ندوب الهوي بقلم ندا حسن
تحدثت به ولكنه يريد أن يعلم هل ما وصل إليه صحيح! أكبر منك ماشي ده سبب مقنع متجوز تلاتة بردو مفهوم بعيد عن ربنا وبيتاجر في حاجات ممنوعة طب ما جمال زيه!.. بعد أن تلقت صډمتها منه ومن حديثه عن شقيقها ابتسمت ابتسمت بحزن يتغلغل داخلها لأجل شقيقها الذي تأخذه الحياة في طريق لن يعود منه إن فات الأوان جمال طيب وشخص كويس بس مغلوب على أمره.. أو مش مغلوب هو مش عايز يشتغل ويتعب نفسه استسهل طريق مسعد وهو اللي عمل فيه كده.. ضحك عليه وفهمه أن الدنيا وردي وإن الطريق ده كويس وسهل ربنا يرده عنه قادر على كل شيء أبتعد بنظره عنها ساحبا نفسا عميقا ثم نظر إليها مرة أخرى دون تردد قائلا بجدية شديدة السبب اللي قبل الأخير مسعد عايز يتجوزك ليه داخله يعلم الإجابة التي احرقته عندما تعرف عليها وتخيلها تحدث داخله يشتعل بالنيران الثائرة داخله يحاول أبعاد الأفكار السيئة هذه عن عقله ولكنه لا يستطيع ويريد التأكد منها هي ليعلم إن كان هناك سبب آخر!.. نظرت إليه بتوتر وقد أحمر وجهها خجلا وضيقا من سؤاله الغريب والذي لن تستطيع الإجابة عنه وهو يعرف ذلك جيدا إذا لما سألها!.. عن اذنك ذهبت من أمامه سريعا متجهة إلى باب السطح لتهبط إلى الأسفل بعد أن ذهب الحديث بينهم إلى اتجاه آخر لا تفضله أبدا.. طب لو اتقدملك واحد في سني من الحارة مثلا.. ومش متجوز بيسمع من والدتك دايما أنه كويس ممكن هو مش قريب من ربنا أوي بس على الأقل بيصلي وبيقرأ قرآن على طول يمكن كل يوم وبياكل بالحلال وعايز يتجوزك علشانك أنت مش علشان حاجه تانية.. هتوافقي. ولا لازم تكوني بتحبيه وقفت دون أن تذهب خطوة أخرى إلى الأمام عندما استمعت أولى كلماته قلبها يدق پعنف يرفرف من السعادة اتبتسم. تفرح تترك قلبها يصعد إلى السماء مرفرفا مع الطيور من فرط السعادة.. يتحدث عن نفسه صحيح!.. صحيح مؤكد أنه يتحدث عن نفسه.. ظلت هكذا لحظات أو ربما دقائق لا تدري تعطي إليه ظهرها والهواء يعبث بطرف حجابها من الخلف أغمضت عينيها بقوة ثم فتحتهما واستدارت تنظر إليه قائلة بهدوء وخجل اعتقادا أنه يتحدث عن نفسه لو هو كده فعلا يبقى أنا أصلا بحبه نظرت إلى داخل عينيه بعمق وهو يبادلها نفس النظرة بحب خفي بينهم هم الاثنين منذ زمن ربما الآن فقط تبادلت القلوب الهمسات وبدأت شعرة الحب في الظهور.. أخفضت نظرها عنه واستدارت تستكمل سيرها لتهبط إلى الأسفل والسعادة تلح عليها من كل جانب أن تتركها وتفتح لها الأبواب حتى تشعر بها وبحب عمرها وهذا طلب صغير بالنسبة لما تشعر به الآن.. هبطت الدرج والدموع تخرج من عينيها فرحة متمتمة داخلها بالحمد والشكر إلى الله معتقدة أن هذه الإشارة التي طلبتها في دعائها.. بينما جاد بقي على السطح ينظر في أثرها بعد أن رحلت عنه ويفكر فيما فعله هل توقعت أنه يتحدث عن نفسه أم أنه مجرد سؤال. يا الله عقله سينفجر لقد أوقع نفسه في مأزق بسبب سؤاله هذا وسيكون أول توضيح يصدر منه تجاهها والمذنب الوحيد هو لأنه لا يدري ما الذي سيحدث في الأيام القادمة.. فإن كانت فهمت ما رمى إليه فسيتحمل الذنب لأنه جعل فتاة تتعلق به وهو الذي ترك زمام الأمور إلى والده يفعل ما يشاء وهو يرضى.. اليوم التالي جلس جاد على المقعد الخشبي عكسيا جوار باب الورشة مع ابن عمه سمير كان يتحدث معه عما يفعله به والده هذه الأيام وعن ذلك القرار السريع الذي اتخذه دون موافقة جاد التامة.. صاح جاد بصوت عال ليجذب انتباه المارة وهو يتحدث مع عامل المقهى الشعبي عيسى.. اتنين شاي مظبوط في السريع أردف سمير بخبث يعبث معه ويثير حنقه وهو ينظر إلى نافذة بيت الهابط الخاصة بغرفة هدير وايه المشكلة يا جاد لما يجبلك عروسة على مزاجه مهو في الأول ولا في الآخر أبوك وعايز يعملك اللي متعملش لحد قبل كده نظر إليه بحدة وكأنه يود أن يضع يديه الاثنين حول عنقه ولا يتركه إلا وهو چثة هامدة لأنه يعلم أنه يثير حنقه ويستفزه ولا عليا النعمة هلبسك الشاي اللي جاي ده في وشك وابقى وريني مين هتبصلك ارتفع صوت ضحكات سمير بعد نظرة جاد الحادة الصارمة وحديثه إليه وقد وصل إلى ما كان يريده هو أن يجعله يثور ويغضب.. مد يده كما فعل الآخر وأخذ الشاي من على الصينية التي كان يقدمها إليه عيسى عامل المقهى الشعبي.. ارتشف منه بهدوء دون حديث ثم بعد لحظات أردف قائلا بجدية وعقلانية في الحديث بس صراحة اللي أنت عملته غلط مكنش ينفع تقولها كده وضع كوب الشاي على الأرضية جوارهم