الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية زهرة لكن دميه بقلم الكاتبة سلمى

انت في الصفحة 47 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز

برقة_ متزعليش يابيسان بكرا ربنا هيعوضك خير 
أكنان بلهجة حزينة _ بكرا تقومي وتكوني أحسن من الأول 
حاول الكل مواساتها بقول كلمات مشجعة لها 
صوتها ترقق وتحول الى لهجة ضعيفة تدمي القلب_ أنا كويسة صوتها تلاشى شعرت بالدوار باااابااا 
هتف نجم بهلع _ بيسااان 
تصلبت جيلان في وقفتها وهي ترى بيسان تغمض عينيها أما كريم وأكنان خرجا من غرفتها مسرعين لمناداة الطبيب 
في الداخل عندما أنتهى الطبيب من الكشف عليها قال الطبيب بهدوء_ هي محتاجة راحة دلوقتي ثم أشار للمرضة الموجودة بجواره فقامت بتغير المحلول المغذي الفارغ بأخر جديد ووضعت فيه مهدىء عندما أنتهت قال الطبيب موجها كلامه للجميع _ ياريت الكل يخرج دلوقتي 
خرج الكل على مضض الا من جيلان التي ظالت جالسة على الكرسي المجاور لفراشها 
في الخارج 
قال كريم بصوت كئيب_ أيه اللي حصل وخلاها توصل للمرحلة دي
نجم بحزن _ معرفش ياكريم من يوم ماجيت من أسوان وهي حالتها مش طبيعية ومفيش حد فينا حاول يجبرها على أي حاجة ولا حد فينا ألح في سؤاله ليه سابت زاهر وهو في وضعه ده 
نظر لهم أكنان ثم ضاقت عينيه بتفكير للحظات ثم قال _ أكيد في حاجة حصلت وخلاها توصل للحالة دي حاډثة زاهر وأنطواء بيسان وعزلتها أكيد في سر 
سأل كريم بملامح مفكرة _ أزاي الواحد مفكرش في الكلام ده وأن ممكن تكون في حاجة بس ايه اللي ممكن يحصل يخلي بيسان تتغير كده 
هز رأسه بحيرة _ معرفش بس الوضع ده ميتسكتش عليه أكتر من كده 
نجم وكريم في وقت واحد _ وناوي تعمل أيه 
ضيق عينيه أكثر ثم قال _ أنا هسافر أسوان أحاول أعرف الحقيقية منهم هناك وأذ كان في مشاكل بين بيسان وزاهر هي اللي خلت الوضع بينهم بالسوء ده
رأت سيارته تتوقف أمام الفيلا لكنها كانت تشعر بالڠضب فالنهار شارف على الأنتهاء والشفق بدأ يقترب ولم يكلمها سوى مرتين فقط لاغير طوال الساعات الماضية وكان كلامه قاصر على جملتين خلي بالك من نفسك 
رأها تقف في الشرفة معطية له ظهرها أستشعر ڠضبها من طريقة وقفتها وعدم التفاتها له
كريم بلهجة رقيقة _ واحشتيني الكام الساعة اللي فاتو وكنت ديما على بالي بس أعمل أيه الوضع كان في المستشفى صعب والواحد كان على أعصابه أول ماوصلت لقيتها في أوضة العمليات وأجهضت البيبي 
شهقت ضحى بفزع _ هي كانت حامل وسقطتت
هز رأسه بأسى _ أيوه مكنش حد فينا يعرفجمسها مستحملش الحمل من الوقت اللي أنفصلت فيه عن جوزها وهي بقيت زاهدة في الدنيا
وعلطول حپسه نفسها 
تبخر غيظها وأختلج قلبها لكلامه_ وهي عامله أيه
_ الحمد لله أحسن 
أدارها اليها لتواجهه حاول التخفيف من جو الكأبه فقال ممازحا _ شكلك كان حلو وأنتي وافقة بتنفخي ومستنية تشوفي وشي عشان تطلعي ڼار في وشي 
لم تبتسم على مداعبته وقالت _ هزار تقيل على فكرة أنا كنت مضايقة عشان أتأخرت عليا ومهنش عليك تريحني بجملة مفيدة وكنت خاېفة وقلقانة عليك أوي
_ الواحد أتلاهى في اللي حصل متزعليش مني 
أولته ظهرها فأمسكها بسرعة وقال_ شكلك زعلانة 
تذكرت هلعها وخۏفها فقالت بحدة _ كنت وخلاص مبقتش زعلانة
شعر بالندم فهو أخطىء لأنه لم يطمئنها على الوضع في المستشفى 
ربت على وجهها برقة وقال بحب _ أعمل أيه عشان أصالحك ومتفضليش زعلانة
_ متعملش حاجة 
