الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى

انت في الصفحة 40 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

متختبرش صبري كتير 
أكنان بأصرار فكري يازهرة بعقلك شوية أحنا بينا أطفال 
أتمنى لو بأمكاني أتلاف كل شيء حدث بيننا ونعود الى الوراء الى ماقبل اللقاء ولا نلتقي دوستويفسكي
همست پألم أنا أتعذبت كتير عشانهم عشان أضمن أنهم مرتحايين في حياتهم ولسانك ده مينطقش بأسهم تاني أنا ممكن أقتلك فيها لو جبت سيرتهم تاني المرة دي علمت عليك أما المرة الجاية ممكن أموتك فيها
أمي مستحملتش الصدمة أتشلت فيها الناس مرحمونيش فأخدت أمي وهربت سافرت بيها بلد تانية محدش فيها يعرفني ولا يعرف بحكايتي أتنكرت في شكل وحش عشان مفيش راجل يبصلي كنت بخاف من نظراتهم أوي بقيت مجرد شبح
بنت وأحساسي بالعاړ والذنب اللي كان كل يوم بيكبر جوايا ذنب مكنش ليا يد فيه حاولت أموت نفسي لما عرفت بحملي عيشت أكتئاب وأيامي كنت كلها ليل لمعت عينيها بالدموع وهي تتحدث عاقبت نفسي عذبت نفسي كنت بچرح جسمي وأضحك على ۏجعي كنت بعيط كل يوم كنت معرضة للجنون في أي لحظة روحت أتعالجت عشان أقدر أتقبل وضعي وأعرف أعيش 
لولا أمي وأحتياجها ليا وأحساسي بالذنب أني السبب كان زماني ياتجننت ياأنتحرت ولدت وليد وأياد كان ممكن أرميهم في الشارع أول ماتولدو ودي كانت نيتي في البداية بس أول ماشوفتهم وشيلتهم في حضڼي مقدرتش أعمل كده حطيتهم في ملجأ ومن رحمة ربنا قابلت مدام ليلى أخدتهم في الملجأ وطلعت ليهم مدام ليلى شهادات ميلاد وبيتعاملو هناك أحسن معاملة وبيتعلمو أنا عايشة ليهم هما وبس فاقت من شرودها نظرت له بۏجع السينين 
هتفت بنبرة منخفضة مھددة مشوفش وشك تاني 
أغلقت الباب خلفه أنهارت على الارض سقطت على البلاط أسندت ظهرها للحائط وأخذت تبكي بحړقة
ومع أشراقة الشمس في ذلك الوقت الندي المعطر بنسمات الصباح الأولى رن هاتفها المحمول من بين نومها مدت بكسل الى الطاولة الملاصقة للسرير وحاولت أطفائه لكنه كان بعيد عن مجال يديها فهي لم تنم البارحة الا
بعد أذان الفجر توضأت لصلاة الفجر وأخذت تتضرع لربها كثيرا وأن يهديها لطريق الصواب ثم نامت بعدها مباشرة هتفت بحدة فهي لم تأخذ كفايتها من النوم شتمت في سرها على المتصل عندما لمع أسمه في عقلها فتحت عينيها على أتساعها ونهضت من فوق الفراش أمسكت الهاتف ولكن المتصل كان بدون أسم ظلت ساهمة للحظات قبل الرد 
_ الو
رد كريم بحب صباح الخير
ردت عليه التحية بصوت خجول صباح الخير
قال والابتسامة تزيين شفتيه وهو على الجهة الاخرى عاملة أيه نمتي كويس أمبارح
ترددت في الاجابة أه نمت 
بضحكة خفيفة قال بس أنا معرفتش أنام 
سألت ضحى ومنمتش ليه
فكر للحظات قبل الرد أنتي السبب كنت بحلم بيكي وأنا صاحي 
خجلت من كلامه وقالت بصوت مرتبك هوفي حد بيحلم وهو صاحي 
رد عليها أنا أعمل أيه أول ماشوفتك وأنتي قلبتي كياني مش هتسأليني كنت بحلم بأيه طول الليل 
لم تقوى على سؤاله فظلت صامة
عندما لم تتحدث قال بابتسامة مادام مش عايزه تسألي أنا هقولك كنت بحلم بأيه كنت بحلم أننا خرجنا مع بعض وبنلف شوارع الاسكندرية وماسك أيدك وقاعدين على البحر أيه رأيك أجي ليكي دلوقتي ونخرج مع بعض والحلم يبقا حقيقة 
ردت بسرعة مينفعش 
_ ومينفعش ليه أنا شايف عادي نخرج مع بعض 
