الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى

انت في الصفحة 41 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

مين 
ردت عليه بيسان بدموع أنا حسه أني اتسرعت بالجوازة دي ياكريم ومش عايزه أعيش معاه
كريم هز رأسه پعنف فهي تعشقه وفعلت المستحيل لكي تتزوجه ماذا حدث لكي تقول هذا الكلام 
سأل بارتباك حصل أيه خلاكي تقولي كده ومتقوليش محصلش حاجة عشان مش هصدق أنك في أقل من أسبوعين تتغيري ومشاعرك تتغير ناحيته 
هتفت بانفعال محصلش حاجة ومفيش مرة زعلني بس مبقتش عايزه وأتخنقت منه
كريم بضيق اللي بتعمليه ده أسمه لعب عيال 
ردت بيسان على الفور رد أذهل كريم أيوه يكريم لعب عيال وزهقت من اللعبة وخلاص قررت أرميها
وأشوف غيرها وسلاااام عشان هكمل نومي 
نظر كريم للهاتف المغلق بذهول محدثا نفسه عن السبب الحقيقي وراء تغيرها 
خلف الباب كان واقفا سمع كلامها ضغط بيديه على جبينه ثم مررها على فمه محاولا كتمان صړخة ألم أنفجارات صامتة في صدره أخذت تزيد بالتدريج أمسك مقبض الباب للدخول أليها ومواجهتها هبطت يديه بضعف أعطى ظهره للباب هبط الدرج رويدا رويدا كلماتها أخذت ترن في أذنه شعر بأرتخاء في جسده سالت الدموع حاړقة على وجنتيه تعبر عما داخله من ألم بدأ يفقد الأحساس بالأشياء من حوله قاوم باستماته الدوار الذي أخذ يلف برأسه أمسك رأسه پعنف وأخذت يده ترتعش من هول مافيه من صدمة لتنزلق قدمه من على الدرج بسرعة رهيبة أرتطم جسده على الارض بصوت مدوي 
سمعت صفية صوت أرتطام عالي ذهبت لرؤية ماحدث أطلقت صړخة مدوية لرؤية أبنها غارق في دمائه أاااااابني
تصاعدت الزفرات حادة داخل صدره سأل نفسه پخوف هل ممكن أن تظل على موقفها ولا تغفر له ذنبه وجد نفسه أمام باب الملجأ مرة أخرى بعد عدة ساعات وفي يديه طائرتين كما وعد أندهشت مدام ليلى عندما طلب رؤية الصغيرين فقط لكنها لم تعلق بأي كلمة 
في فناء الملجأ أخذ يلاعب الطفلين بالطائرة رغم بؤسه
شعر بالسعادة تتغلغل داخل قلبه 
اياد بنبرة طفوليه انا مبسوط أوي معاك 
وليد بتوسل وتيجي وتلعب معانا علطول 
كتم تأثره وقال بهدوء انا مش هجي وبس انا هاخدكم تعيشو معايا 
هلل كلا الطفلين بسعادة رفع كلاهما على ذراعيه وأخذ يدور بيهم مشاركا لسعادتهم رفعهم بسهولة لأعلى وانزلهم 
ضحك أياد من قلبه هاتفا تاني
أما وليد شهق باعتراض وأخذ يتلوى بين يديه مهددا إياه نزلني نزلني
انزل كلا الطفلين على الأرض عندما شعر پخوف وليد 
أياد بلوم خواف 
همس وليد بصوت مكتوم انا مش خواف
اخرج لسانه مغيظا إياه خواف
ارتعشت شفتيه بالبكاء حمله أكنان على ذراعيه وجلس على الكرسي الموجود بجواره أشار إلى أياد للجلوس بجانبه ضم وليد اليه وهمس لوجه المختبىء دموعك دي زعلتني انت شجاع ثم نظر إلى الآخر بتأنيب مفيش أجمل من وجود أخوك في حياتك أخوك هو سندك ومصدر قوتك الاخ نعمة من ربنا مين لما بتكون زعلان بتروح ليه علطول
رد أياد بروح ليه
_مين بتحب تلعب معاه وبتكون فرحان ومبسوط
_ وليد
_مين بيدافع عنك لما يجي حد يضربك
نكس رأسه بخجل وقال وليد
أكنان بهدوء أنتو اخوات وملكمش غير بعض يلا خدو بعض بالحضن وقوله مش هزعلك تاني
أياد بلهجة أسف متزعلش مني ياوليد ثم حضنه 
وليد بابتسامة خفيفة خلاص مش زعلان
رأته من بعيد نظر كل منهم في عين الأخر توقف الزمن يرقب من بعيد لحظات من الصمت المؤلم لتتحرك بخطى سريعة تجاهه 
جسدها
تشنج بالڠضب همست بصوت مكتوم أنت أيه اللي جابك هنا
قال بصوت هادىء غامض نفس اللي جابك 
