رواية الفراشة للكاتبة روتيلا
قال لينا أنا هاتجوز البنت أم عيون خضرا دي فاكرة قعد يعيط إزاي لما قلنا ليه دي عمتك يا حمار
تضحك روتيلا بشدة هي وجمال وصوتهم علا فتدخل العمة مع محمد وخالد ويشدهم المنظر
خالد في أيه
روتيلا وجمال نظرا له ثم اڼفجرا في الضحك مرة أخرى حتى دمعت أعينهم
وقف جمال بعد فترة ومسك الفستان حلو أوي بس إنت هاتحلية أكتر
العمة قولها يا جمال مش عايزة تلبسة
جمال ليه يا حبيبتي
وقفت روتيلا بجانبه وشاورت علية معنى عاري
فضحكت العمة شوفي أنا عارفة بنتي حبيبتي علشان الوقت كان ضيق معرفتش أخليهم يقفلوه ليكي بس بصي
كده هاتلبسية وهاتغطي شعرك وممكن تنزلية على وشك شوية فتغطي المكياج قولتي إية
روتيلا تداري دموعها عنهم خلاص موافقة وخلعت عبائة أخوها تعطيها له
جمال خليها يا حبيبتي معاكي
روتيلا وهي تعطية العبائه بكلامك أنت دفيت ده وهي تشير لقلبها وأقنعت ده وهي تشير لعقلها
اطلقت العمة زغروتة فرحة بابنتها وخرجوا جميعا ليتركوها لترتدي فستان عرسها
نهاية الفصل الثامن
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو أن الله عذب أهل سماواته وأهل أرضه عذبهم وهو غير ظالم لهم ولو رحمهم كانت رحمته خيرا لهم من أعمالهم ولو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ولو مت على غير هذا لدخلت الڼار رواه أبو داود.
صل موكب عائلة الچارحي لبيت عائلة الشيخ يتقدمهم بهيبتة وسط رجال العائلتين ليستقبلة الحاج راشد وأولاده
الصقر السلام عليكم
الجمع الغفير وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
جلس الجميع في صوان كبير أعد خصيصا لحفل الزفاف المزدوج والذي كان مفروش بالكامل بالسجاد الأحمر وامتدت أمامهم موائد كبيرة مليئة بكل أنواع الضيافة و بعد الترحيب والضيافة المعتادة
تنحى الحاج راشد بصقر جانبا
نظر الحاج راشد في عين الصقر وبنبرة حادة تغلفها العاطفة
انهاردة هاعطيك أمانة أوعدك إنك في يوم ستجلس عند قبري تقرأ لي الفاتحة وتدعو لي بالجنة لأني اعطيتها لك.....
قرأ الصقر في عين الشيخ الصدق والخۏف على ابنته فنطق بكلمة واحدة خرجت من جوفة لا يدري هل هي جاءت كرد فعل لما شعره من صدق الشيخ أم من حميته كرجل صعيدي شهم أوعدك
جاء جمال للحاج بعد أن أشار له وتوجه بالكلام لصقر اتفضل معايا
قام صقر مع جمال وتقدم ليدخل إلى منزل الشيخ ليأخذ عروسه
...........روتيلا...........
أدت صلاتها وارتدت الفستان وتزينت
بعد أن رأتها العمة خاڤت عليها تظهر لجموع السيدات في الخارج ففضلت أن تبقيها في غرفتها وجلست تحصنها
روتيلا بنبره حزينة ماما منيرة جمانة مشفتهاش خالص معقولة مش عارفة حالتي
إزاي يا ماما إذا مكنتش ازعل على الناس اللي بحبهم ازعل على مين
يا روتيلا يا حبيبتي سيبك منها أنا عايزة أكلمك في موضوع مهم أنا عارفة إنك تربية ناديا وراشد وعارفة إنك هاتصوني بيتك وجوزك بس خاېفة متقدريش على حياتهم المختلفة عن حياتنا ومتقدريش تقاومي تحررهم..متقدريش يا بنتي تقولي لأ لو شفتي حاجة غلط
تتحرك روتيلا لتمسك يد منيرة وبهدوء أنا مش فاهمة حضرتك قلقانه من إية أنا عارفة إني بعبد رب واحد سواء هنا أو هناك أو في أي مكان..اطمني يا ماما أنا كمان تربيتك
منيرة بعيون دامعه تقبل جبين روتيلا صح الله يبارك فيكي يا بنتي صح
الحاجة منيرة تنتبة للباب أدخل
دخلت أمل الأخت الكبرى لروتيلا جمال طالبها في الصالون الخارجي بسرعة خليها تخلص وتطلع
وخرجت كما دخلت دون توجيه كلام لروتيلا
نظرت روتيلا للأرض بحزن فهي كانت بحاجة لأختها ..وسرحت في أفكارها مع أمل كانت دائما أمل بعيدة جدا عن روتيلا إلا إن الأخيرة حاولت كثيرا التقرب لها
إنت بتتصلي كثير عليا وكل مرة بقولك متتصليش تاني
روتيلا أنا نفسي نكون قريبين من بعض
أمل يا بنتي عمرنا ما هانكون قريبين أنا مش ممكن أقرب من بنت الست اللي خطفت أبويا من أمي
روتيلا أنا بنت الحاج راشد
وأنا مليش أخوات بنات
طيب حتى صلة رحم
أمل مع السلامة
هذه كانت محاولة من محاولات كثيرة لم تنقطع من روتيلا لصلة أمل ....ولن تنقطع
العمة منيرة أنا قلت ليكي معتش أشوفك حزينة كده
روتيلا تحاول تبتسم خلاص يا ماما
ولبستها العمة كاب العروس ورفعت الكاب ليغطي شعرها وشدتة للأمام فغطى وجهها ...
