رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى
اللي حصل قصادك ميطلعش لجنس مخلوق
رد أصهب بهدوء أنت عارفني كويس مفيش حاجة اتقالت هنا هتطلع برا
قال أكنان عارف بس حبيت أكد الكلام
بمجرد أنصراف أصهب أنهار أكنان أرتكن على الارض بجوار الحائط وألقى وجهه بين كفيه وأنخرط في بكاء حاد عادت بيه الذكريات الى سنوات مضت وراح يتذكر
في عيد مولده الواحد والعشرين ومن المفروض في هذا اليوم الأحتفال بتخرجه وميلاده وتكون الفرحة فرحتين كانت هدية والده له هي الزواج من فتاة في نفس عمره هي نفسها الفتاة التي أخبره بنيته خطبتها له من أهلها عقب تخرجه
نظر لهم بحيرة مندهش من تأبط ديمه لذراع والده والابتسامة تزيين شفتيها المكتنزتين أبارك على أيه بالظبط
رد نجم بهدوء على جوازي من ديمة
ديمة بلهجة يشوبها القلق مش
هتقولي مبروك ياديمة
ساد شيء من الصمت فجأة كأن عقارب الساعة قد توقفت عن الدوران
خرجت الكلمات من فم ديمة مثل النيران ټحرق وتشعل بكل قسۏة يمكن أكون أنانية في تصرفي لكن مش عيب أدور على مصلحتي ليه أتجوز الأبن وأنا ممكن أتجوز الأب اللي في أيده كل حاجة
تحولت كلماتها الى سهام دخلت في قلبه لتخنق دقاته وتصيب مشاعره في مقټل
نظر كلاهما له پصدمة غير مصدقين مباركته لهم بالزواج
وقبل خروجه من الغرفة وسط نظراتهم المندهشة أستدار قائلا هو أنت مقولتلهاش يانجم بيه أني شريك بأكتر من النص في كل الأملاك دي كلها ده غير نصيب بيسان يعني بنصيبي أنا وبيسان نقدر نخلعك خالص من أدارة المجموعة اللي بتتابهي بأنك مديرها عندما أنتهى من كلامه قهقه بصوت عالي حسبتيها غلط عشان الأبن هو الأصل والأب مجرد صورة وقبل خروجه رمقهم بنظرة كره شديدة
أن أتى اليوم الذي غير حياته
تحدث أكنان باستهتار هو ده بقا المكان الحلو اللي مفيش زيه
رد أمير كفاية الكوكتيل اللي بيتقدم فيه حاجة تظبط الدماغ
أكنان بلامبلاة هنشوف ثم أشار بيديه الى النادلة كي تحضر مشروبا له
أنصرفت غاضبة وأخذت تتأفف بضيق فالزبون طار من يديها
أخفى أمير أبتسامته وقال ليه بس دي البت موزة بتقولك أنا أهو
أمير بابتسامة ماكرة أنا معايا سجارتين مخصوص وغمز له بأحد حاجبيه يعني ملغمين
قال أكنان بهدوء أنت عارف أني مليش في المخصوص
_ جرب أنت مش هتخسر حاجة
تناولها بتردد وفي الاخر حسم قراره فقام بأشعالها وأخذ منها عدة أنفاس متتالية وبعد مرور فترة من الوقت
قال أكنان أنا ماشي
أمير بابتسامة خفيفة ماهو لسه بدري دي السهرة لسه في أولها
أكنان بلهجة ثقيلة ماهو لزم أصحى بدري عشان الصفقة الجديدة
_ سلااام يابص مادام في صحيان بدري أنا ناوي أبات هنا في الفندق
_ سلاااام ثم تحرك ناحية باب الخروج
تحرك بسيارته ظهرت أمامه من العدم أوقف سيارته فجأة محاولا تجنب الأصطدام بيه فلم يستطيع تفادي الأصطدام بها سقطت أمام السيارة تأفف بضيق فهي ليست المرة الاولى تقوم فتاة بالقاء نفسها أمام سيارته في سبيل التعرف اليه
نزل من السيارة فوجد الفتاة قد نهضت من على الارض تمسك رأسها بكلتا يديهاوقد أرتسمت على ملامحها الألم الشديد
غمز لها ثم قال عايزه توصيلة
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم وهي تتلوى سارت خلفه ببطء وركبت بجواره ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه
لاتتهم الدنيا بأنها ظلمتك
أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام
أنت الذي ظلمت نفسك
أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك باهمالك و باستهتارك وبطيشك ورعونتك
أومأت رأسها بخنوع وسارت خلفه مشوشة الرؤية وهي تصدر أنينا مكتوم وهي تتلوى سارت خلفه ببطء وركبت بجواره ودون أن تدري ذهبت في طريق لا عودة فيه وضعت يدها الرقيقة على مقبض باب السيارة من الداخل كدعامة أمان لضعفهاأغمضت عينيها وهي جالسة بجواره أنطلق بالسيارة
وهو ناظر للطريق أمامه قال بابتسامة متلاعبة أسمك أيه
سمعت صوت يناديها ظلت صامتة للحظات قبل الرد فقالت بصوت مبحوح زوزو ثم همست بشرود أنا زوزو كل أحبابي
تاركوني أبي ماټ وحبيبي هو الأخر أنا زوزو شعرت بدوار شديد يجتاحها وألما مپرحا بداخلها الالم زاد أكثر وأكثر
لم يكن واعي لعڈابها فهو كان في عالمه الخاص ومشاهد خاصة تجمعهم
مد يده نحوها لمس كتفها العاړي وعندما ظلت ساكنة تجرأت أصابعه أكثر
زهرة بفطرتها أدركت وجود خطأ ما هي لا تحب ماتشعر أنتفضت مكانها فتحت عينيها المغمضتين مذعورةالرؤية كانت مشوشة أمامها تراجعت للخلف خائڤة حاول لمسها مرة أخرى
هتفت مذعورة وهي تشعر بالړعب فطرتها تخبرها بأنها في خطړ ولابد أن تفوق لأنقاذ نفسها أبعد عني فجأة أصبحت الرؤية ضابيبة أمامها فأخذت تغلق عينيها وتفتحهما لكنها لم تستطع رؤية وجهه جيدا فقد كانت مشوشة الذهن
خرجت منها صړخة مدوية شقت سكون الليل
بعد فعلته القى جسده على الارض مستغرقا في النوم
أخذ يشهق پعنف عندما رجع من ذكرياته المؤلمة فهو عندما فاق تذكر كل شيء كل شيء لم يكتب له النسيان بالرغم من سكره بحث عنها كالمچنون لكنها أختفت تماما كأنها شبح لم يكن له وجود
نهض من على الارض ثم مسح دموعه لمعت عينيه بنظرة عزم ثم
خرج من الغرفة
بمجرد دخول زهرة الى شقتها وأغلاق الباب خلفها القت نفسها على أقرب كرسي وأنهارت
رن جرس الباب حاولت زهرة تجاهل الرنين فهي لا تشعر بأنها بخير ولا تريد رؤية أحد لكن الشخض الموجود في الخارج مصمم على مواصلة الرنيين
قامت من مكانها بخطى متثاقلةوفتحت الباب ومن مكانها دون أن تتحرك قالت بلهجة خالية تماما من الحياة نعم ياضحى
ضحى لم تلاحظ برودة ردها ردت بابتسامة كريم هيجي يخطبني بكرا أيه مش هتقوليلي أدخل
_ أدخلي ياضحي
_ أيه مفيش مبروك
_ مبروك على أيه
ضحى أبتسامتها تلاشت عندما شعرت بأنها ليست على مايرام مالك في أيه
ردت زهرة مليش أنا كويسة
ضحى بتمعن ومادام كويسة ومفيش حاجة ماخدتيش بالك من كلامي ليه ده أنتي بتسألني مبروك على أيه مع أني لسه قايللك مالك يازهرة
زهرة بحدة بقولك مليش ياضحى لو سمحتي خلي الكلام ده بعدين عشان مش فايقة دلوقتي للكلام
ردت ضحى خلاص اللي يريحك خلينا في الكلمتين اللي كنت عايزه أقولهم ليكي كريم هيجي يخطبني بكرا
قالت زهرة بابتسامة خفيفة مبرووك ياضحى أنا مش قولتلك قبل كده ربنا هيعوضك
ردت عليها مبتسمة وأهو ربنا عوضني بابن الاصول المحترم ومش أي حد ده يبقا كريم قريب أكنان
أختفت أبتسامتها عندما ذكرت أسمه سألت بعدم تصديق أنتي بتقولي كريم كريم اللي أنا أعرفه