_ لا مش عادي أحنا لسه الصبح بدري أوي وبابا مش هيرضى 
_ خلاص هقوله 
_ أسمعني ياكريم بلاش تقوله عشان أنا عارفة رده خلينا نخرج بعدين مش لزم دلوقتي
_ بس أنتي واحشتيني وعايز أشوفك 
ردت عليه ضحى بخجل شديد بعدين 
أبتسم ثم قال بعدين معناها واحشتيني وأشوفك
هزت رأسها بالأيجاب في صمت 
قال كريم بابتسامة هادئة معنى سكوتك أه 
ضحى بخجل تصبح على ماتتمنى 
رد بابتسامة ياريت يلا روحي كملي نوم باين عليكي مش بتصحي دلوقتي سلاااام 
ضحى بابتسامة سلاااام
كان زاهر يجلس بمفرده في الحديقة فبيسان رفضت محاولته لكي يخرجها من الفراش للأفطار معه وظلت نائمة جاءت صفية من خلف ظهره حاملة أفطاره على صينية 
قالت برقة صباح الخير
عند سماع صوت والدته الټفت لها ونهض مسرعا من مقعده قائلا بقلق أيه بس اللي طلعك من أوضتك وأنتي لسه تعبانة والصينية دي لمين ثم أخذ الصينية من يديها ووضعها فوق الطاولة 
ردت صفيه ده فطارك 
زاهر بحب ليه تعبتي نفسك ثم جذب لها كرسي أقعدي ياست الكل وصباحك سكر 
أبتسمت وهي تجلس على الطاولة بجواره أومال هتعب لمينلو متعبتش ليك 
قال برقة ربنا يخليكي ليا 
ردت صفية ويخليك ليا قولي بقا أيه اللي شاغل فكرك ومخليك سرحان ومش مبسوط
_ مفيش حاجة يأمي 
_ عليا بردو يازاهر أنا أكتر واحدة بحس بيك وبعرف أمتى بتكون مبسوط وأمتى بتكون مضايق وأنت دلوقتي مش مبسوط 
تصنع الابتسامة شوية مشاكل في صفقة تبع الشركة مش أكتر 
نظرة له بتمعن ثم قالت صفقة بردو
زاهر بحدة دون وعي أيوه صفقة
تحدثت صفية بهدوء براحتك يابني مد أيدك ويلا نفطر سوا زي زمان 
تمتم قائلا حاضر سعدة طلعت الفطار لبيسان 
صمتت للحظة ثم قالت أيوه مأكده على سعدة انها تودي ليها الفطار وزمان سعدة فوق راسها لحد ماتفطر معرفش ليه مراتك هفاتنا ومش بتاكل خد بالك من أكلها شوية يازاهر 
قطب بين حاجيبه ثم رد قائلا هاخد بالي وبعد أن تناول عدة لقيمات نهض من مكانه قائلا أنا طالع فوق 
قالت صفية بس أنت ملحقتش تفطر 
رد زاهر خلاص شبعت ثم تحرك مبتعدا نظرت الى زاهر بعد مغادرته وشاهدت حجم المعاناة الذي يعيشها أحنت رأسها وهي تسأل نفسها هل فعلت الصوب وهي ترى تعاسة أبنها طبعا فعلت الصواب فهو سيصاب بالتعاسة معاها في وقت لاحق ويكون الاوان قد فات فهي لا تستحق أبنها فهو يستحق فتاة من أهل بلدته ذات أصول صعيدية متربية على الأصول وليست خواجية تعيش في الخارج في عالم منحل سعدة عندما رأت حزنها أقنعتها بالذهاب
الى الشيخ فرحات 
ذهبت الي الشيخ فرحات وهو معروف في كل أنحاء الجمهورية وكل الناس يذهبون اليه من كل مكان وحتى من خارج مصر ذهبت اليه بعد أن عانت في الحصول مع موعد لديه أول ما دخلت الغرفة رأت رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة مسلط على وجهه ضوء المصباح و كانت الأضاءة الوحيدة في الغرفة ضوء خاڤت يخيف كل من يدخل عنده 
قال بصوت غليظ أدخلي يابنت أبية
تمتمت پخوف مفيش حد خالص يعرف بأسم أمي غير جوزي وأبني وبس عرفت منين
لمعت عينيه قائلا بلاش تسألي كتير وادخلي في الموضوع علطول ولا أقولك أنا الموضوع 
أرتعدت أوصالها وبلهجة متوترة قالت أتفضل حضرتك قول ماأنت ياشيخنا مكشوف عنك الحجاب 
قال بلهجة خالية من الحياة عايزه تفرقي بين أبنك ومراته عشان شايفها مش مناسبة ليه وعايزه تجوزيه واحدة على مزاجك أنتي عايزه تجوزيه بنت ابن عمك 