خرجت روتيلا تمشي كأنها أميرة تخطو على السحب فراشة خفيفة رقيقة
وقفن السيدات من حولها في صمت فرح وقد شعروا بالهالة التي تحيط بها وهي تمشي شدتهم لدرجة جعلتهم بدل إطلاق الزغاريت
وقفن يسموا عليها ويصلوا على النبي بصوت عالي اقشعرت له الأبدان
روتيلا أيضا نست كل ما حولها وهي تردد في سرها سور من القرأن ...تقرأ وتقرأ حتى هدأت وانفصلت تماما عن الواقع الذي حولها وتطير فراشتنا نحو الصقر
..........الصقر...........
جلس مع إخواتها في صدر الصالون الكبير وكل تفكيرة الإنتهاء من هذه الخطوة ليعود لروتين حياته التي تعود عليها ...
فتح الباب ودخل خالد ليتأكد من عدم وجود أحد أخر غير صقر ورجع مرة أخرى للخارج
انزلت العمة الكاب من على الفراشة ورتبت شعرها الطويل والتاج الرقيق الذي وضعته علية ووقفت سمت عليها ثم تقدموا لتدخل روتيلا الصالون .
شعر صقر كأن هناك ضوء يأتي من أمامة وقف تلقائيا وسرح في المنظر الذي يراه
فتاة في ثوبها الأبيض تتقدم بخفة وبطئ ناحيتة تنظر إلى باقة من الورد الأبيض بأوراقة الخضراء ... و شعرها الناعم يتطاير من حولها بالرغم من خفة حركتها.... خيل له كأن الضوء ينعكس عن بشرتها وكأن هناك هالة حولها مسته ....لم يستطع صقرنا أن يحيد بعينة عنها خشى إنه لو فعل ستختفي من أمامة
ولكنها فجأة عندما وصلت إلى منتصف الصالة وتحت الثريا تماما وقفت .
ليجد نفسة يشهق ليجلب الهواء لرئتيه وكأنه نسي كيف
يستنشقة وقلبه بنبضاته القوية يحثها للتقدم نحوه وكأن روحة تعلقت باستمرار تقدمها مرددا لنفسه لما توقفتي تعالي ..تعالي..
.....روتيلا.....
لم استطع الحركة لقد لمحتة بطرف عيني واقف بطولة الشامخ وسط أخوتي ..له هيبة ...خفت ...تلعثمت في قراءتي وشعرت بجسدي يرجف توقفت وشعرت بالصمت القاټل الذي يحيط بي .... بل شعرت بالأنهيار ...نفسي تحسني لأعود لأمان غرفتي .. لكن الأمان عاد لي مرة أخرى .....خالد تحرك ووقف أمامي
.......خالد........
لا استطيع أن أتصور أن فراشتي ستعطى هكذا لهذا الرجل عندما وقفت روتيلا لم استطع مقاومة أن أبعدها عن نظراتة .بداخلي ڼار أشعر إنه لا يستحقها أعرف أنه سيؤذيها فراشتي رقيقة وهو رجل جامد .
........صقر .........
تضايقت من تصرف هذا الشاب لا ارتاح لشعور التملك عنده نحو زوجتي ....فهذه الحورية الأن لي تحركت نحوهم ووقفت أمامها ....رفعت بيدي وجهها تقابلت نظراتنا ....لحظة...ياالله ... ما هذا قلبي يخفق بقوة لا أصدق أن من أمامي أدمية
من أنت
يا من تحتل بعينيها أجزاء الوقت
يا امرأة تكسر حين تمر جدار الصوت
لا أدري ماذا يحدث لي
فكأنك أنثاي الأولى
وكأني قبلك ما أحببت
أيتها الوردة .. والياقوتة .. والريحانة ..
