ندوب الهوي بقلم ندا حسن
الذين يعملون معه بها تحت إشرافه المهندس جاد الله أبو الدهب بمنتصف اليوم جلست مريم في غرفة شقيقتها هدير على الأريكة تحت النافذة التي تنظر منها على الشارع بأكملة يمين ويسار وبالأخص البيت المقابل لهم وورشة جاد أبو الدهب فتاة غاية في الجمال مثل شقيقتها وأكثر وجهها أبيض مستدير لا يحمل أي شيء من أدوات التجميل بل دائما على طبيعته شفتيها صغيره وأنفها كذلك وجميع ملامح وجهها غير عينيها العسلية الصافية مثل شقيقتها تماما جلست تفكر بشخص أحبته كثيرا ولا ينظر لها يوما ربما لا يدري بوجودها من الأساس تنظر له من بعيد الأفق وتحلم بأن يكون ذلك الزوج الصالح لها صغيرة على أن تفكر بهذه الأشياء ولكن قلبها لم يعد يعرف ذلك من وسط الجموع أحبه هو وهو لا يبالي بها ربما لو عرف بمكنون قلبها سيبالي ولكنه لا يعرف.. وضعت يدها على ايطار النافذة ثم اراحت رأسها عليها وهي تنظر على المارة بحارتهم وتفكر به وتسترجع ملامحه الخلابة بذاكرتها كلماته الجافة وطريقته الصلبة في الحارة حركاته الرجولية وسيرة الفريد بالنسبة لها لا يوجد مثله أبدا وتلك السېجارة التي يمسكها دائما وفي جميع الأوقات من خلف النافذة ترى ابن عمه يأخذها منه ويدعسها موبخا إياه حتى أنه في الفترة الأخيرة لم تراه يستنشق منها أمامه.. تدعي دائما في كل صلاة أن يجعله الله من نصيبها وتدعي أن يحقق الله لها دعائها وأمنياتها التي تحمله داخل طياتها من الممكن أن يكون يكبرها بكثير ولكنها تحبه وتريده هو فقط.. بينما تمرر نظرها في الشارع وجدته يتقدم من الورشة بابتسامة خلابة ورائعة وقف يتحدث مع ابن عمه يشير بيده يمين ويسار وكأنه يتحدث بأمر هام وزعت نظرها عليه من الأسفل إلى الأعلى تملي عينيها به لتذكره في كل وقت ولتراه وتميزه من بين الجميع.. قلبها يخفق بشدة وهي تراه يبتسم هكذا وتفكيرها يتناسى كل شيء إلا هو! رفعت نظرها إلى بداية الشارع من بعيد فوجدت شقيقها يتقدم ناحية المنزل وضعت يدها على رأسها تجذب الحجاب وتحكم إغلاقه وقد كان مغلق حقا ولكن خۏفها منه يجعلها متوترة دائما ثم جذبت أبواب النافذة لتغلقها ودلفت إلى الداخل والابتسامة على شفتيها قد رسمت لأنها رأته.. خرجت من الغرفة إلى صالة المنزل الصغيرة وجدت شقيقها يفتح الباب ثم تقدم إلى الداخل نظرت إليه بهدوء وهي تراه يدلف غرفته ذهبت إلى المطبخ لتساعد والدتها في تحضير العشاء.. وقفت جوارها وتحدثت قائلة مبتسمة بهدوء وراحة خلصتي يا ماما استدارت إليها والدتها نعمة صاحبة القلب الرقيق الحنون أم مصرية أصيلة تظهر الطيبة عليها وعلى وجهها البشوش جسدها قصير وممتلئ قليلا وأجابتها قائلة بابتسامة قربت أخلص روحي أنت يا حبيبتي ذاكري كادت أن تجيبها ولكنهم استمعوا إلى صوت شقيقها جمال وهو يهتف بصوت عال يتساءل عن شقيقته الأخرى اومال هدير فين هي لسه مرجعتش أجابته والدته قائلة بجدية وهي تقلب الطعام وتستدير بوجهها بعيد عنه لأ لسه زمانها جايه زفر بضيق ليتحدث بحدة وهو يخرج من المطبخ قائلا بعصبية وڠضب بتعملهم عليا.. كل يومين ترجع متأخر بتروح فين بقى الله أعلم ذهبت مريم خلفه وتحدثت بحدة مثله قائلة بضيق وهي تدافع عن شقيقتها التي كانت تعمل لتعيل هذا المنزل وهو في فراشة ينعم بالراحة عيب اللي بتقوله على أختك ده يا جمال أنت عارف هدير كويس استدار ينظر إليها بضيق وانزعاج قائلا وهو يشير بيده بحركات هوجاء بت أنت هو أنت هتعرفيني العيب واللي مش عيب.. غوري من وشي خلاص يا جمال يا بني هدير زمانها جايه دلوقتي قالت والدته هذه الكلمات بهدوء لتجعله يصمت ولا يفعل مثل كل يوم يبحث عن أي شيء ليرفع صوته عليهم وليعود إلى نفس النقطة مع هدير التي يعرفها الجميع.. خرج جاد إلى بداية الشارع وهو يقود سيارة ليجربها بعد أن قام بإصلاحات بها بينما وهو يقود إلى الخارج نظر بعينيه دون قصد منه ليراها وهي تخرج من سيارة أول مرة له أن يراها يقودها شاب لا يعرفه ولا يبدو من الحارة أنه يعلم أنها لا تجلس مع أحد غريب عنها بمكان مغلق كالسيارة وحدها فهذا خارج حدودها تمعن بالنظر من بعيد ليراها تميل على نافذة السيارة تتحدث إليه مبتسمة بسعادة وتحرك يدها إليه بعفوية ربما!. ودعته بيدها وهي تلوح له ثم ذهبت بطريقها إلى الداخل وهي تنظر يمينا ويسارا هل خائڤة من أن يكون هناك أحد رآها.. من ذلك الشاب الذي كانت معه.. وكيف لها أن تكون معه وحدها. ولما خرجت من السيارة بعيد إلى هذا الحد.. هل تخفي شيء. هل تخاف من أن يراها أحد معه. لقد انهشت الأفكار رأسه واثقلت عليه الأسئلة الذي ستجعله ينفجر كالبركان كيف لها أن تكن معه