أتسعت عينيها بالذهول فهي لم تقل لأي شخص ولا حتى سعدة عن وجدان ورغبتها ان تكون هي زوجة أبنها هتفت قائلة الله أكبر حضرتك طلع مكشوف عنك الحجاب بجد وقولت كل اللي عايزه أقوله طب وأيه الحل ياشيخنا 
_ تنفذي كل اللي هقولك ليه وطلبك هيتجاب 
_ حاضر ياشيخنا وكل طلباتك مجابة
عندما أنتهت من تذكر مافعلته نكست رأسها للأسفل وهي تشعر بالضيق وعدم الراحة 
عندما أنهى الكلام معاها وأغلق هاتفه ظل مكانه جالسا أخذ يعبث في هاتفه وقع نظره على أسم بيسان خبط بكف
يديه على رأسه بحدة هتف بصوت عالي يااااه ده أنا متصلتش بيها وقولت ليها أني هخطب أووف دي هتزعل مني حدث نفسه زمانها مش فاضية ومشغولة في شهر العسل ومش هتزعل لما تقولها أن الموضوع جاه بسرعة 
رن جرس الهاتف عند بيسان التي أستلقت على فراشها مرة أخرى بعد أن أجبرتها سعدة على تناول الأفطار أمسكت الهاتف ورأت أن المتصل هو كريم فتحت الخط بسرعة سمعت صوت كريم صباح الخير 
ردت بصياح صباحك زفت 
كريم بهدوء بدل ماتقولي صباح الخير 
ردت بضيق ولا صباح ولا خير وصباح بمناسبة أيه 
أستغرب من رد فعلها الحاد فقال مالك يابيسان 
أنطلقت من فمها تنهيدة عالية وقالت مفيش بتتصل ليه دلوقتي 
رد عليها قائلا كنت عايزك تباركللي أصل قررت أتجوز ضحى وقريت الفاتحة أمبارح
ردت بحدة مبرووووك
أنزعج كريم من كلامها فقال مالك وبتقوليها من غيرنفس ليه
بيسان بانفعال عايزني أغنيها ليك جي بعد ماخطبت بتقولي أنا خطبت منتظر مني أيه غير كلمة مبرووك
صمت للحظة شاعر بالضيق لعدم أخباره خلاص بقا متزعليش مني يابوسة والله الموضوع جاه بسرعة وأنا قولت أكيد مش هتزعلي أني قولتلك بعدها لو زعلانة عشان خاطري متزعليش مني أنتي عارفة اني مقدرش على زعلك 
سرى داخل جسدها ضعف شديد لتنطلق من فمها أهة ألم أاااه
كريم بلهجة قلقة مالك يابيسان 
شعرت بضيق نفس فجأة فقالت بصوت مخڼوق مش عارفة مالي ياكريم 
سأل كريم مالك بجد يابيسان وصوتك أول ماسمعته حسه أنه متغير أنتي تعبانة ومش عايزه تقولي 
قالت بحيرة أنا مبقتش عارفة أنا مالي خنقة علطول ملازمني وحسه بالندم علطول 
قاطعها كريم قائلا خنقة أيه وندم أيه اللي بتقولي عليه
بيسان بتردد حسه أني مبقتش مبسوطة مع زاهر حسه أني أتسرعت في الجوازة دي
_ أوعي يكون زعلك 
_ لا مزعلش وديما كويس معايا 
_ أومال أيه السبب اللي خلاكي تقولي كده 
_ مش عارفة مش عارفة ثم صمتت للحظات وقالت بشرود بقيت بخاف منه أخاف أبص لوشه 
_ پتخافي من

39  40  41 

انت في الصفحة 40 من 57 صفحات