أشارت بيديها مھددة اياه أمشي ومتجيش هنا تاني أحذر ڠضبي المرة اللي فاتت كان مجرد چرح خفيف المرة الجاية معرفش ممكن أعمل معاك أيه 
تحدث بصوت منخفض المكان هنا مفتوح للكل مش من حقك تقوليلي مجيش 
صړخت ببعض الهسترية أنت أيه مش عايز تخرج من حياتي ليه 
غمز لها وأشار الى الطفلين ثم قال ممكن نتفاهم ونتكلم بالعقل وأركني مشاعرك دي على جنب 
تنفست بعمق صړاخها شيء خاطىء أمام الطفلين تصنعت الابتسامة وقالت لهم روحو العبو على المرجحة شوية عايزه أتكلم مع عمو شوية
قال أياد بصوت بريء والابتسامة تزيين وجهه عمو هياخدنا نعيش معاه 
نظرت إلى طفلها وإليه غير مصدقة ما سمعته ثم قالت مين اللي هياخدكم تعيشو معاه
أشار كلا الطفلين إلى أكنان عمو ده
قال أكنان بهدوء يلا روحو العبو 
عندما أبتعد الطفلين زهرة بصوت مكتوم أنت أنت ناوي على أيه 
نظر إليها بتعاطف ثم قال انا مكنتش عايزك تعرفي دلوقتي كنت همهد ليكي الأول بس هو مقدر ومكتوب أنك تعرفي باللي كنت هعمله 
همست برفض وأنا مستحيل اسيبك تاخدهم
رفع نظراته لها وتنهد قائلا وأنا بعد ما عرفت بيهم مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لقطاء مجهولي النسب أنا أذنبت في حقك وعارف ان اللي عملته معاكي مستحيل تسامحيني عليه وبتمنى نظرة الكره اللي بشوفها في عينيكي تختفي في يوم من الأيام لكن ولادي مستحيل اسيبهم عايشين في ملجأ لزم يتكتبو بأسمي أنا أبتديت في الاجراءات وأول ماتخلص وأثبت أني أبوهم هاخدهم وهكتبهم بأسمي 
صوتها تحول الى همس مخټنق بالبكاء ليه مصمم تعذبني خرجني وخرجهم من حياتك 
تنهد أكنان وقال برقة مينفعش أخرجهم من حياتي مينفعش يازهرة لو سبتهم يبقا بجني عليهم دلوقتي هما مش فاهمين وضعهم المشكلة بعدين لما يكبرو ويدخلو مدرسة ولما يخرجو للحياة نظرة الناس ليهم مش هترحمهم وأنتي أكتر واحدة عيشتي مرارة نظراتهم المحتمع اللي هما عايشين فيه مبيرحمش اللي زيهم أنتي عايزه ليهم كده عايزه ليهم الذل والعاړ 
تصلب في وقفته وهو يراها ترتعش أمامه صمت للحظة ثم قال عارف ان الحقيقة ألمتك الحقيقة اللي عاملة نفسك مش شايفها مش شايفها عشان لسه صغيرين فكري بعقلك شوية أنا هديكي وقت لحد ماتتقبلي وجودي في حياة ولادي 
لمعت عينيها بالدموع وهي تتطلع الى التوأم ثم قالت بانفعال رافض مش هفكر وأخرج من حياتنا 
قال برقة متناهية أنا هسيبك دلوقتي وعايزك تفكري بعقلي وحاولي تلغي مشاعرك عشان تقدري توصلي للقرار الصح
ثم تحرك مبتعدا عنها 
نظرت لأختفائه بعيون دامعة وتمنت أختفائه من حياتها الى الأبد 
أجمل فترة يمر بيها أي رجل وفتاة هي فترة الخطوبة التي تسبق الزواج علاقة حب نهايتها زواج عواطف متقدة وشوق لا يفتر حياة جديدة على وشك البدء فيها تطلعات وأمال 
بعد أن أستئذن ولدها لكي تخرج معه في نزهة لفترة قصيرة من الوقت 
في السيارة تحت منزل أهلها سألها برقة عايزه تخرجي تروحي فين 
هزت رأسها بالنفي في صمت
سأل بدهشة مش عايزه تخرجي معايا 
خجلت أن تقول له أنها تريد فقط البقاء معه فقط يكفي جلوسه معاها في بيت أهلها هو وهي فقط 
فمال عليها وقال مبتسما اللي هتقولي عليه هنفذه 
نظرت له بخجل مش عايزه حاجة
قرأ حبها ولهفتها له في عينيها فأخفضت رأسها خجلا 
قال كريم بابتسامة عايزه حاجة ومش عايزه تقولي
همست وقالت بحياء عايزه أي مكان يجمعنا أنا وأنت
زينت الابتسامة وجهه وقال مش عايزك تتكسفي مني واللي نفسك فيه تقوليه علطول 
قالت بخجل عايزه أشوف غروب الشمس على البحر 
نظر لها مبتسما شبيك لبيك ياصغيرتي ثم أنطلق بالسيارة 