_ لأ لازم أصالحك
أبتسمت بخبث_ مصمم تصالحني
كريم بابتسامة عاشقة_ أكيد مصمم
ضحى بهدوء_ يبقا تسيبني عايز تصالحيني يبقا تسيبني لوحدي 
صاح بها بتلقائية_ لأ طبعا ده أنا مصدقت أجي هنا وأشوف وشك اللي بينسيني الهم والزعل تيجي تقولي أسيبك لوحدي أطلبي أي حاجة غير أسيبك 
أخفت أبتسامتها وهي تقول_ سيبني وشوف وراك أيه
ثم أولته ظهرها شعرت بيه يرفعها ويحملها بين ذراعيهثم ألقاها فوق الفراش 
جلست بحدة على الفراش وقالت له _ أنا مش عايزه أنام 
أبتسم بهدوء_ بس أنا عايز أنام وقام بتغير ملابسه 
خفق قلبها وابتسمت دون أن يراها ڠضبها ليس له وجود ولكنها أرادت أيصال له أنها شعرت بالخۏف والقلق وهو بعيد عنها 
عندما أبدل ملابسه رقد على وراح يمسح على شعرها بحنان ونظر لها بحب _ أسف على القلق والخۏف اللي سببته ليكي 
قال برقة _ أنا كنت خاېفة وأنت بعيد عني لكن أول ماشوفتك الخۏف راح 
_ مش زعلانة مني 
_أنا مقدرش أزعل منك أنت حبيبي وجوزي 
صاحت صفية بعصبية _ أنتي مطرودة ومشفش وشك هنا تاني
سعدة بتوسل_ أبوس أيدك ياستي والله أنا كنت عايزه أساعدك لما شوفتك زعلانة من جوزاة سي زاهر 
أرتسم على وجهها ندم هائل وهي تقول _ مش هقول غير روحي منك لله ويارتني ماسمعت كلامك ومشيت وراكيأهو أبني راقد في المستشفى في غيبوبة وكله من ورا سمعاني كلامك روحي للشيخ فرحات هيعملك عمل هيريح قلبك ويبعد مراته عنهأبني اللي أتاذى من الحكاية دي ثم هتفت بلوعة محترقة أااااه يابني أنا السببب 
بلهجة مترجية _ بلاش تطرديني ياستي 
صفية بلهجة مليئة بالألم _ الكلام اللي قولت عليه يتنفذ ومشوفش وشك في البيت هنا تاني أطلعي براااااا
أنحنت سعدة رأسها لتقبل كف صفية لكنها ڼهرتها پعنف وصاحت في وجهها_ براااا
كان ناصر في الخارج سمع كل كلامهم لم يستوعب للحظات ماسمع أزدرد ريقه بصعوبة تملكه غاضب عارم دخل الى الغرفة مسرعا نظرت له صفية وسعدة بړعب  
صفية بلهجة مڤزوعة مرتبكة _ أنت كنت في المستشفى أيه اللي جابك دلوقتي 
نظر له بوجه محمر من الڠضب ثم هتف بانفعال_ جيت عشان أعرف حقيقتك ياصفية طب سعدة جاهلة أنتي أيه مبررك سحر بتلجيء للسحر ياصفية ليه متعرفيش أن السحر حرام وأنه من السبع موبقات ضړب كف على كف بقوة لا حول ولا قوة الا بالله سحر سحر ياصفية لجئتي للسحر عشان تفرقي بين أبنك ومراتهأهو أبنك هيضيع بسبب أفعالك وبتسألي جيت بدري ليه عشان أقولك أخر المصاېب بيسان كانت حامل وسقطتت 
أنسالت الدموع على وجنتيها في صمت وهي تسمع كلامه الحفيد اللي كنتي بتتمنيه مااات بسببك
قبل مايشوف النور لمعت عينيه بالدموع ثم قال پألم الحفيد اللي كنت بتمناه أنا كمان ماټ وياعالم أبني هيفوق من غيبوته ولا أيه 
أنتفضت في مكانها قائلة پبكاء_ متقولش عليه كده هيقوم وهيخف 
صاح پألم _ مش باين هيقوم فيها لمي هدومك ياصفية وروحي على بيت أهلك
صفيه بدموع متوسلة _ خليني هنا ياناصر 
صاح في وجهها_ أمشي ياصفية بدل ماأرمي عليكي اليمين دلوقتي روحي عند أهلك وهيبقا ليا معاهم قعدة بعدين 
قالت بتوسل _ ميبقاش زاهر وأنت كمان
_ أنتي السبب ثم هتف پألم أنتي السبب أمشي ياصفية ونظر الى سعدة پغضب ممېت _ وأنتي مشوفش وشك هنا ولا بالقرب من أي مكان أكون موجود فيه 
حاولت زهرة نسيان الأمهاالايام التالية على تواجدها في هذا المكان مع أطفالها كانت كفيلة بتخفيف ألمها ومعاناتها من أجل راحتهم وسعادتهم بالتأكيد ستنسى مع الأيام چراحها من أجلهم من أجل سعادتهم وراحتهم هم أهم لديها من سعادتها هي 