يا امرأة الدهشة .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموج على قدميك
لا ادري كيف مشيت إليا . .
وكيف مشيت إليك . .
كم كان كبيرا حظي حين عثرت عليك . .
يا امرأة تدخل في تركيب الشعر . .
دافئة أنت كرمل البحر . .
رائعة أنت كليلة قدر . .
يا ڼارا تجتاح كياني
يا ثمرا يملأ أغصاني
يا جسدا يقطع مثل السيف
ويضرب مثل البركان
من أين أتيت وكيف أتيت
وكيف عصفت بوجداني
يا إحدى نعم الله علي ..
وغيمة حب وحنان . .
يا أغلى لؤلؤة بيدي . .
آه .. كم ربي أعطاني . .
نزار قباني
طالت فترة الصمت ونظرات صقر المتفحصة لروتيلا ايقظته رجفة شفايفها ودموعها التي سالت على يدة عند هذه اللحظة خالد شدها من أمامة
هنا ظهرت شخصية الصقر القيادية المتسلطة مرة أخرى وتراجع للمقعد واضعا ساقا على الأخرى مخرجا سېجار يشربة... فهو يلجأ له عندما أن يريد اظهار عدم المبالاة ويداري خلفها توترة
نظر صقر لأخوتها ووجدهم أكثر توترا منه . وجد خالد لا زال واقف ظهره لهم وروتيلا في حضنة وعمتها تقترب منها ....يوسف ينظر للأرض ....جمال المتجهم و محمد الذي وضع يده على رأسة مداريا عينة
اطفأ الصقر سېجاره ثم وقف نمشي
تجاهل شهقت روتيلا ورجفتها الظاهرة في حضڼ عمتها
وقف جمال وأخذ روتيلا من حضڼ عمته هامسا لها بكلمات هدأت بعدها
ثم تقدم من صقر و شد على يدة بقوة وكأنه يقول أوصيك بها وأحذر أن تؤذيها
لبست العمة روتيلا الكاب أمام أنظار صقر المبهورة السعيدة فجوهرتة الثمينة تلف له بالحرير نعم هذه الأن جوهرته مرددا لنفسة جوهرتي لي فقط شعور لذيذ لم يشعر به أبدا من قبل ..... ما هذا الشعور
وقف هو وعمر عند باب السيارة ينتظرها لكنه شاهد منظر جميل بنات وسيدات كثيرات ظهرن فجأة وظلوا يغنوا أغاني شعبية جميلة ويرموا عليها بالورد ويدعون لها بالسعادة والذرية وهي واقفة وسطهم بردائها الساتر كأنها ملكة تشير لهم وتسلم عليهم
عمر مين دول
صقر مش عارف
جمال دول بنات وأمهاتهم الحاج جهزهم بمناسبة زواج روتيلا
تحركت روتيلا بعد فترة نحو السيارة يساعدها كالعادة خالد تحت انظار صقر اللامبالية في الظاهر .... المتقدة ڼار في الداخل
وانطلقت السيارات
عمر ألف مبروك روتيلا
روتيلا السابحة بعينها لخارج السيارة لم ترد
أما صقر الجالس بجانب عمر الذي يقود السيارة نظر لها نظرة خاطفة و لم يعجبة أن روتيلا لم ترد على ابن عمتة ولكنه صمت الأن فهو لا زال مقتنع برغم كل شئ أن عروسه الصغيره سوف يربيها من جديد على طباعه
وصلت السيارات لقصر الچارحي ...كانت هناك أيضا مظاهر الفرح والضيافة
وكانت في استقبالهم والدته وعمتة وسارة ودخلوا صالون كبير خاص .فهم عندهم فضول أن يشاهدوا زوجة صقر بعيدا عن أعين الناس
لم تنزل روتيلا الكاب مباشرة
صقر يشير لها بيده نزلي الكاب مفيش هنا حد غريب
نظرت حولها وجدت فقط السيدات وأخوتها جاءت عمتها وساعدتها لتنزلة كان رد فعلهم شهقات وتسمية بصوت عالي
أم صقر بسم الله ...بسم الله ما شاء الله وذهبت وحضنتها وهي تكاد تبكي ومسحت على رأسها بيدها وسمت مرة أخرى
سارة واووو
أم عمر ما شاء الله ...ما شاء الله ...ألف مبروك يا حبايبي
كانوا سيجلسوا عندما فاجأهم دخول مروان وعمر فأعطتهم ظهرها تلملم روحها تحيط نفسها بيدها وجرى أخوتها ووقفوا أمامها يغطوها عنهم
تضايق صقر ومد يده ليسحبها للجلوس بجانبه مرة أخرى قلت مفيش حد غريب ده أخويا وابن عمتي ..
ولكن أوقف يده التي امتدت لها صوت صفير مروان