أخذ كريم ضحى وجلسا على الشاطىء تطلعت هي للبحر وهو بدوره تطلع لها وشعرها يتطاير مع نسمات البحر هي مفتونة بالبحر وهو مفتون بالنظر لها أعجاب في لحظة واحدة بدون أن يشعر تحول الى
حب هي كل ماأراد في الفتاة التي سيحبها أراد أسعادها بأي شكل أراد أن تحمل له أطفاله وتكون بجواره حتى أخر العمر 
نظرت له فوجدته يتطلع اليها بشرود 
فقالت له مش بتبص للبحر ليه البحر جميل أوي الوقت ده
غمز له وقال أنا بشوف اللي أجمل من البحر 
أحنت رأسها من الخجل أضطربت وحركت يديها بارتباك فوق الطاولة دون قصد لمست يديها مشروبها الساخن فكاد يقع عليها أبعد كريم بدون تفكير يديها بسرعة ليتانثر القليل من محتوى الكوب فوق كف يديه 
هتفت بقلق أيديك جرالها حاجة
قال كريم برقة والابتسامة على وجهه الحمد لله بسيطة مفيش حاجة 
الحب شعلة داخل القلب بالاهتمام والرعاية تزداد الشعلة توهجا ولمعانا
وكانت بيننا قصه
و كانت تقول تهواني
تاتيني بالليل مشتاقه
تختبئ بين احضاني
كانت بالعشق تولعني
تشقه نصفين وجداني
تقول بيننا حب
عشق و حنين دامي
كانت ترقص على عزفي
تغني عزف الحاني
تدور حولي كفراشه
تخرجني من سجن اشجاني
جعلتني انسى ما اسمي
جعلتني انسى عنواني
كانت تقول يا عمري
انت في قلبي و كياني
كانت تقول ما عمري
سانسى ليلك الشاجي
و نسيت القطة الصغرى
وعودا اعطتها و اماني
ذهبت و تركتني مشتاقا
اذوب في باقي احلامي
توارت عني الورده
وتركت شوكها الدامي كلمات ابراهيم الشامي 
من بعيد كانت تلقي عليه نظرة كاملة جسده يحتل الفراش شعرت بتمزق غريب يسري داخل قلبها حاولت الأقتراب منه لكن قدميها أبت التحرك 
شعرت بروحها تسحب من جسدها 
كلا والدايه ظلا صامتين جالسين بالقرب
من الفراش منتظرين لحظة أستيقاظه 
تقلصت ملامح وجهه من الألم هتف كل من صفية وناصر بدعاء يارب
حاول الصړاخ لكن صوته ظل عالق في حنجرته يريد الصړاخ فالصړاخ سيخفف من ألمه حاول الصړاخ لكن صوته أختنق داخل حلقه كرر المحاولة فخرج صوته بأهة خاڤتة أااه بيسااان
وفي خلال للحظات بدأت أهدابه تتفتح ببطء أغمض عينيه التي تأذت من وهج الغرفة ثم عاد وفتحها بحذر سأل بتمتمه أنا فين 
ردت عليه صفية بلهفة سلامتك ياقلبي 
شعر بصداع يكاد يفتك برأسه حاول رفع رأسه بعناد لكنه فشل وأنهار ساقطا على وسادتهأراد أن يحرك ذراعه فتألم بدأ ينادي بيساااان
دار ببصره المشوش يبحث عنها حتى وقعت عينيه فنادى عليها بيسااان
لم تقدر على البقاء معه وهمت أن تخرج من الغرفة لكن صوت ندائه بأسمها شل حركتها التفتت له 
تقابلت العيون في صمت أكتفو بنظرات تحمل كل معاني الألم والحزن والعتاب 
لم تقوى على البقاء أعطته ظهرها لتخرج من الغرفة 
نادى عليها بيساااان
صفية بلهجة يشوبها القلق وهى ترى مايحدث ريح نفسك وبلاش تتكلم 
للحظة ظلت ساكنه ثم التفتت له ونظرة لها نظرة خاوية باردة خالية من المشاعروخرجت من الغرفة
أغمض عينيه تأوه پألم مش عايز أفوق صړخ بشدة 
أنطلقت صفارات متقطعة من الجهاز الموصل بيه وانهار في غيبوبة 
صړخت صفية بهستيرية أااابني
تصلب ناصر في مكانه ثم خرج مسرعا لينادي الطبيب 
كانت بيسان واقفة في الممر بالقرب من الغرفة وعندما أتى ناصر ومعه الطبيب القى عليها نظرة لوم 
أول ماأتى له خبر وجود زاهر في المستشفى أنطلق في التو الى أسوان 
بمجرد وصوله رأى بيسان موجودة في الخارج واقفة بجوار غرفته
قال باستغراب واقفة برا ليه زاهر كويس 
ردت عليه بهدوء
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 57 صفحات