أن يخرج ويتركهم
خالد بالرغم من عصبيته وتهورة إلا إنه عند روتيلا يهدئ تماما فأطاعها وخرج
جلس جمال بجانبها وأمسك يدها البارده جدا ولاحظ ارتجافها إنت بردانه أوي كده ليه ..فخلع عبائته ووضعها عليها ومسح على وجهها أول مرة أشوفك فيها كنت عند أبويا في القاهرة غاضب وعصبي بسبب أن الحاج صمم أجي أشوفك قالي لازم تشوف أختك أنا راجل كبير والعمر معدش فية كتير ولازم تتعود تتطل على أختك وتراعيها كنت مخڼوق وزعلان علشان أمي وعلشان جواز أبويا المتأخر وكمان تيجي ليا أخت في السن ده أصغر من ولادي
كنتي إنت لسه بتحبي فضلتي تقربي تحبي وتحبي لغاية لما وصلتي لعند رجلي وبعدين سندتي على رجلي ووقفتي ورفعتي راسك وبصيتي ليا فوجئت بعنيكي كانت كبيرة وخضرا ....ويضحك وهو يحرك شعرها وراء أذنها ....وعملت كدة بالضبط لشعرك كان طويل ونازل على عنيكي
رفعتك لاقيتك باردة شوية قعدتك على رجلي وبطلقائية مش عارف جاتلي لية شديت العباية وغطيتك بيها فضلتي مستخبية جوا العباية ناحية قلبي وده والحاج كان بيكلمني عن الشغل وأنا برد علية من غير ماانتبة ليكي شوية ببص عليكي لاقيتك نايمة
الحاج ضحك
انت الوحيد اللي عملت معاه كدة دي بتحتاج زفة علشان تنام
نظرت له روتيلا وهي تبتسم وتمسح دموعها الخفيفة
يكمل جمال لما عرفتك كويس عرفت أن الحاج كان بيقول كدة بس علشان يشدني ليكي ولكن هو معرفش إني اتشديت ليكي من غير حاجة
يصمت قليلا عارفة يا رورو اللي حواليا فاكريني كنت سايب خالد معاكي بهربة من حالة التار اللي هنا بس الحقيقة انا كنت مخلي معاكي حتة مني علشان تحميكي وابقى مطمن عليكي
مش هاتصدقي لو قلت ليكي أنك أحب عندي من كل عيالي
روتيلا وهي تبتسم بحب لأخوها عارفة يا أبيه
جمال بجدية روتيلا إنت بجوازك عارفة إنت فديتي كام عايلة عارفة رحمتي كام أم جوازك حبيبتي رحم قريتين من عڈاب التار حطي ده في عقلك دايما كل ما تقابلك صعوبات في جوازك إعرفي أن يكفيكي ثواب اصلاح ذات البين فاهمة يا حبيبتي
روتيلا ابتسمت لكلام أخوها وأشارت برأسها علامة إقتناعها وموافقتها على كلامة
ربت على كتفها بحب ومسح دموعها وضحك فاكرة خالد لما كان عايز يتجوزك لما شافك وإنت صغيرة