هزت رأسها بالأيجاب أيوه هو شوفتي الحظ أنا مبسوطة أوي أوووي يازهرة كلام في سرك من اليوم اللي أنقذني فيه وهو مش بيفارق خيالي وكنت بقول لنفسي هو فين وأنتي فين قفزت على قدميها من الفرحة أنا مش مصدقه نفسي وهتفت في سرور وأخيرا اتكتبلي أفرح تاني
شردت زهرة بحزن محدثة نفسها مستحيل أن تخبرها ماحدث له بعد معرفتها بالخطوبة أخفت حزنها وقالت بابتسامة مبروك ياضحى
ضحى بابتسامة مرحة على فكرة أنتي اللي هتعملي الميك اب بتاعي ومفيش حد غيرك فاهمة ده أنتي عليكي تزويق كنتي أشطر واحدة فينا بتزوق وتعمل أحلى ميك اب
زهرة بلهجة رافضة يااااه ياضحى أنتي لسه فاكرة ده كان زمان دلوقتي طلعت موضات جديدة والواحد محتاج يتعلم عشان يعمل حاجة حلوة
ضحى بأصرار مليش فيه قديم مش قديم مفيش غيرك هيزوقني
هزت زهرة كتفيها وقالت بلهجة مستسلمة حاضرياضحى مادام هتكوني مبسوطة
ضحى بصوت مرح طبعا هكون مبسوطة ومبسوطة أوي
في غرفة الصالون
قالت أبتسام بحزن أنت بتقول أيه ياكارم مش معقول
كارم بلهجة مؤكدة للاسف يابتسام نسبة أنه يكسب حضانة البنات كبيرة بعد الاوراق اللي قدمه اللي بتثبت عدم أهليتها أنها تربي البنات
كانت رشا واقفه خلف الباب تتصنت عليهم دمعت عيناها ثم رفعت كفها لتجفف عبراتها لمعت عينيها بنظرة غريبة تركت مكانها وسارت تجاه غرفة بناتها وأغلقت
الباب خلفها بهدوء
أبتسام برجاء أتصرف ياكارم دي رشا ممكن يجرالها حاجة لو أخد البنات منها ده أنا مصدقت حالتها أستقرت ورجعت طبيعية
رد كارم بتفكير هشوف كده وححاول أتكلم معاه في مصلحة البنات
أبتسام برجاء حاول معاه
كارم بهدوء هكلمه النهاردة وأحاول أوصل معاه على أتفاق يرضي جميع الاطراف
أنتهزت سعدة خروج زاهر من المنزل لتذهب الى غرفته طرقت على الباب حتى فتحت لها بيسان
رأت سعدة ممسكة صينية عليه طبق طعام غريب الشكل
سعدة بابتسامة دي أكلة عملتها مخصوص ليكي
سألت بيسان بفضول هو أيه ده
ردت بابتسامة مصطنعة دي أسمها عصيدة أكله مشهورة هنا
بيسان باستفسار عصيدة أول مرة أسمع الاسم ده ودي بقا مكوناتها أيه
قالت سعدة لبن ودقيق ومية وحاجات تانية بس هتعجبك أوي
حاولت بيسان الرفض فهي لا تهوى اللبن معلش ياسعدة
سعدة لم تيأس حتى أقنعت بيسان بتناول عدة ملاعق منها
_ كفاية كده ياسعدة وتسلمي أنك فكرتي تدوقيني منها
_ العفو ياهانم ثم أنصرفت لتذهب مباشرة الى غرفة صفية
أول مادلفت سعدة
للداخل سألتها بسرعة أكلت من العصيدة ياسعدة
سعدة بابستامة منتصرة أيوه ياستي
تنهدت براحة وهي تأخذ وضع أكثر راحه على مقعدها أمتى بقا هيطلقها
_ الشيخ فرحات قال في أقرب وأنا أهو بنفذ كل اللي بيقول عليه وحطيت ليها العمل في العصيدة وأكلته
_ ياريت عشان أنام وأعرف أرتاح
ذهبت زهرة الى غرفتها وألقت نفسها فوق الفراش أغمضت عينيها بتعب واڼفجرت في بكاء صامت الى متى ستدفع ثمن خطيئة لا ذنب لها فيه تأوهت پألم الى متى
مر شريط ذكرياتها أمام عينيها بتناغم رأت نفسها طفلة مع والد يدللها بالحب رأت نفسها عروسا تزف لأكثر الشباب وسامة وشجاعة وأنجبت منه عشرات الاولاد وفجاة تحولت ذكرياتها البرئية الى كابوس الى هذا اليوم الذي سيظل عالقا بداخل عقلها وجدت نفسها تصرخ وتصرخ