كانت زهرة تقوم بتقليب التربة والحفرمن أجل زراعة عدد من النباتات وهي تحفر ألقت نظرة عليهم بحب وحنان وهما يساعدنها بالحفر وصغار ماشا يقومون باللهو بجوارهم شعرت في هذه اللحظة أنها تملك الكون وهي ترى تورد ملامح وجههم بالمرح والسرور أبتسمت لرؤية أبتسامتهم 
تألق وجه أياد وقال بحماس_ خلاص خلصت ونفض يديه بمرح 
قال وليد بابتسامة _ وأنا كمان خلصت 
ردت زهرة بابتسامة _ وأنا كمان
وليد وأياد بمرح طفولي في وقت واحد _ هنعمل أيه تاني
بلهجة سعيدة قالت _ هنسقي الزرع بالمية وكل يوم هنسقيه ميه عشان الزرع يكبر ويطلع ورد وكل واحد ليه زرعة واحدة دي هتبقا بتاعته هو اللي هيهتم بيها 
وأشار كل واحد فيهم الى البنات الذي سيقوم براعايتها والأهتمام بيه 
وبعد الأنتهاء من سقي النباتات قالت زهرة بابتسامة هادئة_ يلا ندخل عشان
تستحمو زمانكم تعبتو من كتر اللعب
وليد وأياد برفض في وقت واحد_ بس أحنا مش تعبنا لسه 
_ بس أنا تعبت وعايزه أرتاح 
_ خلاص أحنا هندخل بس بشرط وغمز الى شقيقه أياد
رأت غمزة العين فابتسمت قائلة _ أتفقتو على أيه من ورايا 
وليد بخجل _ شوفتك بترقصي 
قاطع أياد كلامه _ هو قال رقصك أحلى وأنا بقولو رقص سنواويت أحلى 
وليد بابستامة خجولة _ بترقصي أحلى منها ممكن توريه 
قرصت أذن وليد بخفة وقالت بضحك _ عيب تبص على حد
همس بخفوت _ مانا خبطت وأنتي مش حسيتي 
همست هي الأخرى_ أذ كان كده أنت مش غلطان أنا لما برقص بنسى الدنيا واللي فيهابطلع كل خنقتي وضيقي 
وليد بلهجة طفولية _ خليه يشوف أن رقصك أحلى 
هزت رأسها بصمت ثم قالت بمرح _ رقصي أحلى بكتير من رقص سنووايت 
بقدمين حافيتين لمست الأرض بخفة رقصت وبعد لحظات أندمجت بروحها وكامل حواسها 
عند ذلك الوقت توقفت سيارته أمام بوابة الفيلا لفت أنتباهه صوتهم المرح تصلب في مكانه عندما رأها من على بعد أقترب منها كالمغيب حتى أصبح على عدة خطوات منها كانت حركاتها الراقصة رائعة خفيفة مبدعة مٹيرةكان الفرح يشع من عينيها كانت تدور بسرعة هائلة فتحولت الى فراشة مرحة مٹيرة شخصيتها نابضة بالحب أنتفض في مكانه فلأول مره يرى السعادة في عينيها  
لم تنتبه لوجوده فكانت في عالمها الخاص 
شعر بقلبه يصحو من سباته ينتفض پعنف رأها زنبقة تتمايل بقدها ترقص حافية القدمين كالمنوم مغناطيسيا وبدون أرادة منه خطى باتجاهها يريد ألارتواء من ريحقها 
تملكها أحساس غيرمريح شيء أخبرها بوجود عيون أخرى متلصصة نظرات غير مرغوبة توقفت عن الرقص تسمرت مكانها عندما رأته أمامها مباشرة 
شاهدها بأكثر من شكل والأن هي ريشة تلهو بها الامواج الهادرة حاول الوصول اليها لكن الأمواج الغاضبة المنبعثة من داخل عينيها منعته 
قالت بانفعال_ أيه اللي جابك دلوقتي 
رد عليه بهدوء ظاهري لا يعكس مابداخله من
أشواق متقدة_ كنت جي أشوف الولاد أقبل ماسافر 
وليد بفضول _ هتركب طيارة 
_ أيوه هركب طيارة
_ طيارة بتطير في الهوا
_أيوه ياوليد طيارة حقيقية
وليد مكررا كلامه _ حقيقية حقيقية 
أبتسم أكنان بهدوء_ أيوه ياوليد 
وليد وأياد في وقت واحد _ خدنا معاك نفسنا نركب طيارة 
رد عليهم بلهجة ثابتة _ المرة الجاية
وليد برجاء _ خليها المرة دي 
رد عليهم بلهجة حازمة_ قولت المرة الجاية يبقا المرة الجاية ثم أحتضنهم وقال برقة
46  47  48 

انت في الصفحة 47 من 57 صفحات